رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
راعوث
جاءت راعوث من بلاد موآب مع حماتها نُعمي، ولم يكن مِن الممكن أن يكون لها شركة أبدًا مع شعب الرب، لأنه «لا يدخل عمُّوني ولا موآبي في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحدٌ في جماعة الرب إلى الأبد» ( تث 23: 3 )، لكنها منذ بدأت مشوارها مع حماتها، وقبل أن تعود إلى بيت لحم، اختارت النصيب الصالح عندما قالت لحماتها: «شعبك شعبي وإلهُكِ إلهي» ( را 1: 16 )، ولكننا هنا نراها في مكان أروع، عندما اختارت أن تضطجع عند رجلي بوعز وتُمسِك بردائه، ولسان حالها يقول مع عروس النشيد: «فأمسكتُهُ ولم أَرخِهِ» ( نش 3: 4 ). والرائع أننا بدراستنا لسفر راعوث الذي يتكوَّن من أربعة أصحاحات نرى مستوى راعوث يتدرَّج في كل أصحاح للأعلى. ففي الأصحاح الأول نرى راعوث أرملة وحيدة في أرض موآب، ليس لها أمل في حياة كريمة، ولم يكتب عنها الروح القدس أنه كان لديها شعير. ولكن في الأصحاح الثاني بعدما اختارت أن تذهب مع حماتها إلى بيت لحم، وأن تعيش وسط شعب الله، وبعد أن ذهبت إلى حقل بوعز والتقطت وراء الحصَّادين، نراها «التقطت في الحقل إلى المساء، وخبطت ما التقطته فكان نحو إيفة شعير» ( را 2: 17 ). ثم يتدرَّج الحال فنراها في الأصحاح الثالث ليست فقط في حقل بوعز إنما هي مضطجعة عند قدمي بوعز، لذلك نرى بوعز الذي هو رمز بسيط للرب يسوع المسيح يكتال بنفسهِ لها شعيرًا، ويعطيها، فكان ما أخذته هو «ستة من الشعير» ( را 3: 15 ). لكن الأروع من كل هذا ما حدث في الأصحاح الرابع عندما أخذها بوعز لنفسه «فأخذ بوعز راعوث امرأةً» ( را 4: 13 )، وهنا لا نراها تأخذ إيفة شعير، ولا حتى ستة من الشعير، إنما أخذت الحقل كله، لأنها ارتبطت بصاحب الحقل. عزيزي، هل لاحظت أنه كلَّما كانت راعوث تزداد اقترابًا من بوعز كلَّما كانت تتمتع أكثر بخيراته؟ فكلَّما ازداد اقترابنا من الرب كلَّما تمتعنا به وبخيراته وبتعزياته أكثر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|