رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيقظنى الله , وكالعادة قبل أن يرن المنبه , وقال لى :" هيا استيقظى فلديك موعد مع الشروق " ففتحت عينى فجأة وارتسمت بسمة على وجهى وقلت :" آه, حقا لدى موعد مع الشروق " ثم نظرت إلى الساعة فوجدتها الرابعة والنصف صباحا فقلت لنفسى :" مهلا مازال لدى وقت لأنام " فعاود وقال لى :" من الأفضل أن تقومى الآن لئلا تنامين ولا تستطيعين النهوض فى الوقت المناسب " فاقتنعت بهذه الحجة فأنا كثيرا ما فوت فرص فقط لأنى قلت " حسنا , لدى وقت لأنام قليلا " لذلك هممت بالنهوض من الفراش وبدأت أستعد وكأنى ذاهبة للحرب : تسلحت بأثقل الثياب , وأخذت معداتى معى مثل الكاميرا كى أحتفظ بهذا الحدث دائما, والموبايل لأعرف الوقت بين الحين والآخر ... وأصبحت جاهزة لهذا الموعد , فخرجت وأغلقت الباب خلفى وهـــــــــــــــــنا بدأت المغامرة كان الجو ظلاما شديدا وأيضا بردا شديدا ولكننى قررت الاستمرار , فبدأت أمشى ,, ولكى أصل إلى مكانى المحدد للقائى مع الشروق كان على أن أمشى طريقا طويلا نوعا ما فى هذا الظلام فأخذت أطمئن نفسى :" حسنا, لن يحدث شئ ..." وجاهدت لأحافظ على ثبات خطوتى بينما قلبى يرتعش من الخوف وأنا أسمع حولى صوت الحشرات وكائنات صغيرة تجرى عندما أتمايل يمينا أو يسارا عن مسارى ,, ربما فئران صغيرة أو ضفادع , فى الحقيقة لا أعلم فأنا لا أرى شيئا فى هذا الظلام , ثم أسمع صوت سقوط أوراق الشجيرات الصغيرة من حولى ومن شدة ذعرى أخاف منها وكأنها قنابل تسقط على الأرض! وأتلفت فى كل مكان لكى أطمئن أنه ليس هناك من يتبعنى لأنى تخيلت إنى أسمع صوت خطوات خلفى ولكنى لم أجد أحدا ثم قلت :" حسنا, حتى يارب لو هناك من يتبعنى , فقط سر أنت بجانبى ودعه يراك فيعلم أنى لست وحيدة , فأنا لا أستطيع استكمال هذا الطريق بدون معيتك " فسمعت صوته هامسا :" عزيزتى, أنا أسير بجانبك بالفعل والدليل أنك تتحدثين إلى الآن!" فهــــــــــدأ قلبى حينها و رجعت الثقة لخطوتى ثم وأخيرا وصلت إلى المكان المحدد فوقفت هناك منتظرة شعاع النور فالظلام كان لا يزال شديدا وسائدا , ولقد كنت واقفة فى مكان مرتفع لأرى الشروق بوضوح , فاستطعت رؤية كل المدينة تقريبا من فوق , وكانت الأنوار تتلألأ فى كل مكان تحت إنها حقا براقة وبكل الألوان ولكن كل هذه الأنوار لم تستطع أن تصل بنورها إلى فوق حيث أقف ولا طبعا إلى السماء الشديدة السواد, فأيقنت أن السماء لا ينيرها إلا نور من السماء ومن ثم يشرق وينير أيضا الأرض وبينما أنتظر مللت الانتظار دون جدوى فقلت :" يارب, أين الشمس الآن؟! قل لها أنها تأخرت كثيرا" فقال لى :" لا تقلقى فأنا آمرها بالخروج كل يوم وأنا أعلم الوقت المناسب تماما " وبينما انا أقف صامتة وسط هذا الظلام ويملأ قلبى التذمر .. وبعض الخوف .. وأفكار مزعجة .. وبعض الذكريات المؤلمة التى يساعد الظلام فى إحيائها, ثم التفت يمينا عن غير عمدفلاحظت أن أول شعـــــــــــــاع بدأ يظهر ففرحت كثيرا واتجهت مسرعة