ما هو مرض القولون العصبي (تناذر الأمعاء المتهيجة)ibs ؟

[مريم فكرى]

ما هو مرض القولون العصبي (تناذر الأمعاء المتهيجة)IBS ؟


مرض القولون العصبي (IBS) هو اضطراب وظيفي يصيب الأمعاء. والاضطراب الوظيفي يعني أن هناك مشكلة في وظيفة عضو من الجسم، دون أي خلل في تكوينه او بنيته. ولذلك فإن هذا المرض يعد اضطرابا في وظيفة القناة الهضمية ، مع العلم بأن جميع أجزاء القناة الهضمية تبدو طبيعية حتي عند فحصها تحت المجهر. وتسبب الـIBS أعراضا مختلفة (مذكورة بالأسفل). تصل نسبة الأشخاص الذين يصابون بالقولون العصبي إلى 1 من 5 أشخاص في المملكة المتحدة في مرحلة ما في حياتهم. ويمكن للـIBS أن تؤثر علي أي شخص وفي أي سن. ولكن عادة ما يصاب بهذا المرض البالغين (20-30) والمراهقين. و يكون اكثر شيوعا لدى النساء عنه في الرجال (2 الى 1).

ماهي أعراض القولون العصبي؟
□ الألم والانزعاج والذي قد يحدث في أجزاء مختلفة من البطن. الألم عادة ما يأتي ويذهب (نوبي). ويمكن أن تختلف مدةالنوبة في كل مرة بشكل كبير، وغالبا ما يخف الألم عند تمرير البراز أو الرياح (الغازات). ويصف العديد من المصابون بالقولون العصبي الألم بأنه تشنجي أو مغص. ويمكن لشدة الألم أن تتفاوت من معتدلة إلي حادة من شخص لآخر، ومن وقت لآخر.
□ انتفاخ البطن الذي قد يتطور من وقت لآخر، ويمكن ان تكون الغازات أكثر من المعتاد.
□ بالنسبة لخروج البراز ( عادات التغوط):
□ بعض المرضى يصابون بنوبات من الإسهال اونوبات من الإمساك.
□ بعض المرضى يصابون بنوب من الامساك واحيانا نوب من الاسهال.
□ في بعض الأحيان يكون البراز صغير جدا (كتل صغيرة) اويكون البراز سائلا او بشكل اشرطة وفي بعض الأحيان قد يكون مختلطا بالمخاط.
□ قد يكون لديك شعور بعدم تفريغ المستقيم بعد الذهاب إلي المرحاض.
□ بعض الناس يصابون بالحاح التغوط ، وهو الشعور بالحاجة الملحة للذهاب للحمام لقضاء الحاجة. الالحاح الصباحي هو شئ شائع . وهو الشعور بحاجة ملحة للذهاب إلي الحمام عدة مرات في فترة الصباح. وعادة مايكون ذلك أثناء وبعد وجبة الإفطار.
• الأعراض الأخرى التي تحدث في بعض الأحيان ، وتشمل الغثيان والتجشؤ ،الصداع ، وضعف الشهية والتعب ، ألم في الظهر ،الشعور بالشبع بسرعة جدا بعد الأكل ، حرقة او حموضة المعدة ، أعراض في المثانة (قد يترافق تهيج الامعاء مع تهيج المثانة).
بعض الناس تكون لديهم الأعراض خفيفة في معظم الأحيان وآخرين يكون لديهم الأعراض شديدة ولفترة طويلة، وكثير من الناس يكونوا في الوسط بين الطرفين.



