منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه


 رسائل الفرح المسيحى اليومية على قناة الواتساب | إضغط هنا 
Love_Letter_Send.gif

العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 06 - 2012, 10:12 PM   رقم المشاركة : ( 261 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية



القيامة مجرد مقدمة للحياة في السماء


27/04/2008 - 11:23:24 cest





بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث
أهنئكم يا إخوتي وأبنائي بعيد القيامة المجيد‏,‏ راجيا فيه لكم ولبلادنا العزيزة كل خير وبركة‏,‏ وراجيا للعالم كله سلاما ورفاهية‏,‏ وبعد‏:‏
نحن نحتفل بالقيامة‏..‏ فما هي القيامة ؟ إنها من عنصرين‏:‏ العنصر الأول هو أن يقوم الجسد‏,‏ أي يبعث حيا لأنه كان ميتا‏,‏ وبالقيامة منحه الله حياة أخري‏,‏ أما الروح فإنها حية بطبيعتها‏,‏ لم تمت حتي تبعث‏.‏ إذن العنصر الثاني للقيامة‏,‏ هو أن تأتي الروح من مستقرها لكي تتحد بالجسد‏,‏ ويعود الإنسان كاملا‏:‏ جسدا وروحا‏.‏ بعد القيامة تكون الدينونة‏,‏ أي الحساب‏,‏ فيقف الإنسان أمام منبر الله العادل ليعطي حسابا عن كل ما فعله أثناء حياته الأرضية‏,‏ خيرا كان أم شرا‏.‏ وبعد ذلك يكون الجزاء‏,‏ أما المصير‏,‏ فيذهب الأبرار إلي النعيم الأبدي‏,‏ والأشرار يلاقون العقاب‏.‏

والنعيم الأبدي يكون في السماء‏,‏ في عشرة الله والملائكة والقديسين‏,‏ وعن هذه الحياة في السماء سنتكلم اليوم‏:‏
هنا ونسأل‏:‏ ما هي السماء؟ السماء هي ما يسمو‏,‏ أي ما يعلو ويرتفع‏,‏ وتوجد سماوات يعلو بعضها علي بعض طباقا‏,‏ أي يوجد طبقات من السموات‏:‏ السماء الأولي هي سماء الطيور‏,‏ التي تسبح فيها الطيور وأيضا الطائرات علي ارتفاعات متنوعة‏,‏ فوق هذا توجد سماء أعلي هي الفلك حيث توجد الشمس والنجوم والكواكب والمجرات‏,‏ وكل الأجرام السمائية‏,‏ والإنسان قد وصل إلي طبقة بسيطة هي القمر‏..‏
ولكنه لن يستطيع الوصول إلي الشمس فطائرته تحترق من وهج الحرارة قبل أن تصل إليها‏,‏ فوق هذه الطبقة توجد سماء ثالثة‏,‏ وهي التي تسكن فيها أرواح الأبرار قبل القيامة العامة‏,‏ ونقول في بعض تعبيراتنا إن الروح صعدت إلي جوار الله‏.‏ فوق كل هذه السموات توجد سماء أعلي‏,‏ نسميها سماء السموات‏,‏ حيث يوجد عرش الله‏,‏ تحيط به الملائكة ورؤساء الملائكة‏,‏ وكل الطغمات السمائية بكل أنواعها ودرجاتها‏...‏ علي أن الله تبارك اسمه غير محدود في كل شيء‏,‏ فليس لله مكان محدود هو العرش‏,‏ إنما عرشه هو مجده غير المحدود‏,‏ فحيث يوجد تمجيده ومحبته‏,‏ إنما يشبه هذا عرشا يجلس عليه الله‏.‏

وبهذه المناسبة أقول إن السماء لها معناها الحرفي الذي ذكرناه‏,‏ ولها معني آخر رمزي‏,‏ قلت فيه مرة في مناجاة الله‏:‏
قد نسيت الكل في حبك يا
متعة القلب فلا تنس فتاك‏.‏
في سماء أنت حقا إنما
كل قلب عاش في الحب سماك
عرشك المحبوب قلب قد خلا
من هوي الكل فلا يهوي سواك
نعود إلي السماء التي يستقر فيها الأبرار بعد القيامة فنقول‏:‏ لا يوجد في السماء شيء ثقيل‏,‏ كالجسد المادي‏,‏ فكل ما فيها خفيف‏.‏ إن الملائكة يتحركون فيها ويصعدون ويهبطون في خفة عجيبة‏.‏
بل إن الملاك حينما يرسله الله إلي العالم الأرضي لكي يبلغ رسالته‏,‏ أو لينقذ إنسانا‏,‏ فإنه يهبط من السماء إلي الأرض في لمح البصر‏,‏ إذ إنه خفيف جدا في تحركاته وتنقلاته‏.‏ فإن كنا في السماء مع الملائكة‏,‏ هل سنكون وضعا شاذا بينهم؟‏!‏ أم نكون كما قال السيد المسيح عن القائمين من الموت يكونون كملائكة الله في السماء‏(‏ مت‏22:30).‏
فهل سنكون في السماء مجرد أرواح بلا أجساد؟ كلا‏,‏ فسوف تكون لنا الأجساد التي قامت من الموت‏..‏ ولكنها ستكون أجسادا روحانية ليس لها ثقل المادة لأن الجسد المادي معرض لأن يتعب‏,‏ وأن يمرض‏,‏ أو يضعف أو ينحل‏,‏ وكلها أمور لا تناسب سكان السماء‏.‏
والجسد المادي يحتاج أن يأكل طعاما ماديا‏,‏ والطعام المادي له تفاعلاته داخل الجسم ونتائجه‏!‏ كما أن الجسد المادي يمكن أن يقع في شهوة جسد آخر‏,‏ ومثل هذه الشهوات الجسدية لا تليق أن تكون إلي جوار الله وملائكته‏,‏ فلابد أن نرتفع علي مستواها‏.‏
إن الشهوات التي في السماء‏,‏ كلها شهوات روحية‏:‏ مثل شهوة الوجود مع الله ومع ملائكة وقديسيه‏,‏ أو شهوة التسبيح‏...‏ ومن غير المعقول‏,‏ أن تكون لنا شهوة أخري غير الله‏,‏ كالشهوات المادية أو الجسدية‏!!‏ وكما يقول المثل في حضرة الشمس من ذا يبصر الشهب‏.‏
بالطبع إذن من اللائق والمناسب أنه في السماء تنتهي شهوة المادة‏,‏ وشهوة الجسد‏,‏ وكل الشهوات الأرضية‏,‏ لأننا لو بقينا ملتصقين بهذه الشهوات‏,‏ فماذا يكون إذن الفرق ما بين الحياة في السماء والحياة علي الأرض؟‏!‏ وماذا تكون الفائدة التي نحصل عليها من الوجود في السماء في مكافأة الأبرار؟‏!‏ وإن كان الأثرياء الاتقياء علي الأرض يتمتعون بكل الشهوات الأرضية الحلال‏,‏ فماذا يأخذون في السماء‏,‏ إن كانوا ينتظرون بلاشك شيئا أفضل؟‏!‏ وبخاصة لو كانوا قد سئموا تلك المشهيات الأرضية‏,‏ ويشتاقون إلي نوعية أخري أفضل وأسمي وأرقي مما تعودوه في حياتهم الأرضية‏!‏
لذلك وعدنا الله بما لم تره عين‏,‏ وما لم تسمع به إذن‏,‏ وما لم يخطر علي بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه‏(‏ أكو‏2:9).‏ ويقول الكتاب المقدس إن الأشياء التي تري وقتية‏,‏ أما التي لا تري فأبدية‏(2‏ كو‏4:18)‏ لذلك نحن ننتظر من الحياة في السماء كل أنواع المتع التي لا تري‏,‏ أي التي فوق حواسنا الأرضية‏.‏ نقطة أخري‏,‏ وهي أننا حاليا علي الأرض منشغلون بأشياء كثيرة‏,‏ خاصة بالعمل أو بالأنشطة أو بواجباتنا من نحو الأسرة أو المجتمع أو الدولة‏,‏ بحيث لا يوجد لنا وقت كاف نقضيه مع الله تبارك اسمه‏,‏ وما نقدمه له من وقت‏,‏ هو ضئيل بلاشك‏!‏
فهل في الأبدية‏,‏ في السماء‏,‏ سننشغل أيضا عن الله بأمور أخري؟‏!‏ كلا فليست هذه هي طبيعة الحياة في السماء‏,‏ وإن انشغلنا عن الله هناك‏,‏ نكون غير مستحقين للسماء‏,‏ ولا نكون حينذاك كملائكة الله في السماء‏.‏ فمن غير المعقول أن نكون في السماء في غربة عن الله‏!‏ كما هي الحياة علي الأرض‏!‏ إن الحياة في السماء هي الحياة في الحب الإلهي ـ وما عدا ذل فهو لا شيء‏...‏ والحب الإلهي هو موضوع طويل علينا أن نستعد له من الآن وندرب أنفسنا عليه‏,‏ حتي لا تكون الحياة في السماء غريبة علينا‏,‏ أو نكون نحن غرباء عنها‏..!!‏
أخيرا‏,‏ نرجو ببركة هذا العيد أن يحفظ الرب بلادنا ورئيسها الذي يبذل كل جهده لأجلنا‏,‏ ولأجل المنطقة كلها‏,‏ ونرجو من الرب سلاما وبنيانا لكل إخوتنا في لبنان‏,‏ وفي فلسطين والعراق‏,‏ وكل الشرق العربي‏...‏ وسلاما لبلاد العالم أجمع‏...
نقلا عن جريدة الأهرم

  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:12 PM   رقم المشاركة : ( 262 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية




أسبوع الآلام

البابا شنودة الثالث
أسبوع الآلام هو أقدس أيام السنة, وأكثرها روحانية….

هو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة فى أخطر مرحلة من مراحل الخلاص, وأهم فصل فى قصة الفداء

وقد أختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث, كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما أختارت له مجموعة من الألحان العميقة, ومن التأملات والتفاسير الروحية.

ويسمونه أسبوع الآلام, أو أسبوع البصخة المقدس, أو الأسبوع المقدس.

ففى اللغة الإنجليزية يقولون عنه The Holy Week (الأسبوع المقدس), وكل يوم فيه هو أقدس يوم بالنسبة إلى أسمه فى السنة كلها. فيوم الخميس مثلاً يسمونه The Holy Thursday أى الخميس المقدس. ويوم الجمعة يسمونه The Holy Friday أى الجمعة المقدسة, وهكذا…


كان هذا الأسبوع مكرساً كله للعبادة, يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم, ويجتمعون فى الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل.

