البذار التى تنمو سرا

[walaa farouk]

التأثير الذي يلعبه الملكوت في حياتنا سرّي لا يمكن وصفه لكنه ظاهر في تصرفاتنا ..


كيف هذا!

تحيّر جدًا من هذا الكلام غير المنطقي، وتسائل نيقوديموس قائلاً: إن كان ولابد أن أُولد ثانية لأدخل الملكوت، كيف يمكن أن يحدث هذا وأنا شيخ؟!. فكان جواب يسوع له: أنت لا ترى يا نيقوديموس الريح ولا تعرف إلى أين تذهب ولا من أين تأتي، ولكنك فقط تسمع صوتها وتشاهد فاعليتها. هكذا عمل الملكوت داخل حياتك فأنت لن ترى الكيفية التي بها يعمل، ولكن حتما سترى تأثيرها البالغ في حياتك..

ففي مثل البذار التي تنمو سراً، أراد يسوع أن يشير إلى فاعلية الملكوت في اظهار ثماره دون أن يلحظه أحد. فالزارع يُلقي البذار، وبين ليلة وضحاها يجد الزرع آخذًا في النمو، وينشر ثمره دون أن يُعمل له شيئًا. فدور الزارع فقط أن يلقي البذار أما الله هو الذي يُنمّي (١كو٣:٦). فالتأثير الذي يلعبه الملكوت في حياتنا سرّيٌ فلا تستطيع أنت أن تصفه، ومن ناحية أخرى فهو تأثير إيجابي فلا تستطيع أن تنكر قوته..

شروط الملكوت..

تلك البذرة الصغيرة التي زُرعت في الأرض أنتهت بسنبلة مليئة بحبوب القمح، ولعلك لاحظت المراحل التي مرت بها البذرة كي تصير هكذا، فشروط الملكوت حتى يصبح مؤثرا وفعالا في حياتك:

١. أن تترك له القيادة: فالبذرة إن لم تختفي في الأرض لن تأتي بثمر؛ فهكذا قال بولس “أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في”.

٢. ألا تفقد الأمل في الثمر: فلم تصبح البذرة سنبلة بها قمحًا، إلا عندما صارت نباتًا (عُشبًا). فستمُر عليك أيامًا تجد نفسك كالعشب تخبطه رياح وضيقات الزمان، ولكن لا تفشل ولا تيأس، فالطريق للسنبلة هو العشب. فقال المرنم “لأنك جربتنا يا الله. محصتنا كمحص الفضة …… ثم أخرجتنا إلى الخصب”

اللحظة الحاسمة ..

هذه هي اللحظة الحاسمة عندما نقف جميعًا أمام كرسي الله، ونعطي حسابًا عما فعلنا في الملكوت. فمنا من سيقدم ذهب وفضة وأحجار كريمة؛ في إشارة إلى ثمار ناتجة من عمل الملكوت، ومنّا من سيفشل في تقديم ثمار فيقدم خشب وعشب وقش؛ في اشارة إلى مجهودات ذاتية التي ستحرق.

الأمر عزيزي لا يتوقف سوى على الشرطين السابقين، لتصبح من ضمن الفريق المثمر؛ أن تموت عن ذاتك وتتبع يسوع من كل قلبك، وأن تحمل الصليب وتتحمل آلام البرية. حينها يتم فينا قول الرسول بولس “أنتم فلاحة الله، بناء الله.”