تعلمت في ظروفي الصعبة

كيلارا · رقم المشاركة : ( 1 ) 28 - 06 - 2015, 09:43 PM

تعلمت في ظروفي الصعبة
للقمص ديوسقورس ألمحرقي

إلهي
تعلمت في ظروفي الصعبة وفى أشد أوقات حياتي الحالكة ظلمة
أن لا اذهب لغيرك اشتكى ، ولا أن أخذ تعزيتي وسلامي ألا منك أنت وحدك
أنت تختلف عن كل العالم وعن كل البشر الذين تعاملت معهم طيلة حياتي
الناس تبتعد عنى .. وأنت تقترب منى
الناس تهرب منى .. وأنت تبحث عنى
الناس تأخذ منى .. وأنت بسخاء تعطى
الناس دائما تجرح فيّ وتؤلمني .. وأنت بيديك الشافية تلمسني
الناس تحطم ولا تعرف أن تشجع .. وأنت تعطى المعيي قوة وتشجع ولا تغلق بابك في وجهي أبدا
العالم صعب أن يحب ، وان أحب لا يعرف أن يحب الحب الطاهر والعفيف ، ولا يحب بدون مقابل ، ولا دوما
أما أنت أحببتني فضلا ومنذ الأزل ، محبة أبدية وعينيك علىّ من أول السنة إلى آخرها
العالم الغدر والخيانة من طبعه ، الأنا والذات والجحود والإنكار في دمه
العالم سهل يوعد وسهل يقول وسهل ينفى ويلغى ويغير ويبدل
العالم سهل يحب ويكره وسهل يشترى ويبيع
الناس طالما محتاجة إليك في كل مكان وتحت أي ظرف تدور عليك ومعاك ليل ونهار
ووقت أزمتك ومحنتك بدل ما تقرب منك وتقف جنبك وتضمد وداوى ما فيك ، تجرح فيك وتبعد عنك وتتخلى
عالم قلق . مضطرب وسلامه ومحبته وكل شيء فيه مؤقت والى حين ، وفى لحظة من السهل للضد أن يتبدل ويتغير ، ويزيد وينقص
أما أنت محبتك دائمة ومستمرة وسنوك ثابتة لا تتغير ، أنت هو أمس واليوم والى الأبد لا تتغير ولا تتبدل أبدا
وأحببتني منذ الأزل وحبك لي دائم ومستمر وبلا شروط وعلى الصليب ترجمته فعلا وعملا
فأنت بالنسبة لي ّ أحن من ألأب وألام والأخوة والأخوات ، فالأم من السهل أن تنسى وان تضحى بابن بطنها أما أنت لا تنساني لحظة
في أي وقت أناديك تسمع لي ووقت اضطرابي تطمئن قلبي وتنزع خوفي وتبدد ظلمتي ، دائما مهتم بحالي وتعطيني دون أن اطلب وأكثر مما أريد وارغب
أنت لا تخون ولا تغدر . تفيد ولا تضر . تحب لا تكره . تعطى ولا تأخذ . وتعطى وبسخاء ولا تعاير
أنت عادل لا تظلم . راعى صالح تعتني بالكل صغار وكبار . رجال ونساء والكل عندك على قدم المساواة
أنت المصدر فنحن الطين وأنت جابلنا وكلنا عمل يديك " أش 64 : 8 "
حقا تعلمت في ظروفي الصعبة وأدركت من كل تجارب الحياة
أنك أنت أقرب وأوفى وأصدق وأحن صديق
وعندما أكون في كنفك وتحت رعايتك وبين يديك لا أخاف شرا وأنام مطمئنا
وبدونك أنا دون وفى سعادة مستحيل أن أكون
وصدق صاحب المزمور عندما يقول
" طوبى لأناس عزهم بك " " مز 82 : 50 "

من كتاب إلهي أسندي في وحدتي سيصدر قريبا للقمص ديوسقورس ألمحرقي