رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا أحتاج للصلاة ولماذا أُصلي الجزء الثاني · (ثانياً) ما هي الصلاة، أو ما هو تعريف الصلاة: + [ فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي يُعطيكم الخبز الحقيقي من السماء. لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم. هنا الرب يكشف عن سرّ فعل الصلاة وعمل قدرتها، لأن الصلاة في الأساس هي الإقبال إليه على أساس أنه قوت النفس وشبعها الحقيقي: + "من يُقبل إلي فلا يجوع" + وهو أيضاً ماءها الحي حينما تؤمن به ترتوي ولا تعطش: + "ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" + والسؤال المطروح ضمناً في هذا الكلام، أو السؤال المستتر الذي جاوبه الرب بوضوح وهو: كيف يُقبل إليه كل واحد؟، يمعنى كيف اذهب لله ومتى !!! الرب بنفسه قال: "لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ أن لم يجتذبه الآب" ومن هنا نفهم معنى الصلاة بوضوح شديد، فتعريف الصلاة في أبسط صورها وأعمقها من جهة الخبرة هو: + "نداء إلهي واستجابة بشرية" + فالنداء الإلهي يحرك الوجدان البشري ويُشعل فيه حنين العودة إليه، وهذا النداء عبارة عن نار إلهية مقدسة آكلة، نار تشتعل في القلب فتولِّد رغبة قوية عارمة في النفس تُشعلها شوقاً في أن ترى نور وجه الله الحي: + فقال بعضهما لبعض (تلمذي عمواس) ألم يكن قلبنا ملتهباً (يلتهب) فينا إذ كان يُكلمنا في الطريق ويوضح (يشرح) لنا الكتب. (لوقا 24: 32) هذا اللهيب يا إخوتي هنا، هو سرّ عمل الله في القلب الخفي، أي في أعماق القلب من الداخل، لأن صوت الله ليس مثل أي صوت آخر، بل صوت مؤثر قوي مثل المطرقة يأتي من الداخل، أي في باطن القلب من الأعماق السحيقة جداً في النفس، لدرجة أنه يشتعل فيها كنار، حتى تصرخ لتقول مريضة حباً مثل عذراء النشيد، وهذا النداء هو الذي يحرك اشتياقات النفس الدفينة نحو خالقها الحبيب. وفي الحقيقة والواقع الروحي واللاهوتي، هذا هو صوت روحه القدوس فينا، الذي يوجهنا ويُحركنا نحو المسيح الرب بقوة جذب الآب الخاص، لأن لا يقدر أحد أن يأتي للمسيح الرب من ذاته، بسبب أنه ضال عنه وبعيد وتائه ومشتت، وبسبب الإثم المحبة باردة مُطفأة، فليس في قلبه أي شوق خاص من نحو الله وبخاصة لو الشهوة هي المالكة على قلبه، لأن بطبيعتها تُطفأ الشوق نحو الله الحي وتُصيب الإنسان بالجنون حتى يظل يطعن نفسه بالأوجاع الكثيرة ويصير مريض شهوته التي تُشعل كل رغبه فيه في أن يُتممها لأنها هي حياته وفرحه الخاص بل وعبداً لها واقعاً تحت سلطان الموت، وكل ضال بهذا الشكل لا يستطيع أن يعرف الطريق من ذاته، بكونه في حالة تيه في برية قفر العالم اليابس، الأرض الناشفة التي بلا ماء الحياة: [ عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء ] (مزمور 63: 1) لذلك أن لم يجذب الله النفس ويحرك أشواقها الخفية نحوه، فأنها لن تتحرك أو تشعر بالرغبة أن تتجه نحو الله الحي، لذلك أن وجدنا فينا أي رغبة من نحو الحياة مع الله فلنتيقن أن هذا هو النداء الإلهي فينا، وأننا في زمن الافتقاد الذي ينبغي أن نتمسك به ونسمع لصوت الروح ونلبي النداء فوراً ولا نضيع الفرصة منا، لأن الدعوة مقدسة والنداء إلهي: + يؤتى بها إلى بابل وتكون هُناك إلى يوم افتقادي إياها يقول الرب، فأصعدها وأرُدها إلى هذا الموضع. (أرميا 27: 22) + ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجراً على حجر لأنك لم تعرفي زمان افتقادك (لوقا 19: 44) لذلك يا إخوتي علينا أن نُميز زمان افتقادنا ونسمع لصوت الروح القدس ونلبي حركته فينا: + من له أُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس؛ اليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم (رؤيا 2: 29؛ عبرانيين 4: 7) __________________ |
31 - 08 - 2015, 06:55 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: لماذا أحتاج للصلاة ولماذا أُصلي - الجزء الثاني
|
||||
31 - 08 - 2015, 11:52 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لماذا أحتاج للصلاة ولماذا أُصلي - الجزء الثاني
شكرا على المرور |
||||
|