منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 06 - 2016, 04:38 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال


&&******8***********7&

" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال




إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال (مت3:18).

إنها وصية عجيبة وخطيرة كشرط أساسي وهام لدخول ملكوت السموات بحثت إن لم نسلك في الطفولة الروحية فلن ندخل الملكوت.

خطورة الوصية

هناك أمور جوهرية تمنع الملكوت.

مثال ذلك قول الرب "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو5:3).

وقوله أيضًا "أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم" (يو35:6). وقوله كذلك "إن لم تؤمنوا إني أنا هو، تموتون في خطاياكم" (يو24:8). وكذلك "أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3، 5). وهكذا جعل الرب هذه الأمور كلها لازمة للخلاص: المعمودية، والتناول، والإيمان، والتوبة.

ونراه يضع شرط الرجوع إلي شبه الأطفال لازما لدخول الملكوت.

بنفس عبارة "إن لم" التي قالها عن المعمودية والتناول والإيمان والتوبة نراه يقول لتلاميذه القديسين "الحق أقول لكم أمن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت3:18).

وهذا يدل علي خطورة هذه الوصية. ويجعلنا نتساءل:

ما هي الصفات التي يتصف بها الطفل،

حتى تحاول أن نتشبه به ونصير مثله؟

نحن نظن أننا نعلم الأطفال، ونقف أمامهم كقدرة، وهوذا الرب يعكس الأمر، ويضع الأطفال أمامنا كقدوة، حتى نتشبه بهم، وإلا.. فإنه يقدم لنا تحذيرًا خطيرًا، وهو عدم دخول الملكوت.

طبعًا لا نتشبه بالطفل في العقل، وإنما في القلب والروح والنفسية.

والمقصود طبعًا أن نتشبه بالطفل السوي، وليس الذي ولد بميول أو طباع منحرفة، سواء بالوراثة أو لأسباب أخري.

صفات الأطفال

* أول صفة للأطفال هي البراءة والبساطة.

وهكذا كان أبونا آدم قبل أن يعرف وهكذا كانت أمنا حواء. إذن كأن الرب يقول لنا إن لم ترجعوا إلي البراءة والبساطة فلن تدخلوا الملكوت...

الطفل في بدء حياته، لا يشك في شيء. يقبل الأمور في براءة وثقة، إلي أن يغيره المجتمع، ويدخل الشك إلي قلبه، وفي طباعه فتتعكر نقاوته. وقد يزيد الشك عنده فيصبح مرضًا، سواء وجد سبب للشك أم لم يوجد.

* الطفل يتصف أيضًا بحب المعرفة والتعليم.

فهو يسأل ويريد أن يعرف. ولا يخجل من السؤال والإقرار بعدم المعرفة. وهو يقبل التعليم، وعن طريقة ينمو في المعرفة يومًا بعد يوم.

أما الكبار، فقد يمنعهم عن التعليم إما كبرياء لا تريد أن تظهر أنها لا تعرف، أو يمنعهم الخجل، أو الاكتفاء بما هم فيه من معرفة. وكلما كبر الإنسان في سنة، قد يخجل من التعلم لئلا يخطئ أثناء تدربه فيخجل من خطئه. لذلك فالطفل اقدر علي تعلم اللغة من كبير السن، لأنه لا يخجل أن ينطق ولو نطقًا خاطئًا يصححه له معلمه، بينما الكبير لا يعقل.

حاول إذن ان تنمو في المعرفة، واقصد المعرفة النافعة لك.

وما دمت قد كبرت في السن، أمامك ألوان أساسية في المعرفة غير ما يسعي إليه الطفل. عليك أن تعرف نفسك، وأن تعرف الله، وتعرف الحق، وتعرف الطريق السليم الذي يوصلك. وليكن لك التواضع الذي به تسال وتطلب المعرفة، دون أن تخجل. ودون أن ترتئي فوق ما ينبغي، ظانًا انك تعرف.. ودون أن تكون حكيمًا في عيني نفسك...