كانوا يأخذون عطلة من أعمالهم, ليتفرغوا للرب ولتلك الذكريات المقدسة. ولا يعملون عملاً على الإطلاق سوى المواظبة على الكنيسة والسهر فيها للصلاة, والأستماع إلى الألحان العميقة والقراءات المقدسة….

ما أكثر الناس الذين يأخذون عطلة فى الأعياد والأفراح, وفى قضاء مشاغلهم. ولكن ما أجمل أن نأخذ عطلة لنقضيها مع الله فى الكنيسة.

الملوك والأباطرة المسيحيون كانوا يمنحون عطلة فى هذا الأسبوع.

كانوا يمنحون جميع الموظفين فى الدولة عطلة ليتفرغوا للعبادة فى الكنيسة خلال أسبوع الآلام. وقيل إن الأمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير كان يطلق الأسرى والمساجين فى هذا الأسبوع المقدس ليشتركوا مع باقى المؤمنين فى العبادة, لأجل روحياتهم وتكوين علاقة لهم مع الله. ولعل ذلك يكون تهذيباً لهم وإصلاحاً.

وكان السادة أيضاً يمنحون عبيدهم عطلة للعبادة. فإن كان الوحى الإلهى قد قال عن اليوم المقدس "عملاً من الأعمال لا تعمل فيه", فإنه قال أيضاً "لاتصنع عملاً ما, أنت وإبنك وإبنتك, وعبدك وأمتك وبهيمتك, ونزيلك الذى داخل أبوابك"


  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:13 PM   رقم المشاركة : ( 263 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية



الطبع العدواني



بقلم: قداسة البابا شنوده الثالث

تختلف طباع الناس‏,‏ فيوجد منها الطبع الهادئ الوديع الذي يبعد عن المشاكل‏,‏ أو يتعامل معها بهدوء ورقة‏,‏ وهو بطبيعته لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته‏,‏ ويكون طويل البال‏,‏ وكثير الاحتمال‏,‏ ودمثا في تعامله‏,‏ لايسيء الي أحد‏,‏ وإن أساء اليه الغير‏,‏ لا ينتقم لنفسه‏,‏ ولا يثور ولا يضج‏.‏

‏**‏ وعكس ذلك نوع آخر من الطباع‏,‏ هو الطبع العدواني‏,‏ أو الناري أو الهجومي‏,‏ ويسمونه بالانجليزية

‏Aggressive‏ وهذا الطبع قد يوجد عند بعض القادة‏,‏ أو بعض الشعوب‏,‏ أو يتصف به بعض الأفراد‏,‏ وقد يوجد أيضا في محيط الأسرة‏.‏ فمن القادة وجد هذا الطبع عند هتلر الزعيم الألماني النازي‏,‏ وعند كثير من قادة الجيوش الذي أطلقوا عليهم لقب مجرمي الحرب‏,‏ والبعض يعتبر ان شاوشيسكي في رومانيا كان من هذا النوع أيضا‏,‏ وكذلك منجستو في اثيوبيا‏,‏ وغيرهم‏.‏

‏**‏ وفي العائلات قد يتصف رب الأسرة أحيانا بالطبع العدواني‏,‏ فيعامل أفراد أسرته بقسوة‏,‏ فتشعر زوجته بأنها سجينة في البيت‏,‏ بأوامر مشددة يلقيها من جهة خروجها ودخولها‏,‏ ولقائها بالآخرين‏.‏ وهو يظن بذلك انه يحافظ علي عفتها‏!!‏ كما أن رب الأسرة هذه يكون عنيفا مع أولاده‏,‏ يحـطم شخصياتهم بمعاملته لهم حتي إنهم يشتاقون الي صدر حنون خارج البيت يستريحون اليه‏,‏ وبهذا قد يقودهم أحيانا الي الانحراف‏!‏ وهكذا بطبعه العدواني يصل الي عكس ما يريد في تربيتهم‏,‏ وهو يظن ذلك حزما‏..‏

‏**‏ الطبع الناري‏,‏ ربما يولد الانسان به‏,‏ سواء من جهة الوراثة‏,‏ أو لأسباب طبية أخري‏.‏ وبهذا يكون مثل هذا الطفل عدوانيا من صغره‏,‏ يكسر ويخرب‏,‏ ويعتدي علي أطفال آخرين‏,‏ ويسلك بعصبية واضحة‏.‏
وقد يكتسب الشخص هذا الطبع الناري من البيئة‏,‏ من أصدقاء عنفاء يقلدهم‏,‏ أو من رؤية بعض أفلام العنف‏,‏ أو قراءة قصص من هذا النوع‏,‏ ويظن ان العدوان لون من قوة الشخصية فيسلك في هذا الطريق‏.‏ وربما أثناء دراسته يصير تلميذا مشاركا في الفصل‏,‏ ويريد ان تكون صورته واضحة ومميزة بين زملائه‏.‏ ولامانع من أن يستخدم الاسلوب العدواني مع أساتذته‏,‏ إن طلبوا منه حفظ النظام‏,‏ أو وبخوه علي خطأ ارتكبه‏,‏ أو ان منعوه من الغش في الامتحان‏!‏ حينئذ يبدو طبعه العدواني‏.‏

‏**‏ والطبع العدواني علي أنواع ودرجات‏:‏ منها العدوان باليد‏,‏ مثل الضرب أو الصفع أو الركل‏,‏ ومنه العدوان باللسان مثل الشتيمة والاهانة والتهكم والازدراء‏,‏ ومنه الاهانة بالقلم‏,‏ أي بالكتابة والنشر‏,‏ حيث يتحول القلم الي شعلة تتهم أو تجرح السمعة‏,‏ أو تصل العدوانية في تطورها الي التشهير‏,‏ وربما يسبب كل هذا عداوات للعدواني‏.‏

‏**‏ الشخص العدواني دائما يحارب ويعارك‏,‏ ولا يهدأ أبدا‏.‏ وتجده دائما متحفزا مستعدا للهجوم ان تكلمت معه‏,‏ يبحث عن خطأ في كلامك لكي يرد عليه‏,‏ بل ان يكون مستعدا للرد قبل ان تتكلم‏!‏ والحوار معه يتحول الي شجار‏,‏ ويعلو فيه الصوت‏,‏ وكأنه مع من يحاوره في معركة‏.‏

‏**‏ انه يريد باستمرار ان ينتصر‏,‏ ولو بالعنف‏.‏ الذات عنده هي السيطرة عليه‏,‏ ويود بها ان يسيطر علي غيره‏.‏

انه يكره الوداعة ويعتبرها طراوة في الطبع‏,‏ ولايحب الرقة واللطف‏,‏ ويلجأ باستمرار الي الحدة والعنف‏,‏ شاعرا ان ذلك هو الاسلوب السليم الوحيد‏,‏ الذي يصل به الي ما يريد‏,‏ ويحاول ان يغطي حدته بمدح الحزم والجدية‏.‏ والجدية في مفهومه تحمل الشدة في التعبير واحيانا ملامح العبوسة‏!‏

‏**‏ والطبع العدواني علي نوعين‏:‏ أحدهما حاد المزاج عصبي التصرف يغضب بسرعة‏,‏ ويثور ويحقد‏,‏ ويعلو صوته ويهاجم‏,‏ والنوع الآخر يكون عنيفا في تصرفه‏,‏ مع غلاف من الهدوء وبرود مستفز‏,‏ مثال ذلك‏:‏ مدير اية مصلحة‏,‏ يصدر قرارا عنيفا جدا دون ان يثور أو يصيح‏..‏

‏**‏ والانسان العدواني قد يكون سوداوي الطبع‏,‏ له النظرة السوداء‏,‏ والعين الناقدة‏,‏ والفكر الذي يميل الي اظهار سوءات غيره‏,‏ واللسان العنيف الالفاظ‏,‏ الذي تشبه كلماته رجم الطوب‏,‏ وهو باستمرار يتوقع الشر والخطأ من الناس‏.‏
ومن الصعب عليه ان يثق بأحد أو ان يمدح أحدا‏,‏ و ان مدح أحدا فلسياسة معينة‏,‏ أو ليهاجم به غيره‏,‏ كما أنه سرعان ما ينقلب ويهاجم‏.‏

‏**‏ والذي له طبع عدواني‏,‏ يكون بعيدا تماما عن الاتضاع‏,‏ لايستطيع ان يخضع لرئيس أو مرشد‏,‏ بل قد يهاجم الرؤساء ومن هم في موقف الارشاد ان خالفوا اسلوبه أو ان انتقدوه‏,‏ وفي نفس الوقت الذي لايخضع فيه لاحد‏,‏ يطالب غيره بأن يخضعوا له‏,‏ والا فانه يهاجمهم‏.‏

‏**‏ العدواني قد يكون كذلك بمفرده‏,‏ أو قد يكون حوله مجموعة بنفس اسلوبه‏,‏ يشكلون مافيا عدوانية وقد يختلف مع بعضهم فيصيرعدوانيا ضد من يخالفه‏,‏ لان من طبعه انه لايعالج الامور بالروية والهدوء‏,‏ بل بالعنف‏,‏ حقا ان التعامل مع الشخص العدواني ليس سهلا‏.‏

‏**‏ الشخص العدواني يثير الجو من حوله‏,‏ يكهربه‏,‏ وقد يثير مشكلة حيث لاتوجد مشكلة‏,‏ بل هو يفتعلها‏,‏ أو انه يعتمد في ذلك علي شائعات غير سليمة‏,‏ أو أنه يثير مشكلة حول موضوع لم يدرسه بدقة‏,‏ أو أنه يسرع في عرض مشكلة قبل ان يسبقه غيره في عرضها‏,‏ حتي لو كانت بلا أساس‏!‏ ولكن شهوة الظهور بمظهر البطولة والقوة تدفعه الي ذلك‏.‏ وعلي اية الحالات ان عرض لمشكلة يحاول جاهدا ان يطيل زمنها حتي ترشح في الاذهان‏,‏ فينال بها شهرة‏!‏

‏**‏ وبعض العدوانيين قد يفسرون سلوكهم بأنه دفاع عن الحق‏,‏ بينما لايكون الحق فيما يدافعون عنه‏.‏ كما ان الذي يدافع عن الحق‏,‏ ينبغي ان يدافع بطريقة حقانية بعيدة عن الاخطاء‏,‏ وعن التطرف في الكلام أو المبالغة‏,‏ وايضا يكون اسلوبه بعيدا عن التشهير والتجريح‏,‏ ولايحاول تضخيم الأمور‏,‏ أو ان يجعل من الحبة قبة كما يقول المثل‏.‏

