أحد الرفاع:-توضح لنا الكنسية ضرورة ملازمة الصلاة والصدقة للصوم فهما جناحي الصوموهذا بجانب حسن معاملة الآخرين .
أحد الكنوز:-يقول الكتاب "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا" (مت21:6)
فأين هي كنوزك ؟ هل كل مالك هو في السماء! ولكن لا تخف إن كنت لا تستطيع ذلك بسببعدو الخير الذي يجذبك إلى العالم فتذكر أن الشيطان جرب قديما السيد المسيح علىالجبل .
أحد التجربة:- لاتيأس عندما تتعرض للتجارب لأن السيد المسيح أنتصر وهزم الشيطانولكن لا تخدع نفسك فالنصرة لكي تأتي لابد يكون معها ثبات في المسيح.وحتى إن لمتستطع أن تنتصر في التجربة وضللت الطريق ضع أمام عينيك توبة الابن الضال.
أحد الابن الضال:-..ثق أنه عند توبتك ورجوعك ستجد أحضان الله مفتوحة وفي انتظارك .. ولكن يا ليت يكون لك ما كان عند الابن الضال الذي تسمى بالابن الشاطر إذ أنه استيقظمن غفلته وكان له ضمير يقظ ولم يؤجل رجوعه وكان أيضا يفهم جيدا ما تفعله الخطيةبالإنسان إذ تحوله من ابن لأبيه إلى عبد عنده فقال لأبيه "ولست مستحقا أن ادعى لكابنا بل اجعلني كأحد أجرائك" ونرى حنان الأبوة إذ أعطاه الحلة الأولى (أي نعمةالبنوة) وذبح له خروف رمز لسر الأفخارستيا وأعطاه حذاء في قدميه أي إعطاؤه كل وسائطالخلاص التي تؤهله للسير في طريق الله..
وإن كانت حالتك أكثر ضلالا من الابن الضال.. تعال نتأمل قصة أول كارزة بالمسيح
أحد السامرية :- "السيد المسيح ترك اليهودية ومضى إلى الجليل وكان لابد له أن يجتازالسامرة" (يو4: 3،4) ..وهذا كله لأجل نفس واحدة خرج ليبحث عنها في وقت الساعةالسادسة (12ظهرا) وجلس عند البئر إذ كان قد تعب من السفر.. لقد رأى فيها مظهر خاطئوجوهر يحمل قلب ملئ بالصفات الحسنة فقد جاءت تستقي ماء في وقت الظهيرة وكان المعتادأن الناس يخرجون صباحا ليحصلوا على ماء لكن لأنها كان لديها حياء من خطيتها خرجتظهرا لكي لا تتعامل مع الناس .. فلنسأل أنفسنا هل عندما نفعل الخطية نستحي ونخجل أمندخل في مناقشات محاولين تبرير أنفسنا؟
وأيضا كان عندها اعتزاز بجنسها حتى إن قال الآخرين أن السامريين خطاة لكنها لم تنكر أنها سامريه وتحدثت مع المسيح وهي تعلم أنه يهودي واليهود يعتبروا السامريين نجسين .. وشهد عنها السيد المسيح أنها صادقة فلم تنكر أن كان لها خمسة أزواج والذي معهاالآن ليس هو زوجها ولم تلقي باللوم على الآخرين إذ كان من الممكن أن تعتقد أن الناسهم الذين أخبروا السيد المسيح عن سيرتها وخطيتها لأنها لم تكن تعرف بعد أن المسيحهو الذي يكلمها ..
وفي النهاية تركت جرتها كدليل أن الكرازة والخدمة أصبحت عندها أهم من الضرورياتوالجسديات فكان من الممكن أن تملأ الجرة بالماء وترجع إلى بيتها ثم تخرج لتبشربالمسيح وتقول "هلموا انظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت0 العل هذا هو المسيح" ( يو 4 : 29 )
لكنها لم تفعل ذلك إذ جعلت الله أولا فأصبحت أول مبشرة لمدينة السامرة المدينة التيقال عنها السيد المسيح لتلاميذه "إلى مدينة للسامريين لا تدخلوا" فكان ينتظر هذهالكارزة العظيمة..
فمهما كانت ضعفاتك تمسك بما عندك تمسك بجهادك فستنال الخلاص من قبل الرب, كالسامريةوإن سيطرت عليك الخطية زمانا طويلا فلا تيأس أيضا إذ أن الله أعطى الشفاء للمخلع .
