ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13 - 06 - 2012, 10:16 PM | رقم المشاركة : ( 271 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
كيف نبدأ عاما جديدا ؟ لقداسة البابا شنودة الثالث مقتطفات من كتاب كيف نبدأ عاما جديدا ؟ ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نحن الآن في آخر العام ، ونريد أن نبدأ عاما جديدا . ما تزال أمامنا بضعة أيام ، نريد أن نختم بها عامنا هذا ، الذي إن لم نكن قد جعلنا سيرته صالحة ، فعلى الأقل ليتنا ننتهي من هذا العام بنهاية صالحة. فكيف إذن ننهي عامنا هذا ، ونبدأ آخر ؟ يحتاج كل منا إلى جلسة هادئة مع نفسه . وتكون جلسة تخطيط للمستقبل ، تفكير فيما يجب أن تكونوا عليه في العام المقبل ، في جو من الصلاة ، وعرض الأمر على الله ، لكي تأخذوا منه معونة و إرشادًا .. جلسة يناقش فيها الإنسان كل علاقاته ، سواء مع نفسه أو مع الآخرين أو مع الله ، بكل صراحة و وضوح . ويحاول أن يخرج من كل هذا بخطة جديدة للعام الجديد خطة عمل ، أو خطة عملية ، ومنهج حياة .. كما حدث للابن الضال : إذ جلس لنفسه ، وفحص حالته ، وخرج بقرار حاسم لما ينبغي عليه أن يعمله . أقول هذا لأن كثيرا من الناس يعيشون في دوامة ، لا يعرفون فيها كيف يسيرون أو إلى أين يسيرون ، يسلمهم الأمس إلى اليوم ، ويسلمهم اليوم إلى غد ، وهم في متاهة الأمس و اليوم و الغد ، لا يعرفون إجابة من يقول لهم إلى أين ؟ |
||||
13 - 06 - 2012, 10:17 PM | رقم المشاركة : ( 272 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
البابا شنودة يفتح قلبه لجريدة وطني عندما دخلت الرهبنة كان هدفي ألا أرجع إلي العالم مرة أخري 02/12/2007 البابا شنودة يفتح قلبه لجريدة وطني وطني - أجرت الحوار: نيفين كميل منذ دخولي عالم الصحافة من سنوات خمس كانت أمنيتي إجراء حوار صحفي مع قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وأن يكون هذا الحوار لجريدة وطني الجريدة التي يقرؤها مئات الآلاف من الأقباط - والمسلمين - في مصر وخارجها.. وأتيحت لي الفرصة الأسبوع الماضي أثناء وجود قداسة البابا في البطريركية المرقسية بالإسكندرية ويأتي مواكبا لمناسبة مرور ستة وثلاثين عاما علي جلوس قداسة البابا علي الكرسي المرقسي, والحقيقة أنني تغمرني مشاعر الشكر والعرفان لقداسة البابا علي سماحته ومحبته في منح محررة صغيرة مثلي الفرصة لإجراء هذا الحوار الثري الذي فتح فيه قداسته قلب إلي جريدة وطني للإجابة علي العديد من التساؤلات. * في البداية نبدأ بآخر الأحداث وهو تنصيب قداسة البابا رئيسا شرفيا لمجلس كنائس الشرق الأوسط.. ماذا تقول قداستكم؟ ** قداسة البابا شنودة: مجلس كنائس الشرق الأوسط به أربعة رؤساء عن كل من الكنيسة الأرثوذكسية الغربية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة البروتستانتية والكنيسة الكاثوليكية. وتم اختياري رئيسا للمجلس نائبا عن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية واستمرت رئاستي للمجلس ثلاث دورات كل دورة مدتها أربع سنوات أي استمرت 12 سنة, وفي هذه السنة اجتمعنا نحن ممثلي الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ورؤساء كنيسة الأقباط السريان الأرمن وقررنا ترشيح كاثوليك الأرمن الكاثوليك أرام للرئاسة, وأنا سوف أحضر الجلسة في قبرص وأتنازل عن الرئاسة لكاثوليك الأرمن لكي نعطيه فرصة الرئاسة في مجلس كنائس الشرق الأوسط, وبذلك فإن المسألة ليست دخولي في انتخابات كما ذكرت بعض الصحف لأنه لا توجد انتخابات بالنسبة للرئاسة, ولكن كل مجموعة كنائس ترشح ممثلها كرئيس, وأنا يكفيني المدة التي قضيتها كرئيس لثلاث دورات متتابعة لأن لا صحتي ولا وقتي يسمحان لي بالأسفار الكثيرة لكن مبدأ أن الرؤساء السابقين يظلون رؤساء شرف بحكم أنهم كانوا رؤساء من قبل هو الذي يحدث في قبرص. * ما الدور الذي يقوم به مجلس كنائس الشرق الأوسط؟ ** مجلس كنائس الشرق الأوسط يبحث في أمور عديدة وله لجان متعددة فتوجد لجنة خاصة بالإيمان والوحدة ولجنة العمل الاجتماعي ولجنة لإعادة الإعمار في لبنان والعراق, وهناك لجان كثيرة تقوم بواجباتها. * احتفلت الكنيسة الشهر الماضي بمرور 36 عاما علي تنصيب قداستكم علي الكرسي البابوي, حدثني عن هذه الفترة الثرية في حياتكم وفي تاريخ الكنيسة. ** أنا قلت ضمن أبيات الشعر التي نظمتها: كنت طفلا صرت كهلا كيف مد الله عمري كيف قضي الله خطوي وتولي الله أمري منذ أن كنت صغيرا وإلي أن شاب شعري وستة وثلاثون عاما عمر طويل عبر تاريخ البطاركة السابقين فمثلا البابا كيرلس الخامس قضي 52 عاما وثمانية شهور علي الكرسي البابوي وهو أكثر واحد في المائة والسبعة عشر بطريركا الذين جلسوا علي كرسي مارمرقس الرسول والبابا يوأنس قضي حوالي 15 عاما والبابا مكاريوس الثالث سنة ونصف والبابا يوساب 12 عاما والبابا كيرلس 12 عاما وأنا 36 عاما حتي الآن أمد الله في حبرية قداسة البابا مدة كبيرة وابتسم الفترة دي شهدت عملا كبيرا في الكنيسة أعتقد أنه عمل الله وليس عملنا نحن. ففي هذه الفترة امتدت الكنيسة في بلاد الغرب امتدادا عجيبا وبعد أن كان لنا أربع كنائس في أمريكا: اثنتان في كندا واثنتان في الولايات المتحدة أصبح عندما الآن حوالي مائة وعشرين كنيسة وفي أغسطس الماضي تم عمل سيمينار لرعاة الكنائس هناك حضره 181 من الآباء الكهنة غير الذين عاقتهم الظروف الصحية أو العملية عن الحضور, هذا بخلاف الكهنة الذين تمت رسامتهم بعد السيمينار. وفي أستراليا كان عندنا كنيستان والآن عندنا أسقفان وحوالي خمسين كاهنا, وأيضا أصبح عندنا مدارس وأديرة في بلاد الغرب وفي أوربا وأصبح عندنا أربعة أساقفة في المملكة المتحدة وأسقفينان في فرنسا واثنان في إيطاليا وواحد في النمسا وأسقف في أرمينيا, بالإضافة إلي كنائس في سويسرا وهولندة واليابان وكينيا وزامبيا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي ونيجيريا والكنيسة القبطية تشهد توسعا وامتدادا كبيرا ونحن نبي كنائس لأولادنا الذين هاجروا حتي لا يذوبون في المجتمع الغريب عنهم في العادات والتقاليد. وفي بلاد إفريقيا السوداء نجد أناسا وصلت إليهم المسيحية بطريقة سطحية خلال عهود الاستعمار الغربي لإفريقيا واختلطت المسيحية إللي عندهم بالديانات البدائية فأصبحت ليست مسيحية حقيقية وعندما ذهبنا إلي هناك بدأنا نعمدهم من أول وجديد ونعلمهم الإيمان المسيحي الحق وأصبح لنا ما يزيد علي أربع كنائس في إفريقيا السوداء إلي جوار كنائس في ليبيا, وأسقفان في السودان, كما أن لنا كنائس في الشرق العربي في لبنان والأردن والكويت والإمارات العربية وكانت لنا أيضا كنيسة في العراق. كل هذا كان يحتاج إلي مجهود في إعداد الكهنة الذين يخدمون ومجهود في رعاية الكنائس ومجهود في تدعيم العلاقة بين الكنيسة والدولة ونشكر ربنا أن الأمور ماشية كويس. أما هنا في مصر فالخدمة زادت بشكل ملحوظ, فعندما توليت المسئولية كان عندنا من الأساقفة حوالي 23 وحاليا يوجد حوالي 85 أسقفا وأنا وحدي قمت برسامة مائة وعشرة من الأساقفة بعضهم رحل عن دنيانا والبعض الآخر ذهب إلي أماكن خارجية مثل إريتريا التي رسمت لها خمسة أساقفة وبطريركا ثم رسمت بطريركا آخر. في مصر أيضا أنشئت أديرة لم تكن موجودة وأديرة أيضا خارج مصر فعندنا أديرة في ألمانيا وأيرلندة واثنان في أمريكا في ولايتي تكساس وكاليفورنيا وهناك دير في سيدني في أستراليا وفي أورشليم القدس وهناك الكليات اللاهوتية والمدارس التي أنشئت في بلاد الغرب وبدأت في أستراليا ثم امتدت إلي أمريكا. وكنائسنا أيضا اشترت أراضي في بلاد الغرب ففي كليفلاند بولاية أوهايو بأمريكا اشترت الكنيسة سبعة أفدنة وفي بوسطن بولاية ماساشوستس اشترت الكنيسة 180 فدانا. ونشكر ربنا في مصر بنيت الكثير من الكنائس ونحن نشكر تعاون الدولة معنا وخاصة تعاون الرئيس مبارك في هذا الأمر لأن الاحتياج للكنائس يتزايد فتعداد مصر سنة 1970 كان حوالي 30 مليونا زاد الآن علي 75 مليونا وكما حدث ازدياد في عدد المسلمين كان هناك ازدياد في عدد المسيحيين وهؤلاء يحتاجون إلي كنائس في القاهرة وفي المحافظات والمدن الجديدة. * ستة وثلاثون عاما قداسة البابا بطريركا جلست فيها علي الكرسي البابوي قدمت الكثير لمصر وللأقباط ماذا كنت قداستكم تتمني أن تحققه وتحقق؟ وماذا لم يتحقق بعد؟ ** الرعاية ليس لها حدود وعمل البطريرك عمل متعدد الزوايا.. البطريرك في الكنيسة القبطية هو رئيس الأساقفة والكهنة والمجمع المقدس مسئول عن الإيبارشيات وله رئاسة مباشرة في القاهرة والإسكندرية, البطريرك هو الرئيس الأعلي للرهبنة ومسئول عن أديرة الرهبان والراهبات أيضا ورئيس المجلس الملي ومسئول عن العمل الملي في الكنيسة ومسئول عن التعليم الكنسي فأنا مازالت أقوم بالتدريس في الكلية الإكليريكية ومعهد الدراسات القبطية إلي جوار رسالة التعليم عن طريق الكتب ومجلة الكرازة وأصدرت حتي الآن 120 كتابا في كافة أنواع المعرفة الكنسية. والبطريرك مسئول أيضا عن المشاكل التي تحدث, يعني لو حدثت مشكلة في أقصي الصعيد أو في الوادي الجديد أو في الدلتا لابد للبطريرك أن يكون مسئولا ويتدخل. البطريرك أيضا مسئول عن علاقة الكنيسة بالدولة وعن السلام الاجتماعي وتدعيم العلاقات الطيبة بين المسلمين والأقباط ومسئول عن العمل المسكوني وأقصد بذلك العلاقة مع باقي الكنائس, وتلك كلها مسئوليات جسيمة ولكن نضع أمامنا قول المزمور: إن لم يبن الرب البيت فباطل تعب البناءون فإن لم يحرس الرب المدينة فباطل سهر الحراس. أشكر الرب أن كل ما أردت تحقيقه تحقق وما يتبقي من أشياء أبغي تحقيقها للكنيسة ومستقبل الخدمة سأعمل علي تحقيقها حتي آخر يوم في عمري. ومن الأشياء التي أسعدني تحقيقها الاختلاط بالشعب فقديما كانوا يقولون البطريرك يزار ولا يزور وأنا عندماجلست علي كرسي البابوية حرصت علي الخروج والزيارات ليس للكنائس وحدها وإنما للمؤسسات العامة والصحفية والمستشفيات والأنشطة المتعددة. * ماذا عن ذكريات قداستكم عندما كنت راهبا؟ ** عندما دخلت الرهبنة كان هدفي ألا أرجع إلي العالم مرة أخري وأتذكر أنه عندما أخذت السيارة في الطريق الصحراوي وذهبت إلي الدير قلت آخر مرة في حياتي سأري فيها الشوارع المرصوفة بالأسفلت, فقد كان هدفي البعد عن العالم تماما ولذلك لم أكتب أي مؤلفات وأنا راهب لكن لي فقط بعض الأشعار وهذه حاجة بيني وبين ربنا, وبدأت في حياة الوحدة سواء داخل الدير أو خارج الدير فقد كانت لي مغارة علي بعد ثلاثة أو أربعة كيلو مترات من دير السريان قضيت فيها فترة ثم انتقلت إلي مغارة أخري علي بعد حوالي اثني عشر كيلو مترا من الدير كنت أقضي فيها عدة أسابيع متصلة لا أري خلالها وجه إنسان ولكن كنت أنزل للصلاة إلي الدير في مناسبات معينة ويوم رسامتي أسقفا كان أكثر يوم بكيت فيه في حياتي حيث شعرت أن حياتي تغيرت تماما من إنسان عايش في وحدة مطلقة بينه وبين ربنا إلي إنسان عايش وسط الجماهير ويحمل هم الجماهير ومشاكلهم لكن ربنا أراد كده. * كيف يمكن القضاء علي ظاهرة التوتر الطائفي في مصر؟ ** مشاكل الفتنة الطائفية مفترض أن يتعاون فيها الكثيرون من أجل حلها فهي ليست عملنا وحدنا بل تدخل في اختصاص القيادات الدينية الإسلامية والقيادات الشعبية وفي اختصاص الدولة نفسها كدولة. وفي حالات تفجر المشاكل الطائفية نحاول بقدر الإمكان تهدئة الأمور ولكن هناك بعض الأمور لا تهدأ إلا موضوعيا, فمثلا ناس يتشاجرون مع بعض وتحدث اعتداءات وحرق وتدمير وبعدين يقولون تعالوا نتصالح وتبقي أسباب المشكلة قائمة وتبقي العوامل النفسية قائمة هذا نسميه تعتيم علي المشاكل وليس حلا للمشاكل. * ما روشتة العلاج أو الإجراءات الواجب اتخاذها حتي لا نعاني هذه الظاهرة مجددا, وهل هناك لجنة في الكنيسة للتصدي لمثل هذه الأزمات ورصدها؟ ** لا توجد لجنة لهذه الأزمات لكن توجد في كل محافظة رئاسة دينية تتدخل وتتصل برجال الدولة بس لو كان رجال الدولة يسلكون بحزم أكثر مما هو معتاد لن تتكرر هذه الأحداث, فعندما يدخل شخص إلي الكنيسة ويحمل سكينا ويعتدي علي المصلين وبعدين نقول إنه مجنون ونخلي سبيله فهذا ليس معقولا والمسائل عايزة حل جذري وعملي وليس مجرد تغطية شكلية. أيضا في كل حادثة من الحوادث التي يظهر فيها تطرف إسلامي يتعلل البعض بأن هناك علي الجانب الآخر تطرف مسيحي وأنا أتذكر في مرة عندما سألني شخص: ألا يوجد تطرف مسيحي؟ قلت له: يوجد تطرف بالفكر أو باللسان ولكن لا يوجد تطرف مسيحي بالسلاح أو المتفجرات أو الاعتداءات. * معظم المشاكل الطائفية في الفترة الماضية تحدث بسبب بناء دور عبادة ما رأيكم في المشروع المقترح لإصدار قانون موحد لدور العبادة؟ ** أنا لم أقرأ مشروع القانون للتعليق عليه ولكن لو القانون صالح سوف يحل مشاكل كثيرة, فمثلا من ضمن الأخطاء في التشريعات الحالية أنها تشترط لبناء كنيسة ألا يقل عدد المسيحيين في المنطقة عن حد معين لكني أقول حتي إذا كان العدد قليلا أليس من حقهم أن يعبدوا الله؟! * نعيش اليوم ظاهرة ارتباك مجتمعي بين حالات التنصير وحالات الأسلمة, ما تعليقكم علي ذلك؟ ** هذه المسائل عايزة تبحث من جذورها. أحيانا البعض يظن أنه حقق انتصارا في تحويل شخص من دين إلي دين, بينما هذا الأمر تكون له ردود فعل خطيرة في المجتمع. * ما تعليق قداستكم عمن يسمون أنفسهم بالعلمانيين أو الإصلاحيين وماذا عن مؤتمراتهم؟ ** العلمانيون كل من هم خارج الإكليروس الكهنة - الأساقفة - الشمامسة وهذا يعني أن كل أفراد الشعب القبطي علمانيون فهل خمسة عشر شخصا من الذين يطلقون علي أنفسهم علمانيين يمثلون الشعب القبطي كله؟ أعتقد أنهم في المؤتمر الأخير كشفوا أنفسهم بأنفسهم وأخطأوا بخوضهم في أمور لاهوتية وعقائدية وإيمانية تمس العقيدة المسيحية الأرثوذكسية. هذا بالإضافة إلي أنه كما علمنا أن أغلبية الحضور في المؤتمر الذي عقده كان لوسائل الإعلام!! * تحدثتم قداستكم عن الاختلافات والطوائف المسيحية ونحن نسأل لماذا تسمح مشيئة الله وإرادته بهذه الاختلافات والأفكار والطوائف؟ ** هناك فرق بين إرادة الله وسماحة الله لأن إرادة الله كلها خير مطلق لأن الله مصدركل خير ولا يريد إلا الخير لكن علي الرغم من أن إرادة الله كلها خير, الله أعطي حرية للإنسان فيسمح للخاطئ أن يخطئ رغم أن هذا ضد إرادة الله. الله لا يريد الخطيئة ولكن يسمح أن القاتل يقتل والله لا يريد جريمة القتل فهناك فرق بين إرادة الله الإرادة الكلية للخير وبين سماح الله للإنسان بأن يمارس حرية الإرادة التي يمنحها للإنسان فممكن الإنسان أن يخطئ, ولكن لا يليق أن يقول هذه إرادة الله مثل السائق الذي يخطئ في قيادة السيارة ويقتل أحدا ثم يقول هذه إرادة الله.. من نعم الله علي الإنسان حرية الإرادة فالله لا يريد الظلم ولكنه سمح به ويعاقب عليه إما في الأرض أو في السماء أو كليهما لكن هناك فرقا بين إرادة الله وسماحة الله.. الله أعطانا حرية التفكير ولا يريد أن يرغم الناس علي الخير لأنه لو أرغم الناس علي الخير لا تكن لهم مكافأة, هو يريد أن الإنسان يفعل الخير بكامل حريته وإرادته فلذلك يستحق المكافأة, ويبتعد عن الشر بإرادته فيستحق المكافأة أيضا, ويعاقب الإنسان لأنه فعل الشر بإرادته, فالله أعطي الإنسان حرية الإرادة والناس يتنوعون في أفكارهم لأن عندهم حرية فيما يدرسونه وفيما يقبلونه وفيما يرفضونه وفيما يتأثرون به والإرادة أوجدت طوائف ليس فقط طوائف في الدين والعقائد ولكن في جميع مجالات الحياة. * كان للكنيسة القبطية في الماضي شأنا في التعليم فأنشأت المدارس القبطية لماذا توقفت هذه المدارس؟ ** لم تتوقف الكنيسة عن إنشاء المدارس ولكن عندما جاءت ثورة يوليو قامت بتأميم التعليم وأصبحت كل المدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم وظل الأمر هكذا مدة طويلة ثم بدأت تعود المدارس الخاصة ومدارس اللغات وحاليا توجد عندنا مشكلة في التعليم العام من ناحية المدارس فليس عندنا احتياج لإنشاء مدارس خاصة ولكننا بصدد أمرين إنشاء مدارس لغات ومدارس فنية وفعلا سنقوم بإنشاء مدرسة فنية لا نقصد بها أن يحصل الشخص علي شهادة ويوظف ولكن نقصد منها أن يتعلم الشخص ما يساعده علي إيجاد وظيفة في المجتمع ونحن نقصد المجالات التي لا يوجد لها متخصصون مثل الأجهزة الطبية أو الكهربائية التي تتعطل ولا تجد من يصلحها لأن الشباب حاليا يتخرجون من الجامعة ولا يجدون وظفية. * متي تبني هذه المدرسة وأين؟ ** كان عندنا زمان مدرسة الصنايع في بولاق بالقاهرة وتم تأميمها وأعيدت لنا أخيرا لذلك نحن نعدها حاليا لتعمل كمدرسة صناعية للتكنولوجيا الحديثة هدفها العمل وليس الشهادات والشروط سوف نعلنها قريبا. ومدارس اللغات بدأنا نشتغل فيها مثل المدرسة التي أنشأها نيافة الأنبا بطرس في بطمس علي طريق القاهرة - السويس وهي مدرسة تعطي شهادة أمريكية والإقبال عليها شديد. * جامعة القاهرة تستعد حاليا للاحتفال بمئويتها وقداستكم خريج جامعة القاهرة ماذا تقدم الكنيسة في مئوية الجامعة؟ ** أنا خريج جامعة القاهرة في كلية الآداب سنة 1947 أي منذ ستين عاما وما يطلب منا لتقديمه في هذا الاحتفال نحن مستعدون له فجامعة القاهرة بالذات هي أم الجامعات في مصر وهي التي سبقت وأفرزت باقي الجامعات مثل جامعة الإسكندرية وجامعة عين شمس ثم توالت الجامعات في مصر وتفخر جامعة القاهرة بأنها قدمت لمصر أشخاصا لهم اسم كبير في التاريخ مثل أحمد لطفي السيد وطه حسين. * لماذا لا يدرس التاريخ القبطي في الجامعات المصرية فنجد القبطي يعرف عن التاريخ الإسلامي أكثر مما يعرفه شقيقه المسلم عن التاريخ القبطي ونحن أبناء شعب واحد؟ ** السنكسار به سير القديسين وبطاركة وأساقفة الكنيسة وتوجد كتب تاريخ منتظم تشمل مراحل معينة من مراحل التاريخ الكنسي وهي كتب كثيرة أما الجامعة فهناك تقصير من جانبها فالمفروض أن تعترف الجامعة بالفترة القبطية وتاريخها الممتد حوالي 600 عام كانت مصر خلالها قبطية حتي مجئ الإسلام في القرن السابع الميلادي لكن الذي يدرس في الجامعة هو حقب مقسمة علي أساس الحكم وليس علي أساس الشعب فنجد الفترة الفرعونية تاريخ قدماء المصريين ثم الفترة ما بين حكم الفراعنة والحكم الفارسي ثم الإسكندر الأكبر والبطالمة ثم الدولة الرومانية التي استمرت إلي أن دخل الإسلام وبدأ الفتح الإسلامي ثم العصر الإسلامي الذي يمتد ليشمل عصورا متعددة في التاريخ مثل الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والعباسية والفاطمية ثم العثمانية والمماليك ثم الدولة الحديثة إذا يدرس التاريخ علي أساس حكم الدول وليس الشعوب. * كيف تنظر الكنيسة القبطية إلي مشاكل الأحوال الشخصية بين الأقباط كالزواج والطلاق؟ ** الكتاب المقدس يقول: ما جمعه الله لا يفرقه إنسان ولكن الطلاق وبطلان الزواج أصبح مشكلة بين الأقباط في مصر ووجهة نظر الكنيسة في أمر بطلان الزواج أن له أسبابا عديدة: - إذا كان الزوج مرتبطا بزيجة أخري لم يفصل أمرها يكون الزواج باطلا. - أيضا بسبب القرابة أو النسب يبطل الزواج فهناك قرابات معينة تمنع الزواج ونسب معين يمنع الزواج. - إذا كان الرجل غير مكتمل الرجولة أو المرأة غير مكتملة الأنوثة في هذه الحالة يتم توقيع الكشف الطبي عند الطبيب الشرعي ويثبت هذا الأمر فيحكم ببطلان الزواج. - كذلك يحكم ببطلان الزواج في حالة وجود عنة جسدية أو عنة نفسية فالعنة الجسدية أن يكون هناك خلل أو عدم تكامل في الأعضاء التناسلية للزوج والعنة النفسية ألا يستطيع الزوج أداء دوره في العلاقة بين الزوجين نتيجة الخوف أو الخجل أو المرض أو لأي أسباب وفي هذه الحالة يعتبر الزواج باطلا لأنه لاتزال الزوجة عذراء كما هي, أيضا يصير البطلان إذا كان أحد الزوجين مجنونا قبل الزواج وغير متكامل العقل والجنون أنواع والمقصود هنا الجنون المطبق الذي لا يقدر الشخص فيه علي أن يميز بين الأشياء. ويضيف قداسة البابا شنودة: كذلك من حالات بطلان الزواج إذا كان الزواج مرتبطا بنوع من الغش والمقصود به الغش في أمور جوهرية مثلا واحد يتزوج امرأة علي اعتبار أنها بكر ويكتشف غير ذلك, الغش في أمور جوهرية, ولكن ليس غشا مثلا واحد حاصل علي شهادة دبلوم تجارة وقال إنه حاصل علي بكالوريوس ويبطل الزواج إذا كان قد تم بالإكراه أو الإجبار سواء معنويا أو عمليا ويحدث ذلك في الريف أو الصعيد يزوجون فتاة دون رغبتها بنوع من الضغط النفسي علي الفتاة في هذه الحالة نصرح لها بالزواج أو له بالزواج باعتبار أن الزيجة الأولي باطلة هذه هي أسباب بطلان الزواج أما من جهة الطلاق أو التطليق فهو إما للزنا وإما لتغيير الدين. * هل يتم ذلك عن طريق المجلس الإكليريكي؟ ** نحن لا نملك فصل الزيجة وإنما تملكها محاكم الأحوال الشخصية لكن التصريح بالزيجة الثانية من سلطة المجلس الإكليريكي فلم يعد من سلطة الكنيسة أن تبطل زواجا موثقا رسميا لأن الذي له حق بطلان الزواج. الآن هو قاضي محكمة الأحوال الشخصية فبعد أن كان من سلطة الكنيسة بإبطال الزواج تم إلغاء ذلك منذ عام 1955. * هل الزواج الآن أصبح مشكلة؟ ** نعم الزواج الآن أصبح مشكلة فكيف يستطيع الإنسان أن يؤسس بيتا ويصرف عليه إذا لم تكن له مهنة أو وظيفة وهذا أدي إلي تأخر سن الزواج وجاءت بعدها مشاكل أخري وأنواع متعددة من الفساد لعل منها ما يسمي بالزواج العرفي ونحن لا نؤمن بشئ اسمه الزواج العرفي ولا الدولة تؤمن به, الدولة تعترف بالزواج الموثق رسميا والذي يجري بشعائر دينية ويوثق من الدولة. * هل كسب الأقباط الكثير في عهد الرئيس مبارك؟ ** أول شئ هو التعاون الكبير بين الكنيسة والدولة فتوجد لنا علاقة طيبة جدا مع الرئيس حسني مبارك ومع كل رجال حكومته أيضا هناك أمور كثيرة أمكن حلها بقرارات من الرئيس مبارك نفسه مثل بناء الكنائس أو ترميمها وإن كنا نصادف أحيانا بعض المتاعب من تعقيدات إدارية ولكن إذا وصلت إلي الرئاسة تحل, لكن الأقباط أيضا مازال ينقصهم التمثيل الشعبي والتمثيل السياسي ولابد من وجود وسيلة يشعر بها الأقباط أن لهم نصيب في تمثيل بلادهم, فأنا لا أوافق علي مسألة الكوتة التي يقولون عنها من ناحية النسبة في التمثيل البرلماني, ولكن أقول يجب أن يكون للأقباط وجود في سياسة بلادهم. * هل هناك تمييز عند شغل الوظيفة بين أبناء الشعب المصري والواسطة تلعب دورا أم يلتزم المسئولون بمعيار الكفاءة؟ ** حسب الدستور لا يوجد تمييز لكن من الناحية العملية توجد أخطاء كثيرة. * لماذا يبتعد الأقباط عن المشاركة في الحياة السياسية أو الانضمام للأحزاب؟ ** المفروض للأقباط عند انضمامهم للأحزاب أن يجدوا فرصة ويجدوا مجالا لممارسة نشاطهم فإذا لم يجدوا فإنهم يبتعدون وبالتالي يتهمون بالسلبية وهم ليسوا سلبيين ولكن لم تتح لهم الفرصة فبدلا من اتهام الأقباط بالسلبية يجب أن تفسح الدولة لهم المجال والفرصة. * هناك من يري أنكم أقحمتم الكنيسة في السياسة. هل ترون قداستكم أنه من الأفضل للكنيسة أن تبقي بعيدا عن السياسة وتكتفي بدورها الديني أم تستمر في لعب دورها السياسي؟ ** أنا أريد أن أفرق بين أمرين: إبداء الرأي في السياسة والاشتغال في السياسة.. فنحن لا نشتغل بالسياسة فليس لدينا وقت لذلك وليس هذا هدفنا ولكن لا نستطيع أن نتقوقع في المجتمع ونقول لا شأن لنا بكل ما يحدث, مثلا إنسان يسألني ما رأيك في المشكلة الفلسطينية فأقول له ليس لي دخل بها هل أستطيع أن أقول هذا!! أو أحد يقول ما رأيك في مذابح العراق فأقول لا شأن لي بها. نحن نعيش في مجتمع نتفاعل بأحداثه ولنا مشاعر نحو المجتمع الذي نعيش فيه, ممكن نعبر عن هذه المشاعر لكن لا نشتغل بالسياسة من جهة أننا نتفرغ للعمل بها. ** ماذا أعددتم قداستكم لتبقي الكنيسة محافظة علي مكانتها وقيمتها قرونا طويلة كما حافظت قبل علي مدي 20 قرنا؟ ** الإعداد للمستقبل يكون بأن الكنيسة تشعر بمسئوليتها فعندما اشتغلنا في بلاد الغرب كان ذلك من منطلق شعورنا بالمسئولية نحو أولادنا الذين هاجروا وهكذا في قيادة الناس إلي الحياة الروحية والصلة العميقة مع الله فالشعور بالمسئولية يحتم علينا إيجاد كهنة صالحين وأساقفة صالحين يتطلعون بأمانة العمل الجاد من أجل الكنيسة وبذلك تحافظ الكنيسة علي مكانتها. * كيف تحافظ قداستكم علي ابتسامتك وحبك لجميع الناس؟ ** أنا وضعت أمامي مبدأ مهما جدا أعيش به وأقوله لجميع الذين حولي: إذا أحاطت بك المشاكل تعامل معها من الخارج ولا تسمح أن تدخل المشكلة إلي داخل نفسك فتشغل نفسك وتشغل فكرك وتتعب أعصابك فتسيطر عليك. واجبنا أن نسيطر علي المشاكل, ولا نترك المشاكل تسيطر علينا, أيضا مفروض أن يكون عندنا بشاشة, فرجل الدين المكشر يعطي فكرة سيئة عن الدين وتؤثر سلبيا علي الناس من حوله. * ما أمنية قداسة البابا شنودة الثالث؟ ** نرجو لمصر سلاما ورخاء ونشكر ربنا من أجل مصر, فجر لنا ينابيع من الثروات من باطن الأرض, فوجود اكتشافات كثيرة للبترول والغاز والمعادن وهذه نعمة كبيرة من ربنا, وكما قال الرئيس مبارك إن الزيادة السكانية تبتلع أي زيادة نعدها للتنمية هذه نقطة مهمة وهي زيادة النسل, ويوحنا ذهبي الفم قال الأم لا تعتبر أما بولادة البنين ولكن بتربية البنين تربية صالحة فإعداد أشخاص صالحين والعمل الجاد من أجل البلد يجعل مصر متقدمة. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:18 PM | رقم المشاركة : ( 273 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
