رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الغضب
إن التعامل مع الغضب موضوع هام, فالغضب يمكن أن يحطم التواصل ويقطع العلاقات ويقضي على صحة وسعادة الكثيرين. من ناحية اخرى فإن الناس يتجهون لتبرير غضبهم بدلاً من الإعتراف به ومواجهته. يصارع الجميع الى حد ما مع مشاعر الغضب. ولكن شكراً لله فإن كلمته تحتوي على مباديء التعامل مع الغضب بطريقة مرضية لله. تعريف الغضب هو ردة فعل عاطفية نتيجة الإحساس بعدم الرضا تجاه موقف ما. وكلما كان الموقف بسيطاً كان الغضب قليلاً والعكس صحيح أيضاً إذ كلما كان الموقف صعباً كان الغضب كبيراً. ويختلف الغضب من شخصٍ إلى آخر حيث تجد أن هذا الأمر يُغضب فلان ولا يُغضب فلان الآخر فإذاً. إن الغضب هو حالة ردّ فعلٍ تجتاح الإنسان عن حدوث أمرٍ ما لا يتوقع حدوثه أو لا ينتظر حدوثه أو لا يريد حدوثه. ليس الغضب خطية دائماً. فهناك نوع من الغضب يتوافق مع كلمة الله ويشار إليه غالباً "بالغضب المقدس". الله يغضب (مزمور 7: 11؛ مرقس 3: 5)؛ ويوصى المؤمنين بأن يغضبوا (أفسس 4: 26). إستخدمت كلمتان يونانيتان في العهد الجديد للإشارة إلى "الغضب". إحداهما معناها "حماس، طاقة" والأخرى معناها "إثارة، غليان". بحسب الكتاب المقدس فإن الغضب هو طاقة معطاة من الله لمساعدتنا في حل مشاكلنا. من أمثلة الغضب في الكتاب المقدس نجد مواجهة بولس الرسول لبطرس الرسول بسبب القدوة السيئة في غلاطية 2: 11-14؛ وغضب داود عند سماعة ناثان النبي يتكلم عن الظلم (صموئيل الثاني 12)؛ وغضب الرب يسوع بشأن تدنيس بعض اليهود هيكل الله في أورشليم (يوحنا 2: 13-18). لاحظ أن هذه الأمثلة للغضب لم تكن دفاعاً عن النفس، بل دفاع عن آخرين او عن مبدأ. يتحول الغضب إلى خطية عندما تكون دوافعه أنانية (يعقوب 1: 20)، وعندما تشوه أهداف الله (كورنثوس الأولى 10: 31)، أو عندما نسمح للغضب أن يسكن فينا (أفسس 4: 26-27). فبدلا من أن نستخدم الطاقة الناتجة عن الغضب في معالجة المشكلة التي نواجهها فإننا نهاجم الأشخاص. تقول رسالة أفسس 4: 15-19 أننا يجب أن نقول الحق بمحبة وأن نستخدم كلماتنا لبنيان الآخرين، ولا نسمح للكلمات السيئة أو الهدامة أن تنساب من بين شفاهنا يصبح الغضب خطية عندما نسمح له بأن يغلي ويفور دون ضابط مما ينتج عنه حوار تتضاعف فيه الجروح (أمثال 29: 11)، تاركاً وراءه دماراً غالباً لا يمكن إصلاحه. يصبح الغضب خطية أيضاً عندما يرفض الغاضب المصالحة، أو يحتفظ بالغضب داخله (أفسس 4: 26-27). هذا يمكن أن يسبب الإكتئاب والتضايق من أتفه الأمور والتي غالباً لا تكون ذات صلة بالمشكلة الأساسية. للغضب أعراضٌ سيئة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة منها : 1) أعراض فيزيولوجية مثل ( ارتفاع ضغط الدم ، زيادة إفراز هرمونات الضغوط ، قصر التنفس ، خفقان القلب ، رعشة في الجسم ، إمساك ، توتر في العينين ، قوة بدنية زائدة عن الحد ، سرعة في الكلام ، عضلات مشدودة .) 2) أعراض نفسية مثل ( نقدٌ مستمر وتجريح ، ثورة عصبية ، صمت مرضي ، نفور ، اعتداء ، حسد ، حقد وكراهية ، عدم الشعور بالأمان ، غيرة ، الخروج عن الذات ، الإدانة ، اكتئاب ، قلق ، فقدان القدرة على النوم ، سلبية التفكير والتصوّر ، عدم القدرة على التواصل الجنسي عند المتزوجين ) . يمكننا التعامل مع الغضب بطريقة كتابية:
اعداد, فريد شحادة أخصائي نفسي ومستشار رعوي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أقوال القديس أوغسطينوس عن تحول الغضب إلى حقد | درجات الغضب |
لماذا الغضب؟! لماذا تجدف أو تكاد تجدف بسبب هذا الغضب؟! |
الغضب يؤجل التوبة لأن الغضب من الكبرياء |
الغضب يولد مزيد من الغضب |
الغضب |