لا يوجد انسان محصن ضد الالم ومعزول عن المعاناه ولا يوجد هناك من يتمتع دائما بحياة ورديه خالية من المشاكل
والسؤال المهم هو كيف نتعامل مع الالم من منظور كتابى ؟
اولا اعترف بمشاعرك بصدق امام الله....
مهما كانت سلبية اسكب قلبك امام الله واخرج كل المشاعر التى تحس بها فى محضرة لقد فعل ايوب ذلك عندما قال ا(نا ايضا لا امنع فمى اتكلم بضيق روحى اشكو بمرارة نفسى )
داوود النبى فعل ذلك فى كثير من المزامير التى حفظها لنا الروح فى الكلمة المقدسة وذلك لان كثير منا يظن انه اذا عبر عن مشاعره بصدق فأن ذلك يحزن قلب الله ويجعله يغضب منا على ان العكس هو الصحيح لان اعترافنا بمشاعرنا مهما كانت فى محضر الرب هو دليل ثقتنا فيه وقدرته على حلها ومدى صدق وشفافية علاقتنا معه كصديق يكلم صديقه
ركز نظرك على شخصه ....
ثق فى طبيعته غير المتغيرة من نحوك بغض النظر عن الظروف وما تشعر به فى الالم من المهم ان تغذى فكر بما اعلنه الرب لك عن ذاته بأنه صالح ويحبك وهو معك فى كل حين وصالح وبر الله من نحونا لكى نتذمر على الرب ونفقد طوق النجاه الوحيد القادر ان ينتشلنا من وسط الامنا فنصبح فريسة يسهل افتراسها بكل وحشية منه لذلك نجد الكتاب المقدس يعلمنا قائلا (انظروا إليه واستناروا ووجوهم لم تخجل هذا المسكين صرخ والرب قد استمع ومن كل ضيقاته قد خلصه )
ثالثا ارفض الاستسلام وكن صبورا....
فالكتاب يعلمنا ( وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا فى الضيقات عالمين ان الضيق ينشىء صبرا والصبر تذكيه والتذكيه رجاء والرجاء لا يخزى لان محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا )
فالالم فرصة ذهبية لتطوير مهارتنا الروحية وثمر الروح القدس فى حياتنا وفرصته لاعلان محبتنا للرب واستعدادنا ان نتالم معه لكى نتمجد ايضا معه واعلان ثقتنا بان الالم هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا
لذا ان كنا نواجه ازمة والم الان لا نسأل لماذا يارب بل نسأل بدلا من ذلك ما الذى تريد ان تعلمه يارب ولا تشك ابدا وقت الظلام فيما قاله الرب لك فى النور