الاحد الاول : احد الكنوز
القمص يوسف حنا
كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين
ما ان يولد الانسان وتنفتح عينية الا وتنفتح شهيتة نحو حب المال و المادة وتنمو الذات ويصبح كل شئ فى نظر الطفل مباح و ملك له – وبعد فتره يبدأ عمل اسرار الكنيسة فى قلب الانسان فتبدأ تنمو الروح فتصطدم ببعض المحازير..
ولما كانت العين هى همزه الوصل بين العالم الخارجى و قلب الانسان لذلك كان التحدى الهام ان كانت عينك مبصره ( الامور الروحيه ) فجسدك كله يكون نيراً .. وان كانت عينيك شريره ( لا ترى الامرو الروحيه ) فجسدك كله يكون مظلماً .
- فالعين الشريرة تنظر القذى فى عين الاخ ولا تفطن الى الخشبه التى فيها.
- العين الشريره تبغض الواحد و تحب الاخر – اما العين البسيطه تحب الكل لانها ترى فى جميع الناس صورة الله و مثاله .
- العين الشريرة تهتم بالاكل و الشرب و الملبس .. اما العين البسيطه فتؤمن بأن هناك الهه توكلت عليه فلا يغزى الى الابد .. فأن كان هذا الاله يهتم بالعصافير الايهتم بنا نحن البشر – السنا افصل من عصافير كثيره
الروح القدس الساكن فينا يدعونا ان نحسن الاختيار ونجد فى طلب الكنوز الباقيه . فهناك كنوز يأكلها السوس ويسرقها السارقون كالمال اما الكنوز الباقيه فهى التى تسبقنا الى الملكوت المعد لنا منذ انشاء العالم وفى حقيقة الامر هى الزيت الذى يضئ سراج العزارى الحكيمات يوم الدينونه .
عزيزى هل تعلم ان سر سقوط الانسان فى الخطيئه هو العين اذا حواء نظرت الى السجرة فوجدتها جيده للاكل بهجه للعيون شهيه للنظر فقطفت واكلت واعطت رجلها – لذلك ندعوكيا عزيزى فى الصوم ان تدرب حواسك على الصوم .
فالاذن تصوم عن سمع كلام الهزل و الكلام المعسول كلام الحيه والعين تصوم عن كل شهوه ارضيه لانها تراب والى التراب تعود والانف تستمع برائحه البخور الزكيه .. بخور صلوات .
والايدى ترفع الى الله فى الصلوات المصحوبه بدموع التوبه والانسحاق واللسان يتدرب على ان يتذوق كلام الله المشبع.
عزيزى قل لى ماهى اهتماماتك فى غربه هذا العالم احدد لك أبديتك.. فأن كانت اهتمامات روحية سمائية وهدفها البحث عن ملكوت الله وكيف تقتنيه فسيتحقق لك ما تريده وتقضى أبدية سعيدة مع العذاى الحكيمات والعريس السمائى والفرح الدائم الذى لا ينطق به.
أما إذا كانت اهتماماتك أرضية فسيكون الحكم والمصير الأبدى أنه مات الغنى ودفن.