05 - 06 - 2015, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
+ وقيل أيضاً أن انساناً أتاه بعنقود مبكر، فلما رأه سبح الله. وأمر أن يرسلوه الي أخ كان عليلاً، فلما رأه الأخ فرح، وهم أن يأخذ منه حبة واحدة ليأكلها لكنه أقمع شهوته، ولم يأخذ شيئاً وقال: “خذوه لفلان الأخ لأنه مريض أكثر مني”. فلما أخذوا العنقود اليه رآه وفرح، ولكنه أقمع شهوته، ولم يأخذ منه شيئاً، وهكذا طافوا به علي جماعة الأخوة فكان كل من أخذوه اليه يعتقد أن غيره لم يره بعد، وهكذا لم يأخذوا منه شيئاً، وبعد أن انتهوا من مطافهم علي أخوة كثيرون أنفذوه الي الأب فلما وجد أنه لم تضع منه حبة واحدة، سبح الله من أجل قناعة الأخوة وزهدهم. + وكان القديس يقول: “كما ان بستاناً واحداً يستقى من ينبوع واحد، تنمو فيه أثمار مختلف مذاقها وألوانها، كذلك الرهبان فأنهم يشربون من عين واحدة، وروح واحد ساكن فيهم لكن ثمرهم مختلف، فكل واحد منهم يأتي بثمرة علي قدر الفيض المعطي له من الله”. + قيل أن انساناً دوقس (أميراً) حضر من القسطنطينية ومعه صدقة للزيارة، فزار قلالي الأخوة طالباً من يقبل منه شيئاً، فلم يجد أحداً يأخذ منه لا كثيراً ولا قليلاً. وكان اذا قابل أحدهم أجابه بأن لديه ما يكفيه وأنه مصل من أجله كمثل من أخذ منه تماماً. فصار ذلك الدوقس متعجباً ثم أنه أحضر ذلك المال الي القديس مقاريوس وسجد بين يديه قائلاً: “لأجل محبة المسيح أقبل مني هذا القليل من المال برسم الآباء”. فقال له القديس: “نحن من نعمة الله مكتفون، وليس لنا احتياج الي هذا، لأن كلا من الأخوة يعمل بأكثر من حاجته” فحزن ذلك المحتشم جداً وقال: “ياأبتاه من جهة الله لا تخيب تعبي واقبل مني هذا القليل الذي أحضرته”. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
فقال له الشيخ: “امض يا ولدي وأعطه للاخوة”. فقال له: “لقد طفت به عليهم جميعاً، فلم يأخذوا منه شيئاً، كما أن بعضهم لم ينظر اليه البتة”. فلما سمع الشيخ فرح وقال له: “ارجع يا ابني بمالك الي العالم وأهله، لأننا نحن أناس أموات”. فلم يقبل المحتشم ذلك. فقال له القديس: “اصبر قليلاً”. ثم أخذ المال وأفرغه علي باب الدير وأمر بأن يضرب الناقوس، فحضر سائر الأخوة وكان عددهم 2400، ثم وقف الأب وقال: “يا أخوة من أجل السيد المسيح، ان كان أحدكم محتاجاً الي شئ فليأخذه بمحبة من هذا المال”، فعبر جميعهم ولم يأخذ أحد منه شيئاً. فلما رأي الدوقس منه ذلك صار باهتاً متعجباً متفكراً، ثم ألقي بنفسه بين يدي الأب وقال: “من أجل الله رهبني” فقال له القديس: “انك انسان كبير ذو نعمة وجاه ومركز، وشقاء الرهبنة كثير، وتعبها مرير، فجرب ذاتك ثم خبرني). فقال: “وبماذا تأمرني أن أفعل من جهة هذا المال؟” فقال له: “عمر به موضعاً بالأديرة” ففعل، وبعد قليل ترهب. +وقيل أنه بينما كان أنبا مقاريوس سائراً في البرية وجد بقعة جميلة مثل فردوس الله وبها ينابيع ماء ونخيل كثير وأشجار من أنواع مختلفة ذات ثمار. ولما أخبر الأخوة بذلك الحوا عليه أن يقودهم للإقامة في ذلك المكان، فرد مع الشيوخ عليهم قائلاً: ان وجدتم اللذة والراحة في ذلك المكان، واذا عشتم هناك بلا متاعب ومضايقات فكيف تتوقعون الراحة واللذة من الله، أما نحن فيليق بنا أن نحتمل الآلآم لكي نتمتع بالسرور في الحياة الأبدية. ولما قال هذا سكت الاخوة ولم يرحلوا. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
