رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداس لنيافة الأنبا أغابيوس أسقف ديروط المتنيح القديس الانبا اغابيوس اسقف صنبو وديروط وقسقام حمل قداس لأنبا أغابيوس أسقف ديروط المتنيح ج1.wav قداس لأنبا أغابيوس أسقف ديروط المتنيح ج2.wav من كتاب سيرة عطرة حياة ومعجزات القديس الانبا اغابيوس اسقف صنبو وديروط وقسقام + ولد عزيز شحاتة وهبة من أبوين بارين بمدينة ملوي –محافظة المنيا – في سبتمبر 1928 م وكان ترتيبه الثاني بين أخوته وكان بالحقيقة عزيزاً عند والديه وفى محيط أسرته ومن كان يدرى أن هذا الطفل عزيز الذي كان يجرى في شوارع ملوي سوف يصبح قديسا عظيما هذا الذي رضع الإيمان العديم الرياء (2تى 5:1) فشب مثالا للشاب المسيحي (1صم 2:26) متحليا بالطهارة والاتضاع (جا 1:12) متميزا بهدوء ملائكي خاص (لو 80:1) مشهودا له من اقرأنه وخلاته (أع 2:16) . + عرف عزيز طريقه إلى التعليم فقضى مده دراسته الابتدائية والاعداديه بملوي ثم التحق بمدرسة الأمريكان بأسيوط فحصل منها على الثانوية العامة والتحق بكلية الحقوق – جامعة القاهرة – وتخرج فيها عام 1950 م وتدرب بمكتب الأستاذ/ فكرى مكرم عبيد المحامى بالقاهرة وبعد فترة التدريب اشتغل بالمحاماة نحو عشر سنوات بمكتبه الخاص بملوي فكان محامياً ناجحاً وكان لا يقبل القضايا التي لا يرى أنها تدور حول الحق بل يرفضها وكان رحيما بالفقراء وذوى الحاجة فلا يتقاضى منهم أجراً بل كان يدفع لهم الرسوم والمصروفات من جيبه الخاص + اثر المحامى الشاب عزيز شحاتة أن يترك المحاماة ويكرس نفسه للدراسة الدينية والعبادة فترك مكتب المحاماة الخاص به – رغم نجاحه الملحوظ فيه – على مدى عشر سنوات والتحق بالكلية الاكليريكية بالقسم المسائي وفضل أن يقيم بالداخلية (اى القسم الداخلي) فيها رغم أمكانه الالتحاق بها من الخارج وكان ذلك في أوائل الستينيات في عهد قداسة البابا كيرلس السادس – الذي عرفه وأحبه – وكان يطيب لقداسة البابا كيرلس أن يصطحبه إلى تسبحه نصف الليل والقداس المبكر الذي يليها يومياً، فتاقت روحه للتوجه إلى الدير ليحيا حياة التكريس الكامل والصلاة الدائمة والهذيذ بالإلهيات وتذوق حياة السماء على الأرض وقد كان ذلك بتدبير وإرشاد أبيه الروحي البابا كيرلس السادس +نبوءتين عن رهبنته + ( النبوءة الأولى ) تنبأ بها القديس القمص عبد المسيح الحبشي – المتوحد (آنذاك) بالقرب من دير السيدة العذراء – الشهير بالبراموس – وكان الشاب عزيز شحاتة في رحلة إلى هذا الدير وقصد مغارة أبونا عبد المسيح لينتفع بتعاليمه فإذا به يجلس معه أمام المغارة ويكتب بأصبعه على الرمال هذه العبارة: ( غريبة ... راهب من بطن أمه ..راهب من بطن أمه ..