(جزء من مقدمة الموضوع)
من واقع إعلان الحق في الكتاب المقدس، أن أبسط تعريف للإنسان هو: "إنسان الحضرة الإلهية"، لأن الإنسان في بداية وجوده عينيه انفتحت على نور وجه الله الحي، لأن الله خلق الإنسان على صورته في حضرته، فأول انفتاح للإنسان كان على المجد الإلهي، لأنه أول منظر وأول مشاهدة للإنسان كان هو الله النور والحياة، لذلك حياة الإنسان الطبيعية هي في الجو الإلهي الخاص، أي في حضرة الله ومعيته، وخارج هذه الحضرة الإلهية يظل الإنسان في قلق واضطراب عظيم وعدم راحة أو سلام، لأنه خرج خارج مكانه الطبيعي ومنزله الخاص، لأن لا يرتاح المثيل إلا على مثيله، والإنسان كان صورة الله ومثاله، لذلك يظل الإنسان على مر حياته يفتش على الراحة المفقودة التي في الله مقرّ سكناه ومصدر حياته ووجوده، لذلك يظل هناك حنين في النفس وشوق عظيم إلى الحضرة الإلهية، وهذا يُعَبَّر عنه بالعطش إلى الله:
+ عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجيء واتراءى قدام الله (مزمور 42: 2)
+ يا الله إلهي أنت إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء (مزمور 63: 1)