«دولي الإخوان» يتضمن اتهامات بالغة الخطورة

[Mary Naeem]

«دولي الإخوان» يتضمن اتهامات بالغة الخطورة

حوار محسن حسنى

قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية، فى الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، إدوين صموئيل، إن الحكومة البريطانية ستكشف عن التقرير النهائى حول أنشطة جماعة الإخوان، قبل نهاية العام الجارى، مؤكدا أن التقرير يتضمن اتهامات «بالغة الخطورة» حول أنشطة الجماعة.
وأضاف «صموئيل» فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن المملكة المتحدة تساهم بـ ٥٠% من الاستثمار الأجنبى فى مصر، ما يعكس قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، منوها بأن بريطانيا تسعى لتكوين علاقات مميزة مع مصر، لذا وجهت دعوة رسمية للرئيس السيسى لزيارتها، مرجحا أن تكون هذه الزيارة قبل نهاية العام الجارى.
وأعرب عن ترحيب بلاده ببدء إجراء الانتخابات البرلمانية، خاصة أن وجود برلمان فعال وممثل للجميع يشكل جزءا لا يتجزأ من عملية الانتقال الديمقراطى التى يعتمد عليها استقرار ونجاح مصر.. وإلى نص الحوار:
■ بالنسبة للدعوة التى وجهها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للرئيس السيسى لزيارة لندن.. ما الهدف منها؟ وما موعد تنفيذها؟
- نجاح مصر أمر فى صالح البلدين والشعبين، وبريطانيا تسعى أن تكون علاقاتها مميزة مع مصر على كافة الأصعدة كما أنها تعمل مع الشعب والحكومة المصرية من أجل مستقبل آمن، مزدهر وديمقراطى لمصر، ومصر تلعب دورا حيويا فى المنطقة، سواء على الصعيد الاقتصادى والسياسى أو فى مكافحة التطرف، وبريطانيا أيضا باعتبارها أكبر مستثمر أجنبى فى مصر، تتطلع لمزيد من التعاون الاقتصادى بين البلدين، تُشجع بريطانيا المضى قدمًا فى مجال الإصلاح السياسى على أن يتضمن التطبيق الكامل للحقوق والحريات الأساسية الواردة فى الدستور، أما بالنسبة لموعد الزيارة فنحن لم نؤكد تاريخ الزيارة بعد، لكننا نتوقع أن تكون قبل نهاية العام الجارى.
■ ما أبرز ملامح حصاد السياسة الخارجية لحكومة ديفيد كاميرون خاصة فى منطقة الشرق الأوسط ومصر؟
- لا تعليق.
■ ما الملفات التى سيطرحها ديفيد كاميرون على الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى خلال زيارته لبريطانيا؟
- عادة يتم الحديث عن ملفات المباحثات فى وقت الزيارة، لكن أستطيع أن أؤكد أن تعزيز العلاقات المصرية البريطانية والعمل من أجل علاقات قوية فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية هو أمر مهم للبلدين. تُعد زيارة الرئيس السيسى فرصة سانحة لمناقشة كيفية استمرار المملكة المتحدة فى التعاون مع الشعب المصرى فى مواجهة الإرهاب العنيف وبناء اقتصاد قوى وفعَّال والمضى قدمًا نحو مجتمع منفتح وديمقراطى.
■ اللجنة العليا للانتخابات فى مصر بدأت إجراءات الخطوة الثالثة من خارطة الطريق، فهل ستشارك بريطانيا فى المراقبة على تلك الانتخابات؟
- بريطانيا ترحب ببدء إجراء الانتخابات البرلمانية، ووجود برلمان فعال وممثل للجميع يشكل جزءا لا يتجزأ من عملية الانتقال الديمقراطى التى يعتمد عليها استقرار ونجاح مصر. سننتظر من لجنة الانتخابات المصرية أن تُطلعنا على تفاصيل الانتخابات قبل إصدار قرار بالمشاركة فى عملية الإشراف.
■ لماذا تغيرت نظرة المجتمع البريطانى لما يحدث فى مصر، بحيث لم يعد أحد يسميه انقلابا؟
- الشراكة التى تربط بين بريطانيا ومصر قوية ومستمرة، فلم تزعزعها الأعوام الأربعة الماضية، كما أنها لا تتأثر بشخص رئيس بريطانيا أو رئيس مصر، ونأمل لمصر من ناحية أخرى القوة والنجاح لتلعب دورها القيادى فى المنطقة، ونُشدد هنا على أننا مازلنا نتعاون مع الشعب المصرى فى مواجهة الإرهاب العنيف وبناء اقتصاد قوى وفعَّال والمضى قدمًا نحو مجتمع منفتح وديمقراطى.
