لا تتذكر خطاياك وتفتكر في ما مررت به من تجارب شريرة، لأنك انغمست فيها وتورطت في نتائجها يا إما بسبب ميل باطل مُستتر في قلبك ولم تُقدم توبة سريعة عنه، أو بسبب إهمالك حياتك وترك صلاتك مبتعداً عن كلمة الحياة التي تُقوِّم النفس وتُربيها في التقوى حسب مسرة مشيئة الله...
لكن عليك الآن أن تتذكر كل ما هو حسن وتفتكر في الله الحي وحده مُخلصك، وبذلك ستهرب منك الخطية وتسقط أفعالها المُشينة، لأن كل من أراد أن يُسافر بعيداً فأنه يخرج من بيته خارجاً ويمضي في طريقه الذي فيه كلما تقدم نحو المكان الجديد الذي هو ذاهب إليه فأن منظر بيته يتضائل وراءه إلى أن يختفي تماماً ولا يبقى سوى الطريق الذي يسير فيه منتبهاً كيف يسير دون أن يحيد عن الطريق ليصل إلى غايته، هكذا علينا نحن أيضاً أن نطرح وراءنا حياتنا القديمة ولا نتذكر منها شيئاً قط أو نفتكر في أن ننظر للوراء، أو نخضع لمداعبة الأفكار التي تُعيدنا إليها، بل ننحصر ونركز في حياتنا الجديدة في المسيح يسوع ربنا:
أخيراً أيها الإخوة، كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مُسر (مُستحباً)
كل ما صيته حسن أن كانت فضيلة وأن كان مدح، ففي هذه افتكروا (أشغلوا افكاركم بها) - فيلبي 4: 8