ينام الإنسان بعد ما يدخل في غيبة، وفي أثناء النوم يتم هضم الطعام وتُحفظ صحة من يشاركون في مائدة الاحتفال. لذلك تنام العروس بعد الاحتفال. ويُعتبر هذا النوم غير مألوفٍ، ويختلف عن النوم العادي الذي لا يكون الشخص فيه غير واعٍ بما حوله. وكلاهما يضادان بعضهما البعض لأن النوم والاستيقاظ يتلو أحدهما الآخر. ونرى في العروس خليط من التعارض المميّز: تقول “أنا نائمة وقلبي مستيقظ” [ع2]، ماذا نفهم من هذه الآية؟ يشبه هذا النوم الموت، وفيه تتوقف كل وظائف الإحساس: فلا توجد رؤية أو سمع أو شم أو تذوق أو إحساس باللمس، ولكن ينخفض ضغط الدم. وينسى الشخص القلق أثناء النوم ويهدأ انفعال الخوف، ويقلل الغضب وينخفض القلق من التجارب المريرة، ويجعل الشخص غير واع بالشرور. لذلك، نتعلم من العروس أنها ارتفعت وتفخر قائلة: “أنا نائمة وقلبي مستيقظ”.
يظهر أن الجسم يُغلب على أمره أثناء النوم وذلك بفقدانه المؤقت للحواس بينما يبقى العقل وحيدًا وغير مضطرب بالحواس. ويمكن أن نقول بحق أن الرؤية تستريح لعدم القيام بوظيفتها بينما تزدري النفس بالرؤى التي تُخيف الأطفال الصغار. إني لا أتكلم فقط على الأشياء المادية مثل الذهب والفضة والأحجار الكريمة التي تثير العيون الطامعة ولكني أقصد العجائب السماوية العظيمة: النجوم المتلألئة وما يظهر من تغيرات على كرة الشمس والقمر وأي شيء آخر مما يبهج العيون.