■ كيف ترى العلاقات الاقتصادية بين مصر وبريطانيا بعد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى؟
- ممتازة حيث إن قرابة ٥٠% من الاستثمار المباشر الأجنبى فى مصر مصدره استثمارات بريطانيّة، وهو ما يجعل بريطانيا أكبر مستثمر فردى فى مصر، ومؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى كان فرصة لتعزيز التجارة والاستثمار بين المملكة المتحدة ومصر، حيث أعلنت شركة بيبى (BP) البريطانية فى مؤتمر شرم الشيخ عن صفقة استثمارية يبلغ حجمها ١٢ ملياردولارأمريكى، وهى الصفقة الأكبر فى تاريخ مصر، وكما قال السفير البريطانى فى القاهرة جونكاسن «البريطانيون قادمون بقوة ونريد أن نقدِّم مثالاً يُحتذَى به فى العالم، ولا يتمحور التزام بريطانيا على مجرّد ثلاثة أيام فى شرم الشيخ بل على التزام بأن يكون لديها حضور دائم فى قلب الاقتصاد المصرى. ولايقتصر نشاط الشركات البريطانيّة على مجرّد جَنى الأرباح بل يتخطّى هذا إلى خلق فرص العمل، وتوفير إمدادات الطاقة والبنية التحتيّة كقوّة دافعة لمستقبل مصر». تتميز الأعمال البريطانية بسجلها الحافل فى مجال إدارة الموانئ والبنية التحتية والخدمات الهندسية وخدمات الحماية مما يؤهلها للمساعدة فى تطوير منطقة قناة السويس، وسنستمر فى البحث عن أى فرص تُتيح لنا إنجاح هذا المشروع.
■ بالنسبة لملف التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، هل سيتم الإفراج عن التقرير المنتظر بخصوص تقييم أداء الجماعة؟
- نتائج تقرير المراجعة الخاص بأنشطة جماعة الإخوان المسلمين فى بريطانيا سيتم الانتهاء منه والإعلان عنه فى مرحلة لاحقة خلال العام الجارى. إن التهم الموجهة لجماعة الإخوان المسلمين بالغة الخطورة، ونشير هنا إلى أن رئيس الوزراء أمر بالفعل بإجراء هذا التقرير حول أنشطتهم وتنظيمهم وأفكارهم ويذكر أن هذا وجه واحد فقط للجهود الموسعة المبذولة فى فهم التطرف بجميع أشكاله ومن ثم مواجهته، وسننشر لاحقًا هذا العام استراتيجية شاملة لمواجهة التطرف.
■ بالنسبة للموقف فى ليبيا، هناك سياسيون بريطانيون - ومنهم البرلمانى دانيال كافشنسكى - يدفعون للحل العسكرى، بينما يرى آخرون أن الغرب يجب أن يبتعد، ما رأيك؟
- أنا لا أعلق على آراء سياسيين آخرين.
■ كيف ترى المبادرة المصرية فى ليبيا، هل الحكومة البريطانية مستعدة للعودة لاستعادة الاستقرار فى ليبيا؟
- بريطانيا تدعم عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا والمسودات التى تتقدم بها وآخرها مسودة اتفاق لتشكيل حكومة وفاق وطنى فى ليبيا؛ ترتكز على مبادئ ثورة ١٧ فبراير والالتزام بسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، كما تحترم الحقوق الديمقراطية للشعب الليبى والإعلان الدستورى، وحماية حقوق الإنسان، والفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية والتى هى سمة مهمة من سمات الحكومة الحديثة الفعالة. المجتمع الدولى مستعد لتقديم دعم اقتصادى وأمنى كبيرين إلى ليبيا فى حال التوصل إلى هذا الاتفاق. وستستمر المملكة المتحدة فى التعاون جنبًا إلى جنب مع مصر لاستعادة السلام والاستقرار فى ليبيا، كما أننا نُشيد بدور مصر المحورى الذى لعبته فى دعم الاتفاق الذى أدى إلى تشكيل حكومة وفاق وطنى فى ليبيا.
■ كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع هذه الأمور وهل تستمر سياسة التقشف كما هى؟
- كما تعرف بريطانيا بلد ديمقراطى وحق التظاهر بها مكفول لكل المواطنين للتعبير عن آرائهم بحرية إزاء كل القضايا، لا أستطيع أن أعلق على أسئلة افتراضية مستقبلية، لكن يمكننى أن أقول إن الحكومة الحالية تم تشكيلها بعد فوز المحافظين بالانتخابات البرلمانية وبالتالى فإنها تحظى بأصوات الكثير من المواطنين.
