منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 07 - 2016, 05:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,560

الغضب

الغضب
إن التعامل مع الغضب موضوع هام, فالغضب يمكن أن يحطم التواصل ويقطع العلاقات ويقضي على صحة وسعادة الكثيرين. من ناحية اخرى فإن الناس يتجهون لتبرير غضبهم بدلاً من الإعتراف به ومواجهته. يصارع الجميع الى حد ما مع مشاعر الغضب. ولكن شكراً لله فإن كلمته تحتوي على مباديء التعامل مع الغضب بطريقة مرضية لله.
تعريف الغضب هو ردة فعل عاطفية نتيجة الإحساس بعدم الرضا تجاه موقف ما. وكلما كان الموقف بسيطاً كان الغضب قليلاً والعكس صحيح أيضاً إذ كلما كان الموقف صعباً كان الغضب كبيراً. ويختلف الغضب من شخصٍ إلى آخر حيث تجد أن هذا الأمر يُغضب فلان ولا يُغضب فلان الآخر فإذاً. إن الغضب هو حالة ردّ فعلٍ تجتاح الإنسان عن حدوث أمرٍ ما لا يتوقع حدوثه أو لا ينتظر حدوثه أو لا يريد حدوثه.

ليس الغضب خطية دائماً. فهناك نوع من الغضب يتوافق مع كلمة الله ويشار إليه غالباً "بالغضب المقدس". الله يغضب (مزمور 7: 11؛ مرقس 3: 5)؛ ويوصى المؤمنين بأن يغضبوا (أفسس 4: 26). إستخدمت كلمتان يونانيتان في العهد الجديد للإشارة إلى "الغضب". إحداهما معناها "حماس، طاقة" والأخرى معناها "إثارة، غليان". بحسب الكتاب المقدس فإن الغضب هو طاقة معطاة من الله لمساعدتنا في حل مشاكلنا. من أمثلة الغضب في الكتاب المقدس نجد مواجهة بولس الرسول لبطرس الرسول بسبب القدوة السيئة في غلاطية 2: 11-14؛ وغضب داود عند سماعة ناثان النبي يتكلم عن الظلم (صموئيل الثاني 12)؛ وغضب الرب يسوع بشأن تدنيس بعض اليهود هيكل الله في أورشليم (يوحنا 2: 13-18). لاحظ أن هذه الأمثلة للغضب لم تكن دفاعاً عن النفس، بل دفاع عن آخرين او عن مبدأ.

يتحول الغضب إلى خطية عندما تكون دوافعه أنانية (يعقوب 1: 20)، وعندما تشوه أهداف الله (كورنثوس الأولى 10: 31)، أو عندما نسمح للغضب أن يسكن فينا (أفسس 4: 26-27). فبدلا من أن نستخدم الطاقة الناتجة عن الغضب في معالجة المشكلة التي نواجهها فإننا نهاجم الأشخاص. تقول رسالة أفسس 4: 15-19 أننا يجب أن نقول الحق بمحبة وأن نستخدم كلماتنا لبنيان الآخرين، ولا نسمح للكلمات السيئة أو الهدامة أن تنساب من بين شفاهنا يصبح الغضب خطية عندما نسمح له بأن يغلي ويفور دون ضابط مما ينتج عنه حوار تتضاعف فيه الجروح (أمثال 29: 11)، تاركاً وراءه دماراً غالباً لا يمكن إصلاحه. يصبح الغضب خطية أيضاً عندما يرفض الغاضب المصالحة، أو يحتفظ بالغضب داخله (أفسس 4: 26-27). هذا يمكن أن يسبب الإكتئاب والتضايق من أتفه الأمور والتي غالباً لا تكون ذات صلة بالمشكلة الأساسية.
للغضب أعراضٌ سيئة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة منها :
1) أعراض فيزيولوجية مثل ( ارتفاع ضغط الدم ، زيادة إفراز هرمونات الضغوط ، قصر التنفس ، خفقان القلب ، رعشة في الجسم ، إمساك ، توتر في العينين ، قوة بدنية زائدة عن الحد ، سرعة في الكلام ، عضلات مشدودة .)
2) أعراض نفسية مثل ( نقدٌ مستمر وتجريح ، ثورة عصبية ، صمت مرضي ، نفور ، اعتداء ، حسد ، حقد وكراهية ، عدم الشعور بالأمان ، غيرة ، الخروج عن الذات ، الإدانة ، اكتئاب ، قلق ، فقدان القدرة على النوم ، سلبية التفكير والتصوّر ، عدم القدرة على التواصل الجنسي عند المتزوجين ) .