إلى هذه الناحية فحتما من هنا ستشرق الشمس ,, وبالفعل بدأ النور يزداد رويدا رويدا وأنا أتبع تقدمه بالتقاط الصور بالكاميرا وأنا متعجبة من تنوع الألوان وكيف بدأ اللون الأحمر والبنفسجى وغيرهما أن يشقوا هذا الظلام وسرعان ما انتشر النور من هذا المكان إلى كل الاتجاهات , وكان المنظر رائعا .. بديعا يبعث الهدوء والسلام فقلت :" آه يارب, كم هذا رائع! وكم أنت فنان! هل تفعل هذا كل يوم ؟" فقال لى :" طبعا " فقلت وما الفائدة من ذلك؟ أقصد لماذا كل هذا الجمال والدقة فى فى التتابع؟ كان من الممكن فقط أن تقول كلمة فيشرق النور مرة واحدة وتظهر الشمس فى السماء ويبدأ الصباح.. فالطريقة لا تهم لأن الجميع يكونون نائمين ولا أحد يلحظ هذا " فقال :" لا , فكثيرون يستيقظون فى هذا الوقت ليشاهدوا هذا العرض الرائع مثلما فعلتى أنتى , نعم إنهم عدد قليل بالمقارنة مع عدد البشرية كلها , لكنى أبدا ما كان العدد فى حساباتى.. فأنا أريد أن أبين لهؤلاء الناس عظمتى .. وقدرتى .. وصلاحى .. وأيضا الترتيب فى الأمور مثلما أفعل فى حياتهم لأن كثيرون منهم يطلبون منى التدخل فى ظروفهم وتغييرها فجأة لتصبح أفضل مثلما طلبتى أن يظهر النور فجأة .. فلابد أن يروا هذا ويتعلموا " فصمت قليلا متأملة فى المنظر أمامى ثم سألته :" حتى فى الأيام التى ستصبح مليئة بالشرور بأفعال تغضبك , تشرق شمسك بهذا الجمال؟! حتى على كل الأماكن والبلاد مهما كان فسادها وظلامها , تشرق شمسك بهذا الجمال؟! " فأجابنى :" طبعا, فأنا صــــــــــــالح ولا أتغير ,, أنسيتى؟" فابتسمت وأغلقت الكاميرا وهممت بالعودة , فقال لى :" مازال هناك شيئا لم تريه بعد , انتظرى " فقلت :" أهناك أروع من هذا ؟! " فقال :" نعم , أنتى رأيتى نور الشمس فقط لكن هل رأيتى الشمس نفسها ؟ لم تستعجلون أيها البشر ؟!" فانتظرت لأرى ماأذهـــــــــــــلنى فوجدت أمامى على مرمى بصرى وكأن عند نهاية البحر , جزء من السحاب بدأ يتلون بلون أصفر ذهبى جميل فعرفت أن قرص الشمس سيخرج من هنا وفعلا بدأ يطل برأسه وكأنه خارجا من البحر وبدأ يخرج شيئا فشيئا حتى اكتمل وقد كان مذهلا .. مستديرا .. ونوره مبهجا لامعا يجعلك تبتسم رغما عنك ... فقال لى الله :" أهلا بكى فى أى وقت , ولا تنسى ما قلته لكى " ... حقا كان وقتا رائعا يارب لن أنسه ما حييت وأنا عائدة من نفس الطريق الذى كان قبلا مظلما ومليئا بالمخاطر , أصبح الآن هادئا .. جميلا .. واضحا .. الورود على جانبيه تبتسم .. الطيور استيقظت وبدأت تغنى بتناغم معا وأنا أمشى فرحة وسط كل هذا وأود أن أستوقف كل من أقابله وأقول له :" لقد كان عندى موعد مع شروق الشمس , أو بالأحرى درس خصوصى مع الله واستخدم شروق الشمس كوسيلة إيضاح " ولاحظت أن ظلال الأشياء بدأ يظهر بسبب النور , فقلت :" حسنا الناس ترى نور الشمس فى كل مكان وتشعر بدفئه ولكنى رأيتها نفسها وهى تخرج من حجلتها "................ حدث بالفعل , فجر السبت |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|