الوحدة في الكنيسة الطابع المجمعيّ
هي وحدةُ حركة، حركةِ محبّةٍ وحركةِ شَرِكة. هناك وحدةٌ كلّيّةٌ وتَنَوُّعٌ كُلِّيّ. اللهُ واحدٌ، وفي الوقتِ نفسِه شَرِكَةُ أشخاص. هكذا في الكنيسة، أو بالأحرى هكذا يُفتَرَضُ أن يكون، وحدةٌ كاملةٌ في تَنَوُّعٍ كامل. الرّأسُ لا يَكْبُتُ حُرِّيَّةَ الأعضاء: “من أراد أن يكون فيكم أوّلَ، فَلْيَكُنْ لِلجَمِيعِ خادماً” (متى 20: 27). لا يَكْبُتُهُم، وَلا يتَسَلَّطُ عَلَيهِم، بل يظلّ في تنسيق كاملٍ معهم.
الوحدة تصبح علاقةَ محبّةٍ، علاقةَ شَرِكة. بهذا المعنى الله محبّة، وبهذا المعنى الكنيسة شركة محبّةٍ، تكون على صورة الثالوث الأقدس.
كيف يكون الطابع المجمعيّ الذي يؤدّي إلى الوحدة؟
الكنيسة هي جسد المسيح، هي الجماعة التي افتداها الرّبُّ بِدَمِهِ. تُساهِمُ في جَمْعِ المُتَفَرِّقِينَ إلى واحد. يتجسّد هذا الاِتّحادُ الواحد في سرّ الشكر، حيث يجتمع الأسقفُ مع المؤمنين.
يبقى الأسقف دائماً داخل شعب الله، ولا يَسلُكُ أحدٌ فَرْدِيّاً في الكنيسة هذه.
الأسقفُ يَرعى كنيستَهُ، أي شعبَ الله، بكلمةِ الحقّ، كلمةِ يسوع المسيح، فيكتشفُ مواهبَ الأعضاء. يَحمِلُهُم في صَلاتِه، لا يهتّم بربحٍ مالِيٍّ أو مَجْدٍ دُنْيَوِيّ (راجع : بطرس 5: 2-4).
“اِرْعَوا قَطيعَ الله الّذي أُوكِلَ إليكم واحرسوه… لا رغبةً في مَكْسَبٍ خَسيس، ولا تتسلّطوا على الذين هم في رعيتّكم، بل كونوا قُدْوَةً للقطيع…”
المُحافِظُ على الإيمان هو شعب الله كلّه، ومهمّةُ الأُسقفِ هي الإعلان عن هذا الإيمان.
اجتماعُ الأساقفةِ معًا هو أيضًا وَجْهٌ مِن وُجُوهِ الوحدة. فيه يحمل كُلُّ أُسقُفٍ كنيستَهُ معه، خبرتَها وضعفَها، كما أنّ الشّعبَ بِدَورِهِ يَحمِلُ أُسقُفَهُ في صَلاتِه، حتّى تأتيَ القراراتُ مُرْضِيَةً لِلّهِ ونافعةً لِبُنيانِ الكنيسة.
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما