31 - 07 - 2015, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأخطاء المزعومة في الكتاب المقدس
ومن المظاهر المدهشة في الكتاب المقدس خلوه من الأخطاء والخرافات التي كانت شائعة في العصور القديمة. فقد ذهب النبي موسى مثلاً إلى أفضل مدارس تلك الأيام وتهذب بكل حكمة المصريين القدماء التي تعتبر الآن مجرد هراء، ولكننا لا نجد أثراً لذلك في أسفار التوراة. فتلك الآراء الغريبة التي تمسك بها المصريون القدماء بخصوص أصل العالم والإنسان لم تظهر في كتاباته بل إنه وفي لغة جليلة وسامية أعطانا بياناً وافياً وكاملاً عن خلق الله للعالم والإنسان. وغيره من أنبياء العهد القديم كانوا قد اتصلوا بعلوم الكلدانيين والبابليين، ولكنهم لم يكتبوا إلا ما كان يتفق مع الحقيقة التي كشفها الله لهم.
قد يكون بعض هؤلاء الأنبياء قد اعتقدوا مثلاً بأن الأرض هي مسطحة، ولكنهم لم يعلموا قط في أي مكان من الكتاب بأنها كانت مسطحة. وعندما كان الأنبياء يتكلمون عن شروق الشمس وغروبها أو عن أربع زوايا الأرض أو عن أطراف الأرض، فليس لنا أن نأخذ هذه التعابير حرفياً. ونحن نستعمل نفس هذه العبارات اليوم، ولكننا لا نقصد بأن نثبت أن الشمس تدور حول الأرض أو أن الأرض هي مسطحة أو مستطيلة! ونحن نتبع هذه الطريقة في لغتنا اليومية عندما نصف الأشياء كما تظهر للعين وليس من الناحية العلمية الدقيقة. ومع أن أغلبية المشككين هم دائماً على استعداد بأن يؤكدوا أن الكتاب يعلم أن الأرض هي مسطحة، فإننا لا نجد شخصاً مستقيماً ونزيهاً يستطيع أن يجد حتى آية واحدة في كلمة الله تعلم بهذه النظرية. على العكس، فهناك بيان واضح عن شكل الأرض في وصف أشعياء النبي لعظمة وجلال الله: "الجالس على كرة الأرض" (نبوة أشعياء 40: 22). ونحن لا نرى المشككين يقتبسون بيان أيوب حينما قال – مغايراً الآراء الشائعة في أيامه – "يمد الشمال على الخلاء ويعلّق الأرض على لاشيء" (سفر أيوب 26: 7). |
||||
31 - 07 - 2015, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأخطاء المزعومة في الكتاب المقدس
وبهذا الخصوص علينا التمييز دائماً بين النظريات والافتراضات العلمية وبين الحقائق العلمية المبرهنة بكل وضوح. فنظريات العلم هي مثل تيارات البحر المتنقلة، بينما الكتاب المقدس قد جابهها على مدى ألفي سنة كصخرة جبل طارق. وحتى الآن لم يظهر بأن الكتاب المقدس قد ناقض حتى ولو حقيقة واحدة من الحقائق العلمية المبرهنة. فالبيانات التي يعطيها عن نشوء العالم وعن النظام الرائع الذي نراه في كل أنحاء الكون يتفق مع مكتشفات العلم الحديث لدرجة مدهشة للغاية، وهذا ما لا نراه في الكتب القديمة المليئة بالخرافات. فليس هناك إذاً أي تناقض واقعي أو حقيقي بين الكتاب المقدس والعلم.
السبب الرئيسي لوجود كثير من البلبلة بخصوص العلاقة بين العلم والدين يعود لفشل الكثيرين من الناس في التمييز بين الحقائق المثبتة والآراء الشائعة في وقت معين. فالعلم الحقيقي يتناول الحقائق المثبتة فقط، أما الآراء فقد تختلف بحسب اختلاف الناس الذي يعبرون عنها. لنأخذ مثلاً نظرية النشوء والارتقاء، فإذا ما قبلها الإنسان فليس هناك مجال لما وراء الطبيعة ولا للإيمان بتعاليم الكتاب المقدس. ولكن هذا المذهب ليس بعلم مثبت، بل هو مجرد نظرية أو افتراض غير مبرهن. وهناك الكثير من العلماء النوابغ الذين لا يعتقدون بتلك النظرية بل يؤمنون بأن الله تعالى قد خلق العالم والكون بأسره من لاشيء. ورجل الدين الذي لم يختص في العلوم الطبيعية ليس له الحق بأن يتكلم عن الأمور العلمية. وكذلك ليس للعالم المختص بالعلوم الطبيعية الذي لم يختبر قوة الروح القدس المجددة، الحق في أن يغزو حقل الدين وأن يتكلم بسلطان عن أمور دينية تقع خارج نطاق تخصصه. ومجرد أن لفرد معين مقدرة وخبرة ضمن حقله الخاص لا يخوله حق الحكم في مواضيع تقع خارج نطاق ذلك الحقل. الدين الحقيقي والعلم الحقيقي لا يتناقضان أبداً، ولكن سيكون هناك دائماً البعض من رجال الدين والمتدينين والبعض الأخر من أهل العلم على اختلاف في آرائهم على مر الأجيال. لقد أنتج العلم، والحق يقال، أشياء مدهشة، ولكن نطاقه يبقى محدوداً ومحصوراًُ في الجانب المادي من الحياة وليس له أي سلطان للتكلم عن أمور روحية. وحيثما أصبح العلم الطبيعي بديلاً عن الدين، تجده قد تحول بدون شك إلى مسيحٍ كاذب. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأخطاء المزعومة في الكتاب المقدس
وقد كتب أحد المفكرين المؤمنين عن موضوعنا ما يلي: "القول بأن الأسفار المقدسة تحتوي على بيانات لا تتفق مع تعاليم العلم الحديث والفلسفة المعاصرة هو شيء، والقول بأنها تحتوي على أخطاء مبرهنة هو شيء آخر. فمن الوجهة التقنية الدقيقة ليس هناك علم حديث ولا فلسفة حديثة، إنما هناك علماء حديثون وفلاسفة حديثون وهم يختلفون فيما بينهم إلى مالا نهاية. وإذا ما أخذنا ادعاءاتهم جميعاً على محمل كونها حقائق العلم والفلسفة تجمعت لدينا مجموعات من العلوم والفلسفات المتناقضة. إنه على هذا الأساس وعليه فقط يمكن الادعاء بوجود أخطاء في مضمون كلمة الله! وفي الحقيقة لا يوجد إنسان مفكر واحد يمكنه القول بأن العلم والفلسفة قد وصلا صيغتهما النهائيتين حتى ولو بوجه التقريب! فنحن نسمع من آن إلى آخر بأن كلاً من العلم والفلسفة لم يزالا بعيدين كل البعد عن شكلهما النهائي. فماذا كان من الممكن حدوثه إذاً لو أن تعاليم الكتاب المقدس كانت تطابق تماماً مواقف العلم والفلسفة في الوقت الحاضر وفي عصور ماضية؟ أفلا تصبح مخالفة تماماً لعلم وفلسفة المستقبل؟ فمن أين لنا اليقين بأن العلم والفلسفة سيبقيان تماماً على وضعيهما السائدين اليوم؟ لو أننا كنا قد تجاوزنا حد البرهان عندما نقول بأن الكتاب يتضمن أخطاء حقيقية بناء على تناقض مع تعاليم البعض من العلماء وفلاسفة الوقت الحاضر، لكان ذلك الافتراض ذا مغزى حقيقي وثابت.
|
||||
|