يمكننا التعامل مع الغضب بطريقة كتابية:
  • بأن ندرك أنانية غضبنا ونعترف بها بالإضافة إلى الإعتراف بأن تعاملنا الخاطيء مع الشعور بالغضب هو خطية (أمثال 28: 13؛ يوحنا الأولى 1: 9). يجب أن يكون إعترافنا بهذا لله وللذين تسبب غضبنا في أذيتهم. لا يجب أن نقلل من شأن الخطية بأن نجد لها أعذار أو نلوم الآخرين عليها.
  • عندما نرى الله في وسط التجربة. يشير كل من يعقوب 1: 2-4 و رومية 8: 28-29 وتكوين 50: 20 إلى حقيقة سيادة الله وسلطانه الكامل على كل الظروف والناس الذين يأتون في طريقنا. لا يحدث أي شيء دون إرادته أو سماحه. وكما تقول هذه الآيات فإن الله إله صالح (مزمور 145: 8، 9، 17) يسمح بكل ما يحدث في حياتنا لخيرنا وخير الآخرين. إن التأمل في هذه الحقيقة وتحولها من مجرد معرفة عقلية إلى إيمان قلبي سوف يغير ردود أفعالنا تجاه الذين يسيئون إلينا.
  • عندما نفسح المجال لغضب الله. هذا مهم خاصة عند التعرض للظلم، أو عندما يستغل "الأشرار" الناس "الأبرياء". يحثناا كل من تكوين 50: 19 ورومية 12: 19 ألا نقوم بدور الله. الله بار وعادل، ويمكننا أن نثق فيه لأنه يعرف الكل ويرى الكل وسوف يقضي بعدل (تكوين 18: 25).
  • بأن لا نجازي الخير بالشر (تكوين 50: 21؛ رومية 12: 21). هذا مهم لتحويل غضبنا إلى محبة. كما أن أفعالنا تنبع من قلوبنا كذلك يمكن أن تتغير قلوبنا بأفعالنا (متى 5: 43-48). أي أننا يمكن أن نغير مشاعرنا تجاه بعضنا البعض بتغيير تصرفاتنا تجاه بعضنا البعض.
  • بأن نعمل على التواصل لحل المشكلة. هناك أربعة قواعد أساسية للتواصل في أفسس 4: 15، 25-32:
    1) كن أميناً وتكلم (أفسس 4: 15، 25). لا يقدر الناس أن يقرأوا أفكارنا. يجب أن نقول الحق بمحبة.
    2) تعامل مع اللحظة الحالية (أفسس 4: 26-27). يجب ألا نسمح لما يضايقنا أن يتراكم حتى نفقد السيطرة. من المهم التعامل مع ما يضايقنا والتحدث عنه قبل أن يصل إلى هذه المرحلة.
    3) واجه المشكلة، وليس الشخص (أفسس 4: 29، 31).
    4) كن فعل وليس رد فعل (أفسس 4: 31-32). بسبب طبيعتنا الساقطة فإن أول رد فعل لنا غالباً ما يكون مخطيء (الآية 31). إن الوقت الذي نقضيه في "العد لعشرة" يجب أن يستخدم للتفكير في طريقة استجابة ترضي الله (الآية 32).
    وأخيراً، علينا أن نعمل على جانبنا من المشكلة (أعمال 12: 18). لا يمكننا أن نتحكم في تصرفات وتوجهات وردود فعل الآخرين ولكننا يمكن أن نقوم بالسلوك والتوجه الصحيحين من جانبنا. إن التغلب على الغضب لا يتم بين ليلة وضحاها. ولكن من خلال الصلاة، ودراسة كلمة الله، والإتكال على الروح القدس يمكننا أن نتغلب على خطية الغضب. كما سمحنا للغضب أن يتأصل في حياتنا بحكم العادة، يمكننا أيضاً أن نتدرب على الإستجابة الصحيحة حتى نصرتنا عليه تصبح هي أيضاً عادة.
اعداد,
فريد شحادة
أخصائي نفسي ومستشار رعوي
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أقوال القديس أوغسطينوس عن تحول الغضب إلى حقد | درجات الغضب
لماذا الغضب؟! لماذا تجدف أو تكاد تجدف بسبب هذا الغضب؟!
الغضب يؤجل التوبة لأن الغضب من الكبرياء
الغضب يولد مزيد من الغضب
الغضب


الساعة الآن 05:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024