خطابات السيسي خلال عام تكشف ينتمي إلى مدرسة الارتجال والشفافية
نقلا عن الوطن
إطلالات مختلفة خرج بها الرئيس السيسي إلى الشعب المصري خلال عامه الأول من الحكم، فتارة خرج محذرًا الشعب من أيادي الإرهاب الأسود بعد هجوم ما، وتارة أخرى خرج عارضًا لإنجازات في شتى المجالات في عديد من الخطابات، التي حرص في أغلبها على التحدث ارتجالا خارج النص الذي تم تحضيره مسبقًا، وفي هذا السياق ترصد "الوطن" آراء الخبراء في خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي في العام الأول للرئيس.
يقول الدكتور فوزي عبدالغني عميد كلية إعلام بجامعة فاروس، إن السيسي لديه قدرة على التواصل ورغبة دائمة ف يمصارحة الناس، لذا يتسم بإطلالاته الكثيرة وخطاباته المتعددة، فضلًا عن أنه يتمسك بتقديم خطابات شبته شفوية تصدر من القلب دون نص مكتوب لكن يكون الخطاب مرتبًا، ويكون في نقاط محددة ويتسم بدرجة كبيرة من الشفافية من خلال عرض المشكلات على المجتمع.
سامي الشريف: يمتلك بعض المهارات ما يساعده على الارتجال
ورأى أن السيسي يسير بدرجة أسرع من المحيطين به، ما يجعله معتمدًا على الارتجال وليس نصًا يعده أشخاصًا مسبقًا، وأن بعض الأشخاص يمتلكون القدرة على الارتجال وهو منهم، ما يجعل خطابه المرتجل أفضل ومنظم ولا يخرج عن النص أكثر من المكتوب.
ومن جانبه، قال الدكتور سامي الشريف وزير الإعلام الأسبق، أن الأفضل لأي رئيس بخاصة في الفترة الأولى من حكمه أن يعتمد على خطاب مكتوب بدلًا من الارتجال، وأن الارتجال يكون في بعض الكلمات حتى يكتسب كاريزما ما، وحضورا لدى رؤساء الدول الذين يتعرفون عليه.
وأوضح أن السيسي بشكل عام يمتلك بعض المهارات من حيث قبول الناس والوجه السمح ولا يوجد نفور منه، ما يساعده على الارتجال لكن الأفضل له الاعتماد على الخطابات المكتوبة لأن لكل جمهور مستهدف ما يناسبه من الكلام، ورؤساء الدول يكون لديهم فريق عمل يعمل معهم، ولأن للخطب المكتوبة تأثير مباشر من ناحية الأرقام والإحصائيات المدروسة.
تابع: أن السيسي يقوم بدوره ودور الوزراء الذين لا يسيرون بسرعة مثله، لذا خطاباته قد تكون كثيفة في بعض الأوقات ويكون ذلك من باب تعريف الناس به، وأن ذلك مطلوب في الفترة الأولى من حكمه لأن الناس تريد معرفة الرئيس الذي يقود البلاد بعد ثورتين.
ويقول الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي، إن الرئيس السيسي وبعد عام من الخطابات نستطيع أن نقول إنه ينتمي إلى مدرسة "الارتجال والاتصال المباشر والتعبير التلقائي والاستخدام المحسوب للغة الجسد"، مشيرًا إلى أن الرئيس لا يفضل الكلام المكتوب، وأن الرئيس يعتقد أن الكلام المكتوب يسجن المعنى ويحد من القدرات التعبيرية وهو أيضًا ما يعول على الاتصال المباشر بين الجمهور، مضيفًا: "يعتقد أيضًا أن اللغة التلقائيلة مع الجمهور تُكسب الثقة".
وعن لغة الرئيس، قال عبدالعزيز في تصريحات خاصة، لـ"الوطن"، إنها ما بين الفصحى البسيطة والعامية المحافظة، وهي اللغة التي يستخدمها أبناء الطبقة الوسطى في مصر حينما يتحدثون في المحافل الرسمية"، لافتًا إلى أنه على الرغم من ارتجاله فإنه قلما ما يخطئ أو يتجاوز أو يخرج عن حديث الخطاب الذي أعده سلفًا.
وعن وجود فريق إعداد لخطابات الرئيس، فقال إنه لا يوجد رئيس يعمل بمفرده فيما يتعلق بأنشطة الاتصال مع الجمهور، مشيرًا إلى احتياج كل رئيس لمن يساعده في تجميع الأفكار والمعلومات، وأيضًا تنظيم المحاور التي سيتحدث عنها، مؤكدًا أن الرئيس السيسي يحرص على أن يكون له القرار الأخير في محتوى الخطاب وشكله.
ياسر عبدالعزيز: الرئيس يعتقد أن الكلام المكتوب يسجن المعنى
وأضاف عبدالعزيز أن الرئيس يعتقد أن الاتصال المباشر بشكل دوري يخلق وضوحًا ويعزز العلاقة ويحتوي المشكلات بينه وبين الجمهور، مؤكدًا أنه يعتقد أن الجمهور يثق فيه وبصدقه، لأنه حريص على شرح المستجدات في خطاباته المتكررة وذلك يحشد الجمهور وراء الأحداث الوطنية التي يعمل من أجلها.