في نص النبي أشعيا اليوم، نسمعصوتًا صارخًا. لا نعرف بوضوح من أين يأتي. إنه صوت ينادي وبقوة. بالتأكيد هذا الصوت يأتي من الله.. إنه هو مَن يرغب التكلم مع أورشليم. لكن مع ذلك، هذا الصوت هو ليس صوته، أو بالأحرى إنه صوتُ إله يكشف عن ذاته من خلال أصوات بشرية. اليوم، يعلن الله عن رغبته في أن يوجه إلى الإنسان كلاماً لكي يكون معه، لهذا سيكلمه كما يُكَلِّم الصديق صديقه، لكن بطريقة غير مباشرة: لدينا هنا رسول يُخاطب قلبَ أورشليم عنه.
"خاطبوا قَلبَ أورشليم. " ... لكن ألا يمكن أن يكون هذا هو الشيء الجديد الذي يحدث اليوم؟ أعني أن الله يتحدث معنا من خلال كلمات بشرية، يتكلم بتواضع من خلال إخوتنا، ويسمع ما نقوله له، نحن بدورنا! في الحقيقة، إن هذا العالم الجديد الذي حاولنا يوم أمس أن نجرؤ ونرغب في مجيئه، مُشار إليه اليوم أيضاً من خلال هذا الصوت المنادي: "كل جبل وتَلٍّ ينخفض، والمُعوَجُّ يتقوم، ووعر الطريق يصير سهلا". وثمرة تَحُوّل العالم هذا هي هذه بالضبط:أي أن نتمكن من التعرُّف على أن "فم الرب قد تَكَلَّم".
إن أي كلام من الله بخصوص حياتنا لابد أن يحمل التعزية. لكن مع ذلك، كلام الله الذي نسمعه اليوم يقول أيضاً بأن "كُلُّ بَشَرٍكالعُشْب" ، أي زائل كالعشب. لكن عندما يصل هذا الكلام إلى القلب، سيدوّي صوته ويوصل هذا النداء: "عَزُّوا، عَزُّوا شَعبي". وهنا، نصل إلى النتيجة النهائية. الإثم قد غُفِر، والمكافأة قد وُهِبَت. ليس لأن الله هو ذاك الذي يحاسب ويعاقب. لكن في كلامه، تنكشف لنا صورة الله الحقيقية: ها نحن أحرار لأننا نعرف بأننا قد غُفِر لنا. صحيح أنّ كل بَشَرٍ زائل كالعشب، لكن يمكننا أن نستقبل الله في هذا الجسد الهش والضعيف .. الله الذي يجعل من نفسه قريباً جداً منا ويُعزينا كل يوم.
أشعيا 40: 1 - 11
"عَزُّوا، عَزُّوا شَعبي، يقول إلهُكُم. خاطبوا قَلبَ أورشليم، وقولوا لها بأنْ قَد تَمَّ تَجَنُّدُها، وغُفِرَ إثمُها، ونالت من يد الرب ضعفين عن جميع خطاياها."
صوت صارخ: "في البريةأَعِدُّوا طريقَ الرب، واجعلوا سبل إلهنا في الصحراء قويمة. كل واد يرتَفِع، وكل جبل وتَلٍّ ينخفض، والمُعوَجُّ يتقوم، ووعر الطريق يصير سهلا، ويتجلى مجد الرب، ويعاينه كلُّ بشر، لأن فم الرب قد تكلم".
صوت قائل : " نادِ" فقال: " ماذا أنادي؟ " كُلُّ بَشَرٍكالعُشْب، وكُلُّمجدِه كَزَهْرِ الصحراء. العشبُقد يَبِس، وزَهرُهُقد سَقَط، لأن روح الربِّ هَبَّ فيه. إنَّ الشعبَ عُشْبٌ حقًا. العشبُقد يَبِس، وزَهرُهُقد سَقَط، وأما كلمة إلهنا فتبقى للأبد".
إصعدي إلى جبلٍ عالٍ يا مُبَشِّرَةَ القُدْس. إرفعي صوتك بقوة يا مُبَشِّرَةَ أورشليم. إرفعيه ولا تخافي، قولي لِمُدُنِ يهوذا: " هوذا إلهكم، هوذا السيد الرب يأتي بقوة، وذراعه تَمُدُّهُ بالسلطان، هوذا جزاؤه معه وعملُه قدامه. يرعى قطيعه كالراعي، يجمع الحُملانَ بذراعه، ويحمِلُها في حِضْنِه".
يا رب، أنت تأتي لتُجَدِّد كُلَّ شيء. إننا نؤمن بأنك ترغب أكثر منا بولادتك بيننا وفينا.
اليوم، نضع حياتنا أمامك في هذه الصلاة. عَلِّمنا أن نعيشها في المثابرة والمحبة.
عَلِّمنا أن نُسَلِّمك مفاتيحها بثقة وإيمان. أسمِعنا صوتك العذب وكلامك الذي توجهه إلينا كل يوم.
إجعلنا نكون بالنسبة لإخوتنا رُسُلَ تعزية وسلام!تعال يارب .. تعال وخلصنا!