فمن هو هذا الذي يستحيل أن يعثر في طريقة، أو من هو الذي لا يحاربه عدو الخير بأي طريقة ما، أو من هوَّ الذي لن يسقط قط في حياته كلها، جميل أننا نستمع لكل قامة روحية ونحيا وفق الإرشاد الذي ينفعنا ويبني أنفسنا على ايماننا الأقدس، لكن سيء جداً أن نتعلق بهم للغاية حتى يصيروا هم مصدر ثباتنا وعدم سقوطنا، وان عثروا وسقطوا نسقط معهم، لأنه ينبغي أن تكون انظارنا مثبته على رئيس الإيمان ومُكمله يسوع وحده منفرداً، لأننا لو ثبتنا أنظارنا عليه ووضعنا كل ثقتنا فيه لن نخزى أو نسقط أو نتعثر في طريقنا بسبب اي إنسان مهما من كان هوَّ، ومهما ما فعل أو صنع، بل حينما نرى سقطة قامة روحية عالية في نظرنا، سنصوم ونصلي بحزن ودموع لأجله، لكننا لن نترك الطريق ونسقط معه أو بسببه، لذلك مكتوب:
فنحن نتكل على الرب وحده لا على إنسان، لذلك لا نخزى قط، فانظروا إلى الأجيال القديمة وتأملوا: هل توكل أحد على الرب فخزي (سيراخ 2: 11)، فالاتكال على إنسان أو الاستناد عليه حتماً نتيجته النهائية الفشل، لذلك مكتوب: نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل (مزمور 34: 5)، لكن هذا لا يمنع قط أو يلغي أن ننظر لنهاية سير مرشدينا لحياة التقوى ونتمثل بإيمانهم: اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله، أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم (عبرانيين 13: 7)، ولا ينبغي أن ننسى قول الرسول: كونوا متمثلين بي كما أنا أيضاً بالمسيح (1كورنثوس 11: 1)