■ عقب إعلان نتائج الانتخابات البريطانية الأخيرة.. استقال زعماء الأحزاب المعارضة من مناصبهم.. ما تفسيرك لهذا السلوك؟
- كما قلت سابقا إن بريطانيا بلد ديمقراطى وحرية العمل السياسى مكفولة بالقوانين، ولا أستطيع أن أعلق على قرارات شخصية يتخذها سياسيون فى البلاد حول عملهم السياسى.
■ هناك جدل فى الشارع البريطانى حول ضريبة مشاهدة تليفزيون BBC.. كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع هذه الضريبة؟
- ليس لدى تعليق على هذا الأمر.
■ كيف ترى التغييرات السياسية فى السعودية؟
- ليس لدى تعليق على هذا الأمر.
■ هل تشعر برضا عام فى الشارع البريطانى عن حجم المشاركة البريطانية فى محاربة الإرهاب.. وما تقييمك لهذه المشاركة؟
- الحكومة البريطانية تلعب دورا رئيسيا فى توجيه الضربات الجوية العسكرية لداعش، ولكن العملية العسكرية البرية هى بقيادة الجيش العراقى، ونحن نعتقد أن مواجهة داعش ليست فقط عبر العمليات العسكرية بل بوجود حكومات أكثر تمثيلا وتشاركية كما يحصل فى العراق الآن. ونعتقد أن داعش يحقق بعض التقدم فى معركة هنا وهناك، ولكن بالمحصلة لن نسمح له بالفوز بالحرب ونحن أيضا حققنا نجاحات كثيرة مع الجيش العراقى والقوات الكردية.
■ هل تعتقد أن الحكومة البريطانية الجديدة ستضع ذلك الملف – ملف محاربة الإرهاب – ضمن أولوياتها؟
- الحكومة البريطانية الجديدة سوف تعمل بشكل مكثف على مواجهة خطاب التطرف فى بريطانيا واللجوء إلى إجراءات قانونية أكثر صرامة من شأنها أن تعاقب كل من يحض على العنف والكراهية فى المجتمع.
■ بالنسبة للحادث الإرهابى فى تونس الذى راح ضحيته حوالى ١٥ سائحا بريطانيا.. ماذا ستفعل الحكومة البريطانية من أجل تعويض أهالى الضحايا؟
- عدلت وزارة الخارجية البريطانية فى ٩ يوليو نصائحها بشأن السفر إلى تونس لتنصح بعدم السفر إلا للضرورة فى الوقت الحالى وتنصح السائحين البريطانيين بالعودة إلى المملكة المتحدة، ونحن نعتقد أن الحكومة التونسية تقوم بجهود كبيرة وهامة لحماية المواطنين والسياح وضمان الأمن والاستقرار بشكل دائم.
■ ما هى الضمانات الغربية لحلفائكم فى الخليج قبل الموعد المحدد للتوصل لاتفاق نووى نهائى مع إيران؟
- أمن شركائنا فى الخليج من الأمن القومى لبريطانيا، وأى اتفاق نووى من شأنه أن يعزز الأمن والاستقرار فى المنطقة، ويساعد إيران على لعب دور إيجابى فى المنطقة ما زلنا ننتظر منها أن تقوم به.
■ هناك تنافض فى السياسة الخارجية البريطانية حول نظرتها إلى مرسى باعتباره أول رئيس منتخب فى مصر تم عزله وحول حكومة طبرق فى ليبيا المنتخبة أيضا ديمقراطيا بينما تتنازعها جماعة الإخوان؟
- نحن لا نقف فى ليبيا مع طرف ضد آخر، وإنما ندعو لحكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الأطراف السياسية بدون إقصاء لأى أحد.
■ هناك معلومات أفادت بأن الغرب توصل إلى تفاهمات مبدئية مع روسيا من أجل التخلى عن الأسد؟
- موقف بريطانيا واضح إزاء الأسد حيث أكدنا ونؤكد أنه لا مكان له فى مستقبل سوريا لأنه ببساطة المسؤول عن مقتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير ونزوح الملايين. ونحن ندعو إلى تشكيل حكومة انتقالية توافقية ما بين النظام (بدون الأسد) والمعارضة، تلبى تطلعات وطموحات مختلف شرائح الشعب السورى.
■ ما موقف بريطانيا من التطورات فى اليمن وعملية عاصفة الحزم؟
- بريطانيا تدعم عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، وتساند الرئيس هادى وحكومته الشرعية، كما تعتقد أن العملية السياسية هى السبيل الوحيد لإحلال الاستقرارعلى الأجل الطويل فى اليمن.
نقلا عن المصرى اليوم