رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نهر المدينة _ باسيليوس الكبير نهر المدينة القديس باسيليوس الكبير "هناك نهر فروعه تفرح مدينة الله" (مز 46). تعجُّ مياة البحر المالحة وتضطرب إذ تعصفها الرياح بشدة، أما جداول الأنهار فتمضي في طريقها بلا ضوضاء، وتتدفق في صمت نحو أولئك المستحقين قبولها، فتجعل مدينة الله مفرحة وبهيجة. في الوقت الحاضر، يشرب الإنسان البار الماء الحي، أما في المستقبل فسوف يشرب بشكل أكثر وفرة، وذلك عندما يُسجَّل كمواطن في مدينة الله. الآن هو يشرب من خلال مرآة كما في لغز (1 كو13)، بسبب إدراكه التدريجي لأمور التأمل الإلهية، لكن حينئذ سوف يستقبل النهر الفيَّاض مباشرة، النهر الذي يستطيع أن يغمر كل مدينة الله بالفرح. من يكون هذا النهر الإلهي إلا الروح القدس، الذي يحل على أولئك المستحقين من جراء إيمان المؤمنين في المسيح؟ يقول الكتاب: "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7)، وأيضاً يقول: "من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أُعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4). وفقاً لذلك، هذا النهر يجعل في الحال كل مدينة الله بهيجة، أي كنيسة أولئك المتمسكين بإسلوب سماوي في الحياة، أو يمكننا فهم المدينة على أنها كل مخلوق عاقل - من الطغمات السماوية حتى إلى الأنفس الإنسانية - والتي جُعلَّت بهيجة من خلال إنسكاب الروح القدس. يتم تعريف "مدينة" على أنها جماعة مؤسسة يتم إدارتها طبقاً لقانون. وهذا التعريف يتوافق مع المدينة السماوية، أورشليم النازلة من فوق. إذ أنها كنيسة أبكار مكتوبين في السموات (عب 12)، وهذه الكنيسة مؤسسة على نوعية حياة القديسين المقدسة التي لا تتغير، ويتم إدارتها طبقاً للقانون السماوي. ولذلك أن تتعلم تنظيم تلك المدينة وكل زينتها ليس بإمتياز للطبيعة البشرية. بل كتب عنها: "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه" (1 كو 2)، لكن هناك ربوات محفل الملائكة، ومجمع قديسين، وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات (عب 12). قال داود عن ذلك: "قد قيل بك أمجاد يا مدينة الله" (مز 87)، ولهذه المدينة وعد الله بواسطة إشعيا: "أجعلك فخراً أبدياً، فرح دور فدور .. لا يسمع بعد ظلم في أرضك ولا خراب أو سحق في تخومك بل تُسمين أسوارك خلاصاً وأبوابك تسبيحاً" (إش 60). لذلك أطلبوا - رافعين عيون قلبوكم – كل ما يتعلق بمدينة الله، بأسلوب جدير بالأمور السماوية. كيف يمكن لأي إنسان أن يحسب نفسه مستحقاً للتمتع بهذه المدينة، التي يُفرّحها نهر الله (الروح القدس)، والتي صانعها وخالقها الله؟! "لقد قدس العلي مسكنه". ربما، يتكلم هنا عن ناسوت الرب الذي تقدَّس من خلال الإتحاد باللاهوت، من هنا نفهم أن مسكن العلي هو ظهور الله في الجسد. "الله في وسطها فلن تتزعزع، الله عند إنبثاق الصبح ينصرها". بما ان الله هو في وسط المدينة، سوف يعطيها إستقرار ومعونة عند إنبثاق الصبح. لذلك كلمة "مدينة" توافق إما أورشليم السماوية أو الكنيسة الأرضية. "لقد قدس العلي مسكنه" فيها. ومن خلال هذه الخيمة، التي حل فيها الله بيننا، كان في وسطها، معطياً إياها ثباتاً ... إن الشمس المحسوسة تنتج الصباح الباكر بيننا في وقت مبكر بإرتفاعها فوق الأفق قبالنا، وشمس البر (ملا 4) ينتج الصباح الباكر في نفوسنا بإرتفاع النور الروحي فينا، جاعلاً في النفس - التي تعترف به - نهاراً. إذ أن "الليل" بالنسبة لنا يُعني أننا مازلنا في أزمنة جهل. لذلك، لنقبل "إشراقة مجده" بإنفتاح ذهن، ولنستنير بتوهج بالنور الأبدي.عندما نصير أولاد النور، عندما يتناهى الليل في نفوسنا ويتقارب النهار (رو 13)، عندئذ نصير مستحقين لمعونة الله. هكذا الله يعين المدينة، باثقاً فيها نهاراً ونوراً من خلال قيامته ومجيئه. فلقد قيل عن الرب: "هوذا رجل، الشرق اسمه" (زك 12:6 س). فبالنسبة لأولئك الذين أشرق عليهم النور الروحي، عندما تتحطم الظلمة الناتجة من الجهل والشر، سوف يكون الصباح الباكر على الأبواب. لهذا جاء النور الحقيقي إلى العالم حتى كل من يمشي في النور لا يتعثر، ومعونة الرب تبثق الصباح الباكر في النفس. وأيضاً قد يقصد بمعونته للمدينة عند إنبثاق الصبح، كيف أنه ربح الإنتصار – من خلال الموت - باكراً يوم القيامة، في اليوم الثالث، إذ أن قيامة الرب كانت في غسق الصباح الخافت. |
13 - 03 - 2015, 01:52 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نهر المدينة _ باسيليوس الكبير
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس باسيليوس الكبير |
القديس باسيليوس الكبير |
عيد القديس باسيليوس الكبير |
القديس باسيليوس الكبير |
القديس باسيليوس الكبير |