مقاومة الأفكار الشريرة بقلم: البابا شنودة الثالث الهنا القدوس يريد أن تكون أفكارنا دائما طاهرة ونقية, لا تتلوث ولا تلوث القلب معها إذا ما تحولت من أفكار إلي شهوات. والأفكار الشريرة علي أنواع: منها أفكار النجاسة, وأفكار الحقد والانتقام, وأفكار العظمة والكبرياء, وأفكار الدهاء والنصب, وأفكار التجديف والالحاد. وما إلي ذلك. والأفكار الشريرة تأتي إما من فساد داخل النفس, وإما من حروب الشياطين, أو من عشرة رديئة منحرفة. ـ ونصيحتي لك أنك لا تنتظر حتي تهجم عليك الأفكار ثم تقاومها بل الأفضل ـ إن استطعت ـ أنك لا تعطيها مجالا علي الإطلاق للوصول اليك. وكيف ذلك؟ اشغل فكرك باستمرار بما هو مفيد. ـ ولكن إن حدث ودخل فكر رديء إلي عقلك, استبدله بفكر آخر يحل محله. لأن العقل لا يستطيع أن يفكر في موضوعين في وقت واحد بنفس العمق. لذلك ينبغي أن يكون الفكر الجديد الذي تريد به أن تغطي علي فكر المحاربة, فكرا عميقا حتي يمكنه أن يطرد الفكر الآخر. كالتفكير في لغز أو مشكلة أو مسألة عقائدية, أو موضوع يهمك جدا, أو محاولة تذكر شيء نسيته ـ أو في مشكلة عائلية أو اجتماعية مهمة, أو في سؤال عويص ليس من السهل الاجابة عنه, أو في موضوع يسرك ان تستمر ان تفكر فيه. أما التفكير السطحي فلا يطرد الأفكار المحاربة لك إنما تطرد أفكارا تكون أعمق منها, تدخل إلي أعماقك وتحل محل تلك الأفكار الشريرة. ـ يمكنك أيضا أن تطرد الأفكار التي تحاربك, وذلك بأسلوب الإحلال. علي أن تكون أيضا قراءة عميقة. لأن القراءة السطحية تعطي مجالات السرحان, ويبقي الفكران معا: أحدهما سطحي والآخر عميق. فإن حاربك فكر شهوة, لا تصلح لطرده قراءة عادية, بل تصلح القراءة التي تشغل الفكر في عمق. ـ وربما يطرد الفكر عن طريق الصلاة. لأن الانسان يستحيي من الفكر الخاطيء أثناء مخاطبته لله في صلاته ـ كما أنه ينال معونة من الصلاة إن كانت بحرارة تقاوم السرحان. وقد يطرد الفكر بالانشغال بعمل يدوي, إن كان هذا العمل يحتاج إلي انتباه وتركيز. وعموما فإن العمل يشغل الانسان ويريحه من حرب الأفكار, بعكس الفراغ الذي يكون مجالا لحروب الفكر. لذلك قال الحكماء إن الذي يعمل يحاربه شيطان واحد. بينما الذي لا يعمل تحاربه عدة شياطين. فإن لم يمكن طرد الفكر الشرير بكل هذه الوسائل, فالأصلح أن يخرج الانسان من وحدته ليتكلم مع شخص آخر. لأنه من الصعب ان يتكلم مع انسان في موضوع معين, وفي نفس الوقت يكون عقله منشغلا بفكر آخر. كذلك ينفعه أن ينشغل بأي نوع من التسلية, سواء كانت فردية أو مشتركة مع آخرين. ـ المهم أنك لا تترك الفكر الخاطيء ينفرد بك, أو تنفرد به. إن عملية تشتيت الفكر الخاطئ أو إحلال فكر آخر محله, أو شغل الذهن عنه بعمل أو بتسلية, أو حديث أو كتابة أو قراءة أو صلاة.. كل ذلك يضعف الفكر أو يطرده أو ينسيه إياه. ـ كذلك يجب عليك أن تعرف سبب الفكر وتتصرف معه. فقد يأتيك مثلا فكر غضب أو انتقام بسبب موضوع معين يحتاج إلي التصريف داخل قلبك. لأنه طالما تبقي داخلك أسباب الغضب, فلابد ان ترجع اليك الأفكار مهما طردتها. فإن كان الفكر سببه قراءة معينة أو سماعات من الناس أو عثرة من الحراس, أو مشكلة تشغلك, فحاول أن تتفادي هذه الأسباب, أو تجد حلا. وهكذا تمنع الفكر بمنع سببه. ـ وإن حاربتك أفكار كبرياء أو عظمة أو مجد باطل, فتذكر أنك مخلوق من تراب, وإلي تراب تعود. وأن أفكار الكبرياء تمنع عنك نعمة الله فتتعرض للسقوط. وكما قال سليمان الحكيم قبل الكسر الكبرياء, وقبل السقوط تشامخ الروح. وإن حوربت بمحبة الله وتحزينه, فضع في ذهنك باستمرار أنك في يوم من الأيام ستترك هذا العالم وكل ما فيه من مال ومقتنيات, ولا يصحبك في طريق الأبدية سوي أعمالك, خيرا كانت أم شرا. في كل ذلك تقاوم الأفكار الخاطئة عن طريق مناقشتها روحيا وتحليلها والرد عليها. ـ علي أنه في مقاومة تلك الأفكار, إلجأ إلي السرعة وعدم التساهل في طرد الفكر. لأنك إن طردت الفكر بسرعة, فسوف يضعف أمامك. أما إن أعطيته فرصة وتساهلت معه, فسوف يقوي عليك, وتضعف أنت في مقاومته. إذ قد تنضم اليه أفكار أخري وتزداد فروعه ـ كما أنه قد ينتقل من العقل إلي القلب, ويتحول إلي شهوة, ويبسط نفوذه علي ارادتك. ـ بعض الآباء كانوا ينصحون في التخلص من الأفكار الخاطئة, أن نضع أمام الفكر آية من آيات الكتابة تنهي عنه أو تشرح ضلاله. والانسان بتذكره هذه الآيات يخشي الله ويوقف الفكر الشرير, ولكن هناك أفكارا تحتاج إلي طرد سريع, وليس إلي الفحص والتحليل. لأن ذلك قد يؤدي إلي تثبيت الفكر بالأكثر, وإطالة مدة إقامته. كما قد يتسبب في تشعب الفكر. لذلك إن هاجمتك الأفكار الشريرة, يجب أن تصدها بسرعة. لا تتساهل معها, ولا تتراخ, ولا تتماهل, ولا تتفاوض اطلاقا مع الفكر ـ لا تأخذ معه وتعطي. لأنك كلما استبقيته عندك, يأخذ قوة, ويثبت أقدامه, ويحتل منطقة أوسع في تفكيرك. وبهذا يأخذ سلطانا عليك. أما في بدء مجيئه فكان ضعيفا يسهل طرده. ** إن طرد الأفكار يحتاج إلي حكمة وإفراز وإلي معونة إلهية أو معونة من المرشدين الخبيرين بالأفكار وطرق مقاومتها. فهم لا يجهلون حيل عدو الخير وأسلوبه في طرح الأخبار. لذلك فالمبتديء في الروحيات, وليست له خبرة بمقاتلة الأفكار, ينفعه جدا أن يسأل مرشدا روحيا ذا خبرة. وفي نفس الوقت حينما يصلي أن ينقذه الله من الأفكار, ما أسرع ما يأتيه العون الالهي الذي يساعد المجاهدين في حياة البر, ويحرسه الرب من الفكر. ـ وبوجه عام فإن حرص الانسان علي نقاوة قلبه, تجعله في حصانة من غزو الأفكار الشريرة له. قد تحاربه ولا تقدر عليه. لأن البر الذي فيه يكون دائما أقوي من الشر الذي يحاربه. فيصده عنه بسرعة, وتحميه نعمة الله من السقوط. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:27 PM | رقم المشاركة : ( 274 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
شركاء الطبيعة الألهية أجتماع الشباب عرض فى درس الكتاب الأخير موضوع شركاء الطبيعه الألهية موضوع جميل جدآ و هام أيضآ والكثيرين لأ يعلمو عنة شىء و لأ يعلموا أنها دعوة لنل جميعآ لنشترك مع اللة فى العمل والأعداد للملكوت وليس للأشتراك فى لأهوتة قرأت هذا الرد لقداسة البابا شنودة أود أن يقرءة الجميع الإلهية ما معنى عبارة شركاء الطبيعة الإلهية 2بط1: 4 , وعبارة شركة الروح القدس 2كو13: 14 . هل نحن نشترك مع الله فى طبيعته الإلهية ؟ وهل حينما حل الروح القدس علىالتلاميذ فى يوم الخمسين , إتحدى طبيعتهم البشرية بالطبيعة الإلهية ؟ الجواب : الذى يشترك أو يتحد مع الله فى طبيعته , يصير إلهآ ! وهذا أمر بعيد عن الإيمان السليم . ولا ينادى به إلا المتأثرون بفكرة تأليه الإنسان كطبيعة وليس كمجرد لقب . وهى جزء من بدعة وحدة الوجود يرتئي فيها الإنسان فوق ما ينبغى رو12: 3 . أما التفسير الصحيح لعبارة شركاء الطبيعة الإلهية فهو أننا : نكون شركاء الطبيعة الإلهية فى العمل , وليس فى الجوهر . أى لا نكون شركاء الطبيعة الإلهية , فى صفات الله الخاصة به وحده كالأزليه وعدم المحدودية . إنما هى شركاء فى العمل , من أجل بناء الملكوت , سواء بالنسبة إلى خلاص أنفسنا نحن , أو بالنسبة إلى ربح نفوس الآخرين . وبهذا المعنى نفهم أيضاً شركاء الروح القدس . 2كو13: 14 . إننا لا يمكن أن ننجح فى عمل , بدون أن يشترك الله معنا فيه , لأنه إن لم يبن الرب البيت , فباطلاً تعب البناءون مز127: 1 . ونحن نقول فى أوشية المسافرين إشترك فى العمل مع عبيدك . فإن اشترك روح الله معنا فى العمل , حينئذ نأخذ منه قوة ونعمة , وتنجح أعمالنا , وتكون موافقة لمشيئة الله . ونكون بذلك قد دخلنا فى شركة الروح القدس ... فى العمل . أما عن يوم الخمسين , فالذى حدث فيه هو أن مواهب الروح القدس انسكبت على التلاميذ ... وتحقق ما قيل بيوئيل النبي إنى أسكب من روحى على كل بشر , فيتنبأ بنوكم وبناتكم , ويري شبابكم رؤى , ويحلم شيوخكم أحلاماً أع2: 17 , يوئيل 2: 28 . وأيضاً أخذ التلاميذ قوة حسب وعد الرب لهم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم . وحينئذ تكونون لى شهوداَ أع1 :8 . ومن المواهب التى أعطاها الرب لهم , التكلم بألسنة أع2: 6 . وموهبة التكلم بألسنة ساعدت على نشر الإيمان أما اتحاد الطبيعة الإلهية البشرية , فلم يحدث إلا فى تجسد السيد المسيح وحده .. فهل يعقل إنسان أن الجميع صاروا كالمسيح تماماً فى يوم النعصرة ؟! وحينئذ يقف أمامنا : بماذا يتميز المسيح عن غيره ؟! إن مهاجمة لاهوت المسيح تأتى بطريقتين : أ_ إما خفض المسيح إلى مستوى البشر العاديين , كما نادت الأريوسية . ب_ وإما رفع البشر إلى مستوى المسيح , مثلما ينادى أصحاب فلسفة تأليه الإنسان , وبالقول إن طبيعة البشر اتحدت بطبيعة الله ! والإنسان إذا اتحد بالطبيعة الإلهية , يصير إلهاً , ويصير معصوماً . لا يخطئ . ولا نستطيع أن نقول عنه إنه مجرد إنسان .إن عمل روح الله فى الإنسان شئ , واتحاد طبيعة الله بطبيعة الإنسان شيء آخر . ونحن لا نتحد مع الله فى طبيعته . ليتنا نتواضع ونسلك كمجرد بشر , كما قال أبونا ابراهيم إنه تراب ورماد تك18: 7 .وكما وصل إلى هذا أيوب الصديق أى42: 6 . من كتاب سنوات مع أسئة الناس أسئلة لاهوتية وعقائدية لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث |
