وزير الزراعة المقال كان يحارب الفساد وهو عنده جوه

[Mary Naeem]

وزير الزراعة المقال كان يحارب الفساد وهو عنده جوه



رغم تعاقب الوزراء عليه، إلا أنها ظلت منذ سنوات عديدة وهي معترك لكل فساد، حتى بات مسؤوليها على المحك في مناصبهم، وأصبحت السجون هي مطافهم النهائي، وامتلأت ملفاتها بفساد لا ينتهي، وتعج المحاكم بقضاياهم التي تظل تتداول لأكثر من 10 سنوات، حتى يسدل عليها الستار بأحكام مخففة أو تظل متداولة كما هي.
هي وزارة الزراعة، التي شهدت فصلا جديدا من الفساد على يد وزيرها المُقال "صلاح هلال" الذي ألقي القبض عليه في ميدان التحرير، عقب قبول المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، استقالته مباشرة.
عين "هلال" وزيرًا للزراعة في 5 مارس 2015، لكنه حصل على درجة البكالوريوس من كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1979، كما حصل على ماجستير في دراسات شتل القطن المصري عام 1986، ثم عين باحثًا مساعدًا في معهد بحوث المحاصيل الحقلية في 26 أغسطس 1991.
كما عينه وزير الزراعة الأسبق "أيمن فريد أبو حديد"، في 18 يوليو 2013، رئيسًا لقطاع مكتب شؤون وزير الزراعة، ومشرفًا على قطاع الهيئات بدلًا من الدكتور "أبو اليزيد"، وعمل أيضًا في معهد بحوث المحاصيل الحقلية بقسم بحوث تكنولوجيا البذور ومتخصص في علم وإنتاج النبات.
وكانت أجرأ قراراته في 7 يوليو 2015، حين أصدر قرارًا بحظر استيراد القطن من الخارج؛ ما تسبب في ثورة عارمة وسط الفلاحين إلى أن ألغى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء القرار بعد نحو 15 يوما من صدوره.
"وقت الهزار انتهى".. كان آخر ما صرح به "هلال" قبيل استقالته وتقديمه للعدالة، خلال جولته الميدانية بطريق "القاهرة ـ الإسكندرية" الصحراوي، والتي قال فيها موجهًا حديثه للمنتفعين بقرية "ساندروني"، إنه سيجرى اتخاذ إجراءات رادعة ضد المخالفين، وأن "وقت الهزار انتهى".
أما عن أولى تصريحاته، التي جاءت ثاني يوم من توليه الحقيبة الوزارية، أنه لا بد من تكاتف الجميع للنهوض بالزراعة، أعرب خلالها عن اعتزازه بأن يظل خادمًا للفلاح، سواء من خلال عمله الوزاري أو كمواطن مصري له دور في القطاع الزراعي وباحث يسعى للاستفادة من العلوم في جميع القطاعات التطبيقية، قائلًا: "كلنا في مركب واحدة واللي هيحاول يغرقنا مش معايا".
وأكد أنه سيبذل أقصى ما في وسعه لتنفيذ إستراتيجية الدولة لاستعادة الوجه الأخضر لمصر، والحفاظ على الرقعة الزراعية وإزالة ووقف جميع التعديات، وأن تقدم الأمم يرتبط بالشفافية في المعلومات.

"القانون سيطبق على الجميع وعلى مخالفي الصحراوي تقنين أوضاعهم فورًا"... ثم بدأت تتوالى تصريحاته عن الفساد وضرورة محاربته، فجاء ذلك التصريح الناري على لسان الوزير أثناء تفقده عددًا من المنتجعات السياحية؛ للوقوف على مخالفات الطرق الصحراوية.
وأكد "هلال" أن الدولة لا تؤيد إزالة المخالفات، ولكنها تؤيد تسديد مستحقات الدولة كأولوية أولى لمال الدولة، وأنها لا تتستر على مخالفة، ولا تتستر على فساد على الإطلاق.
وتوالت تصريحاته عن الفساد، فقال في إحداهم: "اللي مش هيشتغل هشيله.. ولن أسكت على فساد أو أتراجع عن مواجهته، وهناك تعليمات مشددة تم توجيهها لجميع القطاعات والهيئات والمديريات في المحافظات، من أجل القضاء على الفساد".
ورغم تصريحاته العديدة عن الفساد ألا أنه في الوقت ذاته كان يؤكد أنه لا مجال للتصريحات الآن ولكن العمل، حيث طالب أثناء اجتماعه مع رئيس مركز البحوث الزراعية، أن المرحلة المقبلة لا تتحمل سياسة التصريحات دون العمل وإعداد الأوراق دون دراسة.
"اللي فاهم إننا بنؤدي مجرد وظيفة يبقى يسيب مكانه ويمشي وأنا أولكم، لازم كل مسئول يعمل على اقتحام كل المشاكل التي تواجه موقعه وإيجاد الحلول المناسبة لها"، وذلك خلال اجتماعه ورؤساء القطاعات والإدارات المركزية بالوزارة، لتقييم الأداء وإنجازات كل قطاع ودوره.
وأثناء جولته بمحافظة البحيرة قال إن أكبر المستفيدين من دعم القطن هم التجار، وليس الفلاح البسيط.
كما أكد في كلمة له خلال افتتاحه أعمال المؤتمر الدولي الثاني لسلامة وتكنولوجيا الأغذية، أن صحة وسلامة الغذاء من أهم التحديات التي تواجه المجتمع، والتي يجب أن تتضافر فيه جهودنا جميعًا من أجل صحة وسلامة الإنسان والحيوان والبيئة والحد من الخسائر الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن انتشار الأمراض وتلوث الغذاء.


نقلا عن الدستور