رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ومهما سألتم باسمى فلذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن (يوحنا13:14) مهما سألتم "مهما سألتم" كلمة جميلة قالها الرب يسوع لتلاميذه فى كلماته الوداعية التى تُظهر أن علاقته بخاصته الذين فى العالم لا تنقطع بموته وصعوده إلى المجد بل إن هناك صِلة جديدة ومتينة بينه وبينهم وهى الصلاة وكلمة"مهما" كلمة مُطلقة أى لا حدود لها.فمهما كانت الطِلبة فهو يستجيب لها.وهذا ما أكده لاحقاً بقوله:"إن سألتم شيئاً باسمى فإنى أفعله"(يو14:14).وكأنه يوقّع لنا"شيكاً على بياض" لنسحب به ما نحتاج إليه من"بنك السماء"الذى لا يفرغ. وبمقارنة وعد الرب مع وعود الإنسان فإننا نجد وعوداً من ملوك مقتدرين ولكن لم تكن مُطلقة كوعد الرب هنا.فنجد أن الملك أحشويروش يعد أستير ويقول لها:"ما هى طِلبتك؟إلى نصف المملكة تُعطى لك"(أس3:5).ولقد كرّر وعده هذا ولكنه لم يزد عن هذا الحد لعطاياه.وأيضاً هيرودس عندما رقصت ابنة هيروديا أمامه فسرّته أقسم لها قائلاً:"مهما طلبت منى لأعطيك حتى نصف مملكتى"(مر23:6).ولم يستطع أن يزيد عن هذا الحد. هذا ونجد أن هناك من رجال الله الأفاضل مَن قد وعد أيضاً بدوافع صادقة نبعها المحبة ولكن هل استطاعوا أن يوفوا بوعودهم؟فمثلاً:يوسف قال لإخوته"أنا أعولكم وأولادكم".ولكن بعد قليل إذ أدرك أنه إنسان قال لهم:"أنا أموت ولكن الله سيفتقدكم" "ثم مات يوسف" وتركهم تك50(21و24و26). وأيضاً نجد أن الملك داود يعد مفيبوشث قائلاً:"أرد لك كل حقول شاول أبيك وأنت تأكل خبزاً على مائدتى دائماً".لكن بعد فترة غيّر الملك داود كلامه إذ قال لصيبا عبد مفيبوشث عن الحقول:"هوذا لك كل ما لمفيبوشيث".ثم تراجع مرة أخرى وقال لمفيبوشيث:"قد قلت إنك أنت وصيبا تقسمان الحقل"2صم(7:9)-(14:16)-(29:19).وماذا عن وعده لمفيبوشيث بأن يأكل خبزاً على مائدته دائماً؟ إننا نجد حتى داود نفسه لم يستطع أن يواصل الجلوس على تلك المائدة وذلك بسبب انقلاب ابنه أبشالوم عليه.وفى هذا نجد محدودية الإنسان وعجزه. هذا هو الرب وهذا هو الإنسان.ليتنا لا نُعوّل على الناس كثيراً"كُفوا عن الإنسان الذى فى أنفه نسَمَة لأنه ماذا يُحسَب؟" (إش22:2). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|