||||
13 - 06 - 2012, 10:28 PM | رقم المشاركة : ( 275 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
القوة عناصرها ومصادرها من مقالات قداسة البابا شنودة الثالث ** ما هى القوة الحقيقية؟ لأنه توجد قوة زائفة. القوة ليست هى العنف, فالعنف منفّر. وليست هى حب السيطرة وإخضاع الآخرين. وليست هى التهور والإندفاع والجرأة على كل كبير, كتلميذ يتحدى معلمه, أو ابن يتجرأ على أبيه! وليست هى قوة شمشونية فى الجسد والعضلات.. ولا هى الإحتداد بالنفس بأسلوب خاطئ والأفتخار بهزيمة الآخرين. وأيضاً القوة ليست هى أستخدام السلطان فى غير موضعه, ولا هى الإدعاء باللسان..! إذن ما هى القوة؟ وما عناصرها وما مظاهرها *** ** من أهم عناصر القوة: قوة الشخصية أى أن يكون الإنسان قوياً فى عقله, فى فهمه, فى قدرته على الإستيعاب وعلى الإستنتاج. قوياً فى ذاكرته, فى سرعة بديهته, فى حكمته وحسن تصرفه. ويكون أيضاً قوى الإرادة والعزيمة, وقوياً فى حسن إدارته للأمور. وأيضاً يكون قوياً لا يهتز أمام أى تهديد أو تخويف. وتظهر قوته أيضاً فى كل عمل يعمله, وفى كل مسئولية يتحملها. فيكون قادراً على تحمل المسئوليات مهما كانت كبيرة أو خطيرة. فيقوم بعمله بكل جدية, وبكل أمانة وإلتزام. ومهما حدثت من عوائق أو مضايقات, لا يقلق ولا يضطرب, بل يقف كالجبل الراسخ لا يتزعزع. وواثقاً بأن كل مشكلة لها حل, وأن الله يعمل معه ويعمل به.. وهذا الإنسان القوى فى شخصيته, يكون له تأثير فى المجتمع الذى يعيش فيه, وربما يمتد تأثيره إلى أجيال... وهو لا يتأثر بأخطاء البيئة- إن وجدت- بل تكون له القدرة على التأثير على غيره, عن طريق فكره واتجاهاته ومبادئه وقدوته الصالحة. *** ** عنصر آخر من عناصر القوة, هو ضبط النفس: ولا شك أن ضبط النفس يحتاج إلى قوة داخلية. وقد قال سليمان الحكيم مالك نفسه خير ممن يملك مدينة. وضبط النفس يشمل قوة لضبط الأفكار فلا تسرح فما لا يليق, وقوة أخرى لضبط الحواس حتى لا يخطئ بالنظر أو السمع أو اللمس, مع ضبط لمشاعر القلب وعواطفه. كذلك الذى يتدرب على ضبط النفس, يحتاج إلى قوة أخرى ليضبط لسانه, فلا تخرج من فمه كلمة خاطئة ولا كلمة زائدة... كل هذا يدل على قوة داخلية تستطيع أن تتحكم فى الفكر والحواس واللسان والمشاعر. والإنسان الذى يضبط نفسه هو إنسان قوى يمكنه أن يتحكم أيضاً فى غرائزه وإنفعالاته, ويرتفع فوق مستوى الإثارة. ذلك لأن الإثارة الخارجية لا يمكنها أن تثيره من الداخل, لأنه يكون دائماً أقوى منها. فهو لا ينفعل مثلاً ويثور إذا ما تعرض لإساءة من أحد, ولا يقاوم الشر بالشر, ولا يرد على الكلمة الخاطئة بمثلها. إنه شخص قوى. لا يغلبه الشر, بل يغلب الشر بالخير, ويستطيع أن يسيطر على الغضب, ويكون قوياً فى أعصابه فلا تفلت منه... *** *** ومن هنا فمن مظاهر القوة: قوة الأحتمال: فالإنسان القوى يستطيع أن يحتمل الشدائد والضيقات. وإن أصابته تجربة, لا تهزه من الداخل. بل يصمد ويمكنه أن يتحملها إلى أن تمرّ... كما أنه يحتمل أيضاً أخطاء الآخرين. عارفاً أن الإنسان المخطئ هو الضعيف الذى لم يضبط نفسه. ولذلك فإن الأقوياء هم الذين يقدرون أن يحتملوا ضعفات الضعفاء. والشخص القوى من الداخل, ليس فقط يقدر على الإحتمال, وإنما أكثر من هذا يمكنه أن يغفر للمسئ ويسامحه... الإنسان الضعيف يحتاج إلى من يحتمله. أما القوى فيحتمل غيره, يحتمل طباع المسئ وأخطاءه وتصرفاته.. هنا تظهر القوة الروحية التى بها يصبر, ولا يضج ولا يتذمر, إنما يتصرف بصدر واسع وقلب منفتح, وبحنو على الآخرين كمرضى *** ** والإنسان القوى هو قوى فى حبه وبذله وعطائه: هذه هى المحبة القوية, التى ليست بالكلام واللسان بل بالعمل والحق. ولعل من أعمقها محبة الأم لرضيعها, ومحبة الجندى لوطنه, ومحبة الراعى لرعيته. وتظهر قوة هذه المحبة بالأكثر فى بذل الذات وتظهر بأجلى صورها فى سيرة الشهداء الذين بذلوا حياتهم فى فرح, وكذلك فى حياة النسّاك وأهل الزهد الذين تركوا كل شئ لكى يتفرغوا لمناجاة الله. كما تظهر أيضاً فى مخاطرات الذين يعملون فى إخماد الحرائق, وفى إنقاذ الغرقى وأمثال تلك الأعمال الإنسانية. وفى هذا المجال, لا ننسى أيضاً الذين يبذلون كل جهدهم فى علاج مرضى السلّ والجزام, وفى العناية بالمعوقين والمكفوفين, وفى العناية بالأيتام, وبالذين ليس لهم أحد يهتم بهم. إنها المحبة القوية التى لا تتضجر من أنين المريض, ولا من شكوى المحتاج, ولا من إلحاح المتضايق, ولا من طلبات المعوزين. بل فى قوة تبذل الوقت والجهد والعاطفة لأجل إراحة الآخرين. وتكون مستعدة – فى قوة حبها وعطائها- أن تبذل أكثر وأكثر... *** ** ومن عناصر القوة: قوة الإيمان وقوة الصلاة أقصد الإيمان القوى بالله الذى لا يضعف ولا ينحرف مهما حاربته الشكوك والظنون. الإيمان بالوجود دائماً فى حضرة الله, فيخجل أن يخطئ أمامه, واثقاً أن الله يرى كل شئ. بل حتى بالفكر والنية يخشى أن يخطئ لأنه يؤمن إيماناً قوياً أنه الله فاحص للقلوب وعارف بما فى الأفكار والنيات. وأيضاً الإيمان القوى بأن الله يتدخل ويحل المشاكل ويرسل الفرح من عنده. وكذلك الإيمان القوى بالأبدية والحياة الأخرى والعمل لها. ومن الأيمان القوى تصدر أيضاً الصلاة القوية التى تثق بأن الله يسمع وأن الله يستجيب. إنها الصلاة التى يمكنها فى قوة أن تفتح أبواب السماء, وأن تصنع المعجزات... *** ** هناك قوة أخرى فى التوبة, وفى الصمود أمام المحاربات الروحية: التوبة القوية التى تكون حداً نهائياً يمنع الخطية, وتكون فاصلاً بين حياة وحياة, بحيث لا يرجع الشخص مرة أخرى إلى الخطأ مهما كانت الإغراءات والضغوط الخارجية. تلك التوبة القوية التى قال عنها القديسون إنها ليست مجرد ترك للخطية, بل هى كراهية للخطية, يمتد بعدها التائب فى العمل الإيجابى البناء, وفى حياة البر التى تنمو معه يوماً بعد يوم. والشخص الروحى القوى هو الذى ينتصر بإستمرار على محاربات الشيطان, مهما كانت تلك المحاربات شديدة وضاغطة.. وهو فى توبته تكون له القوة التى يعترف بها أنه قد أخطأ, مثلما فعل القديس أوغسطينوس الذى كتب إعترافاته ونشرها لكى تقرأها الأجيال. ودلّت تلك الإعترافات على صدق توبته. *** ** والقوة الروحية تتميز بأنها دائمة. مستمرة ومستقرة: بلا ذبذبة أو نكسة ورجوع إلى الوراء. لأنه ما أسهل – عند كثيرين- أن يظهروا أقوياء فى موقف معين, أو فى فترة معينة, ثم تخور قواهم بعد ذلك. وهنا يقف أمامنا سؤال يطرح ذاته: ألا يحدث أن البعض قد يضعف أحياناً؟ فما هى أسباب الضعف؟ وما أنواعه؟ وما علاجه؟ هذا ما أود أن أحدثك عنه فى المقال المقبل, إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:28 PM | رقم المشاركة : ( 276 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
