أشهر زبائنه «محفوظ والباز» من الغفير إلى الوزير..
نقلا عن المصرى اليوم
مع امتداد الخيط الأبيض فى السماء يخرج عيد من بيته حاملا صندوق الورنيش متوجها إلى ميدان التحرير، يجلس فى مكانه المعتاد الذى قضى فيه 37 عاما فى مهنة مسح الأحذية، ينتظر رزق الصباح الذى يجبره ويرضيه: «أول ما قلت يا شغل كان فى تصليح وخراطة مكن البواجير، لكن مع الوقت المهنة انقرضت، فجيت هنا التحرير من 37 سنة مع إخواتى اللى كانوا بيشتغلوا فى مسح الأحذية قبلى بسنين، ومن وقتها وأنا بأكون هنا مع أول ضوء، لأن أرزاق الصبح دى ربنا بيبارك فيها».
فى رحلة «عيد» الطويلة فى مسح الأحذية مر عليه أشخاص أشكال وألوان.. المغمور والمشهور، لكن فى النهاية المسحة واحدة لكل زبون على حد قوله: «من زباينى كان الكاتب نجيب محفوظ يوم يمسح عندى ويوم عند اللى جنبى، لكنه كان راجل طيب وكان بيعطينا بزيادة عن تمن المسحة، ومن زباينا أيضا كان الله يرحمه أسامة الباز وكان راجل متواضع جدا، يجى ماشى على رجله ولوحده من غير حراسة، ولو فى زبون قدامه كان يقف يستناه لما يخلص، والمسحة هىّ هىّ لهم ولغيرهم لكن لما نحب نكرم زبون نمشى له بالفرشة شوية».
يضيف عيد: «كان عندى زباين دايمين، لكن الأيام فرقتنا، اللى غير شغله واللى نقل سكنه، وكان فى زباين ييجوا صبح وليل، لأن مظهر الجزمة ونضافتها أهم عندهم من اللبس، وبحكم الخبرة باعرف الزبون من جزمته إذا كان موظف بسيط ولا كبير ولا مسؤول ومع الناس البسيطة مابدقش فى الأجر، أما عن زباينى الستات فنادرا لما تيجى واحدة تلمع وبتكون أجنبية مش مصرية».
شريط ذكريات يمر أمام عينه، يشرد بذهنه ويبتسم ثم يعاود الحديث قائلا: «الواحد لو كان اشتغل بشكل طبيعى ويومى فى المهنة يمكن كان عرف يعمل قرشين ينفعوا ولاده، لكن المشكلة أنه أيام مبارك كانوا بيضيقوا الدنيا علينا وكل شوية يقولوا لنا فضوا المكان وزير معدى، مسؤول معدى، الريس هنا، لكن بعد ثورة يناير ولغاية دلوقتى الحال اتعدل شوية والحمد لله ماحدش بيضايقنا».