هل أحتاج الى اجراء فحوص؟
لا يوجد اختبار يؤكد تشخيص القولون العصبي. يمكن للطبيب عادة تشخيص المرض من الأعراضو القصة المرضية. ومع ذلك ، يتم احيانا اجراء بعض الاختبارات لاستبعاد الامراض الاخرى مثل القرحة والداء الزلاقي والتهاب الكولون التقرحي والتهابات الأمعاء..الخ، التي قد تتشابه اعراضها مع اعراض القولون العصبي.وعادة ما تشتمل الاختبارات التي تجري علي الدم:
□ تحليل الدم الكامل (FBC) لاستبعاد فقر الدم الذي يرتبط باضطرابات القناة الهضمية الاخرى.
□ معدل الترسيب أو (ESR) أو بروتين سي الالتهابي – الذي يمكن أن يظهر إذا كان هناك التهاب في الجسم (والذي لا يحدث مع القولون العصبي).
□ اختبار الأجسام المضادة للداء الزلاقي.
□ التنظير ليست دائما ضروريا. علي الرغم من أنه قد يجرى إذا كانت الأعراض ليست نموذجية ، أو إذا ظهرت أعراض القولون العصبي في سن متأخر(فوق سن الـ45 ).

ما الذي يسبب أعراض القولون؟
السبب غير واضح. ويعتقد ان للنشاط الحركي الزائد للطبقة العضلية للامعاء دور كبير في حدوث المرض. حيث ان القناة الهضمية تمتلك أنبوبا عضليا يمتد من الفم إلي فتحة الشرج. ويتم تمرير الأغذية عن طريق التقلصات المنتظمةللعضلات الموجودة في جدار القناة الهضمية. ويعتقد ان الألم والأعراض الأخرى تحدث إذا كانت التقلصات غير طبيعية أو مفرطة.



ماهو العلاج لمتلازمة القولون العصبي؟
اول خطوة في العلاج هو تطمين المريض بان حالته ليست بخطيرة ، وانها اضطراب وظيفي فقط ولايوجد التهابات او قرحة او ورم..الخ. وببساطة فإن فهم القولون العصبي قد يساعد المريض أن يكون أقل قلقا على حالته ، وهذا سيساعد علىتخفيف شدة الأعراض.
عادة ما تخف الأعراض في كثير من الأحيان لفترات طويلة بدون أي علاج. وفي بعض المرضى فإن الأعراض تكون خفيفة ولا تحتاج إلى علاج. إذا كانت الأعراض أكثر شدة أو متكررة بدرجة مزعجة ، فإنه ينصح بالنصائح التالية:

• الألياف
لقد تغيرت النصيحة بالنسبة لدور الاألياف في علاج القولون العصبي في السنوات الاخيرة. والألياف هوالجزء من الغذاء الذي لا يتم امتصاصه في الجسم. و يبقى موجودا في الأمعاء ويشكل الجزء الرئيسي من البراز (الغائط). هناك الكثير من الألياف في الفاكهة والخضروات والحبوب والخبز . وقد استخدمت الحميات عالية الالياف في الماضي للتقليل من حدة أعراض القولون العصبي. ولكنبعض الابحاث الحديثةاظهرت أن الحمية الغذائية الغنية بالألياف يمكن أن تكون ضارة عند بعض مرضى القولون العصبي. لذلك فان دور الالياف في القولون العصبي لايبدوا واضحا.

