رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فكر لحظة....... وأخيرًا بالكاد عرف أن يُردًّد مقطع ” أبانا الَّذي في السموات” وهو يفكر في أبوة الله ويلهج بالشكر من أجل عمله الخلاصي.. ! ما أنًّ خيَّم الظلام علي الدير ودخل كل راهب إلي قلايته يتلو مزاميره ويرتل تسابيحه .. حتى خرج الراهب الأُمي بهدوء من قلايته وتسلل خارج منطقة القلالي وعند الطافوس -مدافن الرهبان- جلس يبكي وهو يعاتب الله أنه غير قادر على حفظ المزامير ولا حتى على تلاوة الصلاة الربانية .. وأخيرًا بالكاد عرف أن يُردًّد مقطع “أبانا الَّذي في السموات” وهو يفكر في أبوة الله ويلهج بالشكر من أجل عمله الخلاصي. وهوذا قلاية رئيس الدير.. يُطرق بابها بإلحاح الراهب باخوم .. حتى فتح له أخيرًا رئيس الدير الباب! الراهب باخوم: سلام يا أبي .. جئت أعاتبك في محبة؟ رئيس الدير: خير يا ابني الراهب باخوم: لعلَّك تعرف الراهب الجديد؟ رئيس الدير: أعرفه تمامًا.. إنسان بسيط ومحب. الراهب باخوم: لا أشك يا أبي في بساطته .. لكن كيف يلبس زي الرهبنة وهو لا يعرف أن يقرأ في الكتاب المقدس ولا يحفظ المزامير ولا حتي الصلاة الربانية ..!! رئيس الدير: مَن قال لك هذا؟ باخوم: سامحني يا أبي واغفر لي .. فقد شدًّني منظره في الصلاة كنت أشعر أنه قائم في السماء! .. لكني تطلَّعت إليه فوجدت حركات شفتيه بطيئة! .. فوقفت إلي جواره فكانت المفاجئة هي أني وجدته يكرر عبارة “أبانا الذي في السموات” وليس سواها!! صمت رئيس الدير قليلًا ثم قال: اترك لي هذا الأمر.. وانصرف الراهب باخوم. ارتبك رئيس الدير بسبب هذا النقاش ولم يعرف ماذا يفعل فأنه يحب هذا الراهب البسيط .. ولا يريد أنَّ يطرده وفي نفس الوقت لا يقدر أن يكسر قانون الدير حتى لا يهمل الرهبان التأمل في كلمه الله والصلاة بالمزامير والتسبيح ..!! وفي اليوم التالي التقى رئيس الدير بالراهب البسيط وبعد حديث ليس بطويل سأله: رئيس الدير: هل تحفظ المزامير يا ابني؟ أرجوك عرَّفني كم مزمور تحفظه عن ظهر قلب؟ الراهب البسيط: سامحني يا أبي فإني أردَّد في صلاتي ما حفظته… رئيس الدير: يجب أنَّ أعرف كم من المزامير والتسبحة تحفظ؟ .. لأنَّ قانون الدير يستوجب حفظك أجزاء من الكتاب المقدس والمزامير والتسبحة ..! الراهب البسيط: إني حفظت قدر ما أستطعت يا أبي. رئيس الدير: إن كنت لا تحفظ فسأضطر أن أطلب منك مغادرة الدير حتي لا تُسبَّب بلبلة في الدير!! الراهب البسيط: هل تسمح لي أن أخذ معي قلايتي (الحجرة التى يعيش بها فى الدير ويصلى فيها)؟ الرئيس: هل تمزح؟ الراهب البسيط: لا يا أبي فإني أودَّ ألا أفارقها!! ولكي يُنهي رئيس الدير الحديث قال له: خذها إن أردت ..!!! عندئذ صنع هذا الراهب البسيط ميطانية –سجود احترام- أمام رئيس الدير وفعل ذات الشيء أمام الراهب باخوم .. وذهب الراهب إلى المخزن وأحضر حبلًا طويلًا طوَّق به قلايته .. وصار يسحبها وهو يقول: “سيري يا مبروكة” .. وكم كانت دهشة كل الرهبان حين رآوا القلاية تتحرك وظل يسحب القلاية حتى ابتعد بها عن الدير أميال! .. واستقر ليعيش فيها هناك الراهب البسيط المتوحد الذي لم يقدر أن يحفظ شيئًا عن ظهر قلب؟ كان اسم هذا الراهب البسيط هو حنا الزمَّار أيقونة البساطة ! حتى لا يظن َّأحدًا أننا ندعو لعدم حفظ المزامير والآيات! .. لكن كم يشعر كلُّ منا الآن أنه ربما رغم كلَّ ما يحفظه من مزامير وتراتيل وقصص وآيات وصلوات! ربما لن يفتح له الباب ..!! فكر لحظة أين أنت ؟ أين مكانك؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|