رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
افترض المعترض أن هناك تناقضاً فى سلسلة نسب المسيح بين ما جاء في إنجيل متى ( متى 1 : 1 - 16 ) وما جاء فى إنجيل لوقا ( لوقا 3 : 23 - 38 ) وذلك لوجود اختلاف بين الأسماء التى أوردها الكاتبان, فضلا عن سقوط أسماء فى سلسلة النسب بحسب متى. ولأننا لا نشارك المعترض تحامله على الكتاب المقدس الذى أعمى بصيرته وأغلقها عن الفهم فإننا نستطيع لذلك أن نفحص هذا الخلاف المزعوم بموضوعية. من الحقائق الواضحة أن نسب الإنسان محدد بسلسلتين من النسب لا ثالث لهما, إحداهما النسب الطبيعى والثانى النسب بالتبنى. فبالنسبة للنسب الأول جاء المسيح بحسب الجسد من سلسلة نسب يوسف رجل مريم التى كانت تشترك مع يوسف فى سلسلة واحدة من النسب لهذا انتهى سلسال النسب الطبيعى بحسب متى إلى أن يسوع المسيح جاء من سلسلة نسب يوسف رجل مريم التى ولد منها المسيح. فقد ذكر متى سجل نسب يسوع المسيح الذى بحسب سلسلة الولادات الجسدية بالقول " هذا كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم. إبراهيم ولد إسحق وابتدأ يذكر سلسلة الولادات الجسدية من إبراهيم إلى داود الملك الذى ولد سليمان, ثم من سليمان إلى يوشيا الذى ولد يكنيا ( يهوياكين ) الذى سبى إلى بابل, وبعد سبى بابل يكنيا ولد شالتئيل واستمر النسب إلى يعقوب الذى ولد يوسف رجل مريم التى ولد منها يسوع الذى يدعى المسيح " ( متى 1 : 1 - 16 ). تأمل كلمات متى القائل يعقوب ولد يوسف رجل مريم التى ولد منها المسيح, ولاحظ كلمة " ولد " أنها تعنى ولادة جسدانية. وقد أسقط متى ثلاث مواليد بين يورام وعزيا هم " أخزيا ويوآش وأمصيا " ( أخبار الايام الأول3:11 ) لأن الرب أهلكهم الأول على يد ياهو بن نمش الذي مسحه الرب لقطع بيت أخآب ( الأيام الثانى 7:22 ) والآخران على يد عبيدهم لقطع بيت أخآب حتى المولود الثالث ( الأيام الثانى 24 :24-25 ) ( الأيام الثانى 27:25 ) لهذا أسقطهم متى من سلسلة نسب المسيح. أما اسم يهوياقيم ( ألياقيم ) بن يوشيا فقد أسقطه متى عمدا لتقسيم سلسلة المواليد إلى ثلاث مجموعات الأولى خاصة بمواليد الآباء من إبراهيم إلى داود, والثانية خاصة بمواليد الملوك من داود إلى يوشيا, والثالثة خاصة بالمواليد من نسل الملوك من يكنيا إلى المسيح, وكل مجموعة تتضمن أربعة عشر مولودا, وفى جميع الأحوال فإن إسقاط أسماء من سلسلة النسب لا يمس الوحى فى شىء. سيما إذا كانت هذه الأسماء مذكورة فى مواضع من الكتاب المقدس الذى هو كل متكامل يمكن الرجوع إليه لمعرفة السلسلة الكاملة لنسب المسيح. أما لوقا فقد ذكر سجل نسب يسوع المسيح الذى بحسب شـريعة التبنى بالقول " ولما ابتدأ يسـوع كان له نحو ثلاثين سـنة وهـو على ما كان يظـن ابن يوسـف بن هـالى بن متثات .. بن ناثان بن داود .. بن ابراهيم .. بن آدم ابن الله " ( لوقا 3 : 23 - 38 ). تأمل كلمات لوقا القائل " أن يسوع على ما كان يظن " أى أنه لم يكن ابنا فعليا ليوسف بل بالتبنى. فالمسيح كان ابنا ليوسف رجل مريم بالتبنى, ويوسف أيضا كان ابنا لهالى بالتبنى حيث أن والده الحقيقى هو يعقـوب الذى ولده كما جاء فى إنجيل متى. وتفسير ذلك أنه بعد ولادة يوسف توفى يعقوب أبيه فتزوجت أمه من هالى الذى تبنى يوسف رجل مريم. وعليه ذكر لوقا سلسلة نسب المسيح التى حسب شريعة التبنى. وجدير بالذكر أن السلسلة تبدأ بيسوع المسيح ابن الله الحقيقى الذى صار ابن إنسان بالتبنى من يوسف الذى كان بدوره ابنا بالتبنى لهالى وتنتهى السلسلة بآدم ابن الله بالتبنى. هذا الشرح البسيط يزيل فوراً ما يزعم المعترض أنه تناقض! ورغم وضوح الحق فإن الذين أعماهم التحامل سيستمرون فى ترديد الزعم بأن متى ولوقا متناقضان! |
|