سيدتنا العذراء كانت هذه الإنسانة العميقة منذ طفولتها المبكرة , صدقونى أنا أستعجب جداً جداً عندما أتأمل فى العذراء فى هذه السن المبكرة عندها هذا العقل , وهذه الحكمة كلها والهدوء كله , حياتها كلها , وهنا فى مصر وما أرأته وما تحملته , ثم مأساة صلب المسيح , ما هو تصرف العذراء , لم ينسب إليها أى تصرف أو كلمة , لم تشتم أحداً ولم تصنع شيئاً , ولم تحكم على أحد , ولا قالت أى كلمة ,كانت تحت الصليب وترى الآلام كلها , وتتألم , لايوجدأحد تألم مثل آلامها , ومع ذلك لم تتصرف أى تصرف يحسب ضدها , كل تصرفاتها الحكيمة العاقلة النادرة لأنها إنسانة من الطفولة رببت نفسها , رببت نفسها على أنها تهتم بالأعماق , بالجوهر لا بالمظهر ولا بالسطوح , فالسيدة العذراء تقف أمامنا ونحن فى هذه المناسبة الكريمة صوم العذراء , مثلاً وقدوة ونموذجاً للحياة الهادئة ,والحياة العميقة والتقوى الصادقة غير المخادعة , هذه الإنسانة الهادئة , العلاقة العميقة بينها وبين سيدها .