راهب من بطن أمه ..!) وقد كانت هذه العبارة كشفا إلهيا بأن هذا الشاب مدعو للرهبنة. ( النبوءة الثانية ) تنبأ بها أحد رهبان دير المحرق الأتقياء ، وكان الأستاذ/ عزيز شحاتة المحامى متطوعاً بالدفاع عن الدير في قضايا كثيرة – خاصة بأوقافه – فكان دائم التردد على الدير وذات يوم بادره هذا الأب – المشهود له بالروحانية – بهذه العبارة العجيبة ( أنت هتكون بكر القمص قزمان ) بمعنى أنت ستكون أول رسامات القمص قزمان رئيس الدير – ومن عجب أن القمص قزمان لم يكن قد صار بعد رئيسا للدير وقد حدث – فعلا – بعد أن تولى رئاسة الدير أن قام القمص قزمان برسامة أول راهب في عهده ليكون هو – للعجب – عزيز شحاتة وباسم الراهب بولس المحرقى يوم 5 أبيب 1678 ش الموافق 12 يوليو 1962 م . وكان البابا كيرلس هو الذي أختار له هذا الاسم وكانت تلك نبوءة أخرى عما سيلاقيه من صعوبات في الخدمة وكم ينبغي له أن يتألم من اجل اسم المسيح (أع 16:9) . + تمت رهبنته باسم الراهب بولس المحرقى بعد ما أجتاز فترة التلمذة وما لاقاه فيها من صعوبات، فقد حاول الأهل إثناءه عن عزمه بشتى الطرق تارة بالإقناع وأخرى بالدموع وثالثة بإغراء الميراث، إلا انه القلب الذي كان قد أنصرف في طريق أخر، ناظرا إلى الميراث الذي لا يفنى ولا يدنس ولا يضمحل المحفوظ لنا في السموات (1بط 4:1) – نعم – فقد اثر الانحلال من الكل للارتباط بالواحد الذي هو الكل في الكل ووضع في قلبه أن من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء (لو62:9) . + نظرا لما عرف عن الراهب بولس المحرقى من التقوى والاتضاع ومحبة الإباء ، قدموه إلى نيافة الأنبا بطرس مطران اخميم وساقلته آنذاك عندما حضر في زيارة إلى الدير ، ورشحوه لدرجة الكهنوت فتمت سيامته قساً فقمصا يوم 25 بشنس 1679 ش الموافق 2 يونيو 1963 م وسط فرح وبهجة الجميع، فازداد اتضاعاً ومحبة للكل وازدادت محبة الكل له ونما في الروح والقامة والنعمة عند الله والناس (لو52:2) . +سكرتيرا ًللبابا كيرلس+ + اختاره أبوه الروحي قداسة البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيره الخاص للشئون القانونية وأمينا لمكتبة البطريركية ورغم انه لم يكن يرغب في أن يترك الدير لكنه من اجل الطاعة استجاب لدعوة البابا كيرلس فصار ملازما له متتلمذا على يديه متأثرا به في الصلوات والاصوام والتسابيح والقدسات اليومية فصار بحق رجل صلاة (مز4:108) وصارت له أيضا الدالة في صلواته كأبيه . +موقف ... وتعليم + + ذات مرة دخل قداسة البابا كيرلس حجرة السكرتارية فوجد أبونا بولس واضعا وجهه بين يديه ومستغرقا في تفكير عميق لدرجة انه لم يشعر بدخول قداسة البابا فبادره البابا منبها بقوله (مالك يا أبونا بولس ... بتفكر في أيه ) فرد عليه القمص بولس بقوله : (لا... مافيش ....سلامتك يا سيدنا ) فكرر عليه البابا كيرلس السؤال مرة أخرى فأجاب أبونا بولس هذه المرة بقوله : ( يا سيدنا .. الجميع من حولك يهاجمونك..