خلصني يا رب من قلبي ومن قلبي ومن خطيئتي، ومن طباعي، فلا يكن ذلك عائقًا أمام الصلح معك. أنت غيرت قلوب كثيرين، ربما كانت حالتهم أسوأ مني بمراحل ليتني أكون كواحد منهم. أنت يا رب غيرت قلب موسي الأسود، وأوغسطينوس، مريم القبطية، وأوريانوس والي أنصنا.. فهل تعصي عليك حالتي؟! أعتبرتي حالة معقدة، ولكنها ليست صعبة أمام قدرتك اللانهائية.
أنا يا رب لا أستطيع أن أصلح قلبي أولًا، لكي أصطلح معك. وإنما أنت الذي تصطلح هذا القلب، وتضع فيه المشاعر المقدسة اللائقة بهذا الصلح.. أتقول يا إبني أعطني قلبك (أم 23: 26). خذه كما هو.. أنضح عليه بزوفاك فيطهر. وإغسله فيبيض أكثر من الثلج (مز 50). لست أطلب أن ترمم هذا القلب. إنما إخلق في قلبًا نقيًا (مز 50). وأعطني روحًا جديدًا (حز 36: 26). إن لم يكن في قلبي حب لك، فأعطني هذا الحب.. لا تلمني علي عدم محبتي، إنما "اسكب في هذا الحب من الروح القدس "حسب قول رسولك (رو 5: 5). أعتبرني كطفل صغير، يريد ولا يعرف، ويريد ولا يقدر، "وقوم خطواتي" (مز 119). فكثيرًا ما أعثر.. إن كنت أنا لست جادًا فيما يتعلق بخلاص نفسي.. يكفي أنك يا رب جاد في تخليص هذه النفس.. إن كان خلاص نفسي لا تقوي عليه إرادتي.. فلا شك أن نعمتك تقوي وتقدر..
كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث