منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 06 - 2016, 07:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,727

المحبة لا تقبح في الكلام
المحبة لا تقبح في الكلام


تحدث الرسول بولس عن سلوك المؤمنين في المحبة فقال: « فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ، وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَاناً وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً. وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ» (أفسس 5: 1-4).
فالهزل وكلام السفاهة هي قباحة، ليس فقط لا يجب أن تُمارس، لكن لا يجب أن يُنطق بها «لا تُسَمَّ بينكم». فعندما يوجِّه شخص كلاماً غير لائق لشخص آخر، فإنه يشوِّه صورته أمام الناس، كما يرسم له صورة قبيحة أمام نفسه: نفس المتكلم ونفس المخاطَب! على أن اللسان الذي يحكمه الروح القدس لا ينطق إلا ما هو بركة للآخرين.
وكلام السفاهة والهزل الذي لا يليق هو عادةً سخرية من الآخرين: من مظهرهم أو ملبسهم أو معرفتهم أو طريقة كلامهم، إن كانت مختلفة عن الآخرين. وهذا دوماً خالٍ من المحبة، لأن الذي يسخر ويهزل يُضحِك نفسه وأصحابه على حساب كرامة شخصٍ آخر، لأنه يسخر مما يحسبه نقطة ضعفٍ في غيره.
ونصح الرسول بولس أهل كولوسي بالقول: « اطْرَحُوا عَنْكُمْ انْتُمْ أَيْضاً الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ» (كولوسي 3: 8-10). فالله غيَّرنا وجدَّدنا لنكون حسب صورة الخالق المحب الذي شجع جميع الناس.
وهناك حديث رائع عن اللسان في رسالة يعقوب، وهي رسالة الحياة العملية، يقول: « إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضاً.. لأَنَّ كُلَّ طَبْعٍ لِلْوُحُوشِ وَالطُّيُورِ وَالّزَحَّافَاتِ وَالْبَحْرِيَّاتِ يُذَلَّلُ، وَقَدْ تَذَلَّلَ لِلطَّبْعِ الْبَشَرِيِّ. وَأَمَّا اللِّسَانُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمّاً مُمِيتاً. بِهِ نُبَارِكُ اللَّهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللَّهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الأُمُورُ هَكَذَا! أَلَعَلَّ يَنْبُوعاً يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ الْعَذْبَ وَالْمُرَّ؟ هَلْ تَقْدِرُ يَا إِخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ زَيْتُوناً، أَوْ كَرْمَةٌ تِيناً؟ وَلاَ كَذَلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ مَاءً مَالِحاً وَعَذْباً!» (يعقوب 3: 2 و7-12).
في العالم الطبيعي لا نجد ينبوعاً يعطي ماءً عذباً ومالحاً في نفس الوقت، ولا يمكن لزيتونة أن تصنع تيناً أو كرمة تيناً. ولكن اللسان الواحد (بكل أسف) ينتج المتناقضات! فالفم الواحد يبارك الله ويلعن الآخرين. ويعلِّق الرسول يعقوب على هذا بقوله: « لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الأُمُورُ هَكَذَا!» (آية 10). فالمحبة لا تقبِّح في الكلام، لكنها تنطق كلمة التشجيع دائماً، ولا تخرج منها كلمة توبيخ إلا للبناء والإصلاح، ولكنها لا تلفظ قباحة. فإذا طبَّقنا هذه القاعدة على كلامنا في بيوتنا، ماذا نجد؟ عادةً نتكلم كلاماً لطيفاً خارج بيوتنا، ونُحسن الحديث ونضبط أعصابنا عندما يزورنا ضيف. ولكن أعصابنا تفلت عادة مع أهل البيت وكأننا قد أنفقنا كل رصيد محبتنا خارجه، فلم يتبقَّ لأهل البيت إلا التذمر والتوبيخ والكلام الخشن! مع أن رصيدنا من الحكمة والنعمة والكلام العذب عند الله رصيد لا ينتهي، ويمكن أن نأخذ منه كل ما يسد عوزنا وعوز مجتمعنا!
وأقتبس من العهد القديم مثلين للكلام المُشجع، مثلاً لزوجة فاضلة، وآخر لزوج فاضل قدَّم كلاهما تشجيع لشريك حياته:
ظهر ملاك الرب لزوجة منوح التي كانت عاقراً، وأعلن لها أنها ستلد ابناً (هو القاضي شمشون) يجعله الله منقذ شعبه، فأخبرت زوجها بذلك. وصلى منوح طالباً عودة ظهور الملاك، فاستجاب الله له وظهر الملاك مرة أخرى لزوجته، فأسرعت لتخبر زوجها. وتحدث الزوجان مع الملاك عن مولودهما ومستقبله. ثم انطلق الملاك إلى السماء في لهيب المذبح. ومضى وقتٌ لم يظهر فيه الملاك، فخاف منوح وقال لزوجته: «نَمُوتُ مَوْتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!» فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: «لَوْ أَرَادَ الرَّبُّ أَنْ يُمِيتَنَا لَمَا أَخَذَ مِنْ يَدِنَا مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً، وَلَمَا أَرَانَا كُلَّ هَذِهِ، وَلَمَا كَانَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أَسْمَعَنَا مِثْلَ هَذِهِ» (قضاة 13: 22، 23). ما أجمل كلمات هذه الزوجة! لم تسخر من زوجها لأنه لم يفهم، ولكنها كلمته بالتشجيع المدعَّم بالبرهان أن الله قبِلَ تقدمتهما وتكلم معهما. ففي محبتها لم تقبح ولم توبخ زوجها الضعيف الخائف لأنه لم يفهم، فعملت بالوصية الرسولية: « لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحاً لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ » (أفسس 4: 29).
والنموذج الثاني هو لزوجٍ يشجع زوجته: كانت حنة عاقراً، ولم يكن العيب في ذلك من ألقانة زوجها، لكن منها، فإن فننة ضرتها ولدت أولاداً لألقانة. وكانت حنة تبكي وتصلي، وتطلب من الله أن يعطيها نسلاً. ومضت سنوات دون استجابة. وفي وسط آلامها كان زوجها الفاضل يقول لها مشجعاً: « «يَا حَنَّةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ، وَلِمَاذَا لاَ تَأْكُلِينَ، وَلِمَاذَا يَكْتَئِبُ قَلْبُكِ؟ أَمَا أَنَا خَيْرٌ لَكِ مِنْ عَشَرَةِ بَنِينَ؟» (1صموئيل 1: 8). وقد أكرم الله حنة وألقانة وأعطاهما نسلاً، أوله صموئيل الذي صار قاضياً ونبياً لبني إسرائيل.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة لا تحسد ولا تطرد ولا توبخ، ولا تقبح
المحبة لا تقبح
المحبة لا تقبح في العمل
المحبة لا تقبح
المحبة رباط الكمال


الساعة الآن 10:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024