خطايـا الجهـل بقلم قداسة البابا شنوده الثالث جريدة الأهرام قد يُخطئ شخص عن شهوة أو سوء نيَّة، وقد يُخطئ آخر عن جهل. ويدخل في نطاق الجهل: عدم المعرفة، وعدم الفهم، وسوء الفهم. ويقع في هذا الأمر العديد من الناس. وحينما نقول ( عدم المعرفة )، لا نقصد المعنى المُطلَق لهذه الكلمة، إنما معناها بطريقة جزئية، أي عدم معرفة الشيء الذي يخطئ فيه، أو عدم فهمه له، أو سيء فهمه له ... وينطبق هذا الأمر على كثيرين، حتى من الكبار ... وسنحاول في هذا المقال أن ندخل في تفاصيل هذا الموضوع: ??من الأمثلة الواضحة: بعض سكان القرى الذين يعيشون في جهل بأشياء عديدة. يأتي إليهم مَن يقودهم فكرياً في إتجاه مُعيَّن سياسي أو مذهبي أو اجتماعي. فيرددون ما يُقال لهم عن غير وعي أو غير فهم، وقد يتحمَّسون لِمَا سمعوه وينشرونه فيخطئون عن جهل. ويذكرني ذلك بما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي في كتابه ( مصرع كليوباترا ) عن مثل هذا الشعب: وللأسف قد يقع في هذا الأمر أيضاً بعض الكبار من المُتعلِّمين والمثقفين وأصحاب المناصب. ولكنهم على الرغم من ثقافتهم في مجال اختصاصهم، فإنهم على جهل بما قيل لهم، فتأثروا به وأخطأوا وانقادوا كغيرهم!! ??هنا وأذكر حرب الشائعات: يطلق بعضهم شائعة مُعيَّنة، أو ينشرها في إحدى الصحف ووسائل الإعلام، وقد تكون بعيدة عن الحقيقة كل البُعد. ومع ذلك تجد مَن يصدقها ويتأثَّر بها. ورُبَّما يرتكب تبعاً لذلك أخطاء عديدة، تكون أيضاً أخطاء عن جهل... وتدخل في هذا الموضوع دعايات عديدة خاطئة ومغرضة تسير في إتجاه غير الحقيقة. ومَن يتبعها يخطئ عن جهل! ??ولقد صادف السيد المسيح بعضاً من قادة اليهود، مثل الكتبة والفريسيين والصدوقيين، كانوا يقودون الشعب في طريق خاطئ، مع أنهم من رجال الدين! وذلك بتفسيرهم الدين تفسيراً منحرفاً. والذين ساروا وراءهم أخطأوا. وكانوا لا يدرون ماذا يفعلون! ولذلك قال السيد المسيح عن أولئك القادة: إنهم أغلقوا أبواب الملكوت أمام الناس، فما دخلوا هم، ولا جعلوا الداخلين يدخلون! كما قال عنهم أيضاً إنهم قادة عميان، ينطبق عليهم المَثَل القائل: " أعمى يقود أعمى، كلاهما يسقطان في حفرة "! أليس عجيباً أن يصدر الجهل مِمَّن يدّعون أنهم مصادر المعرفة! ومَن يثق بهم ويُصدِّقهم، يخطئ عن جهل... ??من العجيب أيضاً أن الإلحاد يدل على جهل، مع أن ناشريه يوصفون بأنهم فلاسفة! ولكنهم على جهل باللَّه، وجهل بنشأة الخليقة ومصدر الطبيعة، وجهل بالعالم الآخر وبالملائكة والحياة بعد الموت...! ولو كانوا على عِلم أو ذوي معرفة، لعرفوا أن " السموات تُحدِّث بمجد اللَّه، والفَلَك يُخبر بعمل يديه " كما ورد في المزمور. من أجل هذا كله، قال داود النبي أيضاً في المزمور: " قال الجاهل في قلبه: ليس إلهٌ "! فوصفه بأنه جاهل، حتى لو كان من الفلاسفة، ومهما إدَّعى لنفسه من العلم... ??يمكننا أن نقول أيضاً أن عبادة الأصنام كانت لوناً من الجهل بطبيعة اللَّه الكلي المعرفة والقدرة، إذ كيف يمكن أن يعبد الناس وثناً لا يعقل ولا يتكلَّم، وقد صنعوه بأنفسهم من الحجارة أو المعادن؟! ??لذلك، من أجل مقاومة الجهل بالدين، أرسل اللَّه ـ تبارك اسمه ـ الأنبياء، وأقام المُعلِّمين والمرشدين، لكي ينقلوا الناس من ظلمات الجهل إلى النور. كما أمر الوالدين في كل أسرة أن يُعلِّموا أبناءهم، ويثبِّتوهم في معرفة اللَّه والإيمان به. وبهذه المناسبة أقول إن بعض الأمهات، إذا أخطأ طفل واحدة منهن، تقول له إنك بذلك " ربنا يزعل منك ". وتُكرِّر هذا الكلام في كل خطأ، فينشأ الطفل غاضباً من اللَّه الذي باستمرار يتضايق منه! ??ومن أجل التوعية والإرشاد، أوجد اللَّه في أعماق كل إنسان ضميراً يهديه إلى الخير، ويُبِّكته إذا أخطأ. والضمير السليم هو قاضٍ عادل في أحكامه. ولكن قد يحيطه الضباب في بعض الأمور، فلا يُميِّز أين الصواب وأين الخطأ! لهذا أرسل اللَّه الوحي الإلهي في كتبه المقدسة، لإرشاد الناس عن يقين، حتى لا يخطئوا عن جهل. ??إن الجهل له أيضاً تأثيره القوي في الحياة العملية. وسنضرب لذلك بعض الأمثلة: ومن أهمها جهل البعض بمفهوم الحرية. وظنهم أنه من حق الإنسان أن يفعل ما يريد، دون أن توقفه وصايا اللَّه، ولا قواعد النظام العام، ولا العرف السائد!! وهكذا فإنَّ الـ Liberals( أي المتحررين ) في بعض بلاد الغرب يسمحون بزواج المثل Home ***uality باعتبار أن ذلك يدخل في الحرية الشخصية! كما يسمحون أيضاً بحرية المرأة في إجهاض جنينها دون أي قيد أو شرط. كما يسمحون أيضاً ـ في نطاق الحرية ـ بأخلاقيات أخرى منحرفة! وكل ذلك يدل على جهل بمفهوم الحرية ونطاقها. ??كذلك قد يُخطئ الإنسان عن جهل بمفهوم العظمة، حينما يظن أن العظمة في التعالي والتباهي، وفي أن يأمر وينهي، ويرغم الغير على الخضوع له، وأنَّ العظمة أيضاً هى في المال والمناصب! بينما كل هذه مُجرَّد مظاهر خارجية. أمَّا العظمة الحقيقية فهي الشخصية المتكاملة، المتجملة بالعقل والحكمة وسائر الفضائل... ??أيضاً ما أكثر ما يخطئ الإنسان عن جهل بمفهوم السعادة. فالبعض يظنون أن السعادة في اللهو ومتعة الجسد، وفي الجاه والغنى. فينهمكون في اللذة الزائفة. وفيما يظنون أنهم يسعدون أنفسهم، فعلى العكس يهلكونها عن جهل. ??وهناك أيضاً مَن يخسرون حياتهم الزوجية، لجهلهم بحقوق كل زوج تجاه الآخر، وبطبيعة الحياة الأسرية وطريقة حل مشاكلها. ??وأخيراً، يوجد مَن يُضيِّع نفسه، لجهله بحقيقة نفسه وما يلزمها ههنا وفي الأبدية. لذلك صدق ذلك الحكيم الذي قال: " اعرف نفسك ". |
||||
13 - 06 - 2012, 10:28 PM | رقم المشاركة : ( 277 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
ثلاثة تفاصيل لفضيلة الأمانة لست أقصد فقط مجرد الأمانة في المال والأمور المادية، أي أن الانسان لا يكون سارقا أو ناهبا لغيره.. إنما أقصد الأمانة بوجه عام في كل حياة الإنسان الروحية، في تفاصيل ثلاثة: أمانة في علاقته مع الله، ومع الناس، ومع نفسه.. كثيرون بدأوا الحياة معا.. ولكن بعضهم وصل، والبعض لم يصلوا، والبعض تأخر، فما السبب في كل ذلك؟ السبب هو مقدار أمانة كل منهم. فالذين وصلوا هم الذين كانوا في غاية الأمانة في أداء دورهم في الحياة والقيام بواجباتهم ومسئولياتهم علي أكمل وجه.. - والامانة تشمل الأمور العالمية، كما تشمل الأمور الروحية. فكما يهتم الانسان بروحياته، ينبغي أن يكون أمينا في كل عمل يعمله. فالتلميذ ينبغي أن يكون أمينا في دراسته، في مذاكرته ومراجعته ونجاحه وتفوقه. وكذلك العامل في إتقانه لعمله وحفظه لمواعيده. وبالمثل الموظف وكل من هو في مسئولية. فيوسف الصديق كان انسانا روحيا وأمينا في عمله، سواء في خدمته لنوطيفار حتي ازدهر عمل الرجل. كما كان خادما في عمله كوزير تموين لمصر، حتي أنقذها وأنقذ البلاد المحيطة لها من المجاعة. وتوجد في الحياة العملية أمور لاختبار الأمانة مثال ذلك: هل من الامانة ان يحصل شخص علي شهادة مرضية زائفة، يقدمها للحصول علي عطلة من العمل بدون وجه حق؟ وهو في ذلك لا يكتفي بأن يكون غير أمين، انما يوقع الطبيب معه ويجره إلي الخطأ معه! كذلك من يأخذ بدل سفر بدون وجه حق، أو يطالب بمكافأة علي عمل زائدovertime، بينما يمكن القيام بنفس العمل في الوقت العادي بدون زيادة! والامثلة كثيرة من جهة عدم الأمانة في الحياة العملية، منها من ينقل الأخبار بطريقة غير أمينة، أو من لا يكون أمينا علي سر اؤتمن عليه. كذلك من لا يؤدي أية مهمة كلف بها بالأمانة المطلوبة الأمانة تجاه الله: فقلبك الذي هو ملك لله، لا تفتحه لأعدائه، وهكذا فإن الانسان الأمين نحو الله وحفظ وصاياه، لا يتساهل مع أية خطية، ولا يتراخي مع الفكر الخاطيء، بل بكل أمانة يطرده بسرعة ولا يقبل أن يفصله أي فكر أو أية مشاعر عن محبة الله وعن طاعة وحفظ وصاياه. وهو يحفظ تلك الوصايا ولا يحيد عنها أمينا في تنفيذها لا يلتمس في ذلك ولا تبريرا وينتصر علي كل العوائق. هو أمين أيضا في صلواته وكل نواحي عبادته، وأمين في عقيدته وفي إيمانه وفي تقديم صورة مشرقة عن الانسان المؤمن. وهو أمين في خدمة بيت الله وفي دعوة الناس اليه. ويفعل ذلك بكل جدية، يبدأ يومه بالله وينهيه بذكر اسمه. ويحيا باستمرار في حياة الشكر، يشكر الله علي نعمته وستره ورضاه. ولا يتذمر مطلقا علي مشيئة الله.. وهو باستمرار حريص علي انه لا ينطق باسم الله إلا بخشوع يليق بعزة الله وجلاله ومجده. والامين في علاقته بالله يكون أمينا في نذوره وعهوده يعرف أنه من الخير له ألا ينذر من أن ينذر ولا يفي. كما يكون أمينا أيضا في واجباته المالية من نحو الله أمانة الإنسان نحو نفسه: يضع أمامه مصيره الابدي. فيهتم بروحه ونقاوة قلبه. ويكون أمينا كل الأمانة في مقاومة الخطية، وفي