رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الانفصال عن العالم « الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية » (فى8:3) الاتحاد مع العالم يمنعنا من أن نغلب العالم. ونحن إذ دُعينا للمجد، فلابد لإيماننا أن يترك مصر لأن المجد لم يجعله الله في مصر. إني أرتعب من حالة المسيحي الذي يتضايق من الانفصال عن العالم، لأننا نسير مع مخلص مرفوض. وكل نظام العالم هو حجر عثرة لتحويل القلب عن الله. فالملبس والغرور الباطل، والمجد العالمي، وكل ما يضعنا في مركز الرجل الغنى هو عثرة في سبيل الإيمان. لنتذكر أن السماء مفتوحة لمسيح مرفوض. كان شمشون منفصلاً لله مكرساً ليهوه وكان شعره مُسترسلاً لا يُقص، وطالما كانت الوصية محفوظة والشريعة منفذة، كانت قوته معه. وربما يرى البعض أنه لا ارتباط بين الشعر الـمُسترسل والقوة الغالبة، ولكن الله كان في الأمر. فإذا ما أطعنا الله وأكرمناه، كان لنا إله القوة. إن قصد الله هو أن يربطنا بالسماء، ولكن إما أن تكون لنا السماء بدون العالم أو العالم بدون السماء، لأن مَنْ أعدّ لنا المكان لا يمكن أن يرضى لنا بشيء وَسَط بين الاثنين. ولنتذكر أنه يوجد فرق كبير بين رفضنا للعالم ورفض العالم لنا، على أن الثاني هو الذي يعالج كل عناصر الكبرياء المتعمقة فينا والتي قد لا نشعر بها. إن حاجتنا هي إلى نفوس ممتلئة بالمسيح ومكرسة له، وإلى حياة غير عالمية فيها نفعل شيئاً واحداً، وإلى بيت وملبس وعادات تنطق بأن المسيح هو الكل. يا لها من حكمة إلهية قد تجلت في عدم اختيار الله للكثيرين من الأقوياء والشرفاء والأغنياء، إن هؤلاء يشعرون بصعوبة في إخضاع مسراتهم ومزاياهم لله. إن جماعة مسيحية غنية إما أن تصير عملياً فقيرة وبسيطة، أو تصير عالمية. إن القلب الموزع هو آفة المسيحي، فعندما يكون قلبي ممتلئاً بالمسيح، لا ينغوي قلبي ولا عيني ببريق العالم. وعندئذ فأني لا أسأل: أي ضرر في هذا الأمر أو ذاك؟ بل بالحري أسأل: هل أنا أفعل هذا لأجل المسيح؟ وهل يمكن للمسيح أن يكون معي في هذا؟ وعندما أكون في شركة معه، ففي الحال أميز كل ما ليس من المسيح. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|