5- اجهاده لنفسه: + حدث مرة أن مضي أبا مقاريوس الي القديس أنطونيوس في الجبل وقرع بابه فقال أبا أنطونيوس: “من الطارق؟” فقال: “انا مقاريوس أيها الأب”فتركه أبا أنطونيوس ودخل ولم يفتح له الباب. لكنه لما رأي صبره فتح له أخيراً و خرج معه وقال له: “منذ زمان وأنا مشتاق أن أراك”. وأراحه لأنه كان مجهداً من آثر تعب شديد. ولما حان المساء بل أنطونيوس قليلاً من الخوص لنفسه فقال له مقاريوس: أتسمح أن أبل لنفسي أنا أيضاً قليلاً من الخوص؟ فقال له: بل. فأصلح حزمة كبيرة وبلها وجلسا يتكلمان عن خلاص النفس وكانت الضفيرة تنحدر من الطاقة فرأي أبا أنطونيوس باكراً أن مقاريوس قد ضفر كثيراً جداً. فقال: “ان قوة كبيرة تخرج من هاتين اليدين”. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
6 – حكمته: + قيل أن أبا مقاريوس المصري ذهب في أحدي المرات من الأسقيط الي جبل نتريا. ولما اقترب من مكان معين قال لتلميذه: “تقدمني قليلا ً” ولما فعل التلميذ هذا، قابله كاهن وثني كان يجري حاملاً بعض الخشب، وكان الوقت حوالي الظهر. فصرخ نحوه الاخ قائلاً: “يا خادم الشيطان، الي أين أنت تجري؟” فاستدار الكاهن وانهال عليه بضربات شديدة، وتركه ولم يبق فيه سوي قليل نفس. ثم حمل ما معه من خشب وسار في طريقه. ولما ابتعد قليلاً، قابله الطوباوي مقاريوس في الطريق وقال له: “فلتصحبك المعونة يا رجل النشاط” فاندهش الكاهن وأقبل نحوه وقال “اي شئ جميل رأيته في حتي حييتني هكذا؟” فقال الشيخ: “أني أري أنك تكد وتتعب وان كنت لا تدري لماذا” فأجاب الكاهن ” وأنا اذ تأثرت بتحيتك عرفت انك تنتمي الي الاله العظيم ولكن هناك راهباً شريراً صادفني قبلك ولعنني، فضربته ضرب الموت”. فعرف الشيخ أنه تلميذه. أما الكاهن فأمسك بقدمي مقاريوس الطوباوي وقال له: “لن أدعك تمضي حتي تجعلني راهباً”، واذ سارا معاً وصلا الي المكان الذي كان فيه الأخ مطروحاً، وحملاه وأتيا به الي كنيسة الجبل. ولكن الأخوة عندما رأوا الكاهن الوثني مع المغبوط مقاريوس تعجبوا كيف تحول عن الشر الذي كان فيه. وأخذه أبا مقاريوس وجعله راهباً، وعن طريقه صار كثير من الوثنيين مسيحيين. وكان مقاريوس الطوباوي يقول: “ان الكلمات الشريرة والمتكبرة تحول الناس الأخيار الي أشرار. ولكن الكلام الطيب المتواضع يحول الأشرار أخياراً”. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
+ كان أبا مقاريوس يسكن وحده في البرية، وكان تحته برية أخري حيث يسكن كثيرون. وفي أحد الأيام كان الشيخ يرقب الطريق، فرأي الشيطان سائراً فيه علي هيئة رجل مسافر وقد أقبل اليه، وكان مرتدياً جلباباً كله ثقوب، وكانت أنواع مختلفة من الفاكهة معلقة فيها فقال له الشيخ مقاريوس” الي أين انت ذاهب؟” فأجاب[10]: “انا ماض لأزور الاخوة لأذكرهم بعملهم” فقال له الشيخ: “لأي غرض هذه الفاكهة المعلقة عليك؟” فأجاب: “أني أحملها للاخوة كطعام”. فسأله