ازاى قداستك متحمل كل ده ) فرد عليه العظيم في الروحانية البابا كيرلس بقوله : ( هو ده اللي مزعلك يا ابني! ) .... ( يابنى أنا باترك كل المشاكل على المذبح وصاحب المذبح بيتصرف فيها ويحلها ) ... هو قال لنا : ( الق على الرب همك وهو يعولك ) ( مز22:25) ، وكان هذا التعليم عينه هو ما لمسناه معاشا من سيدنا الأنبا أغابيوس – فيما بعد – فقد كان يعلمنا بقوله : ( يا ابني لو وضعت المسيح بينك وبين المشاكل تهون عليك أما لو وضعت المشاكل بينك وبين المسيح تفرتكك ) .. ( لتكن نظرتك إلى المشاكل من خلال المسيح .. فترى الشبيه بابن الإلهة يسير بك في وسط الاتوان .. فتشعر بسلامه أكثر مما لو كنت بلا مشاكل .. وتفرح ) وكان أيضا يقول : 0 عندما تهاجمك المشاكل .. ضعها على المذبح ... وصلى قائلا : ترتب قدامى مائدة تجاه مضايقي) ( مز 5:22) . + اختير القمص بولس المحرقى للأسقفية عندما كان يخدم بكنيسة العذراء قصرية الريحان – وقد اختاره قداسة البابا كيرلس السادس وكانت البداية أن أرسل قداسته في طلب أبونا بولس لكي يخبره بان شعب المنوفية يرشحونه أسقفاً لهم وأنهم قدموا لقداسته تزكية بذلك فما كان من أبونا بولس إلا أن اعتذر وقام وذهب إلى قداسة البابا وضرب له ميطانية وظل يرجوه أن يتركه يقضى بقية حياته في القلاية التي بناها له أحباؤه بكنيسة العذراء – قصرية الريحان – التي أحبها وما هو إلا وقت قصير حتى تكرر نفس العرض والتزكية ولكن من شعب أخر هو شعب السودان عندما خلا كرسيها فاعتذر أيضا لهم ولقداسة البابا ثم جاء العرض الثالث ... وممن ؟ ليس من شعب ايبارشية معينة وإنما من قداسة البابا كيرلس نفسه فقد استدعاه وابلغه بأنه يريده ليكون أسقفاً عاما ونائبا بابويا للإسكندرية وهنا تضرع أبونا بولس الى قداسة البابا وتوسل إليه بكل السبل بان يتركه لأنه استراح في حضن تلك الكنيسة ولا يريد أن يغادرها إلا إلى السماء وإذا بكرسي ديروط قد خلا بنياحة أسقفها وكذا كرسي منفلوط وإذا بشعب كلا الايبارشيتين يطلب أبونا بولس المحرقى بالاسم وكلاهما يحمل لقداسة البابا التزكية اللازمة لذلك وهنا أصر قداسة البابا أن يامره أمرا قائلا له : ( إن الراهب كالجندي متى استدعى فعليه أن يطيع وهذه هي إرادة الله فلا يليق أن ترفضها ) . وأخيراً رضخ أبونا بولس لأمر قداسة البابا كيرلس – ونزولا على رغبة شعب ديروط وتمسكهم الشديد بشخص القمص بولس المحرقى – قام قداسة البابا كيرلس بسيامته أسقفاً على كرسي صنبو وديروط وقسقام في 14 أمشير 1681 ش الموافق 22 فبراير 1965 م باسم الأنبا أغابيوس . + راع ورعية+ + سار في اثر خطوات مخلصنا له المجد الذي قال . أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل . أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف . واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني . وأنا أضع نفسي عن الخراف . ولى خراف اخر ليست من هذه الحظيرة . ينبغي لي أن أتى بهؤلاء الاخر أيضا . فتسمع صوتي . وتكون رعية واحدة