إنَّ الحُب لؤلؤة فريدة ما أن تسطع في قلب إنسان، فسرعان ما تُبدد انفعالاته المُظلمة فلا يُفرّق بين الناس، ولهذا لم تقتصر خدمات أبونا بيشوي على المسيحيين الفقراء فقط، بل شملت غير المسيحيين أيضاً، ولهذا عندما تنيح بكى عليه رجل مسلم، فلمَّا سألوه عن سبب بكائه قال: كانت ابنتي مخطوبة ولم أكن أملك ما يكفي لجهازها، فتولَّى أبونا بيشوي كل جهازها وهى الآن في بيتها!!
وكان بائع للخبز يُحضر الخبز يوميّاً لمنزل أبونا بيشوي, وكان له ابن صغير أحيانا يطلب أشياء تنقصه من تاسوني أنجيل, فكانت تُعطيها له، وفي أحد الأيام لم يصعد الولد بمفرده، بل كان معه أحد جِيرانه غير المسيحيين, وطلب من تاسوني أن تشتري له صندلاً، فلمَّا عرفت من اسمه أنَّه غير مسيحيّ حكت لأبونا، فتعجّب أنَّ ولداً غير مسيحيّ يطلب منها شراء صندل!! وبفيض من الحُب طلب أن تُناديه، فأسرعت وأحضرته وهي تظن أنَّ أبونا يحتاج إلى شراء خبز من الولد, ولكنَّها فوجئت بأبونا يطلب منها أن تأخذ مقاس رجله وتشتري له صندلاً كطلبه!