‏**‏ والشخص العدواني قد يلجأ الي العنف لسبب عام يقول انه يدافع عنه‏,‏ أو لسبب خاص مثل أولئك الذين يلجأون الي العنف بسبب الانتقام أو الأخذ بالثأر‏,‏ أو حسدا لمنافسين لهم ويريدون الحط من قدرهم‏.‏
عموما‏,‏ الانسان العدواني لايبالي بشعور غيره‏.‏ ولذلك فهو غير محبوب‏,‏ لأن عنفه منفر وغير مقبول‏.‏
نقلاً عن الأهرام

  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:13 PM   رقم المشاركة : ( 264 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية




مقتطفات من كتب قداسة البابا شنوده الثالث – سنوات مع أسئلة الناس

مامعنى : أبى أعظم منى ؟
سؤال:
يسئ الأريوسيون فهم الآية التى قال فيها سيدنا يسوع المسيح "أبى أعظم منى" (يو14: 28). كما لو أن الآب أعظم من الابن فى الجوهر أو فى الطبيعة!! فما تفسيرها الصحيح؟
الجواب:
هذه الآية لا تدل على أن الآب أعظم من الابن، لأنهما واحد فى الجوهر والطبيعة واللاهوت. وأحب أن أبين هنا خطورة استخدام الآية الواحدة. فالذى يريد أن يستخرج عقيدة من الإنجيل، يجب أن يفهمه ككل، ولا يأخذ آية واحدة مستقلة عن باقى الكتب، ليستنتج منها مفهوماً خاصاً يتعارض مع روح الإنجيل كله، ويتناقض مع باقى الإنجيل. ويكفى هنا أن نسجل ما قاله السيد المسيح: "أنا والآب واحد" (يو10: 30). واحد فى اللاهوت، وفى الطبيعة وفى الجوهر. وهذا ما فهمه اليهود من قوله هذا، لأنهم لما سمعوه "امسكوا حجارة ليرجموه" (يو10: 31). وقد كرر السيد المسيح نفس المعنى مرتين فى مناجاته مع الآب، إذ قال له عن التلاميذ "أيها الآب احفظهم فى اسمك الذين أعطيتنى، ليكونوا واحداً كما أننا واحد" (يو17: 11). وكرر هذه العبارة أيضاً "ليكونوا واحداً"، كما أننا لاهوت واحد وطبيعة واحدة. وما أكثر العبارات التى قالها عن وحدته مع الآب. مثل قوله "من رآنى فقد رأى الآب" (يو14: 9). وقوله للآب "كل ما هو لى، فهو لك. وكل ما هو لك، فهو لى" (يو17: 10). وقوله عن هذا لتلاميذه "كل ما للآب، هو لى" (يو16: 15). إذن فهو ليس أقل من الآب فى شئ، مادام كل ما للآب هو له... وأيضاً قوله "إنى أنا فى الآب، والآب فىّ" (يو14: 11) (يو10: 37، 38)، وقوله للآب "أنت أيها الآب فىّ، وأنا فيك" (يو17: 21).. وماذا يعنى أن الآب فيه؟ يفسر هذا قول الكتاب عن المسيح أن "فيه يحلّ كل ملء اللاهوت جسدياً" (كو2: 9).

+++
إذن ما معنى عبارة "أبى أعظم منى"؟ وفى أية مناسبة قد قيلت؟ وما دلالة ذلك؟ قال "أبى أعظم منى" فى حالة إخلائه لذاته. كما ورد فى الكتاب "لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى ذاته، آخذاً صورة عبد، صائراً فى شبه الناس.." (فى2: 6، 7). أى أن كونه معادلاً أو مساوياً للآب، لم يكن أمراً يحسب خلسة، أى يأخذ شيئاً ليس له. بل وهو مساو للآب، أخلى ذاته من هذا المجد، فى تجسده، حينما أخذ صورة العبد. وفى إتحاده بالطبيعة البشرية، صار فى شبه الناس... فهو على الأرض فى صورة تبدو غير ممجدة، وغير عظمة الآب الممجد. على الأرض تعرض لانتقادات الناس وشتائمهم واتهاماتهم. ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه (لو9: 58). وقيل عنه فى سفر أشعياء إنه كان "رجل أوجاع ومختبر الحزن" "محتقر ومخذول من الناس" "لا صورة له ولا جمال، ولا منظر فنشتهيه" (أش53: 2، 3). وقيل عنه فى آلامه إنه "ظُلم، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" (اش53: 7). هذه هى الحالة التى قال عنها "أبى أعظم منى". لأنه أخذ طبيعتنا التى يمكن أن تتعب وتتألم وتموت. ولكنه أخذها بإرادته لأجل فدائنا، أخذ هذه الطبيعة البشرية التى حجب فيها مجد لاهوته على الناس، لكى يتمكن من القيام بعمل الفداء .. على أن احتجاب اللاهوت بالطبيعة البشرية، كان عملاً مؤقتاً انتهى بصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب.. ولذلك قبل أن يقول "أبى أعظم منى" قال مباشرة لتلاميذه: "لو كنتم تحبوننى ، لكنتم تفرحون لأنى قلت أمضى إلى الآب، لأن أبى أعظم منى" (يو 14: 28) . أى أنكم حزانى الآن لأنى سأصلب وأموت. ولكننى بهذا الأسلوب: من جهة سأفدى العالم وأخلصه. ومن جهة أخرى، سأترك إخلائى لذاتى، وأعود للمجد الذى أخليت منه نفسى. فلو كنتم تحبوننى لكنتم تفرحون إنى ماضٍ للآب.. لأن أبى أعظم منى. أى لأن حالة أبى فى مجده، أعظم من حالتى فى تجسدى . إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحالة ما قبل التجسد. ولا علاقة لها مطلقاً بالجوهر والطبيعة واللاهوت، الأمور التى قال عنها "أنا والآب واحد" (يو10: 3). فلو كنتم تحبوننى، لكنتم تفرحون أنى راجع إلى تلك العظمة وذلك المجد الذى كان لى عند الآب قبل كون العالم (يو17: 5) . لذلك قيل عنه فى صعوده وجلوسه عن يمين الآب إنه" بعد ما صنع بنفسه تطهيراً عن خطايانا، جلس فى يمين العظمة فى الأعالى" (عب1: 3). وقيل عن مجيئه الثانى أنه سيأتى بذلك المجد الذى كان له. قال إنه "سوف يأتى فى مجد ابيه، مع ملائكته. وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله" (مت16: 27). ومادام سيأتى فى مجد أبيه، إذن ليس هو أقل من الآب... وقال أيضاً إنه سيأتى "بمجده ومجد الآب" (لو9: 26). ويمكن أن تؤخذ عبارة "أبى أعظم منى" عن مجرد كرامة الأبوة. مع كونهما طبيعة واحدة ولاهوت واحد. فأى ابن يمكن أن يعطى كرامة لأبيه ويقول "ابى أعظم منى" مع أنه من نفس طبيعته وجوهره. نفس الطبيعة البشرية، وربما نفس الشكل، ونفس فصيلة الدم.. نفس الطبيعة البشرية، ونفس الجنس واللون. ومع أنه مساو لأبيه فى الطبيعة، إلا أنه يقول إكراماً للأبوة أبى أعظم منى. أى أعظم من جهة الأبوة، وليس من جهة الطبيعة أو الجوهر. أنا – فى البنوة – فى حالة من يطيع. وهو – فى الأبوة – فى حالة من يشاء. وفى بنوتى أطعت حتى الموت موت الصليب (فى2: 8).



  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:13 PM   رقم المشاركة : ( 265 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية


العثرة لقداسة البابا شنودة الثالث

العثرة هي السقطة والذي يعثر غيره هو الذي يتسبب في سقوط غيره بالعمل او بالفكر.
وقد قال السيد المسيح "ويل لمن تأتي من قبله االعثرات، خير له ان يعلق في عنقه حجر الرحي ويطرح يف البحر من ان يعثر احد هؤلاء الصغار" (لو1:17 ، 2)


والصغار، إما ان يكونوا صغارا في السن او صغارا في التفكير والتمييز، او صغار النفوس او صغارا في الايمان او في الدرجة الروحية بحيث يمكن للعمل المعثر ان يتعبهم.
كثيرا ما يتكلم كبار افراد الاسرة اما الاطفال بكلام ما كان يليق ان يسمعوه على اعتبار انهم لا يفهمونه وغالبا ما يعثرهم او يرسب في اذهانهم.
كذلك تشاجر الوالدين او اختلافاتهم امام ابنائهم الصغار يسبب لهم عثرة لانهم يتوقعون المثالية من الكبار وايضا طلاق الوالددين عثرة لابنائهما
وما اكثر ما تكون مسائل الترفيه التي تقتنيها الاسرة عثرة للاولاد سواء بعض برامج التليفزيون والراديو وبعض المجلات والكتب.
وحفلات معينة تقيمها الاسرة تكون عثرة لابنائها، والقدوة السيئة تعثر الصغار سواء في الكلام او التصرف او الملابس او نوع المعاملات...
وكثيرا ما يتعلم الاطفال من افراد اسرتهم الكذب والتهكم على الاخرين والمبالغة بل قد يقلدونهم في حركاتهم وملامحهم واصواتهم والاطفال مغرمون بالتقليد.
وقد تأتي العثرة من الفكر والتعليم الذي يتلقونه من الكبار سواء في البيت او المدرسة او الجيران، اذا كان هذا التعليم يغرس فيهم افكارا منحرفة او يسبب لهم مشاعر خاطئة او كراهية نحو البعض
وان تعارضت المباديء التي يتلقاها الصغير مع مباديء اخرى يتلقاها من كبيرب اخر يصاب الطفل بالحيرة والتمزق والشك ويعثره هذا التعارض في التعليم

إن الصغار امانة في اعناقنا (إن لم نستطع ان نغرس فيهم الخير فعلى الاقل لا نعثرهم)


  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:14 PM   رقم المشاركة : ( 266 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية



الحُـب ... ماهـو؟ وأنواعـه



من مقالات قداسة البابا شنودة الثالث


سألني البعض: هل يمكن أن تُحدِّثنا أو تكتب لنا عن الحُب؟ أم أنك ـ كرَجُل دين ـ تتحرَّج من الخوض في مثل هذه الموضوعات؟ فقلت: كلا، ليس هناك من حرج. فليست الحساسية في الموضوع الذي يتكلَّم فيه رَجُل الدين، إنما المُهم في الأسلوب الذي يتكلَّم به، وطريقة معالجة الموضوع بحيث تحتفظ بوقارها...
والحُب على أنواع: أهمها المحبة التي تربط بين الإنسان وخالقه. فاللَّه ـ تبارك اسمه ـ بسبب محبته لنا، يتولانا بالرعاية والعناية، ويغدق علينا من كرمه وعطائه. ونحن نحب اللـه من أعماق قلوبنا. وتظهر محبتنا له في إيماننا به، وفي طاعتنا لوصاياه، وبأن نحيا حياة الفضيلة والبِرّ التي ترضيه.
وكما نحب الخير، نحب الغير: نحب الناس جميعاً، لا بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق. نخلص لهم، ونعمل على إسعادهم بقدر طاقتنا. وفي مقدمة هؤلاء: الأهل والأقارب والأصدقاء، وكل مَن يسمح اللـه بأن يوجدوا في طريقنا لكي نعمل معهم خيراً ...
ومن الحُب السامي أيضاً حُب الوطن، وهو غريزة في الإنسان بحيث يحب بلده وشعبه بالمعنى الواسع، كما يحب قريته أو الحيِّ الذي وُلِدَ فيه، أو الذي له فيه ذكريات...
أنتقل من هذا كله، إلى النوع الذي يظن البعض أن الحديث عنه لا يخلو من الحرج، وهو الحُب الذي بين فتى وفتاة، أو بين رجل وامرأة. والشباب قد يسأل عن هذا الموضوع في شيء من الحياء كأنه يعبر خطاً أحمر!!
هنا وأتذكَّر سؤالاً قدَّمته لي صحفية مشهورة منذ حوالي 35 عاماً. حيث قالت لي: " ما الفرق بين الحُب والشهوة؟ ".
وكانت إجابتي: "الحب يريد دائماً أن يُعطي، والشهوة تريد دائماً أن تأخذ". الشهوة تريد أن تُشبع ذاتها، ومن النادر أن تشبع. فهى تريد باستمرار، وقد يكون الطرف الآخر ضحيتها. وليس هذا هو الحب بمعناه الحقيقي ...
فالذي يحب فتاة لا يُضيِّع سُمعتها بكثرة لقاءاته معها. ولا يشغل فكرها بحيث تفشل في دراستها أو في عملها. والأهم من هذا كله أنه لا يضيع عفَّتها، ويلقيها إلى مستقبل مظلم! فإن كان يحبها لكي يتزوجها، فليحفظها نقية وسليمة إلى حين يتم الزواج ... فالذي يحب فتاة حُبَّاً حقيقياً، يحرص عليها كما يحرص على أخته ويُقدِّم لها كل معونة، في إخلاص لها، ويحميها من نفسه ومن نفسها ضد أي إنحراف يطرأ على علاقتهما...
كذلك فلنفرق بين الحب العاطفي Emotional والحُب الجنسي ***ual. فالحُب العاطفي لا خطر منه. ويمكن للشباب من الجنسين أن يحبوا بعضهم بعضاً، إن كان حُبَّاً طاهراً في نطاق الحياة الجامعية أو الزمالة في العمل، طالما يكون مُجرَّد مشاعر بريئة لا علاقة له بالجسد وغرائزه...
أمَّا الحُب الجنسي، فله خطورته وإنحرافاته. وقد سمح به اللـه في محيط الزواج. وبه يتم إنجاب البنين واستمرارية الجنس البشري. وفي غير الزواج لا يُسمح به...
فإن وجد شخص أن مشاعره نحو فتاة قد انحرفت إلى الجنس *** ، بينما لا تربطه بها علاقة شرعية، فليشعر أن هناك خطيئة تسعى إليه أو يسعى هو إليها. وينبغي أن يضبط نفسه ومشاعره، ويُنقِّي نفسه من الداخل.
قرأت مرَّة لأحد الكُتَّاب أنه عرض لموضوع الحب فقال: " إن الحب هو أكثر العواطف أنانية "!! ولعله يقصد أن رَجُلاً يحب امرأة، فيهمّه أنها لا تحب أحداً غيره. كذلك فإنَّ امرأة تحب رَجُلاً، فلا تقبل أبداً أن يحب امرأة غيرها... ومن هذيْن المِثَالَيْن، واضح أنَّ هذا الحُب يرتبط بالغيرة.
ومثل هذه الغيرة تحمل في داخلها أمرين هما: عدم الثقة بالنفس، ومعها الشك في الطرف الآخر أن تكون له علاقة آثمة مع طرف ثالث. ولكن المرأة الواثقة بأنوثتها، وبقوة جاذبيتها، وبشدة تأثيرها على الرَّجُل، لا تجد سبباً يجعلها تغار من امرأة أخرى، بل لا تحسب أن هناك امرأة أخرى تنافسها. وكذلك الرجُل الواثق من محبة امرأته له، والذي لا يشك أبداً في إخلاصها له...
موضوع آخر في الحُب، وهو مدى العلاقة بين الشابات والشبان الزملاء في الجامعة. وأنا دائماً أقول إن الطالبة التي تتحدث مع كل زملائها بروح جامعية، وفي أدب وحشمة، لا يشك فيها أحد، لأنه من غير المعقول ومن غير الممكن أن تكون في علاقة خاطئة مع الكل. وبنفس الوضع الطالب الذي يتحدث مع كل الفتيات والزميلات بالروح الجامعية المعروفة...
إنما تبدأ الشكوك تحوم في حالات التخصص. أي عندما تخصص فتاة في الحديث مع شاب مُعيَّن بالذات من زملائها، وتذاكر معه، وتتبادل معه كراسات المحاضرات، وتلتقي به دون غيره. هنا تبدأ الألسنة والشائعات، وتصبح سُمعتها وسُمعته داخل علامة استفهام!
وهنا قد يسأل البعض: " ألا يكون الحب بين زميل وزميلة في الجامعة مقدمة لزواجهما؟ ". وفي الإجابة على هذا السؤال نقول:
إنه يندر زواج اثنين في نفس العمر، فغالباً ما يكون الزوج أكبر سنوات من الزوجة. ثم أنَّ الطالب سوف لا يتزوج إلا بعد التخرُّج، وبعد أن يقضي فترة الخدمة العسكرية. ثم ينتهي منها ليجد وظيفة أو عملاً يدر عليه رزقاً ( إن كان ذلك ممكناً ) بحيث يمكنه أن يجد مسكناً خاصاً، ويكون له مال يتقدَّم به للزواج ... وكل ذلك يستغرق سنوات. فهل ستبقى زميلته منتظرة له طول هذه المدة؟ وهل سيبقى الحب بينهما قائماً كما هو؟! على الرغم من انقطاع الزمالة الدراسية التي كانت تسمح بالتلاقي كل يوم تقريباً، وعلى الرغم من اختلاف ظروف الحياة. لذلك فموضوع الزواج بين زميل وزميلة في الجامعة، يحتاج إلى رؤية ومزيد من العُمق والتفكير...

وفي مجال الحُب، هناك نصيحة أقولها لكل فتاة: ضعي ضوابط لمشاعركِ وعواطفكِ. ولا تُفرِّطي أبداً في نفسكِ. فغالباً ما لا يقبل أي شاب أن يتزوج من فتاة فرَّطت في نفسها معه. وقد تحوطه الشكوك بأنه إن تزوجها قد تُفرِّط في نفسها مع غيره، مادامت هى سهلة بهذا الوضع...!
كوني حافظة لنفسكِ كل الحفظ. واعرفي أن المحجوب مرغوب. ومن الناحية الأخرى يقول المَثل: " إذا كثُرَ العرض، قلّ الطلب ". فاحفظي هذيْن المَثَلَيْن. وكوني حكيمة جداً في علاقاتكِ. واعلمي أن العاطفة إذا لم ترتبط بالحكمة، تتحوَّل إلى طياشة ونزوة. ورُبَّما إلى ضياع...
«« أخيراً:
أقول للشباب: لتكن قلوبكم وأذهانكم عامرة بما يشغلها من مشاعر روحية وأفكار عميقة خاصة بمستقبلكم. ولا تتركوا فرصة لأي فكر جنسي أن يدخل ويُعشِّش داخلكم.
وأقول للفتاة: احتفظي دائماً بحيائكِ، فإن الحياء زينة للمرأة.



  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:14 PM   رقم المشاركة : ( 267 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية



اقوال البابا شنودة الثالث

*احفظ المزامير تحفظك المزامير

*إن الكلمة التى تقولها تُحسب عليك مهما اعتذرت عنها .

*كل فضيلة خالية من الحب لا تحسب فضيلة

*مصير الجسد أن ينتهى فياليته ينتهى من أجل عمل صالح

*إن الضيقة سميت ضيقة لأن القلب ضاق عن أن يحتملها

*ضع الله بينك وبين الضيقة فتختفى الضيقة ويبقى الله المحب

*ليس القوى من يهزم عدوه وإنما القوى من يربحه

*فى مناسبة قيامة السيد المسيح يقول فداسة البابا شنوده الثالث لكل إنسان يسعى إلى التوبة

قام المسيح الحى هل مثل المسيح تراك قمت
ام لا تزال موسدا فى القبر ترقد حيت أنت

*يقول قداسة البابا فى مناجاة صلب السيد المسيح :

فلماذا أنت مصلوب هنا ؟ وأنا الخاطئ حر أتباهى
حكمة يا رب لا أدركها وحنان قد تسامى وتناهى
*يقول قداسة البابا معزيا فى التجارب : ( ربنا موجود - كله للخير - مسيرها تنتهى )

*فى مناسبة قيامة المسيح ( كانت قيامة المسيح دليلا على أنه أقوى من الموت وبالتالى هو أقوى من كل قوة البشر التى تقتل وتميت ) .

*أن ضعفت يوماً فاعرف أنك نسيت قوة الله

*توجد صلاة بلا ألفاظ .. بلا كلمات ... خفق القلب صلاة .... دمعة العين صلاة ..... الإحساس بوجود الله صلاة

*صدقوني إن جواز السفر الوحيد الذي تدخلون به لملكوت الله هو هذه الشهادة الإلهية : أنت ابني ..

