رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الساجدون الحقيقيون _ ترتليان الساجدون الحقيقيون العلامة ترتليان (من مقالة "الصلاة" التي كتبها عام 198م) يُعلم الإنجيل ما يطلبه الله. إذ يقول الرب: "تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له" (يو4). "الله روح"، لذلك يطلب الساجدين له أن يكونوا من نفس الطبيعة. نحن الساجدون الحقيقيون والكهنة الحقيقيون، إذ نقدم صلواتنا في الروح، نقدم ذبيحة روحية - أي الصلاة – كقربان ملائم ومقبول أمام الله. هذا هو ما طلبه وسبق وعيَّنه لذاته. هذه الصلاة المكرسة له من كل قلوبنا، تتغذى بالإيمان، ويتم إعدادها بالحق، هي صلاة بلا عيب بسبب براءتنا، وطاهرة بسبب عفتنا، هي صلاة حظت بإكليل المنتصر بسبب محبتنا بعضنا لبعض، هذه الصلاة يجب أن نأتي بها إلى مذبح الله مع أعمال الصالحة، ووسط التسبيح بالمزامير والتراتيل، وهي سوف تحصل لنا على كل ما نسأله من الله. ما الذي يمنعه الله عن الصلاة التي تقدم إليه بالروح والحق، بما أن هذه هي الصلاة التي يتطلبها؟ ما أكثر الأدلة التي نقرأها ونسمعها ونؤمن بها عن فعالية مثل هذه الصلاةّ. حقاً كانت صلاة العهد القديم يمكنها إنقاذ الشخص من النار والوحوش المفترسة والجوع، إلا إنها لم تكن قد تسلمت تدبيرها من المسيح بعد، فكم يكون بالأكثر فاعلية الصلاة المسيحية! إنها لا تجعل ملاك الندى يظهر في وسط النار (الثلاثة فتية)، ولا تسُّد أفواه الأسود (دانيال)، ولا تنقل فطور شخص قروي إلى الجائع (حبقوق)، ولا تقضي على كل إحساس بالألم من خلال النعمة الممنوحة، لكنها تُعلِّم بالتحمل الصبور أولئك الذين يتألمون، وأولئك الناس مرهفي الحس، وأولئك الذين يحزنون. وتزيد النعمة بالفضيلة بحيث يتعرف إيماننا على ما يأتي من الرب، وتدرك النفس ما تتألمه من أجل اسم الله. في الماضي إذن كانت الصلاة تفرض الضربات (موسى)، وتطرد جيوش العدو، وتمنع هطول المطر (إيليا). أما الآن (في العهد الجديد) فصلاة البر تتفادى غضب الله، وتجعل النفس متأهبة لهجوم الأعداء، كما أنها تتشفع من أجل المضطهدين. أي عجب إذا كانت قادرة على إنتزاع الماء من السموات، أو حتى في أن تسأل نار وتحصل عليه (كما فعل إيليا وحرق أعدائه (2 مل 1))!! إن الصلاة وحدها هي التي تتغلب على الله، لكن المسيح أراد أن الصلاة لا تفعل شراً، وقد منحها كل قوة من أجل فعل الخير. لذلك ليست لها قوة إلا في أن تستعيد أرواح الموتى من طريق الموت ذاته، وأن تسترد الضعيف، وأن تشفي المريض، وأن تطرد الأرواح الشريرة، وأن تفتح أبواب السجن، وأن تحل قيود البسطاء. إنها كذلك تغفر الذنوب، وتصُّد التجارب، وتخمد الإضطهاد، وتواسي الجبناء، وتُبهج الشجعان، وترجع المسافرين لمنازلهم سالمين، وتُسكِّن الأمواج، وتصعَّق اللصوص، وتطعم الفقراء، وتوجه الأغنياء، وتقيم الساقطين، وتثبت القائمين. الصلاة هي سور الإيمان، هي ترسنا وسلاحنا ضد العدو الذي يفحصنا من كل الجوانب. لذلك، ليتنا لا نشرع أبداً في أي أمر ونحن غير مسلحين بالصلاة. لنكن متيقظين لمهمة حراستنا في النهار وسهرنا في الليل. ولنحرس بسلاح الصلاة مستوى قائدنا (المسيح)، ولنصلي ونحن ننتظر نداء بوق الملاك. |
13 - 03 - 2015, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الساجدون الحقيقيون _ ترتليان
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|