رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالإيمان لا بالعيان قال أحد رجال الإيمان: "لا أستطيع أن أفهم الله من خلال المشاعر. لا أستطيع أن أفهم الرب يسوع المسيح من خلال المشاعر. لكنني أستطيع أن أفهم الله الآب ويسوع المسيح من خلال شيء واحد وحسب.. ما تخبر به الكلمة. فالله هو كل ما تعلنه عنه الكلمة. لذلك فعلينا أن نتعرف على الله من خلال الكلمة يتضح التعارض بين الإيمان والعيان مما كتبه بولس في (2كو 5\7) لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان. فإن كنا نسلك بالعيان فلن نحتاج الإيمان، وإن كنا نسلك بالإيمان فلن نحتاج العيان، فكل منهما يستعبد الآخر يتعارض هذا مع طريقتنا الطبيعية في التفكير. فالعالم يقول: " لا تصدق إلا ما تراه ". إلا أن الكتاب المقدس يعكس النظام كالتالي : يجب أن تؤمن أولاً وبعدها سوف نرى. وهذا المبدأ هام جداً حتى أننا سوف ندرس عدة فقرات توضحه في الأسفار المقدسة. فقد قال داود في (مز27\13) "لولا أنني آمنت بأن أرى جود الرب في أرض الأحياء". فأيهما جاء أولاً الإيمان أم الرؤية ؟؟ الإيمان هو الذي جاء أولاً. وما ينطبق على داود ينطبق علينا جميعاً. فإن لم نستطيع أن نؤمن أننا سنرى جود الرب، سوف نيأس، فالشيء الذي يحفظنا من اليأس ليس هو ما نراه بل ما نؤمن به يتفق هذا مع العبارة التي قيلت عن موسى في (عب11\27)" بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لأنه تشدد كأنه يرى من لا يُرى. لم يكن في ظروف موسى المرئية في ذلك الوقت أي شيء يمكنه أن يعطيه أي رجاء أو تشجيع. إلا أنه رغم كل ما كان ضده، تشدد لأنه استطاع أن يرى من لا يُرى. فكيف فعل هذا؟؟ فعل بالإيمان. فالإيمان يمكّننا من رؤية من لا يُرى ومن ثم يجعلنا قادرين أن نتشدد عندما لا يقدم لنا العالم المرئي أي رجاء أو تشجيع والآن نتجه إلى ما كُتب عن إقامة لعازر من الموت في الإصحاح الحادي عشر من إنجيل يوحنا. فنقرأ فقال يسوع ارفعوا الحجر. قالت له مرثا أخت الميت يا سيد قد انتن لأن له أربعة أيام. قال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله. يو 11\39 ما طلبه يسوع هنا من مرثا، يطلبه من كل من يريد رؤية مجد الله، فيجب أن نؤمن أننا سنرى. فنحن لا نرى أولاً ثم نؤمن. بل نؤمن أولاً، ثم نتيجة للإيمان نرى فالإيمان يأتي قبل العيان ويواجهنا في 2كور مرة أخرى التناقض بين المرئي وغير المرئي لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشيء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى، لأن التي تُرى وقتية أما التي لا تُرى فأبدية 2كور 4\17 وتحتوي لغة بولس في هذه الآيات على متناقضات مقصودة. فهو يتحدث عن النظر إلى ما لا يُرى . فكيف يمكننا فعل هذا؟؟ ليس هناك إلا طريق واحد هو الإيمان ! هناك مغزى عظيم للحرف "و" في قوله: ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى. فهو يؤكد على نفس الدرس الذي تعلمه موسى في اختيار التحمل والتشدد الذي اجتازه. فقد تعلم أنه في تدبير الله تخدم الشدائد أغراضنا مفيد للمؤمن. فهي تشكل شخصياتنا وتقويها كما تعدنا للمجد الأبدي الذي ينتظرنا. ولكن الدرس الذي يعلمه الحرف "و" هو الآتي : لا تفيدنا الشدائد إلا عندما نثبّت عيوننا على العالم غير المرئي. فإن فقدنا رؤيتنا له وانشغلنا بعالم الزمن والحواس ، لن نستطيع فيما بعد أن ننال الفرائد المرجوة من تلك الشدائد. لذا فنحن محصورون بين عالمين، الوقتي والأبدي. فالعالم الوقتي هو ما يمكننا أن نراه فنحن نتصل به بحواسنا. أما العالم الأبدي فهو ذلك العالم الذي يريد الله أن يكون وطننا الذي نحيا به. ولا يمكننا أن نشعر أننا في وطننا في هذا العالم إلا بوسيلة واحدة وهي: الإيمان . فالإيمان هو الشيء الوحيد الذي يربطنا بحقائق الله الواقعية غير المرئية وكلمته كثيراً ما نجد تعارضا ظاهريا بين ما نشعر به بحواسنا وبين ما تعلنه كلمة الله، كأن نرى ونشعر بكل الأعراض التي تشير إلى مرض في أجسادنا، مع أن الكتاب المقدس يعلن أن يسوع "أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا" متى 8\17. و"بجلدته شفيتم" 1بط 2\24. إذا هناك تعارض ظاهري حيث أن حواسنا تخبرنا بوجود المرض بينما يعلن الكتاب المقدس بأننا شفينا. هذا التعارض الذي يواجنا بين شهادة الحواس وشهادة كلمة الله يضطرنا كمؤمنين للسلوك بحسب أحد الخيارين: إما أن نقبل شهادة حواسنا وبهذا نقبل المرض ونصبح عبيداً للذهن الجسدي، وإما أن نتمسك بشهادة كلمة الله بأننا شفينا، فإذا فعلنا هذا بإيمان حقيقي فعّال نجد أن شهادة الحواس تتطابق فيما بعد مع شهادة الكلمة وعندها نستطيع أن نقول بأننا شُفينا، ليس بناء على الإيمان بالكلمة فقط بل بناءً على الواقع الفعلي الذي تؤكده الحواس أيضاً |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان |
نسلك بالإيمان لا بالعيان |
بالإيمان أم بالعيان |
لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان |
يجب أن نسلك بالإيمان، لا بالعيان |