لراع واحد ( يو10:10-16) . + كان مثله الأعلى هو القديس الأنبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة وقد تسمى كلاهما في الرهبنة باسم القمص بولس المحرقى كما أحب الفقراء مثله وأحب – دلجا – مسقط رأس الأنبا إبرام والتي فيها عاش إلى سن الرابعة عشرة قبل أن يتوجه إلى دير المحرق + قام نيافته بسيامة 35 كاهنا . وبناء 12 كنيسة جديدة فى عهده . وتجديد مبنى المطرانية بصنبو . وإنشاء مبنى للخدمات وقاعة مناسبات بها كما انشأ كنيسة أعلى مقر نيافته بديروط . + كانت العبارة المأثورة لدى نيافته . هي هاتان الكلمتان – ربنا يدبر – وكانت هي بمثابة رده على كل ما يعرض عليه من مشاكل وما يقابله من مواقف عصيبة . وهى التي كانت على فمه طيلة عشرين عاما هي مدة حبريته . وبها طيب قلوب الكثيرين . وكانت تلك العبارة فى حد ذاتها صلاة . وكانت مستجابة . + حمامة بيضاء + الأستاذ / بطرس وهيب عبد المسيح _ أمين خزينة سنترال حلوان العمومي ( حاليا ) ومقيم بالمساكن الاقتصادية بحلوان بلوك 36 مدخل 4 شقة 2 _ يقول : بينما كنت حاضرا _ ذات يوم _القداس المبكر بكنيسة العذراء _ قصرية الريحان _ بصحبة الأستاذ / موريس قرياقص ( ويقيم: عطفه 3 ش الشيخ إبراهيم الجبالى بمار جرجس مصر القديمة ) _ وكان يقوم بالصلاة سيدنا الأنبا أغابيوس _ وإذا بحمامة بيضاء كبيرة جدا تقطع صحن الكنيسة ذهابا وإيابا أمام أعيننا _ ثم تختفي _ وظل كل منا ينظر إلى صاحبه في دهشة ويسأله : هل أنت رأيت ما رايته أنا ؟ فتأتى الإجابة بالإيجاب ، وبعد ذلك أسرعنا إلى الهيكل وانتظرنا حتى فرغ سيدنا من الجزء الذي يصليه بالقداس ، وتكلمنا في أذنه بما رأيناه ، فابتسم والصليب على رأسينا وقال لنا :تعالوا تناولوا من الأسرار المقدسة ، فشعرنا ساعتها بشعور روحاني عميق وفرح لا ينطق به أو يعبر عنه ، ورجعنا بعد القداس مسرورين ومخبرين بروحانية هذا الأب القديس ، والى يومنا هذا لا يفارقنا منظر هذا الظهور العجيب ولا تلك الابتسامة الحانية التي لسيدنا _ ونتذكر هذا الحدث كلما تقابلنا معا وكأنه قد حدث بالأمس . + مع القديس سيدهم بشاي+ في عام 1968 م اختاره قداسة البابا كيرلس السادس ليذهب في مهمة _ تناسب قامته الروحية _ إلى دمياط ، لإخراج جسد القديس سيدهم بشاي ، وتطييبه ووضعه في تابوت زجاجي بمكان ظاهر للتبرك منه ، وكان جسد هذا القديس قد وجد بهيئته كما هو فما كان من سيدنا ( بعد أن انتهى من تطييبه وإلباسه تونية وبدرشيل لأنه كان شماسا ) إلا أن أوقفه بجواره ، والتقطت لهما الصور الفوتوغرافية معا جنبا إلى جنب وكأنه مع إنسان حي واقف على قدميه ، وقد نشأت بينهما فيما بعد علاقة روحية قوية . +مع الأم ايرينى + بينما كان سيدنا يقوم بتطيب جسد القديس سدهم بشاي ، وجد مسبحة ( سبحة ) في يد القديس الشهيد ، فأخذها واحتفظ بها للبركة ، إلى أن كان يوم زار فيه دير الشهيد آبى