رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صَلىّ | يُصِلّي | صَلَوة الصلاة شركة مع الله شخص قادر ويريد أن يستمع إلينا وأنه خلق العالم ويحفظه ويرعى خلائقه كلها وليس هو عبدًا لنواميسه وأنه ينشئ ما يريد بمراقبته لنواميس الطبيعة هذه. وهو قادر على التأثير في قلوب الناس وأذهانهم أكثر بكثير مما يستطيع الإنسان في حمل أقرانه على العمل. لقد سبق الله فوضع الصلاة واستجابتها. كانت له مقاصد منذ البدء وهو يتمم هذه المقاصد بالطريقة التي وضع فيها الكون ونواميسه وأيضًا بحضوره الدائم في هذا الكون وضبطه ومراقبته. لقد فطر الإنسان على الصلاة فهو في حاجته القصوى يصرخ إلى الله، والله يطلب الصلاة من الناس جميعًا ولكن الصلاة تستجاب إن قامت بيننا وبينه علاقة مستقيمة. فالصلاة المقبولة لديه هي فقط تلك التي يرفعها البار وصلاة الأشرار رجس (ام 15: 29 و28: 9). فمن عاد من الخطيئة يستطيع وحده أن يتقرب إلى الله بالصلاة. وأما الذي عصى أمر الله فيدنو منه إذا رجع من عصيانه وتاب. الصلاة هي شركة الابن مع أبيه السماوي. هي سجود وشكر واعتراف وطلب (نح 1: 4-11 ودا 9: 3-19 وفي 4: 6). وقد الزم بها شعب الله منذ البداءة. وهكذا تبدو الصلاة التعبير الطبيعي عن الشعور الديني وتمنح بركات الله استجابة للصلاة (1 مل 9: 3 وحز 36: 37 ومت 7: 7). والله ينصت لكل دعاء يقدم له باستقامة واسمه في الكتاب "سامع الصلاة" (مز 65: 2) وإذا ذكر يعقوب الرسول التاريخ قال: "طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها" (يع 5: 16) وخاطب يسوع تلاميذه قائلًا: "مهما سألتم باسمي فذلك أفعله" (يوحنا 14: 13). وشعب الله يقدم له الطلبات ويدعه يقرر إذا كان من الحكمة أن يستجيب الطلبة أو لا يستجيب لأنهم عالمون بأن الله وحده يعرف إذا كانت تلك الاستجابة نافعة لهم أو للملكوت أو عائدة لمجد الله. وقد حدد شرط الصلاة الرسول يوحنا حيث قال: "هذه هي الثقة التي لنا عنده أنه عن طلبنا شيئًا حسب مشيئته يسمع لنا" (1 يوحنا 5: 14). ويكون الجواب حسبما نريده إن كنا حقًا من المستنيرين. وكثيرًا ما يبارك الله أبناءه ببركة أعظم عندما لا يلبي لهم طلباتهم. وإذا صلوا فهم يرغبون إليه ألا يلبي نداءهم إن كان يرى أن ذلك خيرًا لهم. والصلاة انفرادية واجتماعية في كل الأيام وبين الشعوب جميعًا فتقدم في البيت أو في الكنيسة (اع 2: 42 و13: 2 و20: 17-11). ويجب علينا أن نصلي لأجل غيرنا كما نصلي لأجل أنفسنا (يع 5: 16)، ولاسيما لأجل الملوك وكل الذين هم في منصب (1 تي 2: 2)، ولأجل الأقرباء والخلان والأعداء والذين يلعنوننا (مت 5: 44). ويجوز لنا أن نطلب جميع ما نحتاج إليه للجسد والنفس حتى خبزنا اليومي على أن نطلب أولًا ملكوت الله وبره (مت 6: 33). يجب أن نصلي باسم المسيح لأن الإنسان الخاطئ لا يستطيع أن يدنوا إلى الله. ويجب أن نقترب إليه غير فارضين عليه أن ينال حقًا من حقوقنا ولكن باسم الذي غسل خطايانا بدمه وجعلنا كهنة الله. توّجه الصلاة لله كثالوث قدوس كما توّجه أصلًا للآب باسم الابن وبواسطة الروح القدس كما ترسل لكل من الاقانيم الثلاثة لمساواة الابن والروح في الجوهر والأزلية مع الآب. والصلاة لكل من الآب والابن والروح القدس متضمنة في البركة الرسولية "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس فلتكن معكم جميعًا" (2 كو 13: 14). وكانت الصلاة ترفع للمسيح الناهض من القبر وكان المسيحيون يدعون باسمه (1 كو 1: 2) وصلى استفانوس إليه مباشرة، وبولس يضرع إليه ويشكر. والمخلصون يرفعون له المجد والسجود (اع 7: 59 و60 و2 كو 12: 8 و9 و1 تس 3: 11 و1 تي 1: 12 ورؤ 1: 5 و6) أما الروح القدس فيعلمنا كيف نصلي (رو 8: 26). وكان جميع الآباء والقديسين مشهورين بالصلاة ومن جملتهم إبراهيم (تك 20: 17) ويعقوب (تك 32: 26-31) وموسى (عد 11: 2 وتث 9: 19 و20) ويشوع (يش 10: 12) وصموئيل (1 صم 12: 18) وداود (اطلب كل مزاميره) وإيليا (1 مل 17: 1 و18: 42 و45 ويع 5: 17 و18) واليشع (2 مل 4: 33 و34) وحزقيا (2 مل 19: 15-20 و20: 2-6) ودانيال (دا 6: 10) وحنّة (1 صم 1: 10-17) وحنّة النبية (لو 2: 37) والرسل (اع 1: 14 و24 و2: 42 و4: 31 و6: 4 و8: 15 و12: 12 و16: 25 و26 و20: 36 و21: 5 ورو 1: 9 و12 و1 تس 5: 17). وكثيرًا ما انفرد المسيح مخلصنا في البراري ليصلي (مت 14: 23 و26: 39 ومر 1: 35 ولو 5: 16) وقد علم تلاميذه كيف يصلون (مت 6: 9-13 ولو 11: 2-4). وتستعمل بعض الكنائس المسيحية كتبًا للصلاة تجمع فيها الطلبات والابتهالات والاعترافات التي نطق بها القديسون في كثير من أجيال الكنيسة وهي تعبّر عن اختبارات روحية، وتستعمل كنماذج للمؤمنين فيما يجب أن تحتوي عليه الصلاة. وهي تعين على جمع أفكار العابدين ووضعها بصورة متناسقة متوافقة. وأما الصلوات الارتجالية ففضلها أنها توّضح أفكار الفرد الذي يصلي بنوع خاص وتحفظ حريته وتنوع حسب الظروف. |