كيف يتوب ويرجع لله الحي،
عندما يُفكر الانسان أنه لا يوجد أحداً أرذل منه، ويضع خطاياه أمام عينيه ليلاً ونهاراً ويظل يشكو ويهجو ذاته منغمساً في التفكير في فداحة خطاياه القبيحة، حزيناً على ما وصل إليه من سقوط تحت سلطان الخطية التي تعمل بالموت، شاعراً أنه غير مستحق الحياة وأقل من الآخرين ولا رجاء أو أمل في إصلاحه، ناسياً أن ينظر للمصلوب لأجله ويستند عليه بكل قلبه، فأنه يضل عن طريق الحق وتعتليه الكآبة القاتلة للنفس ويدخل في روح اليأس ولا ينصلح حالة أبداً، بل يظل بعيداً عن الله مستغرقاً في أفكار ذاته الميتة عن الحق ومن المستحيل - بهذا الحال - يعرف كيف يتوب ويرجع لله الحي، بل سيتورط أكثر في خطاياه حتى يصل في النهاية يا إما للا مبالاه أو لليأس حتى الانتحار...
+ فعلينا إذاً أن نحذر من أن ننحصر في ذواتنا ناظرين لأنفسنا دون أن نأتي حالاً مُسرعين جداً - مهما ما تورطنا في الشرور والفساد وانحدرت كرامتنا للتراب - لحمل الله الوحيد رافع خطية العالم ليُريح قلبنا ويهبنا حلاوة نعمته التي ترفعنا إليه وتهزم فينا موت الخطية المُدمر لملكات النفس الروحية...
+++ وهذه علامة الحزن الذي من الله +++
+++ أن يقتادنا إلى توبة بلا ندامة والاتكال على نعمة الله المُخلِّصة وحدها +++