يبارك الرب حياتك
إن الحياة التي تسيرها الأهواء والنزعات والغرائز تمثل الدرك الأسفل في مسرح الحياة ، لذلك لا بد من مبادئ روحية وأدبية تقيّد تلك النزعات وتلجم تلك الأهواء والميول . إن المبادئ الروحية المسيحية السامية هي ضمان نجاح الحياة وتفوقها . هي التي تزيح من طريقها المفاسد والمساوئ والأباطيل وتشق سبيلها وسط هذا الركام الى أن تصل أخيرا ً الى القمة . أما الذين يظنون انهم ينجحون بلا مبادئ ثابتة هم واهمون . إن النجاح المؤقت أشبه ما يكون بالسراب الخادع سرعان ما يتلاشى كما يتلاشى الضباب تحت أشعة الشمس فيبقى الوهم والفشل وخيبة الامل . لذلك لا بد من مبادئ سامية نابعة مما علّمه المسيح تكون بمثابة حافز ٍ في الانسان نحو الخير والصلاح والارادة الخيرة والشجاعة والنزاهة وانكار الذات والصبر والعطف والتعاون والبذل والتضحية ... الخ
إن الادوار التي يمكن ممارستها لا تقع تحت حصر ، فلكل انسان مجاله ُ الخاص يبلور فيه نفسه ُ ويترك خلفه ُ أثرا ً عميقا ً خالدا ً لا تمحوه السنون .
إن مسرح الحياة بالرغم مما فيه من تعب ٍ وعناء يظل له طابع المسرح الشيق ، طابع الانسجام والفرح والانطلاق ، فمسرح الحياة يتضمن معنى الحياة ومفهومها الحقيقي ، وهذا يشير الى مفهوم سر الحياة ، ومن هنا يمكنك أن تسير شامخا ً مرفوع الرأس متجنبا ً المهاوي والمطبات والمنزلقات المهلكة . اذكر عند كل موقف ٍ انك أؤتمنت لتكون أداة ً للخير وبوقا ً للشهادة ومعولا ً لزرع كلمة الحياة في كل ميدان ٍ وسبيل . وليبارك الرب حياتك لمجد اسمه ِ المبارك .