أحد المخلع :-أن أصبحت الخطية كطوق حولك وأقعدتك عن الحركة ورُبطت برباطات الشرالله يستطيع أن يفك قيودك لأنه يحبك ولكن كالمخلع الذي أحتمل المرض 38 عاما في صبرورجاء وثقة أن الله يستطيع أن يشفيه وسأله السيد المسيح سؤال نتعجب أمامه "أتريد أنتبرأ" .. لعلنا نقول أمثل هذا السؤال يُوجه لمريض بعد 38 عاما! فالرد الطبيعي هوالتأكيد على رغبته في الشفاء ولكن هذا السؤال لكي يوضح لنا الرب صفة في هذا المخلعوهي أنه فال أنه ليس له أحد يلقيه في البركة متى تحرك الماء حيث كان الملاك ينزلأحيانا ويحرك الماء فمن نزل أولا بعد تحريك الماء يبرأ من أي مرض .. وهذه الإجابةتدل على أنه كان يعتبر نفسه رجل شرير لذلك ليس له أصحاب فلو كان رجل صالح كان يجدله معين يساعده في شفاؤه من مرضه .. فهل لدينا هذا الاتضاع الذي يجعلنا نعتبرأنفسنا لاشيء طاعة لوصية الإنجيل "كذلك أنتم أيضا متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولواأننا عبيد بطالون لأننا أنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو 17 : 10)
وإن كانت حالتك أصعب وأصعب وأصبحت لا ترى المسيح أمامك لا تفقد رجاؤك وضع نصب عينيك المولود أعمى
أحد المولود أعمى :-حقا أن قصة هذا الإنسان تثير الإعجاب و الدهشة..
أولا: عندما رآه السيد المسيح وكان معه تلاميذه "سأله التلاميذ يا معلم من أخطأ هذاأم أبواه حتى وُلد أعمى" ( يو 9 : 2 ) كنا ننتظر أن يتسرع الأعمى ليدافع عن نفسهويقول لهم ليس لكم شأن من المخطئ لكن لم ينطق بكلمة حتى دافع عنه السيد المسيح وقاللا هذا أخطأ و لا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه وفى ذلك كان يحقق قول الكتاب "الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون"
ثانيا: طلب منه السيد المسيح أشياء غير طبيعية ويستحيل على العقل البشري أنيقبلها..في البداية وضع طينا وطلى عيني الأعمى فالعقل يعرف أن الطين لو وضع في عينسليمة يضرها لكن الأعمى لم يتذمر..
وبعد ذلك قال له اذهب وأغتسل في بركة سلوام وهذا المكان يبعد 6 ك عن المكان الذيتقابل فيه السيد المسيح مع الأعمى فكيف يسير وهو أعمى ووجهه ملطخ بالطين كل هذهالمسافة وكان من الممكن أن يعتبر ذلك إهانة وذل له لكنه قبل ذلك بتسليم كامل لشخصلم يكن يعلم بعد أنه المسيح.
ثالثا: تخيلوا معي إنسان محروم منذ ولادته من رؤية الدنيا و الأشجار و الطبيعةوالناس و....عندما يشفى ما هو المتوقع أن يفعله بعد شفاؤه مباشرة ؟فأي شخص في مكانه كان يتمتع بالحياة أسبوع أو أسبوعين وبعد ذلك يفكر في الذي شفاهوقد لا يفكر لكن هذا الرجل أول ما فعله أنه ذهب ليشكر السيد المسيح..
رابعا: وعندما تحير الجيران في أمره وكانوا يتشاورون هل هذا هو الأعمى الذي كانيستعطي كان من الممكن أن يتهرب من سمعة لصقت به كل حياته أنه كان يأخذ صدقة لكنهكان لديه جرأة ولم ينكر ذلك وعندما امسكوه اليهود ليشترك معهم في إدانة السيدالمسيح لم يقبل وقال لهم أهو خاطئ لست أعلم لكن أعلم أني كنت أعمى والآن أبصر ونحننعلم أن الله لا يسمع للخطاة أي أن ذلك الشخص بار لذلك تجرى على يديه المعجزات .. قال ذلك مع أنه كان يعلم أن من يشهد للمسيح يطردونه من المدينة لكنه شهد بالحق دونخوف من اليهود عكس ما فعله أبواه إذ خافا أن يشهدا أن ابنهم كان أعمى والآن يبصر..
وأخيرا تقابل مع السيد المسيح وسجد له وآمن به ويقول التاريخ أن هذا المولود أعمىصار أسقفا ثم شهيدا على اسم المسيح....*وبعد أن نعيش موسم توبة في الصوم الأربعينيالمقدس نفرح ونتهلل إذ نرى دخول السيد المسيح أورشليم ملكا
أحد الشعانين :- في هذا اليوم نسأل أنفسنا هل الله يملك على قلوبنا ؟ فهو لا يقبل أنيكون معه ملك آخر (مثل الشيطان والمادة والذات و....)
وبعد طقس هذا اليوم الفرايحي تعود الكنيسة مساءا بالستائر السوداء لكي نتذكر "إن لم نتألم معه لا نتمجد أيضا معه" وندخل في شركة المسيح في أسبوع الآلام لكي نفرحبالقيامة المجيدة..