الشيخ: “كل هذه؟” فأجاب الشيطان: “نعم. حتي ان لم ترق لأحد الاخوة واحدة أعطيته غيرها، وان لم تعجبه هذه أعطيته تلك. ولابد أن واحدة أوأخري من هذه ستروقه بالتأكيد”. واذ قال الشيطان هذا، سار في طريقه. فظل الشيخ يرقب الطريق حتي أقبل الشيطان راجعاً. فلما رآه قال له: “هل وفقت؟” فأجاب الشيطان:”من أين لى أن أحصل على معونة ؟!” فسأله الشيخ : “لأى غرض؟” أجابه الشيطان:” الكل قد تركوني وثاروا علي. وليس واحد منهم يسمح لنفسه أن يخضع لاغرائي” فسأله الشيخ: “ألم يبق لك ولا صديق واحد هناك؟” فقال له الشيطان: “نعم، لي أخ واحد. ولكنه واحد فقط هذا الذي يخضع لي، علي الرغم من أنه حينما يراني يحول وجهه عني كما لو كنت خصماً له”. فسأله الشيخ: “وما هو اسم هذا الأخ؟” فقال الشيطان: “ثيئوبمبتس theopemptus” واذ قال هذا رحل وسار في طريقه. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
حينئذ قام الشيخ ونزل الي البرية السفلي. فلما سمع الأخوة بمجيئه أقبلوا للقائه بسعف النخل. وجهز كل راهب مسكنه ظانا أنه قد يأتي اليه. ولكن الشيخ سأل فقط عن الأخ الذي يدعي ثيئوبمبتس واستقبله بفرح. وبينما كان الأخوة يتحدثون مع بعضهم البعض قال له الشيخ: “هل عندك شئ تقوله يا أخي؟وكيف هي أحوالك؟” فقال له ثيئوبمبتس: “في الوقت الحاضر الأمور حسنة معي” وذلك لأنه خجل ان يتكلم. فقال له الشيخ: “هوذا أنا قد عشت في نسك شديد مدي سنين طويلة، وصرت مكرماً من كل أحد. وعلي الرغم من هذا، ومع أنني رجل شيخ، الا أن شيطان الزني يتعبني” فأجابه ثيئوبمبتس “صدقني يا أبي، أنه يتعبني أنا أيضاً”. واستمر الشيخ يوجد سبباً للكلام – كما لو كان متعباً من أفكار كثيرة0الي أن قاد الأخ أخيراً الي أن يعترف بالأمر. وبعد ذلك قال: “الي متي تصوم؟” فأجاب الأخ: “الي الساعة التاسعة” فقال له الشيخ: “صم حتي العشاء واستمر علي ذلك. أتل فصولاً من الأناجيل ومن الأسفار الأخري. واذا صعدت فكرة الي ذهنك، لاتجعل عقلك ينظر الي أسفل، بل فليكن فوق دائماً. والرب يعينك”. وهكذا اذ جعل الأخ يكشف أفكاره، واذ شجعه، عاد ثانية الي بريته. وسار في سبيله وكان يرقب الطريق كعادته. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
ورأي الشيطان ثانية، فقال له: “الي أين أنت ذاهب ؟” فأجاب وقال له: “أنا ذاهب لأذكر الاخوة بعملهم”. ولما رحل ورجع ثانية، قال له القديس: “كيف حال الأخوة؟” فأجاب الشيطان: “انهم في حالة رديئة” فسأله الشيخ كيف؟ فأجاب الشيطان” كلهم مثل حيوانات متوحشة. كلهم متمردون. وأسوأ ما في الأمر أنه حتي الأخ الواحد الذي كان مطيعاً لي قد انقلب هو الآخر، لأي سبب لست اعلم! ولم يعد يخضع لأغرائي بأي حال. وصارأكثرهم نفوراً مني. ولذلك قد أقسمت أني لن أذهب الي ذلك المكان، الا بعد مدة طويلة علي الأقل”. |
||||
05 - 06 - 2015, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