• الأطعمة والمشروبات ونمط الحياة
من المهم اتباع نظام غذائي صحي بالنسبة لنا جميعا. ومع ذلك ، فإن بعض المصابين بالقولون العصبي يعرفون ان بعض الاغذية تحرض على نوب المرض اوتجعل اعراضهم اسوء ، فيحاولون تجنبها.
الارشادات الوطنية الحالية ( في المملكة المتحدة) حول مرض القولون العصبي تشتمل بعض النقاط التالية حول الحمية الغذائية والتي قد تساعد على تقليل الأعراض:
□ اكلالوجبات الغذائية في اوقات منتظمة وأن تستغرق وقتك كاملا في تناول الطعام ببطئ مقبول.
□ تجنب ترك فترات طويلة بين الوجبة والأخرى.
□ اشرب علي الأقل 8 أكواب من السوائل يوميا ، وخاصة المياه أو غيرها من المشروبات غير المحتوية علي الكافين مثل الشاي الأخضر. وهذا يساعد علي الحفاظ علي البراز (الغائط) لينا ويمنع الامساك.
□ حاول تقليل الشاي والقهوة إلي ثلاثة أكواب في اليوم الواحد (حيث أن الكافئين قد يكون مؤثرا في بعض الناس).
□ قلل من كمية المشروبات الغازية (الكولا وغيرها) التي تشربها.
□ لا تشرب الكثير من الكحول (بعض الناس تتحسن صحتهم بشكل ملحوظ وتقل الأعراض لديهم عندما يقللون من كمية الكحول المشروب ، أو التوقف عن التدخين إذا كانوا من المدخنين).
□ النظر في الحد من الطعام الذي يحتوي علي ألياف (ولكن أنظر في الجزء العلوي حيث أن زيادة الألياف قد تساعد في بعض الحالات).
□ حاول تحديد الفاكهة الطازجة إلي ثلاثة أجزاء (80 جرام) في اليوم.
□ إذا كنت تعاني من الاسهال تجنب السوربيتول ، والتحلية الصناعية الموجودة في الحلوي الخالية من السكر (بما في ذلك اللبان) وفي المشروبات ، وفي بعض منتجات السكري والتخسيس.
□ إذا كان لديك الكثيرمن الرياح والانتفاخ حاول زيادة حصتك من الشوفان (علي سبيل المثال، الفطار المبني علي الشوفان الحبوب أو العصيدة) وبذور الكتان (ملعقة كبيرة في اليوم). يمكنك شراء بذور الكتان من محلات الطعام الصحي.



• عدم التحمل الغذائي
بعض الناس المصابين بالقولون العصبي قد يجدون أن أحد المواد الغذائية يمكنه تحريض الأعراض ، أو أن يجعل الأعراض أسوأ (وهذا مايعرف باسم عدم التحمل الغذائي). إذا كنت تشكفي أن غذاءامعينا قد يسبب الأعراض ،فإن هذا يمكن مناقشته مع طبيبك والذي قد يحولك إلي اخصائي تغذية الذي قد يكون قادرا على تحديد الغذاء المسؤول. إن أكثر الأغذية التي تم التعرف عليهاكمسبب لأعراض القولون العصبي في الممكلة المتحدة هي : القمح (في الخبز والحبوب) ، الشعير ، منتجات الألبان ، القهوة (والمشروبات الأخرى المليئة بالكافئين ، مثل الشاي والكولا)، والبصل.
• البروبيوتك
البروبيوتك هي المكملات الغذائية التي تحتوي علي بكتريا الامعاء المفيدة. هذه البكتريا تعيش في البطن أساسا والتي تبدو وكأنها مفيدة. أخذ البروبيوتك قد يزيد من البكتريا المفيدة في الامعاء والتي قد تساعد على صد البكتريا السيئة أو غير المفيدة والتي يكون لها بعض التأثيرات علي أعراض القولون العصبي. يمكنك شراء البروبيوتك علي هيئة كبسولات (بعلامات تجارية مختلفة) من الصيدليات. والكمية مكتوبة علي المنتج نفسه. كما يمكنك شراء طعام يحتوي علي بكترا البروبيوتك. وهذا يتضمن بعض المشروبات اللبنية المعينة ، الزبادي ، الجبنة ، الزبادي المثلج ، والايس كريم. وهذه الأشياء قد تكون موصوفة كوسط محتوي علي بكتريا البروبيوتك ، أو تحتوي علي بكتريا حية. وهناك بعض الأدلة علي أن أخذ البروبيوتك قد يساعد علي تحسين الأعراض في بعض الحالات المصابة بالقولون العصبي. وفي الوقت الحاضر ، هناك بكتريا كثيرة ومتنوعة تستخدم في منتجات البروبيوتك.
وهناك حاجة إلي المزيد من الأبحاث لتوضيح دور البروبيوتك وأي منها هو الأكثر في الفائدة. في الوقت الحالي ، إذا أردت أن تجرب البروبيوتك ، يجب عليك الحفاظ على نفس العلامة التجارية التي تحتوي علي منتجات البروبيوتك علي الأقل لمدة 4 أسابيع لكي تستطيع مراقبة التأثير. وقد تضطر إلي استخدام نوع آخر من منتجات البروبيوتك علي الأقل لأربعة أسابيع أخرى إذا لم يستطيع النوع الأول أن يحسن الاعراض.



