الثقة هي عطية
الثقة هي عطية
" المحبة.... لاتقبح (تندفع في إظهار النقد)، ولا تطلب ما لنفسها ، ولا تحتد (سريعة الغضب) ، ولا تظن السؤ (تحتفظ بسجل اخطاء علي الاخرين )، ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق ، وتحتمل كل شئ (تدعم) ، وتصدق كل شئ (وفيه في الانتماء ) ، وترجو (تتوقع امور ايجابية ) كل شئ وتصبر (تثق لأخر المطاف) علي كل شئ"
كورنثوس الاولي 5:13-7
ذات مرة، بعد أن قُلتَ مباشرة لأحدهم "إن الثقة لا تُمنح لك؛ ولكنك تكتسبها"، أوقفني روح الله وقال، "لا يا ابني، أنت مُخطئ. أنت لا تكتسب الثقة؛ لأن الثقة عطية." وتفاجأت لأن قبل هذا الوقت، ظننت أن الثقة تُكتسب. ولكن الرب هنا كان يقول أنه لا يمكن لإنسان أن يكتسب الثقة. ثم قادني الرب من خلال الآيات الكتابية ورأيت أموراً لم أكن أُدركها وانتهيتُ إلى أن الثقة بالحق هي عطية كما علمني.
فلا يستحق أي إنسان في ذاته أن يوثق به بغض النظر عما يبدو عليه بأنه أهل للثقة. وإن كنت أميناً مع نفسك، ستكتشف أنك حتى أنت لستَ أهلاً للثقة بالكامل. قد يكون في بعض الأحيان مثلاً أنك قلت أنك ستُصلي لأحدهم، ولكنك لم تفعل. ماذا لو أن حياة هذا الإنسان الذي كان عليك أن تُصلي لأجله اعتمدت فقط على صلواتك؟ وبالرغم من ذلك، قد اختار الله أن يثق بك لنشر الإنجيل (2كورنثوس 18:5).
إن الكتاب المقدس يقول أن الإنجيل المجيد لله المبارك قد اؤتمنا عليه (1تيموثاوس 11:1)، ليس بسبب أننا اكتسبناه ولكن اختار الله أن يأتمنا، ويثق بنا لنأخذ رسالته للخلاص إلى أطراف الأرض. وعندما أُفكر في هذا، أتلامس بمحبة الله. إذ دفع مثل هذا الثمن العظيم من أجل خلاصنا بأن أرسل ابنه ليموت، ثم بعد ذلك يودع الإنجيل في أيدي رجال ونساء ليسوا أهلاً للثقة. ولكنه يحسبنا أمناء، ويستأمنا الإنجيل، لماذا؟ لأن الثقة عطية!
إن هذا الأمر يحتاج أن يتعلمه الأصدقاء، والزملاء في العمل، وشركاء الحياة. إن الناس غير مُتأهَلين لثقتك. ولكنك تثق بهم لأنك تُحبهم وتتوقع الأفضل منهم. فالإنسان الذي يقدر أن يثق في آخر هو أعظم من الشخص الذي يثق فيه، لأن الثقة تُساعده أن يكتسب مستوى من الإيمان ليُقدم الإمداد عند أخطاء الآخرين.
وأولئك الغير قادرين على الثقة في الآخرين هم أشخاص ضيقي الأفق. فعندما تبدأ في أن ترى الطريقة التي يرى بها الله، ستبدأ أن تتعلم أن تثق في الناس ولا تُقيمهم وفقاً لما هم عليه ولما يفعلونه (2كورنثوس 16:5)، ولكن وفقاً لتوقعك فيهم.
صلاة
أبويا الغالي، أشكرك لأنك تمنحني ثقتك كعطية. وأنا أتعامل من هذا المستوى العالي في الحياة اليوم بأن أختار أن أثق في الآخرين كعطية، سواء كانوا يستحقونها أم لا. وأُقدم الإمداد لأخطائهم، وأراهم بعيون الحب، في اسم يسوع. آمين.