7 – محبته: + قال بلاديوس: ذهب أبا مقاريوس في أحدي المرات ليزور راهباً، فوجده مريضاً. فسأله ان كان يحتاج الي شئ ليأكل اذ لم يكن له شئ في قلايته. فقال له الراهب: “أريد خبزاً طرياً (أو فطيراً)”. فلما سمع الرجل العجيب هذا الطلب، سار الي الاسكندرية– ولم يحسب الرحلة اليها متعبة علي الرغم من أن المدينة كانت تبعد عنهم 60ميلاً – وأحضر طلب المريض. وقد فعل هذا بنفسه ولم يكلف أحداً آخر بأن يحضره. وبهذا أوضح الشيخ مقدار الاهتمام الذي يشعر به نحو الرهبان. |
||||
05 - 06 - 2015, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
8 – عدم ادانته للآخرين: + ومن أبرز صفاته أن كان صفوحاً متسامحاً ولا يدين أحداً عملاً بالوصية القائلة: “لا تدينوا لكى لا تدانوا – مت 7: 1″. “أيها الأخوة أن انسبق أحد فأخذ في زلة ما فأصلحوا انتم الروحانين مثل هذا بروح الوداعة. ناظراً الي نفسك لئلا تجرب انت ايضاً– غلا1: 8″. وبذلك اقتاد كثيرين الي حياة الشركة العميقة مع الله. والدليل علي صدق هذه الحقيقة ما يلي: + قيل عن القديس مقاريوس انه كان في بعض القلالي أخ صدر منه أمر شنيع وسمع به الأب مقاريوس، ولم يرد أن يبكته. . فلما علم الأخوة بذلك لم يستطيعوا صبراً، فما زالوا يراقبون الأخ الي أن دخلت المرأة الي عنده، فأوقفوا بعض الأخوة لمراقبته، وجاءوا الي القديس مقاريوس: فلما أعلموه قال: “يا أخوة لا تصدقوا هذا الأمر، وحاشا لأخينا المبارك من ذلك” فقالوا: “يا أبانا، اسمح وتعال لتبصر بعينيك حتي يمكنك ان تصدق كلامنا”. |
||||
05 - 06 - 2015, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس مقاريوس الكبير
فقام القديس وجاء معهم الي قلاية هذا الأخ كما لو كان قادماً ليسلم عليه وأمر الأخوة أن يبتعدوا عنه قليلاً. فما أن علم الأخ بقدوم الأب حتي تحير في نفسه. وأخذته رعدة وأخذ المرأة ووضعها تحت ماجور كبير عنده، فلما دخل الأب جلس علي الماجور، وأمر الإخوة بالدخول، فلما دخلوا وفتشوا القلاية لم يجدوا أحداً ولم يمكنهم أن يوقفوا القديس من علي الماجور، ثم تحدثوا مع الأخ وأمرهم بالانصراف. فلما خرجوا أمسك القديس بيد الأخ وقال: “يا أخي، علي نفسك أحكم قبل أن يحكموا عليك، لأن الحكم لله”. ثم ودعه وتركه، وفيما هو خارج، اذ بصوت أتاه قائلاً: “طوباك يا مقاريوس الروحاني، يا من تشبهت بخالقك، تستر العيوب مثله”. ثم أن الأخ رجع الي نفسه وصار راهباً حكيماً مجاهداً وبطلاً شجاعاً.
+ اعتادوا أن يقولوا قصة عن أبا مقاريوس الكبير أنه صار متشبهاً بالرب، لأنه كما ان الله يستر علي العالم، هكذا فعل أبا مقاريوس أيضاً وستر علي الأخطاء التي رآها، كأنه لم يرها، والتي سمعها كأنه لم يسمعها. ففي احدي المرات أتت امرأة الي أبا مقاريوس لتشفي من شيطان. ووصل أخ من دير كان في مصر أيضاً، وخرج الشيخ بالليل، فرأي الأخ يرتكب الخطية مع المرأة. ولكنه لم يوبخه وقال: “ان كان الله الذي خلقه يراه ويطيل أناته، لأنه أن كان يشاء، كان يستطيع أن يفنيه، فمن أكون أنا حتي أوبخه؟!” + ومرة طلب منه أخ[11] أن يقول له كلمة، فقال له: “لا تصنع بأحد شراً، ولاتدن أحد، احفظ هذين وأنت تخلص”. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بينما كان القديس موسى في زيارة القديس مقاريوس الكبير مع الآباء |
القديس مقاريوس الكبير |
القديس مقاريوس الكبير |
القديس مقاريوس الكبير |
2 - القديس مقاريوس الكبير |