سيفين للراهبات بمصر القديمة فرحبت بقدومه الأم ايرينى رئيسة الدير ، وبينما هما يتجاذبان أطراف الحديث ، لاحظت أمنا ايرينى اهتمام سيدنا بسبحة موجودة معه ، فسألته عن ذلك فاخبرها بقصة السبحة ، فطلبت منه حبة (حباية ) منها إلا انه رفض أن يفكها وأراد أن يحتفظ بها كما هي _ كاملة _ لأنه كان يلمس منها البركة تصاحبه وتصنع معه أعاجيب _ منها أن شخصا كان قد اخذ منها حباية دون علمه ، فظهر له القديس سيدهم فى حلم وأمره باب يعيدها إلى مكانها ويعتذر عن ذلك ويطلب الحل ، وفعلا فعل ما أمره به _ ثم قال لها : ( اطلبي أنت منه وهو يعطيك ) يقصد القديس سيدهم بشاي ، فما كان من أمنا إلا أن طلبت من سيدنا أن تمسكها وتتبارك منها حتى نهاية الزيارة فقط ،فوافق سيدنا وأعطاها لها ، فوضعتها أمنا في حجرها ، واستأنفا حديثهما ، وعند نهاية الزيارة طلب سيدنا منها السبحة لينصرف بسلام ، وإذا بمفاجأة غير متوقعة ، فقد أعطت أمنا السبحة لسيدنا ، لكنها وجدت حبة متبقية فى حجرها ، فاندهشا كلاهما ، وقاما بفحص السبحة فوجداها كاملة العدد ومربوطة كما هي ، فمجدا الله وشكرا القديس سيدهم بشاي وبادر سيدنا أمنا بقوله : الم اقل لك اطلبي منه وهو يعطيك ؟ +++++++صدق ولابد ان تصدق +++++++ +كلمته لم تسقط أبدا + في يوم الأحد الموافق 9 / 6 / 1984 توجه سيدنا إلى كنيسة القديس يوحنا المعمدان بالقوصية ( التي كانت تتبع ايبارشيته آنذاك ) عاقداً العزم على أن يقوم برسامة ابن كاهن الكنيسة _ القمص ميخائيل_ كاهنا عليها باسم بولس (هكذا محددا الاسم ) ، فما من أبونا ميخائيل إلا أن طلب من سيدنا إمهاله حتى ينتهي من زواج ابنته ( الذي كان مقررا فى اليوم التالي ) وأضاف متسائلا : ولماذا اسم بولس بالذات ؟ وإذا بسيدنا يبادره بمفاجأتين قويتين صاغهما فى عبارات محددة وواضحة وعلى مسمع من الحاضرين فقال : " أولا ً أنا باقي لي 30 يوم وأسافر فمفيش فرصة ثانية ،وثانيا أنا بدأتها ببولس وانهيها ببولس _فوافقوا وتمت الرسامة . وقد فهم الحاضرون _ حينئذ_انه لابد سيسافر للخارج ، كما انه لا يريد رسامة أباء كهنة آخرين فيما بعد ربما لان الموجودين عددهم كاف . لكنه كان يقصد شيئا اخر تماما _ وقد كان _ وعندما وصلهم الخبر _ فيما بعد _ حسبوها فوجدوها بالتمام 30 يوم كما قال لهم ( لان نياحته كانت يوم 8 / 7 / 1984 م ) _ وعجيب هو الله فى قديسيه (دا 4 : 3 ، مز 139 : 14 ) فقد بدأ رساماته فعلاً ببولس الذي هو المتنيح القمص بولس القس يوحنا كاهن كنيسة ديروط الشريف ، وأنهاها ببولس الذي هو القس بولس القمص ميخائيل كاهن كنيسة القديس يوحنا المعمدان بالقوصية (حالياً ) ، وحقاً لم تسقط أبداً (1 مل 17 : 1 ، 18 :43 – 45 ) شاهداً الله معه بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب أرادته ( عب 2 : 4 ) . +شفاء نازفة الدم + السيدة / إيزيس هنري ـ زوجة المتنيح القمص