رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موت المسيح إن صلب المسيح أكبر جريمة في تاريخ الدهور. ومع هذا فقد كان أسمى بيان لمحبة الله. "ولكن الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 5: 8). إن هذا لمن أروع الإيضاحات عن كيف يغير الله اللعنة إلى بركة. فقد قال يوسف لإخوته "أنتم قصدتم لي شراً. أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعباً كثيراً" (تكوين 50: 20). أراد أعداء المسيح أن يجعلوا من الصليب أعظم انتصاراً لهم، ولكن الله عكس الأمر إلى أعظم اندحار لهم. وبالصلب أتم الخلاص للعالم الهالك. هناك عدة حقائق هامة رافقت موت المسيح. 1. إنه موت اختياري لم يذهب يسوع إلى الصليب لأنه كان عاجزاً لا معين له بين أيدي أعدائه، فقد قال يسوع لبطرس عندما استل سيفه ليدافع عن معلمه في بستان جشيماني: "رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة" (متى 26: 52 – 53). إن مكائد قادة اليهود كلها وقوة الجيوش الرومانية بأسرها لم تكن لتقدر على تسمير المسيح على الصليب. فقد قال عما يتعلق بموته "لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي" (يوحنا 10: 17 – 18) فقد أعلن أنه إنما جاء إلى العالم ليموت "كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (متى 20: 28). 2. موت بديلي إن ما يهمنا من موت المسيح ليس الكيفية التي مات بها بل معنى هذا الموت. فقد صلب كثيرون غيره ولكن المسيح بموته مصلوباً فتح طريق الخلاص للخطاة. إن كلمة الله تقول "أجرة الخطية هي موت" (رومية 6: 23) وأكثر من هذا فهي تعلن أن الكل خطاة أمام الله "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 3: 23). فكيف يستطيع الله إذن أن يخلص أي إنسان ويتمسك ببره ويعضد ناموسه. إن صليب المسيح هو الجواب عن هذا السؤال "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رومية 3: 24 – 26). لقد ظهرت عدة نظريات عن الفداء ولكن تعليم الكتاب الواضح هو أن موت المسيح كان بديلياً. فقد حل محل الإنسان أمام ناموس الله وتألم نيابة عنه. وقد سبق العهد القديم فأخبر بهذا. لقد أزاح الله جانباً من حجب الغيب وسمح لأشعياء أن يلمح خلال ضباب سبعة قرون من المستقبل الغامض رؤيا صليب الجلجثة ليقول "وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أشعياء 53: 5 – 6). ثم إن موت يسوع البديلي قد ذكر في العهد الجديد بوضوح. وليس من تفسير منطقي آخر لمثل هذه الفقرات التالية: "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2 كورنثوس 5: 21). "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا" (غلاطية 3: 13). "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر" (1 بطرس 2: 24). "لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد" (عبرانيين 2: 9) "وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقد بل لخطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2) إن يسوع قد حمل العالم في قلبه عندما مضى إلى الصليب. 3- مرة فقط لن يأتي مخلص آخر لأن العالم لن يكون بحاجة إلى آخر. فالمسيح كاف لجميع البشر وإلى منتهى الدهور. ولن تكون هناك جلجثة أخرى. لأن الفداء الذي صنع فوقها كان لسد حاجة الخطاة في كل مكان. لقد مات المسيح مرة عن الجميع: "ولكنه الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه.... هكذا المسيح أيضاً بعد ما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين" (عبرانيين 9: 26- 28). |
|