*لا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة لذلك في كل تجربة تمر بك قل : مصيرها تنتهي . سيأتي عليها وقت وتعبر فيه بسلام . إنما خلال هذا الوقت ينبغي أن تحتفظ بهدوئك وأعصابك ، فلا تضعف ولاتنهار ، ولاتفقد الثقة في معونة الله وحفظه

*إن الله يعطيك ما ينفعك وليس ما تطلبه ، إلا أذا ما تطلبه هو النافع لك ، وذلك لأنك كثيرا ما تطلب ما لا ينفعك .

*النفس القوية لا تقلق ولا تضطرب ، ولا تخاف ، ولا تنهار ، ولا تتردد . اما الضعيف فإنه يتخيل مخاوف وينزعج بسببها


*إن المؤمن لا يمكن أن تتعبه التجربة أو الضيقات ... ذلك لأنه يؤمن بعمل اللـه وحفظه. ويؤمن أن اللـه يهتم به أثناء التجربة، أكثر من إهتمامه هو بنفسه … إنه يؤمن بقوة اللـه الذي يتدخل في المشكلة. ويؤمن أن حكمة اللـه لديها حلول كثيرة، مهما بدت الأمور معقدة.

*دائماً الرب يرحم الضعفاء. أما الشخص الجبار العنيف القاسي الشديد ، يكون بعيداً عن رحمة اللَّـه. إلهنا هو إله الضعفاء. اختار اللَّـه ضعفاء العالم ، ليخزي بهم الأقوياء ( 1 كو 1 : 27 ). القوي يعتمد على قوته. أما الضعيف فهو الذي يقف اللَّـه إلى جواره .

*إن أردت أن تريح الناس؛ فافعل ذلك بالطريقة التي يرونها مريحة لهم ، ليس حسب فكرك . لأنك ربما تحـاول أن تريحهـم بأسـلوب يتعبهـم.

*الإنسان الروحى يجد راحته فى الله

*الذين اختبروا الضيقة فقط ولم يختبروا المعونة الإلهية فهم قوم لم يفتحوا عيونهم جيدا لكى يبصروا الله .

*مصير الجسد أنه سبنتهى فيا ليته ينتهى من أجل عمل صالح .

*أولاد الله كلما يدخلون التجارب يختبرون الله ويذوقون حلاوته ويرون الله فى الأحداث وفى الشدة

*الصوم ليس نافعا فقد من جهة محاربة الأخطاء والسلبيات إنما يفيد إيجابيا فى تقويتة الروح

*اذكر باستمرار أنك غريب على الأرض وأنك راجع إلى وطنك السماوى .

*احرص على نقاوة أفكارك ولا تقبل فكر يأتى إليك وإن وصل إليك فكر خاطئ احذر من التمادى فيه .

*الصلاة هى فتح القلب لله لكى يدخله ويطهره

*إن الصلاة هى رعب للشياطين وأقوى سلاح ضدهم

*إن لم تستطع أن تحمل عن الناس متاعبهم فعلى الأقل لا تكن سببا فى أتعابهم

*كن واقعيا فكر فى حل مشاكلك ولا تركز على الاكتئاب وإن لم تجد حلا لمشكلتك انتظر الرب أو احتمل وعش فى واقعك

*اعط من قلبك قبل أن تعطى من جيبك

*أول درس تأخذه من ميلاد المسيح هو أن الله يسعى لخلاص الإنسان حتى لو كان الإنسان لا يسعى لخلاص نفسه

*المسيح على لاصليب أكثر جمالا وجلالا من كل أصحاب التيجان فلنرتل له ونقول الرب قد ملك . وليس الجلال

*إننا أحيانا لا نشكر لأننا نحسب الخير الذى نحن فيه أمرا عاديا لا يحتاج إلى شكر خيرات كثيرة أنت فيها ولا تشكر عليها كالصحة والستر لأنك تحسبها أمورا عادية ولكن المحرومين منها يشعرون بقيمتها وإن حصلوا عليها يشكرون من العمق

*إلق نفسك أمام الرب وصارع معه وقل له لست أريد فقط أن تغفر لى خطيتى وإنما أن تنزع من قلبى كل محبة للخطية على الإطلاق

*الضمير هو صوت وضعه الله فى الإنسان يدعوه إلى الخير ويبكته على الشر ولكنه ليس صوت الله

*الله غير محتاج لعشورنا ولكن بها يدربنا على العطاء وعلى محبة الآخرين وعلى الزهد فى المال كما يدربنا على الإيمان ، الإيمان ببركة الله للقليل


* الحق اسم من أسماء الله ، فالذى يحب الحق ، يحب الله والذى يبعد عن الحق يبعد عن الله


  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:15 PM   رقم المشاركة : ( 268 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية



محاسبة النفس

لقداسة البابا شنودة الثالث

يحتاج الإنسان كثيراً إلى جلسة مع نفسه
يجلس إلى نفسه فى هدوء، لكى يفحصها ويفتش دواخلها، ويراقب تصرفاتها ويحاسبها، حتى يكون فى يقظة مستمرة... وهذه الرقابة الذاتية وملاحظة النفس لازمة لكل انسان، مهما علا فى حياته الروحية، ومهما ارتفع فى منصبه...
ولهذا فإن الشيطان يحاول بكل قوة أن يمنع كل انسان من الجلوس إلى نفسه.
ما أسهل أن يغرقه فى مشغوليات عديدة جداً تستغرق كل وقته، وتستحوذ على كل مشاعره، فلا يجد فراغاً يجلس فيه إلى نفسه! وإن كان انساناً خدوماً، يمكن أن يشغله بالخدمة ومتطلباتها، حتى يجعل الخدمة تشغله، بحيث لا يهدأ ليفكر فى أخطائه فى خدمته!
وهكذا كثيراً ما يعيش غالبية الناس فى دوّامة دائمة، خارج أنفسهم!

***
أما أنت أيها القارئ العزيز، فلا تكن من هذا النوع. بل اخرج من دوّامة المشغوليات، والتفت – ولو قليلا – إلى نفسك
أنت محتاج أن تجلس إلى ذاتك، لأسباب كثيرة:
منها أن تعرف أخطاءك، سواء كانت أخطاء اللسان، أو أخطاء الفكر أو الحواس أو مشاعر القلب، أو أخطاء الجسد. وبالجملة لتعرف أخطاءك ضد وصايا الله، وضد الناس، وضد نفسك، لتصلح كل هذه... بل لتدرس طباعك الثابتة فيك، ربما يحتاج بعضها أن يتغير!
وأيضاً لتعرف الخطايا التى تتسمى بأسماء فضائل، وربما تفتخر بها!
وكما تحاسب نفسك على السلبيات التى تقع فيها، حاسبها أيضاً على ما ينقصها من الفضائل. وكذلك من جهة توقف النمو الروحى، لأنه من المفروض أن تنمو روحياً باستمرار...

***
وكل انسان عليه أن يضع أمامه عبارة الحكيم الذى قال:
"احكم يا أخى على نفسك، قبل أن يحكم الناس عليك"
ولكن كيف تكون محاسبة النفس بطريقة مثالية؟
+ أولاً: يحاسب نفسه بكل صراحة، وبغير مجاملة للذات:
وهنا يحاول الشيطان أن يمنعه بإحدى طريقتين:
إما أن يقول له "لا تبالغ فى حكمك على ذاتك، لئلا تقع فى (عقدة الذنب) "Sense of Guilt" وإما أن يقول له: احترس من أن تقسو على نفسك، لئلا تقع فى الكآبة Depression
والشيطان ليس مخلصاً فى نصائحه، لأنه يريد أن يبعد الانسان عن تبكيته لنفسه ليصلحها...

***
أيضاً فى محاسبة الذات: على الانسان أن يحترس من أن يلتمس لنفسه الأعذار، كما تتغطى أخطاؤها بالتبريرات!
النعمة قد تعمل فى الانسان كى يدرك أخطاءه، كما يتحول إلى مشاعر التوبة. ولكن الشيطان – إنه يريد أن يبعده عن تبكيت النفس والتوبة – يقدم له أعذاراً وتبريرات تغطى على الأخطاء!
فليحترس كل أحد من تقديم مثل هذه الأعذار والتبريرات، لأنها لون زائف من الإشفاق على النفس، بالدفاع عنها، ومحاولة تخفيف الذنب الذى اقترفته، ليبعدها عن التوبة!
فإن كنت يا أخى تحب نفسك حقاً، فلا تشفق عليها بهذا الإشفاق الخاطئ الذى يحرمها من مشاعر التوبة، والندم على ما فعلته! وهذا لا يفيدها بشئ. بل على العكس: قد تتعود النفس هذا الاعتماد على الأعذار والتبريرات، وتستمر فى الأخطاء! كما أن الذى يحاول أن يعذر نفسه فى أخطائه، قد يصبح ضميره من النوع الواسع الذى يبتلع كل خطأ دون أن يندم عليه!

***
وربما يعتذر الإنسان عن أخطائه بسبب المعطلات الخارجية
هذه التى تعوق طريق الفضيلة، بينما كان عليه أن يجاهد لكى ينتصر على تلك المعوقات، فيغلبها دون أن تغلبه وتمنعه..
هوذا أبونا نوح البار، كان يعيش فى جو فى منتهى الفساد، وسط جيل شرير استحق أن يغرقه الله بالطوفان. ومع ذلك فإنه عاش فى بره، وحفظ نفسه فى الإيمان هو وأسرته. ولم يتأثر بالوسط المحيط...
كذلك يوسف الصديق كانت الخطية تضغط عليه من زوجة سيده كل يوم. ومع ذلك رفض كل ذلك الضغط والالحاح، ولم يخطئ. وتحمل ما لحقه من سجن وظلم وعار، لينتصر على الخطية.
اذن الضغط الخارجى لا يستسلم له سوى الضعف الداخلى...
أما الانسان القوى من الداخل – من جهه قلبه وضميره – فإنه لا يعتذر مطلقاً بالضغوط الخارجية مهما كانت شديدة...