السلوك في حياة الفضيلة والبر. ويعطي روحه غذاءها اليومي من الصلوات والتراتيل وقراءة كتاب الله والتأمل فيه. ولا يقتصر علي مجرد الاهتمام بالجسد واحتياجاته بل يجعل روحياته في المرتبة الاولي من اهتماماته بحيث ينمو كل حين في حياة البر، حتي يصل الي الكمال النسبي الممكن له كإنسان.. كذلك يكون أمينا في تثقيف نفسه بكل مصادر المعرفة والحكمة حتي ينمو في عقله وفكره وذكائه. وان كان طالب علم، يكون أمينا في دراسته لكي يصل- ليس فقط الي النجاح ـ انما الي التفوق أيضا والامتياز. والانسان الامين لا يعتذر مطلقا بقلة امكانياته، انما يحاول أن ينمي امكانياته وقدراته بجميع الطرق. وهو لا يعتذر بالعوائق والموانع، بل يبذل كل جهده للانتصار عليها. وفي كل يقوي ارادته فلا تخور ولا تضعف. والانسان الامين لايتساهل مع نفسه في أي شيء. بل يضبط نفسه تماما. وذلك لانه ان تساهل من جهة أخطاء الحواس، تحاربه الافكار. وان تساهل مع الافكار، تحاربه الشهوات. وان تساهل مع الشهوات، يسقط في العمل الخاطيء، انه في امانته يكون كالجبل الراسخ تصدمه العواصف والانواء فلا تنال منه شيئا. والانسان الامين نحو نفسه، يكون أمينا أيضا من جهة وقته. فيستغل كل دقيقة من حياته لفائدته وفائدة الآخرين. وهو بدرك تماما أن الوقت جزء من حياته لا يجوز له أن يبدده.. ويحرص علي أن يكون وقته في صالحه وليس ضده، بحيث لا يندم علي وقت قضاه في عمل ما. الانسان الامين علي نفسه، يعرف ان له نفسا واحدة ان خسرها خسر كل شيء وليس ما يعوضها.. وهكذا يذكر باستمرار انه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه لذلك فهو يهتم بحاضر نفسه ومستقبلها ويحرص علي خلاص نفسه أمانته نحو الاخرين: والانسان الامين يحتفظ بأسرار الناس لا يفشي شيئا منها ولو لاقرب المقربين اليه. ولا يفضح ضعفات أحد بل يكون سترا له وغطاء. وان وجد أحدا محتاجا الي معونة لا يقصر في إعانته، ويفعل ذلك في سرية بحيث لا يخجله أمام غيره.. ويكون معينا لمن ليس له معين، ونورا للسائرين في الظلمة. وأمانته نحو الآخرين تلزمه أن يشاركهم في احزانهم وفي أفراحهم، وتقتضيه الامانة ان يزور المريض منهم، وأن يعزي من يحتاج الي تعزية وان يقدم النصيحة المخلصة لمن يلزمه النصح، وأن يشترك في حل مشاكل من هو في ضيقة، مادام هذا الامر في قدرته. ويكون قلبا محبا للكل، ويحترم الصغير منهم والكبير، ولا يحتقر الساقط بل يساعده علي القيام. *** علي أن هناك من يسأل بعد كل هذا: ولكن ماذا استطيع أن أفعل. ان كان لا يمكنني الوصول الي هذا المستوي؟ وان كنت- علي الرغم من ضعفي ـ أريد أن أكون أمينا الامانة كلها، فكيف أبدأ؟! |
||||
13 - 06 - 2012, 10:29 PM | رقم المشاركة : ( 278 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
اكشف لي ذاتك لست انا يا رب الذي اذهب اليك,لاني لا اعرف طريقة الوصول جيدا,عقلي قاصر,وروحي حبيسة,وانا ايضا مربوط الي الجسد.وهناك اشياء كثيرة تعطلني:منها شهواتي ورغباتي.....وايضا يارب لاني احيانا اريد ان اتقرب اليك!! ثم اني يارب, مشغول عنك!لدي اهتمامات كثيرة تعطلني.وانا من فرط شقاوتي وجهلي لا انزع عني الاهتمامات الباطلة وانما ازيد عليها في كل يوم شيئا جديدا...فتعال انت يارب الى.اكشف لي ذاتك وافتقدني-كابن او كعبد-انت يا من كلك محبة ,بل انت المحبة كلها. لست انا يا رب الذي ابني لك بيتا في قلبي لتسكن فية,لانة(ان لم يبن الرب البيت,فباطلا تعب البناؤون)...من انا حتي ابني لك هيكلا مقدسا يحل فيه روحك عندي؟انت يا رب تبني اورشليم.فتعال ولا تنتظرني,اذ قد يطول انتظارك ولا اجئ... ليس بجهدي يا رب, لكن بمعونتك,ليس بقوتي,لكن بنعمتك.انا من ذاتي لا استطيع ان اعرف لكن انت تستطيع بمحبتك ان تكشف لي ذاتك. وانت لا تكشف لي ذاتك, ان لم احبك.ولكن كيف احبك ان لم تكشف لي ذاتك.اكشف ذاتك لي حتي ينمو حبي لك.لاني كلما اري فيك شيئا جديدا,يزداد حبي لك بالاكثر ,وتتوطد علاقتي بك.اذ كيف يمكن ان يحب انسان بمحبة حقيقية كائنا ان لم يعرفة ولم يره ومعلوماتة عنة غامضة؟! فاكشف لى ذاتك اذن,لان هذا هو المصدر الوحيد الذي اعرفك بة معرفه حقيقيه :ليس عن طريق الناس او الكتب . ولكن ان كشفت لي ذاتك يا رب ,فكيف استطيع ان اري وجهك بينما بدون القداسة لا يعاين احد الرب؟! والقداسة امر ليس في امكاني وايضا انا ضعيف:امام العالم والجسد والشيطان ,وامام الرغبات والشهوات والافكار. الهي كثيرا ما اسقط ,وكثيرا ما ازل. والقداسة حلم اشتهية ولكن اين اى بة! فهل معني هذا انني سوف لا اراك ؟....اعطني يا رب نقاوة القلب التي بها اري وجهك.انضح علي بزوفاك فاطهر.اغسلني......فابيض اكثر من الثلج. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:29 PM | رقم المشاركة : ( 279 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
سنوات مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنوده الثالث هل نقض المسيح شريعة موسى؟ في أكثر من مرة في العظة على الجبل، قال السيد المسيح "سمعتم أنه قيل للقدماء ... وأما أنا فأقول لكم ... (مت5). فهل معنى هذا أنه نقض شريعة موسى، وقدم شريعة جديدة؟ كما يظهر من قوله مثلاً: سمعتم أنه قيل عين بعين، وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم: من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر أيضاً ..." (مت5: 38، 39). والأمثلة كثيرة .. يقول قداسة البابا شنودة الثالث، :: السيد المسيح لم ينقض شريعة موسى. ويكفي في ذلك قوله: "لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 5: 17، 18). إذن لا نقول فقط، إن شريعة العهد القديم لم تُلغَ ولم تُنقض. بل أن حرفاً واحدا منها لا يمكن أن يزول. إذن ما معنى: قيل لكم عين بعين، وسن بسن؟ إن هذا كان شريعة للقضاء وليس لتعامل الأفراد. بهذا يحكم القاضي حين يفصل في الخصومات بين الناس. ولكن ليس للناس أن يتعاملوا هكذا بعضهم مع البعض الآخر. ولكن إن فهم الناس خطأ أنه هكذا ينبغي أن يتعاملوا!! فإن السيد المسيح يصحح مفهومهم الخاطئ بقوله: من ضربك على خدك، حول له الآخر أيضاً. وهكذا تابع الحديث معهم قائلا: سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتُبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم" (مت5: 43، 44). هنا لم ينقض السيد المسيح الشريعة القديمة، وإنما صحح مفهومهم عن معنى القريب إذ كانوا يظنون أن قريبهم هو اليهودي حسب الجنس. أما السيد المسيح فبين لهم أن قريبهم هو الإنسان عموماً، ابن آدم وحواء. فكل إنسان يجب أن يقابلوا إساءته بالإحسان. فالمفهوم الحقيقي للشريعة هو هذا. بل أن هذا يتفق مع الضمير البشري، حتى من قبل شريعة موسى ... وهذا ما سار عليه الآباء والأنبياء قبل شريعة موسى وبعدها. مثال ذلك يوسف الصديق الذي تآمر عليه أخوته وأرادوا أن يقتلوه، ثم طرحوه في بئر. وأخيراً بيع كعبد للإسماعيلييين، فباعوه إلى فوطيفار (تك37). يوسف هذا أحسن إلى أخوته، وأسكنهم في أرض جاسان، وعالهم هم وأولادهم. ولم ينتقم منهم، ولم يعاملهم عيناً بعينٍ ولا سناً بسنٍ. بل قال لهم: "لا تخافوا. انتم قصدتم لي شراً. أما الله فقصد به خيراً ... فالآن لا تخافوا. أنا أعولكم وأولادكم ... وطيَّب قلوبهم" (تك50: 19 ـ 21). أتُرى كان يوسف في مستوى أعلى من الشريعة؟! حاشا. ولكن اليهود ما كانوا يفهمون الشريعة. فصحح المسيح مفهومهم. أما يوسف فقد وصل إلى محبة العدو، والإحسان إلى المبغضين والمسيئين من قبل أن ينادي المسيح بهذه الوصية. مثال آخر هو موسى النبي لما تزوج المرأة الكوشية تقولت عليه مريم مع هارون. فلما وبخها الرب على ذلك، وضرب مريم بالبرص، حينئذٍ تشفع فيها موسى، وصرخ إلى الرب قائلاً: اللهم اشفها" (عد12: 13). لم يقل في قلبه إنها تستحق العقوبة لإساءتها إليه، بل صلى من أجلها (عد12: 13). وهكذا نرى أن موسى النبي الذي نقل إلى الشعب وصية الرب "عين بعين وسن بسن"، لم ينفذها في معاملاته الخاصة. بل نفذ الوصية التي تقول: "صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم"، قبل أن يقولها المسيح بأربعة عشر قرناً ... إنه المفهوم الحقيقي لمشيئة الله. نفس الوضع كان في تعامل داود النبي مع شاول الملك الذي أساء إليه، وحاول قتله أكثر من مرة. ولكن لما وقع شاول في يده، لم يعامله داود بالمثل. ولم يسمع لنصيحة عبيده بقتله. بل قال: "حاشا لي أن أمد يدي إلى مسيح الرب". ووبخ رجاله ولم يدعهم يقومون على شاول (1ص24: 6، 7). بل أن داود بكى على شاول فيما بعد لما مات. ورثاه بنشيد مؤثر، وأحسن إلى كل أهل بيته (2صم1) (2صم9: 1). إذن شريعة الله هي هي، لم تُنقض ولم تُلغَ. والله ليس عنده تعيير ولا ظل دوران (يع1: 17). إنما السيد المسيح صحح مفهوم الناس لشريعة موسى، ووصل بهم إلى مستوى الكمال، الذي يناسب عمل الروح القدس فيهم. قال سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزنِ. أما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه" (مت5: 27، 28). إنه لم ينقض الشريعة. فوصية "لا تزنِ" لا تزال باقية كما هي. وكل إنسان مطالب بحياة العفة والطهارة. ولكن السيد المسيح وسَّع فهمهم للوصية. فليس الزنا فقط هو إكمال الفعل بالجسد، بل هناك نجاسة القلب أيضاً. وشهوة الزنا تبدأ في القلب، وتظهر في حاسة النظر. وهكذا نهى السيد عن النظرة الشهوانية، واعتبرها زنا في القلب. وأمر بضبط حاسة البصر فلا تخطئ؟ ولعل هذا يذكرنا بما قاله أيوب الصديق (في العهد القديم): "عهداً قطعت لعَينَيَّ، فكيف أتطلع في عذراء" (أي31: 1). بنفس السمو في الفهم، قال سيدنا يسوع المسيح أيضاً: سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل. ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه باطلاً، يكون مستوجب الحكم ..." (مت5: 21، 22). وصية "لا تقتل" لا تزال قائمة كما هي، لم تُلغَ. ولكن السيد المسيح حرََم الخطوة الأولى المؤدية إليها، وهي الغضب الباطل ... فكل جريمة تبدأ بالغضب، كما أن كل خطية زنا، تبدأ بشهوة في القلب. والسيد المسيح في عظته على الجبل، منع الخطوة الأولى المؤدية إلى الخطية وحرًّم أسبابها .. لم ينقض الناموس بل أكمل الفهم ... الشريعة الأدبية إذن لم تُنْقَض، بل بقيت كما هي. وأكمل الرب فهم الناس لها. فوسَّع مفهومها، وسما بمعانيها. ومنع أسباب الخطية، والخطوة الأول المؤدية إليها. بقيت نقطة هامة تختص بالرمز، وما يرمز إليه. ومن أمثلة ذلك الذبائح الحيوانية، وكانت ترمز إلى السيد المسيح. خذوا الفصح مثالاً: وكيف كان المحتمي وراء الأبواب المرشوشة بالدم، ينجو من سيف المهلك، حسب قول الرب "ويكون لكم الدم علامة على البيوت. فأرى الدم وأعبر عنكم. فلا يكون عليكم ضربة للهلاك" (خر12: 13). وكان الفصح رمزاً للسيد المسيح، فيقول القديس بولس الرسول "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا" (اكو5: 7). صار المسيح هو الفصح، وهو أيضاً ذبيحة المحرقة وذبيحة الخطية وذبيحة الإثم وذبيحة السلامة. لم تُلغَ تلك الذبائح، إنما كمُلت في المسيح. وكذلك الأعياد ورموزها، وباقي قواعد النجاسات والتطهير. دم الذبائح كان رمزاً لدم السيد المسيح. ولا يزال المذبح موجوداً في العهد الجديد، ولكن ليس لذبائح حيوانية، وإنما لذبيحة المسيح ودمه الذي يُطَهِّر من كل خطية، (1يو: 7). والكهنوت الهاروني في العهد القديم، كان يرمز إلى كهنوت ملكي صادق كما قيل في المزمور "أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق" (مز110: 4). وهكذا لم يُلغَ الكهنوت، ولكنه "قد تغير" (عب7: 12) بقيت الشريعة. ولكن لما أتي المرموز إليه حل محل الرمز. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:30 PM | رقم المشاركة : ( 280 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
حول الديانة اليهودية يقول البعض إن اليهودية ديانة مادية عالمية. فما رأيكم في هذا التعبير؟ وهل المسيحية صححت مادية اليهودية؟ يقول قداسة البابا شنودة الثالث، :: ما دامت اليهودية ديانة سماوية، فلا يمكن أن نصفها بأنها مادية. ومادامت عقائد اليهودية موحى بها من الله في كتاب مقدس هو التوراة، فلا يمكن أن نصف وصايا الله بأنها مادية، وإلا كان ذلك اتهاماً موجهاً لله ذاته تبارك اسمه. وكذلك في هذا الأمر اتهام إلى موسى النبي العظيم أول من قدم للبشرية شريعة إلهية مكتوبة. فهل كان يقود الناس إلى المادية؟! إن السمو الموجود في تعاليم اليهودية، يمكن أن يكون مجالاً لتأليف كتب كثيرة، ونستطيع أن نقدم أجزاء منه فيما بعد. كذلك لا ننسى أن كثيراً مما ورد في أسفار العهد القديم لا يمكن فهمه إلا بمعرفة رموزه. إن بعض الذين ينتقدون تعاليم اليهودية، لم يفهموها بعد. وصف اليهود بالمادية شيء، ووصف الديانة اليهودية بالمادية شيء آخر له خطورته. فاليهود بشر، يمكن أن يخطئوا وأن ينحرفوا، كأي بشر. أما الديانة فهي من الله. ما يمسها يمس الله واضعها، ويمس الرسول العظيم موسى الذي جاء بها من عند الله. ويمس أيضاً التوراة، التي احتوت اليهودية، والتي أوحى بها الله هدىً ونوراً للناس ... فكيف يُعقل أن يُرسل الله نبياً بديانة تقود الناس إلى المادية؟! إن وصية العشور في اليهودية هي ضد المادية تماماً ... فاليهودية تأمر بدفع كل عشور الممتلكات للرب، كل العشر "من حبوب الأرض وأثمار الشجر" وكل "عشر البقر والغنم" (لا27: 30، 32). "تعشيراً تُعشر كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة" (تث14: 22). وكان يعشر أيضاً الحنطة (تث12: 17). بالإضافة إلى العشور، تأمر اليهودية بدفع البكور. والمقصود بها أول نتاج، سواء نتاج الناس، أو الأرض، أو الأشجار، أو الغنم والبهائم. فيقول الرب "قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم .. من الناس ومن البهائم إنه لي " (خر13: 2). أول ما يولد من نتاج المواشي ولأغنام كان للرب، وكان كل بكر ذكر من الناس يُقدم لخدمة الرب، إلى أن استُبدل هؤلاء الأبكار بسبط اللاويين. كذلك تقول الشريعة اليهودية "أول أبكار أرضك تحضره إلى بيت الرب إلهك" (خر23: 19). حُزمة أول حصيد يحصده يقدمها للرب (لا23: 10). كذلك أول الحنطة، والزيت، وأول جَزَاز غنمه من الصوف هي للرب (تث18: 4). وأول عجينه (عد15: 20). ويوم الباكورة هذا يقيم حفلاً مقدساً. أما الأشجار، فكان ثمر أول سنة تطرح (السنة الرابعة) كله للرب (لا19: 24). صاحبها يأكل من ثمر السنة التالية. هل هذا العطاء العجيب هو من سمات ديانة مادية؟! يُضاف إلى هذا، إلى العشور والبكور، ما يقدمه الإنسان من نذور، ومن نوافل ... (تث12: 17). ومن اللمسات الإنسانية الجميلة في الشريعة اليهودية، قول الرب "وعندما تحصدون حصيد أرضكم، لا تُكَمِّل زوايا حقلك في حَصَادِكَ، وَلُقَاط حَصِيدِك لا تلتقط. للمسكين والغريب تتركه" (لا 23: 22). لذلك كان الفقراء يلتقطون رزقاً من وراء الحصَّادين. ومن النقط الإنسانية أيضاً، ضد المادية، عتق العبيد. في زمن موسى وما سبقه، كان هناك رق. ولكن الشريعة اليهودية كانت تأمر بأن العبد المُشتَرى بمال، الذي يخدمك ست سنوات، تطلقه حراً في السنة السابعة (تث15: 12). وضد المادية أيضاً في اليهودية، تقديم الذبائح والمحرقات. وكلها كانت لإرضاء قلب الله، ولنوال المغفرة، والشعور بفداحة الخطية ... وقد شُرحت بالتفصيل في سفر اللاويين. وبعض الذبائح كالمحرقات، وذبائح الخطية، وذبائح الإثم، ما كان مقدمها يتناول منها شيئاً على الإطلاق. ولا يمكن أن يحمل هذا تفكيراً مادياً، بل هو تفكير روحي، في الحزن على الخطية، وتقديم توبة عنها، والتضحية بشيء مادي، له رموز روحية .. وضد المادية أيضاً، المناسبات الكثيرة، الأسبوعية والسنوية، التي كانت عطلات لا عمل فيها، أياماً مقدسة للرب : فشملت الوصايا العشر، تقديس السبت "لا تعمل فيه عملاً ما، أنت وابنك وابنتك، وعبدك وأمتك، وثورك وحمارك وكل بهائمك. ونزيلك الذي في أبوابك، لكي يستريح عبدك وأمتك، مثلك، واذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر" (تث5: 14). يُضاف إلى هذا أيام أعياد واحتفالات مقدسة أزيد من عشرين يوماً، عملاً من الأعمال لا يعملون فيها، سوى العمل الروحي، كما شرحنا في سفر اللاويين إصحاح 23. ولو كانت اليهودية مادية، ما كانت تجعل 73 يوماً، أياماً مقدسة، بلا عمل، أي خُمس السنة تماماً. إلى جوار نظام الصلوات التسابيح والقراءات المقدسة: فهناك سبع صلوات كل يوم (مز118) غير صلوات الليل، بل أن الاقتراب إلى بيت الله، كان أيضاً بالصلوات والمزامير، ما يسمى مزامير المصاعد. وكانت التوراة موزعة على قراءات منتظمة في المجامع، بحيث يسمعها الشعب كله. أما روحانية اليهودية في تعاليمها، فهذا موضوع طويل. |
||||
|