06 - 03 - 2016, 05:31 PM
|
|
|
..::| العضوية الذهبية |::..
|
|
|
|
|
|
التعفف وضبط النفس
Bookmark and Share
الملاكم “مايك تايسون”، بطل العالم في الوزن الثقيل، وأصغر رجل يفوز بألقاب مسابقات الملاكمة العالمية، فاز 19 مرة بالضربة القاضية الفنية الأولى، منهم 12 مرة في الجولة الأولي. لُقِّب بـ “مايك الحديدي”، و“أشرس رجل على الكوكب”!! حصل على 300 مليون دولار خلال مسيرته المهنية!!
لكن هل تعرف سر انهيار هذا العملاق؟!
في عام 1992، أُدين تايسون بالاعتداء جنسيًّا على “ديزيريه واشنطن”، وقضى ثلاث سنوات في السجن. ثم خسر خسارة فادحة أمام “إيفاندر هوليفيلد” بالضربة القاضية الفنية. وانتهت إعادة المباراة بصدمة له، حيث حُرِم تايسون مِن المباراة لقضمه جزءًا من أذن هوليفيلد!!
كانت مشكلته تتلخص في “التعفف” وضبط النفس فى شهواتها وفي غضبها!!
«البطيء الغضب خير مِن الجبَّار ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة» (أمثال16: 32)، «مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه» (أمثال25: 28).
عزيزي، ما أحوجنا إلى هذه الفضيلة الرائعة: «التعفف»!
ما هو التعفف؟
هو ضبط النفس، وبخاصة أمام الشهوات، وتحاشي الإسراف حتى في الأمور المقبولة؛ مثل الأكل والشرب والحديث. وهو حالة رائعة من الترفُّع والسمو عن كل الأمور الأرضية دون شعور بالنقص أو الحرمان.
خطورة عدم التعفف
إن عدم ضبط النفس يجعل من الإنسان عبدًا، تقوده الرغبات والنزوات والاحتياجات ويفقد كرامته، إذ إنه يعيش طوال حياته بلا تحكُّم في نفسه ورغباته: «يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة... أما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة طبيعية مولودة للصيد والهلاك!» (2بطرس2: 10-12).
وهناك العديد من النتائج المرعبة:
1. الدمار الجسدي والأدبي: أمثال7: 22 يحكي لنا عن غلام أغوته زانية، ولم تكن له القوة الروحية التي تجعله يتعفَّف أو يضبط نفسه فدمَّرته: «ذهب وراءها لوقته كثور يذهب إلى الذبح... حتى يشق سهم كبده». آه من عدم ضبط النفس في شهواتها!!
2. الحصاد المُر: كان للملك داود زوجات كثيرات.. لكنه لم يضبط نفسه أمام امرأه جميلة، وتساهل مع شهوته، ولم يقل لنفسه: لا! فأخذها وزنى معها، «وأما الأمر الذي فعله داود فَقَبُح في عيني الرب» (2صموئيل11: 27)، وجاء الحكم الإلهي على مَن لم يتعفف: «والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني» (2صموئيل12: 10).
3. فشل في خدمة الرب: يقول بولس مُتَحَذرًا ومُحَذِّرًا: «بل أقمع جسدي وأستعبده، حتى بعد ما كرزتُ للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا» (1كورنثوس9: 27).
كيف أصل للتعفف؟
إن الطبيعة البشرية؛ أي “الجسد” حسب المُسَمَّى الكتابي، لا توجد فيها قوة لتقول: “لا” لرغباتها المشروعة أو غير المشروعة. ولقد عَبَّر الرسول بولس عن ذلك بالقول: «لأني لست أفعل الصالح الذي أريده، بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل» (رومية7: 19). لكن كلمة الله تقدِّم لنا الطريق إلى ضبط النفس والتعفف والسمو
|