***
فلا يلتمس أحد العذر، بأنه كان ضعيفاً، والخطية أقوى منه!
الضعيف عليه أن يجاهد لكى يغلب وكل إغراءات الخطية، لكى يكون غالباً لا منهزماً أمامها، عالماً أن النعمة سوف تسنده فى جهاده، وواضعاً أمامه أن ملكوت الله لا يُعطى الا للغالبين... ولا يقول إن الوصية كانت صعبة، لم أستطع تنفيذها..
إن أبانا إبراهيم، أب الآباء والأنبياء، استطاع تنفيذ وصية فى منتهى الصعوبة، فأخذ أبنه الوحيد الذى يحبه ليقدمه ذبيحة لله...
اقرأ اذن قصصاً عن الأبرار الذى انتصروا فى حياتهم الروحية على الرغم من كل المعطلات الخارجية. فانها قصص تشجعك وتقويك

***
إن الأعتذار بالضعف، ما هو الا تدليل للنفس!
وأمثال هذه الأعذار مجرد حيل للتخلص من تنفيذ وصايا الله. وهى غير مقبولة أمامه. مثال ذلك الذى يعتذر عن الصوم لضعف صحته. وكذلك الذى لا يدفع من ماله، ماهو حق الله عليه، معتذراً بالظروف الأقتصادية، وبنفس السبب يعتذر من لا يفى بنذره...
فليكن الضمير أقوى من كل تلك الحجج والأعذار

***
نتقل إلى محاسبة النفس فنسأل متى يحاسب الانسان نفسه؟
هناك من يجلسون إلى أنفسهم لمحاسبتها فى مناسبات: مثل نهاية عام وبداية عام جديد. ومن يحاسبون أنفسهم فى آخر كل يوم على أخطاء النهار. ومن يحاسبون أنفسهم عقب الفعل الخاطئ مباشرة، فيبكتون ذاتهم على فعله ويندمون
أما الوضع الأمثل والأكمل، فهو أن يحاسب المرء نفسه قبل العمل: هل هذا يجوز أم لا يجوز؟ هل هو لائق أم غير لائق. ولا يتسرع مثلاً فى الكلام، بل يزن كل كلمة قبل أن ينطقها، من جهة معناها وأسلوبها ومقدار وقعها على الناس. فإن إطمأن يلفظ تلك الكلمة...
وبهذا يمكن تفادى الخطأ قبل وقوعه، أفضل من أن يقع المرء فى الخطأ ويندم ويبكت نفسه عليه


  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:15 PM   رقم المشاركة : ( 269 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية



