انتظرني .. سألحق بك يا يسوع

[Ramez5]

في كل عام ومع حلول الشتاء وتساقط الثلوج تستعد السماء لإحياء ذكرى ميلاد السيد المسيح ويتهيّأ النجم الصغير ليجوب أنحاء الأرض باسطاً ضوءه الساطع وحاملاً بشرى الفرح. مُعلناً عن ميلاد إله المحبة والسلام.
إلا أن جولته الحزينة فوق سوريا والعراق وما شاهده وسمعه من أنباء مروعة عن القتل والتهجير والتنكيل والقذائف الطائشة. وماعلمه عن الكنائس الفارغة في الغرب والكنائس المدمرة في الشرق جعله يخشى السفر هذا العام. فقرر البقاء في كوكبه بعيداً عن هموم أهل الأرض . بدأ يبحث في السماء عن يسوع ليبلغه قراره وإذ لم يجده انتابته الحيرة وفجأة سمع صوتاً يقول له: لماذا تبحث عني هنا؟ هل تظن أنني ساكن في الملكوت عند أبي أُراقب ولا أعمل؟ اذهب أيها النجم إلى الأرض.. ستجدني في ساحات القتال وفي الخنادق لكي أحمي الأبرياء وأُسعف الجرحى.. ستجدني في كل بيت متألم أُرمم جراحه.. ستجدني في ضمير كل حاكم ومسؤول لكي أوقظه بطريقتي.. ستجدني واقفاًعلى باب كل قاتل ومجرم أنتظر حتى يفتح لي وأدخل.
ارتعد النجم وقال: لكن أهل الأرض قتلوك يا يسوع فكيف تعود إليهم؟
أنا قد وهبتهم حبي بكليته كهدية مجانية، وهبتهم ذاتي وغفرت لهم فكيف أتركهم؟
أجابه النجم: أهل الأرض نسوا تعاليمك يا يسوع وتجاهلوا اسمك..
قال له يسوع: تعاليمي سيطبقونها حتى لو لم يستعملوا اسمي لأن صورتي مطبوعة في قلوبهم.
لكن أهل الأرض ازدادت قوتهم يا يسوع واتكلوا على أنفسهم وماعادوا بحاجة إليك. هكذا رد النجم..
ابتسم يسوع قائلاً: أنا الطبيب الإلهي، ما جئت للأصحاء بل للفقراء والمرضى والمهجرين والخطاة. إنهم رعيتي وعليهم أفيض نعمتي وقوتي تظهر في الضعف. لذلك سأختار منهم من يُعيد بناء الكنائس ومنهم من يعيد الضالين إلى الصواب.لا تيأس أيها النجم فما زال في العالم الخير الكثير والحصاد الوفير وإن قل الفعلة فلا بد أن يرسل رب الحصاد فعلة جدداً إلى حصاده (متى:9:37-38)
تردّد النجم لكن يسوع بادره بالقول: لا تخف أيها النجم فمهما علت الأمواج واضطربت فأنا قادر على تهدئتها في الوقت المناسب..اذهب إلى الأرض واحمل إلى أهلها الفرح والنور لأني أُريد أن يبتهج العالم ويهلل في ذكرى ميلادي.. أُريد لشعبي الحياة لأنني أنا قد غلبت الموت..
شعشع النجم طرباً وانطلق: انتظرني يسوع سألحق بك، هللويا..