هل شعرت يوم بأنك تكره هذه الحياة

[walaa farouk]

هل شعرت يوم بأنك تكره هذه الحياة وتكره ذلك اليوم الذي عصف بك إلى الدنيا .

هل جاء يوما استلذت فيه عيناك بالبكاء ,أم جاك ذاك اليوم الذي جمدت فيه عيونك عن البكاء وعجزت عن أن تعبر حتى عن نفسها.
هل جاك ذاك اليوم الذي شعرت فيه بأن الحياة حالكة شديدة السواد والظلمة.
هل شعرت باليأس شبح يسير وراءك أينما ذهبت.
هل شعرت بضباب يعمى عينك عن كل ماهو جميل حتى في نظر الآخرين.
هل شعرت يوما انك فقدت الشعور بلذة اى شئ في الحياة.
هل شعرت بوحدة لم بتعهدها قلبك من قبل خاصة عندما تشعر أن الله وكأنه أغلق أذنه عن أن يسمعك.
هل رأيت حلمك يتبدد أمام عينك وأنت عاجز حتى عن أن تلملم أشلاء ما تبقى منه.
هل شعرت ببعد المسافة بينك وبين السماء واستحالة وصول صوتك إليه وشعرت بأنه بينك وبينه ملايين الأميال التي تحول دون وصول صوتك إليه.
هل شعرت يوما انك حتى لو شعرت بلحظه سعادة تجد قبضة في قلبك تنبهك بعدم الإفراط في السعادة ,خوفا من عاقبتها.
هل شعرت بانحناء يقضم ظهرك من ثقل حمل الهموم التي على كاهلك.

هل كل هذا بسبب رحيل......أب .....أم.....أخ...... حبيب......؟؟؟؟
هل بسبب تحطيم حلم عمرك؟؟؟؟
هل بسبب المشاكل التي تحاصرك من كل جانب؟؟؟؟
هل بسبب الشعور بالوحدة ؟؟؟
هل بسبب الشعور بالظلم؟؟؟
هل بسبب الشعور بالعجز؟؟؟
هل بسبب الشعور بالخوف ؟؟
هل بسبب الإخفاق في إسعاد الآخرين أو بالحرى إسعاد نفسك؟؟
هل فشلت في العثور على الحب ؟؟؟
هل شعرت بأنك تائه لا تعرف هدف لك؟؟
هل شعرت بمرور العمر دون شعور لحظي بالرضا؟؟؟
هل شعرت بالذل والمهانة؟؟
هل شعرت بالخزي والعار؟؟
هل تعانى من الآم جسدية شديدة؟؟؟

هل تشعر وانه بالفعل يتجاهلك ويدير وجهه بعيد عنك؟؟؟

وهل لرجل الأوجاع ومختبر الحزن أن يتجاهل شكواك.!!!!!!!!
هل ذلك الذي يوما مات بدلا عنك كي تحيا أنت..... يتلذذ بعذابك الآن .
أليس هو
الشخص الذي قال لك افرح في كل حين ؟؟
وهل كان بغافل عن كل ماسوف تلقاه في حياتك؟؟

لماذا لم تقل له يوم أشكرك ....نعم تقول له أشكرك ...وليس لأننا يجب أن نشكر في كل حين وحسب, بل لأنه سمح لك أن ترتشف ولو جرعة صغيرة من كأسه التي تجرعها بدلا عنك.
لماذا بدلا من أن تقول له لماذا؟؟؟
تقول له هابني قوة للاحتمال

"انه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله"

سمعت كلمات رائعة أريد أن أشاركك بها عزيزي القارئ........
القمح يطحن طحنا ,ويسحق سحقا قبل أن يعطى خبزا وغذاء.
البخور يحرق بالنار ليفوح طيبه .
الأرض تحرث حرثا بالآلات حادة قبل أن تعطى أثمارها.

وكذلك القلب عليه أن ينسحق وينكسر قبل أن ينال رضي الله ويمتع صاحبه بأعذب ساعات الحياة"القلب المنسحق والمنكسر يا الله لا تحتقره"
كأنه فرض ع الطبيعة البشرية أن تتألم وتذوب أمام الله قبل أن تكون النفس بركة للعالم .
إن أردت أن تفرح مع الفرحين وان تبكى مع الباكين....
إن أردت أن تعزى المحزونين وتبهج اليائسين ....
إن أردت أن تفرح المكروبين وتغنى المنكوبين.
فأعبر أولا طريق الجلجثة متبعا خطوات سيدك.
متقبلا العذاب والآلام حتى تستطيع أن ترثى الآخرين.
عزيزي .......لا تنتظر من يخرجك مما أنت فيه غيره هووو
ثق أن فيه الكفاية.


انه سوف يأتي زمان يهرب فيه الحزن والموت الى غير رجعة حيث يمسح الله كل دمعه في عيوننا