هل تعلم ما هي ( حادثة المروحة )

[dodo dodo]

حدثت هذه الحادثة فى يوم 30 أبريل من عام 1827 م ، وتعود الجذور التاريخية لحادثة المروحة في الأساس إلى أزمة الديون التي نشبت بين الأيالة الجزائرية ( حكام الجزائر في العهد العثماني ) والحكومة الفرنسية في عهد الملك شارل العاشر، إذ دعمت الأيالة الجزائرية فرنسا بالأموال والحبوب، خاصة بعد العُزلة التي فرضتها عليها أوروبا بسبب إعلانها لمبادئ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان، ومحاولتها الضرب بيد من حديد على الأنظمة الملكية الرجعية في ذلك الوقت، وقد جرت الحادثة في قصر الداي حسين ( حاكم الجزائر آنذاك ) عندما جاء القنصل الفرنسي "دوفال" إلى القصر، وهناك طالبه الداي بدفع ديون فرنسا المقدرة ب 20 مليون فرنك فرنسي، واستفسرعن سبب تأخر الحكومة الفرنسية في الرد على رسائله وبرقياته، فتطاول قنصل فرنسا على الداي حسين وهو أعلى مرتبة قيادية بالأيالة آنذاك، ورد عليه قائلاً ( إن حكومتي لا تتنازل لإجابة رجل مثلكم ) .

و قد شكَّل رد القنصل الفرنسي بتلك الطريقة إهانة واستفزازاً صريحاً للداي وديوانه، مما جعله يطرده من مجلسه، ملوحاً له بمروحيته، ولم يَرُقْ للإدارة الفرنسية سلوك الداي، فطلبت منه الاعتذار خلال 24 ساعة، ورفع الراية الفرنسية على الحصون الجزائرية وشروطاً أخرى اعتبرها الداي بمثابة إهانة له وللأيالة حتى أنه سخر من ذلك قائلاً (لم يبقَ لفرنسا إلا أن تطلب زوجتي).
وقد نجحت الحكومة الفرنسية في تعبئة الرأي العام الفرنسي قبل موعد الحملة، وتصوير هذه الحملة على أنها حملة لاسترجاع هيبة وشرف فرنسا الذين داس عليهما داي الجزائر ’’حسين ’’ فيما اصطلح عليه تاريخياً بحادثة المروحة .
هذه الذريعة كانت السبب في حصار فرنسا للجزائر الذي بدأ فى 8 ديسمبر سنة 1827 م، أى بعد حادثة المروحة بشهور، وقد استمر هذا الحصار لمدة ستة أشهر وبعدها حدث الاحتلال ودخول السواحل والأراضي الجزائرية، ذلك الإحتلال الذي دام أكثر من 130 سنة بسبب هذه المروحة .



صورة تمثل الداي " حسين "
وهو يلوح بمروحته
في وجه " دوفال " قنصل فرنسا