قداسة البابا شنودة يفتح قلبه لـ الأهرام



04/01/2008
لست رجل سياسة‏ وعلي الدولة بحث وسيلة لتمثيل الأقباط في البرلمان
أجري الحوار: أشرف صادق
ساعات قليلة ويحتفل المصريون جميعا بعيد الميلاد‏..‏ ميلاد المسيح‏..‏ كلمة الله ونبع المحبة‏.‏
ومع إطلالة عام جديد يصبح لإطلالة قداسة البابا شنودة علينا معني مختلف وأمنية صادقة بأن يرسل الله أمطار السلام والوئام‏,‏ والخير والسكينة لتغطي ربوع مصر في عام‏2008‏ وكل الأعوام‏.‏
ذهبنا لتهنئة قداسته بعيد الميلاد المجيد فأغرتنا رحابة صدره وارتفاع معنوياته لإجراء حوار خاص لقراء الأهرام يقول فيه لهم كل عام وأنتم بخير ولكن بطريقته الخاصة‏.‏
أسئلة كثيرة طرحناها حول حصاد العام الماضي وآلامه وأفراحه‏,‏ تحدثنا عن أسباب ما جري فيها وعن حكم القضاء الإداري ضد ماكس ميشيل‏,‏ ولقاءات البابا بشيخ الأزهر والقيادات الإسلامية‏..‏ تحدثنا عن أقباط المهجر واستقبال المهنئين في احتفالات عيد الميلاد‏,‏ وكان البابا كعادته حاسما في ردوده دون لبس أو تمييع‏..‏
الأهرام‏:‏ ونحن في عام جديد ماذا عن الأسوأ والأفضل في العام الماضي‏,‏ وماذا تنتظرون أو تتمنون هذا العام ؟
نحن نشكر الله أنه في كل أمر سييء يحدث تتدخل يد الله لتصلح وتجعل الأمور تؤول إلي وضع آخر‏,‏ وإذا شئت الرصد فأسوأ ما حدث في العام الماضي‏,‏ التظاهرات التي شملت قطاعات عديدة والإضرابات عن الطعام فهذا شيء يدعو للأسف‏,‏ لأنه يبدو وكأنه الأسلوب الوحيد كي يطلب الناس حقوقهم‏,‏ فالمفروض أن يعطي الناس حقوقهم قبل أن يتظاهروا وليس بعد التظاهر‏,‏ كما لو كان التظاهر هو الوسيلة العملية لأخذ الحقوق ويصبح سابقة من جهة لأخري‏.‏
أيضا من الأشياء المسيئة في العام الماضي غرق بعض الأشخاص قرب سواحل إيطاليا وتركيا‏,‏ أو في الداخل في بعض المعديات بسبب اهمال سائق‏,‏ وما حدث لفتيات المعهد الديني في الشرقية‏,‏ وسقوط عمارة الإسكندرية قبل أيام‏,‏ وطوابير الخبز‏,‏ وما قرره بعض صحف المعارضة عن احتمال قيام ثورة الجياع‏,‏ أمر يتخوف منه البعض‏.‏
كل هذه الأشياء نذكرها بالحزن ونرجو من الله ألا تتكرر‏,‏ ونرجو من المسئولين أن يتفادوا أسبابها في المستقبل‏,‏ وان وجدت أشياء حسنة فإنه علي الرغم من كل هذا الذي ذكرناه فالأمر هاديء ونرجو أن يستمر‏..‏
ما جري في إسنا من أحداث فتنة طائفية يفرض نفسه ونحن نجلس مع قداستكم خاصة أنكم لم تعلقوا علي ما جري‏,‏ في تقديركم لماذا وقعت هذه الأحداث بعد أسابيع من زيارتكم لنفس المكان وافتتاحكم لكنيسة الأم دولاجي ولماذا تتكرر أحداث الفتنة الطائفية في مثل هذا التوقيت قبل نهاية العام فأحداث الكشح وأحداث أخري كانت في نفس الزمان هل التوقيت له دلالة؟
لا علاقة إطلاقا بين الزيارة وبين ما حدث هناك‏,‏ الربط بينهما غير واقعي‏,‏ ولا توجد دلالات للتوقيت والمسألة في رأيي قبل أن ننظر اليها من جهة فتنة‏,‏ ننظر اليها من جهة أنها مظهر غير حضاري للتعامل بمعني انسان شعر بأن اعتداء حدث عليه فتكون هناك طرق كثيرة يأخذ بها حقه وطرق حضارية‏,‏ أما محاولة أخذ الحق بالتخريب والنهب فهذه صورة غير حضارية نرجو أن مصرنا المحبوبة تتخلص منها‏,‏ وتدل أيضا علي أن النفوس مشحونة‏,‏ ونتيجة الشحن يحدث ما يحدث‏,‏ بحيث ان أي حدث ولو بسيطا يكبر ويتطور وتكون له نتائج مؤسفة‏.‏
هناك ثلاث روايات قيلت وراء ما جري في إسنا ما هي الرواية الحقيقية التي أبلغت لقداستكم؟
الموضوع أنتهي ولا يوجد داع للدخول في تفاصيله خاصة أنه أعلن عن صلح وتقديم تعويضات للمضارين من الأقباط ولكن لي تعليق علي كلمة صلح وهو تعليق موضوعي بحت‏,‏ فالمفروض أن الصلح يكون بين المعتدي والمعتدي عليه أما كون أن يحدث صلح يحضر فيه المحافظ ورجال الدولة ورجال الأمن وشيوخ المسلمين وقساوسة المسيحيين ويقام بينهم صلح فهذا ليس صلحا بين المعتدي والمعتدي عليه ولكن هذه تغطية اجتماعية سميت صلحا وربما تكون في النفوس أشياء لم تنق بعد من جهة المعتدين والمعتدي عليهم‏.‏
ومن تتهمونه قداستكم باشعال هذه الحرائق بين المسلمين والأقباط من حين لآخر؟
انا لا اتهم أحدا ولكن كما قلت لك هذا مظهر غير حضاري في اي مكان يمكن ان يوجد اعتداء‏,‏ لكن يمكن ان يعالج الاعتداء بطريقة حضارية وليس بالتخريب وبالحرق ولا بالإيذاء وياليتنا نعلم شعبنا بصفة عامة ان يأخذوا حقوقهم بطريقة نبيلة وبطريقة شرعية وقانونية وبطريقة ليس فيها معالجة الخطأ بخطأ‏.‏
هل الشخصية المصرية تغيرت فبدلا من ان نتكاتف في المحن نتناحر دون سبب‏,‏ بالتحديد ما اقصده في الوقت الذي نتحدث فيه عن وجود ازمات في قطاعات مختلفة ونعلم ان هناك فتنا في دول محيطة بنا قد تؤدي الي أزمات لا يمكن السيطرة عليها قد تؤدي الي تدخل أطراف خارجية في هذا الوقت نفاجأ بأحداث لا مبرر لها بين المسلمين والمسيحيين ؟ هل لم يعد لدي المصريين سماحة وتراحم ووعي بما يحيط بنا ؟
ليس الجميع مهتمين بالشئون الخارجية التي نتحدث عنها وإنما في كثير من المواضع يوجد تقوقع محلي‏.‏ يوجد هذا علي مستوي القري والمدن ويوجد هذا علي مستوي الهيئات والنوادي‏,‏ تقوقع حول الذات‏,‏ بحيث ان الانسان يفكر ماذا افعل في المشكلة التي حدثت في قريتنا دون ان يفكر في وقع مايحدث من الناحية الخارجية او سمعة مصر في الخارج او ظروفنا الداخلية‏,‏ كل هذا لا يمر له علي بال‏,‏ وهذا كله يدعونا الي توجيه مناشدة للقائمين علي الوعي في البلاد ان يقوموا بواجبهم‏,‏ مفروض ان توجد توعية للشعب في التعاون وتوجد توعية للشباب‏,‏ علي اساس الفضائل الدينية‏,‏
وعلي اساس مصالح البلد وسمعتها الخارجية ولكن اين هذه التوعية‏,‏ واريد أن أسأل سؤالا اعتقد انه سيبقي ملتفا في علامة استفهام ربما تسندها علامة تعجب وينتهي الامر عند هذا‏.‏ ما الذي تقوم به هيئاتنا الشعبية علي مستوي القرية والمدينة والحزب‏,‏ ماذا يفعلون‏(‏ المجلس القومي‏,‏ المجلس القروي‏,‏ مجلس المدينة‏)‏ ما هي اختصاصاتهم أم هم لا يعرفون لهم اختصاصات سوي انهم مجلس‏,‏ وإذا كانت لهم اختصاصات فما مدي قيامهم بهذه الاختصاصات وعلي مستوي الحزب ماذا تفعل الفروع في المحافظات والقري وماهي اختصاصاتهم؟‏!‏ أكون سعيدا لو عرفت‏!‏
هل تعتقد ان الاعلام أم الامن أم جهات أخري هي المقصرة في التصدي لهذه الاحداث قبل وخلال وبعد وقوعها ؟
لا أريد أن أتهم الإعلام ولا الأمن ولا هيئات أخري إنما أريد أن افكر في استمرار الخطوات البناءة العملية لتفادي كل هذا إن اتهمت الإعلام سيدافع الإعلام عن نفسه ويتهمك في اتهامك له‏,‏ وإذا اتهمت الامن سيدافع الامن عن نفسه إذن نضع مسائل الاتهام جانبا ونفكر كيف يمكن إصلاح كل هذا‏.‏
والاصلاح يكون بعمل كل مواطن وكل هيئة وكل مجلس شعبي او حزبي واجبه لتخطي كل تلك المشاكل‏.‏
وانا في هذا لا أطالب بشيء ولكن أريد أن يعرف كل واحد في وظيفته ما هو واجبه‏,‏ وعندما تحدث مشكلة يجب ان يتعامل معها نواب الشعب‏,‏ رجال الامن‏,‏ حكماء البلد من شيوخها وكبار مفكريها ورجال الدين والمجالس القومية والشعبية والهيئات الحزبية كل هؤلاء يمثلون كتلة من القوي الفكرية والقيادية مفروض أن يعملوا عملا لتفادي وقوع المشكلة او تكرارها‏.‏
فالانسان المتدين مسيحيا كان أو مسلما يعرف ان الدين لا توجد فيه دعوة للجريمة أو الاعتداء ولا لاغتصاب حقوق الآخرين‏,‏ إنما يدعو الي السلام والهدوء والتعاون إذن فأي شخص يقوم بمثل هذه الاعتداءات والفتن والتخريب والحرق فمثل هذا الشخص لا يطيع دينه علي الاطلاق‏,‏ وليس هو متدينا بالحقيقة‏,‏ أما إن وجد متطرفون يقولون له إحرق عدوك فهؤلاء المتطرفون لا يكونون متدينين لان الدين لا يقول هذا‏.‏
وكيف تعاملتم قداستكم مع بيانات العلمانيين وأقباط المهجر التي تضمنت إملاءات علي قداستكم تطالبكم بالتوقف عن استقبال المهنئين بعيد الميلاد وعدم إذاعة القداس في التليفزيون أسوة بما حدث عام‏1981‏ ؟
هذا لون من التطرف نرفضه جميعا‏,‏ وأنا أتذكر انني قلت لبعض اولادنا في المهجر إذا رأيتم شعلة من النار فكروا في اطفائها ولا تلقوا عليها حطبا فتزيدوا النار اشتعالا‏,‏ نحن إذا قامت مشكلة نفكر في حل المشكلة‏,‏ وليس في تضخيمها وتصعيدها‏,‏ وأخذ إجراءات تزيد الجو التهابا‏,‏ هؤلاء الذين في الخارج يقترحون هذه الاقتراحات‏,‏ ليسوا علي مستوي المسئولية‏,‏ فليأتوا الي مصر ويقولوا هذا الكلام‏.‏
عندما قررت قداستكم منع إذاعة القداس عام‏1981‏ لم يكن هناك مفر من ذلك ؟
في عام‏1981‏ كانت الاجواء غير هذه تماما‏,‏ فقد كانت وقتها احداث الزاوية الحمراء وحرق ثلاث كنائس وأمور اعتداءات لاداعي للخوض في تفاصيلها فرئيس الجمهورية نفسه استخدم وقتها حقوقه الاستثنائية وقام بحركة‏5‏ سبتمبر فالجو مختلف عن الجو الحالي تماما‏.‏
لماذا أصبحت صورة قداستكم مع فضيلة شيخ الأزهر مثار انتقاد من البعض علي اعتبار أنها تقدم صورة من صور الحل غير الحقيقي للمشاكل الطائفية بين الأقباط والمسلمين؟‏.‏
قال‏:‏هذا نفس تفكير بيان شباب المهجر‏,‏ تصعيد الأمور بدلا من حلها‏,‏ ثم من قال إن مقابلتي لفضيلة شيخ الأزهر هي مظهر لحل الأمور‏,‏ لم يقل أحد هذا الأمر إطلاقا‏,‏ ليست مظهرا لحل الأمور‏,‏ إنما هي مظهر لبقاء العلاقة مهما تكن الأمور معقدة‏,‏ وإذا وجدت بعض الأمور معقدة فهل نكسر جميع الجسور التي توصل بين الناس وبعضهم البعض‏,‏ ونزيد الأمر التهابا أم نحاول أن نأخذ الأمور بالرفق واحدة فواحدة‏,‏ وإن كان البعض ينتقد هذه الصورة فإن كثيرين يأخذونها عكس هذا الأمر‏.‏
العام الماضي رفضت محكمة القضاء الإداري دعوي ماكس ميشيل لتنصيبه بطريركا لكنيسة أرثوذكسية وألزمت وزارة الداخلية بسحب بطاقة الرقم القومي المدون فيها لقبه الكنسي ماهو تعليقكم علي الحكم الصادر بخصوص ماكس الذي أثار ضجة كبيرة؟
هذا الحكم درس لغيره‏,‏ الإنسان يمكن أن يكون ذاته بإنتاج يناسب هذه الذات بسمو ورفعه وقوة أما أن يحاول شخص أن يبني ذاته بمظهر من الخارج أو بلقب لايستحقه أو بوظيفة لايستحقها فليست هذه رفعة الذات‏,‏ وأنا تعليقي علي ماكس ميشيل عند بداية إعلانه عن نفسه كبطريرك‏(‏ أنا حزين عليكم ياابني‏)‏ ومازلت حزينا عليه لأنه لايريد أن يرجع عما هو فيه إنما يتمادي‏,‏ فقد سافر إلي أمريكا ليصير أسقفا لنيفادا‏,‏ فهل هذا يشبعه‏,‏ وللأسف ماكس ميشيل له ذيول في مصر فهو لم يقل فقط عن نفسه أنه أسقف ولكنه رسم أساقفة في مصر وقساوسة فماذا بخصوص هؤلاء وماهو مصيرهم؟ فهل ستسحب منهم بطاقة الرقم القومي أيضا ويكفي أنهم يلبسون ملابس الكهنوت وهم غير ذلك وممكن أن يخدعوا البسطاء بهذا المظهر‏.‏
لاتطاوعني نفسي وأنا أطرح هذا السؤال ولكن‏..‏ تعرضتم قداستكم لأزمات صحية خلال العام الماضي مما جعل البعض يطرح السؤال عن مستقبل الكنيسة ومن يخلف البابا شنودة؟ فماذا تقول قداستكم؟
أقول الأمور الآتية‏:‏ أول أمر أن كل إنسان في الدنيا ممكن أن يتعرض لأزمات صحية ولايوجد انسان أقوي من المرض ومع ذلك إن كانوا يريدون مناقشة لائحة انتخاب البابا‏,‏ فأنا سأحاول في وقت من الأوقات أن أعرض لهذا الموضوع ولامانع أن يكون مع جريدتكم بغض النظر عما يقوله هؤلاء‏,‏ ولكن من الناحية الموضوعية البحتة وليس كرد فعل لما يقوله العلمانيون‏,‏ وأحب أن أوضح أن الأسماء التي تتحدث باسم العلمانيين لايمثلون سوي أنفسهم‏,‏ فالعلمانيون في الكنيسة القبطية هم كل الأشخاص الذين ليسوا من الإكليروس أو الكهنوت‏,‏ فهل هؤلاء جميعا فوضوا هؤلاء الأشخاص الذين يعدون علي أصابع الأيدي ليتحدثوا باسمهم‏.‏
هل أرضت قداستكم التعديلات الدستورية فيما يخص مسألة المواطنة وكيف تري استمرار وجود المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن مباديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع؟‏.‏
من جهة التعديلات الدستورية والكلام عن المواطنة يهمنا ليس فقط مواد الدستور وإنما تفعيل مواد الدستور في الحياة بصفة عملية‏,‏ في الدستور توجد حرية العقيدة‏,‏ وتوجد المساواة بين المواطنين‏,‏ وكلنا ننادي بأننا شعب واحد ونسيج واحد ولافرق بين مسلم ومسيحي علي الإطلاق ومواد الدستور تنادي بالمساواة للكل هذا حسن جدا لكن عمليا هناك سؤال نود أن نجد جوابا عليه؟ لماذا لاينجح المسيحي في الانتخابات أية انتخابات‏.‏

الانتخابات البرلمانية القادمة كيف استعدت لها الكنيسة وماذا تريدون منها؟
كل ما نريده أن يمثل للأقباط فيها ولانحدد نسبة معينة إنما يوجد لهم تمثيل فمن حق أي طائفة في شعب وتعدادها ملايين أن يكون هناك من يمثلها فهذا حق طبيعي‏.‏
كيف تري الأسلوب الأمثل ليكون هناك في البرلمان من يمثل الأقباط؟
أنا أترك هذا لرجال الدولة فأنا لست رجل سياسة‏,‏ المهم أن يوجد من يمثلهم وإذا كانت الدولة تتحمس لأنه يوجد من يمثل النساء والشباب فلماذا لا يكون لها نفس الحماس فيمن يمثل الأقباط وأقصد بتمثيلهم ليس مجرد أن رئيس الدولة يعين أشخاصا لكن أقصد أن تتاح لهم الفرصة أن ينجحوا في انتخابات‏.‏
الأهرام‏:‏ جميعنا نتبادل في هذه الاونة عبارة‏(MERRYCHRISTMAS)‏ وكثيرون لا يعرفون ما معناها وما هو مصدرها؟‏.‏
كلمة‏(‏ كريسماس ـ‏Christmas)‏ تعني ميلاد المسيح وهي مكونة من إسم مزدوج ـ‏Christ)(‏ كريست‏)‏ أي المسيح وهي كلمة مأخوذة من الكلمة اليونانية‏(Christas)‏ يعني المسيح والكلمة الأخري‏mas))‏ تعني ميلاد وهي كلمة مصرية أو قبطية صرف ولا يوجد في كل اللغات فرنسية أو إيطالية أو إنجليزية أو ألمانية كلمة تعني مولد مثل‏(‏ ماس‏mas)‏ المصرية ونحن نقول‏(‏ تحتماس‏)‏ يعني المولود من تحوت‏,‏ والفعل منها‏(‏ ميس‏mise)‏ ومأخوذ منها أيضا‏(‏ رع مسيس‏)‏ أي المولود من رع فكأننا قدمنا هذه العبارة للعالم لكي يحتفل بها وكلمة‏Merry))‏ معناها سعيد‏,‏ وبالتالي‏Merry(Christmas)‏ معناها عيد ميلاد سعيد للمسيح‏.‏
ماذا تقول قداستكم للمصريين جميعا ـ مسلمين وأقباطا ـ ونحن نستقبل عيدالميلاد المجيد؟
كل سنة وأنتم طيبون جميعا ونرجو أن يكون العام الجديد عاما سعيدا مباركا علينا جميعا يسوده السلام خاصة في المناطق الملتهبة وأيضا تحل فيه المشاكل الاقتصادية وبالذات مشكلة البطالة وربنا يجعله عاما مباركا‏.‏



