رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الأسابيع القليلة الماضية كنت اتحاور ببعض المحادثات مع ابني دانيال، لكن يجب قول الحقيقة بأن ليس كل محادثاتنا تنتهي بشكل مرضي. هناك موضوع محدد كان يلحّ عليّ فيه ويبدو أنني عاجز عن أقناعه بوجهة نظري. الأمر يتعلق بكرة القدم بالطبع. فدانيال يحلم بان يصبح لاعب كرة قدم محترف في فريق برشلونة ويتطلّع قُدُماً لحقيقة أن الناس سيمدحونه وبانه سيكون مشهوراً وأن آخرين سيقتدون به. حاولت المنطق – فشل الأمر حاولت أن أتحاور معه بالمنطق مفسراً له بأن الله هو الوحيد المستحق لتمجيدنا وأن علينا نحن البشر أن لا نسعى لطلب المجد لأنفسنا. لكنني غير قادر على إقناعه لسبب ما. “ما مشكلة الله في ذلك؟” يسألني باستمرار. “فلاعبو كرة القدم العظماء يمتازون بمهارات استثنائية فعلاً، ما الخطأ في تقدير الناس لذلك؟” حاولت توجيه الحوار نحو الهدف العام لوجودنا – خدمة الله – لكنه يشعر برغبة شديدة أن يكون موضع إعجاب مثل بطله الكبير ليونيل ميسي (الذي يؤمن أنه أكثر تشبُّهاً بالمسيح من لاعب كرة القدم كرستيانو رونالدو لأنه غير متعجرف مثله). في كل حال، بما أننا لم نصل لنتيجة اقترحت أن نترك الأمر لفترة، إذ يبدو واضحاً أننا غير متفقان حول هذا الأمر لكننا نحب واحدنا الأخر بالرغم من ذلك. نسيان الأمر قد يكون أفضل استجابة هذا هو قصدي: عندما نركز على الهدف بعيد المدى عند تربيتنا لأبنائنا، يكون الخيار الوحيد المتاح لنا أحياناً هو نسيان الأمر لبرهة. في لحظة ما، يمكنك كأب أن تظهر محبتك بعدم الإصرار أكثر على نقاش معين لأن هذا سيبعدكما عن بعض. نثق بأن الله سيكمل الطريق من حيث وصلت بحسب توقيته. ينبغي أن لا تدع فوزك بالجدال أن يكلفك العلاقة الجيدة. رجائي وصلاتي أن يتعلم دانيال العيش مع الرب وأنه في النهاية سيكتشف بنفسه أن الله وحده مستحق كل تمجيد. وأنه في يوم ما، عندما يأتي الوقت الذي سيحاول فيه أن يقنع شخصاً آخر ولا يتفقان، أنه سيتذكر أباه الذي قال له يوماً: نحن لا نتفق حول هذا الأمر لكنني لا زلت أحبك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|