|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نقبل عصمة الكتاب المقدس مع وجود تناقضات ظاهرة واضحة في أجزاء كثيرة منه؟ القمص داود لمعي هذا الإدعاء، الذي يتناقله البعض لمحاولة الهجوم على الكتاب المقدس ليس له أساس من الصحة، ولكنه يحتاج إلى كثير من التأني والدراسة لاكتشاف الحقيقة والتأكد من أنه لا يوجد أي تعارض بين الآيات أو المفاهيم أو الأحداث. أولًا: الكتاب المقدس كله موحى به من الله " كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،" (2تي3: 16)، وهذا الوحي كتبه وصاغه أنبياء ورسل مسوقين من الروح القدس " لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (2بط 1: 21)، وأيضًا "اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ" (مت 24: 35). ثانيًا: قد يكون هذا التعارض الظاهري الذي يلمسه البعض يرجع إلى عدة أسباب: 1- اختلاف الحدث وزمنه من جيل إلى جيل ومن شعب لشعب ومن ظروف لظروف، وكما أن القوانين الوضعية تُقدَّر الاختلافات والظروف، مثلًا: سمح لأبينا آدم الأول أن يأكل من الأشجار والنباتات فقط، ولكن سمح من جيل نوح وما بعده أن يأكل أيضًا من الحيوانات (تك2: 16)، (تك9: 3). 2- قد تكون القصة متشابهة في بعض أحداثها ومختلفة في زمنها أو مكانها لأنها تكررت مع شخص آخر، وهذا يُبطل التناقض، مثل قصة ساكبة الطيب (مر14: 3- 9)، المرأة الخاطئة في بيت الفريسي (لو7: 36 - 50)، مريم في بيت عنيا (مت 26: 6 - 13)، (يو12: 1 - 11). 3- قد يكون المقام الذي قيلت فيه الآية، ضمن سياق معين مختلف جذريًا عن السياق الآخر لآية تبدو معاكسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولهذا من الضروري الرجوع دائماُ إلى وضع هذه الآية وبالأخص ما قبلها من أحداث وآيات ومواقف لفهمها فهمًا صحيحًا، حينئذ يتبدد أي تناقض: + "لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ" (اف 2: 9). + "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ" (يع 2: 26). الأولى تتكلم عن أعمال الناموس التي بطلت، والثانية تتكلم عن أعمال الجهاد والسلوك المسيحي. 4- قد يكون التناقض ما هو إلا تكامل في الأحداث فحين يذكر أحد الإنجيليين بعض أحداث الصليب يذكر آخر أحداثًا أخرى مُكمِّلة، وحين تضع النصوص الخاصة بحدث واحد جنبًا إلى جنب من السهل أن تتكون الصورة كاملة بلا أدنى تعارض أو تناقض، كما يظهر هذا بالأخص في أحداث الصليب والقيامة، أو في بعض أحداث الأسفار التاريخية في العهد القديم. 5- التركيز على زاوية معينة من موضوع أو حدث لا يعني إطلاقًا أنها الزاوية الوحيدة لهذا الموضوع، فحين نقرأ رسائل بولس الرسول أو رسائل الكاثوليكون نجد أن هناك تركيزًا في كل رسالة على أفكار محددة لاهوتية أو روحية بدون تناقض أو إنكار لبقية الأفكار والأغراض الأخرى. 6- الرجوع إلى المعاني المقصودة لبعض الكلمات أو طريقة حساب بعض الأمور في زمن كتابة كل سفر يُسهِّل علينا استيعاب المعاني بدقة، ونكتشف حينئذ أن بعض هذه المعايير لا يمكن قراءتها وفهمها بمعايير القرن الواحد والعشرين، واختلاف هذه المعايير عبر أجيال الكتاب المقدس، من وقت كتابة التوراة 1500 قبل المسيح إلى كتابة العهد الجديد حتى سنة 100 بعد المسيح. مثلًا: تعداد الناس عادةً يكون بعدد الرجال فقط دون ذكر للنساء والأطفال، أو تعداد بعض اليهود يكون للرجال فوق 20 سنة، وكأنه تعداد لمن يصلح للحرب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|