بولس يوحنا بديروط الشريف تقول : كان عندي نزيف شديد فذهبنا إلى الطبيب ولكن العلاج لم ينفع فحجزنا عند أشهر الأطباء بالقاهرة وسافرنا ولكن لم ينقطع النزيف ولم تخف حدته ، فعدنا إلى بلدنا ، وأنا استعمل العلاج لكن بلا فائدة ، واستمر هذا الحال شهر ونصف ، فذهب زوجي إلى سيدنا وطلب منه أن يصلى من اجل هذا الأمر لأننا تعبنا جداً ،فما كان من سيدنا إلا أن احضر زجاجة ماء وصلى عليها وصب عليها نقطة زيت من زجاجة صغيرة كانت معه وقال لزوجي : روح يا أبونا خليها تشرب من المية دى باسم المسيح ،وهو اللي شفى نازفة الدم فى القديم هيشفى زوجتك فعاد أبونا مستبشرا وفعلا بمجرد ما شربت من الماء _ فى الحال _ وقف النزيف ، فمجدنا الله وشكرنا سيدنا كثيراً. + وأسمياه صموئيل + لواء شرطة / أنور فهمي اسكندر _مساعد مدير امن الإسماعيلية (سابقاً ) _ومقيم 74 ش الزمر الغربي بالجيزة _ يقول : تزوجت عام 1965 م ولم نرزق بنسل ،وظلننا هكذا ثلاث سنوات ونصف ، فى عذاب مع الدكاترة من كل مكان ، وكان نيافة الأنبا أغابيوس على صلة بحماي المرحوم / نسيم أمين واصف ، وكلما كان ينزل إلى القاهرة كان حماي يدعوه لزيارته فى بيته الكائن : 8 ش احمد خلاف بالدقي ، ويدعونا نحن نأخذ بركته ، ففاتحناه فى الأمر ذات مرة ، وطلبت أنا منه أن يصلى لزوجتي ،وبعدما صلى لها فوجئنا به يقول لها : هتخلفى .. إطمئنىفردت زوجتي وقالت له : بس إزائ بس يا سيدنا و............، فقطعها سيدنا بقوله: المرة الجاية أقولك إزائ ،وفعلاً في المرة التالية كانت زوجتي حامل ، وإذا به يقول لها : هيجيلك ولد وتسميه صموئيل فاعترضت أنا على الاسم قائلا : أنا في وضع وظيفي حساس ( كنت ساعتها نائب مأمور مركز القنطرة غرب ) ، والاسم دا واضح قوى فقال لي : لا .......تسميه صموئيل ... والاسم ده مش من عندي .. ده من عند ربنا ،ولكنني كنت قد اتفقت مع زوجتي فيما بيننا على أن نسمى أسما ً أخر ، وفعلاً بع الولادة أسميناه مجدي ، فمرضت زوجتي مرضاً شديداً( تسمم + سخونة + إفرازات غريبة بدلا ًمن لبن الثدي ) واستمرت هكذا لمدة أسبوع ووصلت إلى درجة الموت ، وفجأة أتصل سيدنا بنا من ديروط ليسأل عن أحوالنا ، فأخبرناه بالحال بكل صراحة ، فقال : سميه صموئيل .. وزوجتك هتقوم بالسلامة وفعلاً توجه اخو زوجتي الأستاذ / فهيم نسيم إلى مكتب الصحة وسجل مدني الوايلى ( المختص حينذاك ) وقام بتغيير الاسم إلى صموئيل ، ففي الحال قامت ، ومن اليوم التالي كان اللبن طبيعاً ، وكبر صموئيل ،وعمده سيدنا فى الزيتون ، وأصبح حبيب سيدنا ، وحاليا ً هو مهندس بشركة بريما للصناعات الهندسية بالقاهرة ، وسيدنا كل ما يشوف زوجتي يقول لها : أزيك يا أم صموئيل لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا رو(23:1) في الأيام السابقة على انتقاله ، أتته رغبة ملحة وقوية في أن يفتقد ويودع أحباءه وأبناءه بجولة وداعية