* من صفات الطفل دائم النمو.

قيل عن يوحنا المعمدان في طفولته "أما الصبي فكان ينمو ويتقوي بالروح. وكان في البراري إلي يوم ظهوره لإسرائيل" (لو80:1). وقيل أيضًا عن الطفل يسوع "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو52:2).

من جهة القامة، يصل الكبار إلي حد معين لا تنمو فيه قامتهم. ولكن هناك مجال آخر ينبغي أن يمارسوا فيه صفة النمو. وهو النمو في الروح في العقل، في المعرفة، في الحكمة، في كل فضيلة وعمل صالح.

* تعجبني في الطفل أيضًا صفة البشاشة.

هو باستمرار يحب البشاشة، يحب المرح، يحب أن يضحك، ويحب من يضحكه. إنه لا يحمل هموم الدنيا فوق كتفيه كما يفعل الكبار. ولا يحمل همًا، ولا يفكر في مشاكل الغد ومشاكل المستقبل، إنما يلقي كل ذلك -إن صادفه- على أبيه أو أمه. ويملك السلام علي قلبه، حتى في أشد الأوقات خطورة، تجد البيت كله منزعجًا، متوقعًا شرًا، ما عدا الطفل.

أريد لك يا أخي هذا السلام وهذا الفرخ، فهما من ثمار الروح (غل22:5).

* من الصفات الجميلة في الطفل أنه لا يحمل حقدًا.

قد يوجد ما يغضبه أو يضايقه أو يحزنه - ولكن هذا كله يأخذ وقته وينتهي في وقته دون أن يخزيه في قلبه أو في مشاعره. وما أسرع أن يتصافي ويلعب مع طفل آخر كان يتعارك معه منذ لحظات.

الذين يخزنون الإساءة هم الكبار، في ذاكرتهم التي كثيرًا ما تنسي الخير، ولكن لا تنسي الإساءة. ويتحول الغضب عندهم إلي حقد وإلي عداوة، وربما رغبة في الانتقام.

وهؤلاء يقول لهم الرب "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال... "أن الطفل سريع التصالح. وقد يضربه أبوه أو أمه. وبسرعة يأتي فيرتمي في حضنهما. وفي العطف والحنان الذي يأخذه، ينسي كل ما حدث.

ليتنا نكون أيضًا مثل الطفل في حبه الكبير.

الحب الذي يتسع لكثيرين. والذي فيه يتصادق بسرعة مع كثيرين ويزيد عدد معارفه وأحبائه.

ويجعل الآخرين يحبونه، دون أن يعرف تحزبًا. وقد يتشاجر الأب والأم معًا. بينما الطفل يحب الاثنين معًا بل قد يعمل علي مصالحتهما...

* والطفل عنده الإيمان والثقة.

بعض الطوائف لا تعمد الأطفال، وتنتظر إلي أن يؤمنوا أولًا. ولكنني أقول ليتنا جميعًا نكون مثل الأطفال في عمق إيمانهم. الأطفال الذين يقبلون كل حقائق الإيمان دون أدني شك أو سؤال.

إن الطفل يولد مؤمنًا، تقول له نصلي، يصلي. ترفع يدك إلي السماء وتقول يا رب، يفعل مثلك،. يؤمن أن الله قادر علي كل شيء، ولا يشك في ذلك. بل يؤمن أن أباه الجسدي يقدر أن يعطيه كل شيء، وأن يحميه من كل خطر ولا شك. إيمان الطفل إيمان عجيب لا يفسده إلا الكبار، حينما يدخلون إلي ذهنه أمور تؤذيه.

* الطفل أيضًا يتميز بالصدق، ول يجامل علي حساب الحق.