  رد مع اقتباس
قديم 13 - 06 - 2012, 10:16 PM   رقم المشاركة : ( 270 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية



طاقات وطباع وغرائز


من مقالات قداسة البابا شنودة الثالث


من طاقات الإنسان: العقل والروح والنَّفس والضمير والإرادة والحواس. وهى تختلف من شخص إلى آخر. بالإضافة إلى ما يمنحه اللَّه من مواهب لكل فرد على حدةٍ. وهذه الطاقات والمواهب قابلة للنمو. أو على الأقل نكتشف قدراتها بالزمن والاحتياج.
العقل مثلاً: نحن لم نكتشف بعد كل قدراته. هل كانت الأجيال السابقة تصدق أنه يمكن للعقل البشري أن يخترع سفن الفضاء التي توصل الإنسان إلى القمر فيمشي على سطحه؟! كما يخترع أقماراً صناعية تجول حول العالم، تجمع أخباراً وترسل صوراً!! ومَن كان يتصوَّر أنه كان يمكن للعقل أن يُقدِّم للبشرية كل الاختراعات الحالية في مجال الطب والهندسة وسائر العلوم؟! مثل الكومبيوتر والـ mobile phone، وإمكانية عمل جراحة للجنين في بطن أمه؟! وما زلنا نرى نمواً واضحاً لطاقات العقل تظهر عملياً...
وروح الإنسان أيضاً لها طاقات عجيبة لم يدركها كل الناس. فهم لم يكتشفوها لأنهم لم يستخدموها، ولم يدخلوا في التداريب التي تنشط الروح وتفسح لها مجال انطلاقها الطبيعي. وإننا عندما نقرأ عن التداريب الروحية التي تجريها جماعات من الهندوس واليوجا، وما وصلوا إليه من نتائج، نرى عجباً..! إنها ليست معجزات ولا قدرات غير طبيعية. بل هى الطاقة الطبيعية للروح، يكتشفها مَن يحيا بالروح، ومَن يستخدم الروح ويهتم بها...
هناك أيضاً طاقات للحواس لم نستخدمها كلها. وذلك لعدم شعورنا بالاحتياج إليها. فهى طاقات تظل كامنة إلى أن تظهر حينما تفقد حاسة مُعيَّنة، فنستعيض عنها بتنشيط حواس أخرى بديلة.
فإنسان مثلاً فقد بصره، ويحاول أن يستعيض عنه بالسمع وباللمس ورُبَّما بالشَّم أيضاً، فتقوى كل هذه الحواس، ويكتشف قدرات لها لم تكن متاحة له من قبل. ولكنها ظهرت لأنه أخذ يُدرِّب هذه الحواس تدريباً دقيقاً لتكون له أبواباً للمعرفة بدلاً من النظر الذي فقده. ولم تكن هكذا من قبل، بل كانت كامنة غير ظاهرة في حالة عدم إستخدامها ... كما نلاحظ أيضاً أن الذي فقد بصره، تقوى ذاكرته، لأنه يستخدمها أكثر من ذي قبل، إذ أن القراءة لم تعد متاحة له. وحتى هذه القراءة نراه يستعيض عنها بطريقة برايل، بتقوية حاسة اللمس.
إنَّ الإنسان الكامل: في كمال عقله، وكمال روحه، وكمال حواسه كلها، لم يُوجد بعد في أي إنسان عادي ... وطاقات كل شخص كما تحتاج إلى تداريب لتنمية قدراتها، تحتاج إلى تداريب أخرى حتى لا تضعف بعدم الإستخدام.
علينا مثلاً أن نُنمِّي العقل والذاكرة وملكات التفكير التي لنا. وننمي قدراتنا على التفكير السليم والاستنتاج وحل المشاكل. فالمسائل الرياضية والتمارين الهندسية التي كنا ندرسها في المدارس، لم تكن لمُجرَّد العلم أو للتخصُّص في الرياضيات، إنما كانت لها فائدة أخرى في تدريب العقل على التفكير.
مَثَل آخر لهذا التدريب، هو اثنان يلعبان الشطرنج وكل منهما صامت يُفكِّر: ما هى الخطوة التي سيلعبها زميله، وكيف يرد عليها؟ وماذا سيكون رد زميله على رده؟ وكيف يتصرَّف وقتذاك؟ وكيف يمكنه أن يُعرقل خططه؟ وكيف تكون له هو خطط غير مكشوفة توصّله إلى النتيجة المطلوبة ولو بعد مراحل؟ إنه أيضاً تدريب على الذكاء، وليس مُجرَّد لعبة شطرنج للتسلية وقضاء الوقت...
وما أكثر تداريب الذكاء وتنمية التفكير: الألغاز أيضاً وحلّها والمسابقات، كلها تداريب على التفكير. كذلك يمكنك أن تُنمِّي موهبة التفكير في محيط أسرتك وسط أولادك. وعلّمهم أن يواجهوا أيَّة مشكلة بالتفكير وفي غير اضطراب. وفي الحياة العملية توجد تداريب على الحكمة وحُسن التَّصرُّف، أو تنمية الفكر عن طريق المشورة والانتفاع بخبرات الآخرين.
الضمير أيضاً يحتاج إلى تنمية. ذلك لأنه يوجد ثلاثة أنواع من الضمائر. منها الضمير الواسع الذي يتساهل مع كثير من الأخطاء، ويُسمِّيها الأخطاء الصغيرة أو البسيطة، فيُمرِّرها ويُبرِّرها!! وهناك الضمير الضيق الذي يظن الخطأ حيث لا يوجد خطأ، أو أنه يضخِّم من قيمة بعض الأخطاء. أمَّا أنت فليكن لك الضمير الصالح، الذي يتميَّز بالفهم السليم، ويعرف كيف يُميِّز بين الخير والشر، وبين ما يجوز وما يليق. ويزن الأمور بميزان دقيق، بلا إفراط ولا تفريط.
ويأتي هذا بالتعلم على ثقاة من المتعمقين في علوم الدين والاجتماع والأخلاق، وداوم التأمُّل بعمق في كلام اللَّه وفي سِيَر الناس الأبرار المشهود لهم، وكذلك بالتأثُّر بالقدوة الصالحة.
معارف الإنسان أيضاً تحتاج إلى تنمية، غير النمو الطبيعي في المعرفة خلال مراحل العمر. والذي يهتم بنموه في المعرفة يصير مُثقَّفاً ويستطيع أن يكون عضواً نافعاً في المجتمع. والمعرفة تُغذِّي عقله، وتُغذِّي ضميره، وتقوِّم طباعه، وتدفعه إلى السلوك الصالح. كما أنَّ المعرفة تساعده في طريق الحكمة وحُسن التَّصرُّف، والنجاح في التعامل مع الناس. وإذ نما في المعرفة وفي الخبرة، قد يصل إلى القدرة على الإرشاد وقيادة الغير...
إنَّ حياة الإنسان بكل طاقاتها وزنة سلَّمه اللَّه إيَّاها لكي يعتني بها. لذلك يلزمه أن يُنمِّي شخصيته بصفة عامة لتتحوَّل إلى شخصية قوية سوية، سواء في العقل أو الضمير أو المعرفة أو السلوك، أو النفسية السوية، والحكمة في الحكم على سائر الأمور.

فلا تترك شخصيتك إذن، دون ضابط ودون اهتمام ودون نمو...
الجسد أيضاً طاقة وهبها اللَّه للإنسان، فهو الجهاز التنفيذي لكل القرارات التي تصدر عن العقل أو الروح أو الإرادة أو الضمير...
وما أسهل أن تؤثِّر أمراض الجسد على النَّفس، فتجلب لها ألواناً من الألم أو الحزن أو الضيق أو التَّذمُّر. وبعض الناس قد يصلون إلى درجات من الإنهيار النفسي بسبب أمراض أجسادهم، أو يصابون بالكآبة والقلق والحيرة بسبب ما تتعرَّض له صحة الجسد من اضطرابات...
كذلك شهوات الجسد تؤثِّر على الضمير وعلى الإرادة، وتحاول أن تستخدم طاقات العقل لتحقيق أغراضها. كما أنَّ شهوة الجسد قد تستأثر الفكر تماماً، فلا يدور إلاَّ في فلكها. وإذا سيطرت فإنها تضعف الروح وتبطل صلتها باللَّه.
لهذا كله ينبغي حفظ التوازن بين طاقات الإنسان فتتعاون معاً وتتكامل. ولا يصح أن يوجد تناقض أو تنافس بين الطاقات يؤدِّي إلى صراع داخلي وإنقسام في الشخصية. كما قال أحدهم: " كنت أصارع نفسي وأجاهد، وكأنني اثنان في واحد. هذا يدفعني، وذاك يمنعني "!! نعم ما أسهل أن تتصارع الطاقات: فالجسد يشتهي ضد الروح. والروح ضد الجسد. أو النفس ضد الضمير. أو العقل ضد الإرادة..!
بينما الإنسان السليم السَّوي لا يوجد فيه مثل هذا الصراع. ولا تحاول إحدى طاقاته أن تُسيطر على باقي الطاقات أو بعضها.
«« أخيراً: ألا ترى معي يا قارئي العزيز أن موضوعنا هذا يحتاج إلى تكملة، لنتحدَّث عن الطباع والغرائز والمواهب. فإلى لقاء...



  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حوار خاص مع قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
صورة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا المعظم تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
من هو مثلث الرحمات المتيح قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية


الساعة الآن 04:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024