• عوامل نمط الحياة الأخرى
إن التمارين اليومية المنتظمة قد تساعد هي الأخرى على تقليل الأعراض. فالضغط وغيره من العوامل النفسية قد يطلق أعراض القولون العصبي لدى بعض الناس. لذلك ، أي شئ يمكن أن يقلل مستوي الضغط لديك أو الغضب وعدم الاستقرار العاطفي قد يساعد.
• الأدوية المضادة للتشنج
هناك بعض الأدوية التي تعمل علي ارخاء العضلات في جدار الامعاء. قدينصحك طبيبك بأحدها إذا كان لديك آلام تشنج. هناك أنواع عديدة من أدوية التشنج. علي سبيل المثال، الميبيفيرين والهيوسين وزيت النعناع. وهي تعمل بشكل مختلف إلي حد ما. لذلك ، إذا لم تؤثر أحدها بشكل جيد ، فإن الأمر يستحق أن تجرب نوعا آخر. ويستخدم العديد من الناس علاج التشنج لمدة أسبوع أو مايشابهه حتي يمكن السيطرة على الأعراض عندما حدوثها.
• علاج الامساك او الاسهال
قد يكون الامساك أحيانا من الأعراض الرئيسية لمرض القولون العصبي. عندها ، قد يساعدك زيادة الألياف في الغذاءكما تمت مناقشة ذلك سابقا . او استخدام المسهلات لمدة قصيرة إذا كان زيادة الألياف غير كافي لتسهيل هذه العملية المزعجة. كما أن علاج الاسهال يكون مفيد إذا كان الاسهال من الأعراض الأساسية.
• علاج الاكتئاب
تستخدم بعض ادوية الاكتئاب أحيانا لعلاج القولون العصبي. وهيتعمل بشكل أفضل إذا كان الألم والإسهال هما العرضان الأساسيان. هذه الادوية تستخدم في علاج بعض حالات الألم المعندة بما في ذلك القولون العصبي. وعلى خلاف الادوية المضادةللتشنج فإنك تحتاج إلي أخذ مضادات الاكتئاب بشكل منتظم بدلا من اخذها وقت الحاجة. ينصح لهذه الادوية في الاحالات الشديدة والمعندة وعند فشل العلاجات الاخرى.
• العلاج النفسي
بعض المشاكل النفسية اوالضغوطات مثل المشاكل العائلية ، ضغط العمل ، الاختبارات...إلخ، كل ذلك قد يساعد على إشتدادأعراض القولون العصبي لدى بعض الناس. وقد يجد بعض الناس الذين يعانون من القلق صعوية في السيطرة على اعراض المرض . ان العلاقة بين العقل والأعصاب والنشاط المفرط للأعضاء الداخلية مثل الامعاء تعد علاقة معقدة. وقد وجد بعض الناس ان استخدام علاجات بديلة خاصة مثل تمارين الهدوء والسكينة (مثل اليوغا) ، او مشورات الضغط النفسي والعلاج النفسي السلوكي ، او العلاج بالتنويم المغناطيسي مفيدة لتهدئة اعراض مرض القولون العصبي.
ويمكن القول ان هذه العلاجات قد تفيد في الحالات المتوسطة والشديدة عند فشل العلاج الدوائي وعندما يكون الضغط أو العامل النفسي عاملا مساهما في التسبب بالأعراض.



ماهي التوقعات (الانذار)؟
عادة ما تبقى حالة القولون العصبي مستمرة لدى معظم المصابين. ومع ذلك ، فإن الأعراض تميل التحسن مع الوقت قد يقضي المريض وقتا طويلا بدون أي أعراض ، أوقد تحدث بعض الأعراض المتوسطة والخفيفة. وتساعد العلاجات أحيانا على تسهيل أو تخفيف الأعراض عندما تبدأ في الاشتداد. إن القولون العصبي لا يؤثر علي الحياة أو العمر المتوقع لدى الفرد ، ولا يؤدي إلي سرطان القولون ، ولا يسبب انسدداد في البطن أو أية أعراض أخري خطيرة.