وهو لا يعرف الرياء. فإن كلن يحبك يقول لك إنه يحبك. ويكون ذلك من قلبه، وهو صادق فيما يقول. وإن كان يخافك أو قد آذيته قبلًا، لا يمكن أن يجاملك كذبًا ويقول لك إنه يحبك. بل يقول لك رأيه فيك بصراحة. إنه لا يعرف النفاق. هو صادق في التعبير عن مشاعره.

محبه الأطفال محبة حارة أكثر من محبة الكبار.

وهي محبة بريئة وطاهرة. أنه يرتمي في حضن من يحبه بكل عواطفه.

وقد يبكي من كل قلبه. لأنه قد غاب عنه أو أمه قد غابت عنه. ولا يستريح إلا إذا وجد من يحبه. ليتنا نحب مثلما الأطفال يحبون.

* والطفل يشتهي المثل العليا.

إنه يستطيع أن يميز بفطرته. لذلك فهو يحب الخير بطبيعته. وله ضمير لم يفسده المجتمع يميز به بين من يحبه، وبين الإنسان الخير الذي يتصف بالروح الطيبة وغير ذلك، وهو يستطيع أن يحكم عليك من مجرد النظر إلي ملامحك. يعرف داخلك من نظرة عينيك، ومن تقاطيع وجهك، ومن نبرة صوتك، وهو حساس جدًا، وحسه سليم. أنه لا يقبل أن يري أباه غاضبًا أو ثائرًا مقطب الملامح أو الجبين، أو محتد الصوت. كل هذا ضد مثله العليا.

* ومن الأشياء الجميلة في الطفل أن فضائله طبيعية تلقائية.

بلا تصنع، بلا تمثيل، بلا جهاد في الوصول إلي الفضائل، فهي فيه بالفطرة. لا يحاول أن يظهر في زي فضيلة ليست فيه. لا يجاهد ليحصل علي البساطة، فهو بسيط بطبيعته. وهكذا باقي الفضائل.

* الطفل ليس عنده غرور.

حتى عندما تمدحه. يرضي لكي يشعر بأنه تصرف حسنًا، دون أن يتكبر. الغرور رذيلة تتعب الكبار..

المسيح والأطفال

كان السيد المسيح يحب الأطفال. وكان يحتضنهم ويباركهم (مز16:10). وكان يحذر الناس من أن يسببوا لهم عثرة. وهكذا قال "من اعثر أحد هؤلاء الصغار فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر" (مت6:18). وقال في محبته للأطفال "أنظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار" (6:18). وقال في محبته للأطفال "أنظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء.. (مت10:18). بل جعلهم مثالًا يتشبه الكبار بهم.

والتاريخ وضع أمامنا أمثله لأطفال قديسين.

مثل الطفل أبانوب تبني علي اسمه كنائس في مصر والمهجر. ومثل الطفل قرياقوص ابن القديسة يوليطة. ومثل صموئيل الطفل الذي كلمه الله وأرسله يحذر عالي الكاهن العظيم. ومثل القديس شنوده رئيس المتوحدين في طفولته.. والأمثلة كثيرة. ليتنا نرجع ونصير مثل الأطفال في فضائلهم.

إن طبيعة الطفل الفاضلة هي أمثولة طيبة قبل أن تغرس فيه البيئة والتربية صفات أخري لم تكن من طبيعته الأصلية.

وقبل أن يتعلم ممن حواليه أمورًا يريدونها له لكي يصبح مثلهم في طباعهم، وقد لا تكون طباعهم مقدسة ولا صالحة ولا فاضلة..!

إنما السيد المسيح حينما أوصانا أن نرجع ونصير مثل الأطفال، إنما قصد أن نرجع عما اكتسبناه من صفات غرستها فينا البيئة والتربية والتعليم، ونصير في الطبيعة التي أرادها الله لنا، في البراءة التي كانت لآدم وحواء قبل الخطية، وقبل أن يأخذا من مصدر خارجي هو الحية..
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال
" أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الطفال لن تدخلوا ملكوت السموات "
" أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموت "
أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات
أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات


الساعة الآن 11:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024