أيها الآباء ضعوا الرب يسوع أمام أولادكم من البداية وباستمرار: كالمُخلِّص والفادي الوحيد. ضعوا الصليب وذبيحة المسيح كالسبيل الوحيد للنجاة من الدينونة الأبدية التي تستحقها الخطية. وربُّوهم منذ بكور الحياة في خوف الله، إذ تذكِّرونهم دائمًا بأن الله يرى كل شيء ويسمع كل شيء. امنعوا عن صغاركم الأعزاء المخاوف الخرافية، وعلِّموهم بالحري ـ ومنذ النشأة ـ أن يحترموكم ويحبوكم ويوقروكم كآبائهم وأمهاتهم، وأن يفعلوا هذا مع الجميع ولا سيما الذين هم أكبر سنًا منهم، فقط علّموهم ذلك في لطف ووداعة.
درِّبوا أولادكم في الطاعة المُطلقة، ولاحظوا ألا تتساهلوا مع العصيان والشر المكشوف المتعمد. إنما لتكن أوامركم ونواهيكم في أضيق نطاق ممكن ضمانًا للترتيب المرغوب والتصرف الحسن. ولا تتعقبوهم باستمرار بتلك العصا المكتوب عليها: ”افعل هذا ولا تفعل ذاك“! لئلا تُنشئوا فيهم روح التبرّم. وأفسحوا لهم المجال لإبراز إمكانياتهم ومقدراتهم. وليكن هدفكم تقديم مشيئة الله على إرادتكم، وإعطائها الأولوية والأفضلية.
ربّوا أولادكم في الصدق المُطلق. ورحبوا باعترافهم بالخطأ، وذلك بإعطائهم وعدًا منكم بالإعفاء من التأديب. خذوا بأيديهم لكي يتحدثوا مع الله عن كل نقص يحسونه، منتظرين عونه، غير ناسين أن يقدِّموا له الشكر من أجل كل ما نالوه.
وحذار أن تعاقبوا أولادكم وأنتم في حالة الغضب. إنما افحصوا الأمر أولاً باجتهاد وأعينوهم أن يفهموا أن كل عصيان إنما هو خطية ضد الله. فإن هم ندموا سامحوهم وعلِّموهم أن يطلبوا المسامحة من الله. ولكن عاقبوا الكبرياء أو الإهمال العمدي، وليكن التأديب بحسب الحالة وفي إخلاص مقدس. واجعلوا من أنفسكم خير الأصدقاء لأولادكم، لأن التودُّد والألفة هما سر النجاح في تنشئة الأولاد، أفسحوا لهم المجال لكي يلعبوا، وأعطوهم الفرصة لكي يُظهِروا أنهم نافعون.
قصّوا عليهم القصص الكتابية التي لها علاقة بتحطيم نزعات العصيان والانحراف، حدثوهم ببعض النتائج الوخيمة، لكن حدثوهم كذلك عن نعمة الله ومحبته للخطاة. كونوا قدوة لأولادكم في كل ما تطلبونه منهم، أغرسوا فيهم المحبة لكلمة الله والاجتماعات ومدرسة الأحد، لتكن عيونكم مفتوحة على قراءاتهم التي يجلبونها من الخارج، وحذار من التساهل إزاء كتاب مريب في بيوتكم.