رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحبوا بعضكم بعضًا
أحبوا بعضكم بعضًا أوصانا الرب يسوع قبل انتهاء خدمته على الأرض قائلاً: "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." (يوحنا 13: 34) فما نوع هذه المحبة؟ هي نكران للذات وإكرام للآخرين: أما هدفها فهو سعادة الآخرين دون التطلّع إلى الذات. نعم، هي تضحية خالية من الذات. * المحبة هي طبيعة الله: ليست المحبة مجرد صفة من صفات الله، لكنها في الواقع طبيعته، ولذلك فالإنسان الذي يحب يشارك الله في هذه الطبيعة، ويصبح إنسانًا غير عادي، إذ يكون قد تحلّى بصفة من صفات الله. وبذلك يكون الإنسان قد تغير وأصبح هناك الجديد في شخصيته، لأنه صار متحدًا بالله، وهو بذلك يكون قد وُلد من فوق، إنسانًا جديدًا يختلف في وصفه عن ذي قبل. * والإنسان المحب يبذل ذاته لأجل سعادة الآخرين فينسى كبرياءه وأنانيته ويتفانى في خدمة الآخرين. يقدم قدراته بسخاء، ويضحّي بحياته ورغباته فيكون كشمعة تذوب لكي تضيء على الآخرين. يعيش حياة الاستشهاد الإرادي، إذ أنه يقتل الأنا في داخله، وفي ذلك يقول أحد المتصوّفين الألمان: "البعض يحتملون الشهادة مرة بالسيف، والبعض الآخر يعرفون استشهاد الحب الذي يكللهم داخليًا." وهذه المحبة غير أنانية. فالمسيح لم يحبنا لكي يربح شيئًا منا. نعم، هو يريدنا أن نعمل لامتداد ملكوته، إلا أنه هو الذي يهيئنا لذلك. فالمسيح ليس مدينًا لنا بشيء، لكننا نحن مدينون له بكل شيء. نحن في ذواتنا لم يكن فينا أي صلاح، وإن كان فينا الآن أي شيء من الصلاح فهو نتيجة نعمته لنا. إذًا، علينا أن نحب بعضنا بعضًا، لا لنكسب شيئًا، بل لنقدم الخير للآخرين. لنقدم أعمال المحبة، وهذه ستولّد في نفوسنا حبًا لمن نعمل لأجلهم. * ثم هذه المحبة مليئة بالعواطف. فنحن يجب أن نبكي مع الباكين وأن نفرح مع الفرحين. فهذه المشاعر هي بمثابة الزيت الذي يليّن عجلات مركبة الحياة، ونحن في هذا العالم. ولتكن محبتنا صابرة. يقول البعض إن البشر نوعان، نوع خفيف الظل، والآخر ثقيل الظل بحيث يصعب علينا أن نحبه وقد يرجع هذا إلى بعض النقائص الموجودة في ذلك الإنسان. لكن، من منا بغير عيوب؟ فهل نرضى أن يعاملنا الآخرون بمحبة باردة نظير معاملتنا لمن هو ثقيل الظلّ؟ إن كان سيدنا قد صبر علينا، فلنكن صبورين من نحو الآخرين. وأخيرًا، هذه المحبة هي محبة عملية. فمحبة المسيح لنا لم تكن بالكلام واللسان، إنما كانت بالعمل والحق. لقد أخلى نفسه في سبيلنا، وعمل كل شيء لخيرنا، وبذل نفسه لخلاصنا، وكما أحبنا بكلّ كيانه علينا هكذا أيضًا أن نحب بعضنا. * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة |
وصية يسوع الجديدة في خطبة الوداع: أحبوا بعضكم بعضًا |
عزّوا بعضكم بعضًا |
عزّوا بعضكم بعضًا |
لئلا تفنوا بعضكم بعضًا |