بدأها بالمكان الذي ترهب فيه وهو دير السيدة العذراء المحرق ، والعجيب انه زار كل أب من الإباء الرهبان قلايته الخاصة وأصر على ذلك سواء للإباء القدامى أو الجدد الذين لا يعرفهم بل وطلبة الرهبنة أيضا ، وأخيراً جلس بقصر الضيافة والتف حوله الجميع فجلس يسترجع معهم خبراته الروحية وذكرياته في الدير منذ أول ليلة بات فيها في قلايته عند دخوله الدير طالباً الرهبنة ، وكان لقاءه عميقاً روحياً استراحت له قلوب السامعين وأفئدتهم _ دون أن يعرفوا انه يودعهم _ وهكذا كان الحال في كل بلد من بلاد الايبارشية ، ذهب بنفسه إليهم ، بل وخص من اختلفوا مع نيافته في السابق بزيارة خاصة مفعمة بالحب والحنو مستسمحا ً الكل ( وكان ينبغي أن يستمحوه هم ) وكأنه يقول لهم :" ها أنا اعلم أنكم لا ترون وجهي أيضا ، انتم جميعا ً الذين مررت بينكم كارزا ً بملكوت الله ، لذلك أشهدكم اليوم هذا أنى بريء من دم الجميع ، لانى لم اوخر أن أخبركم بكل مشورة الله ... والآن استودعكم يا اخواتى لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثا ً مع جميع القديسين ( أع 20 : 25 ، 26 ، 27 ، 32 ) حقاً كان أنجيلا ً معاشا ً مقروءا ً من الجميع ( 2 كو 3 : 2 ). ++++++ سلم عصا الرعاية لأبيه ++++++ واختتم جولته الوداعية هذه بزيارة لدير مارمينا عند أبوه البابا كيرلس السادس ، وهناك قال لمن حوله : ( الزيت انتهى خلاص ) _ يقصد زيت حياته على الأرض _ والشيء العجيب حقا ً انه قد ترك عصا الرعاية بالدير ورجع بدونها _ لا عن نسيان بل عن قصد _ وكأنه يسلمها إلى من سلمها له عندما اختاره وأقامه أسقفا ً وهكذا سلم وزنته رابحة وسافر ليتقابل مع أبيه هناك على مستوى الروح لم يدرك المحيطون به مغزى تلك العلامات حتى صرح لهم بها علانية في أخر أيامه وكانوا مجتمعين حوله صباحا ً _ الآهل والأطباء والأحباء _ فقال لهم : " أن هذا اليوم هو اليوم الأخير في حياتي على الأرض وسوف انطلق الساعة السابعة مساء هذا اليوم وستحضر السيدة العذراء والقديس الشهيد مار جرجس لاصطحاب روحي واليوم كان هو نفسه 8/ 7 / 1984 م ؛ 1 ابيب _ إلا أن الأطباء كانوا قد قرروا له أجراء جراحة في ذلك اليوم ورفض هو الجراحة مشيرا ً إلى انه لا لزوم وانه سينطلق _ كما قال _ في الساعة السابعة ، لكنهم تشاوروا فيما بينهم وقرروا تجهيز حجرة العمليات دون موافقته وكانت الساعة تقترب من السابعة ، إلا إنهم لم يصدقوا إن هذا الكلام الذي كان يقوله ممكن أن يحدث واعتبروا انه يقول كلاما ً لا معنى له من جراء المرض وتحت وطأته . وما أن حانت عقارب الساعة وأشارت إلى السابعة حتى انطلقت روحه فعلا ً وسمعه الأطباء أنفسهم وهو يخاطب العذراء ومار جرجس فاندهشوا وظلوا متعجبين مما رأوا وسمعوا ، ورفعوا أيديهم عن أجراء الجراحة وأعلنوا الخبر ، وكانت هذه الأحداث تقع بمدينة المنيا حيث كان هو في استضافة قريب له بالجسد وهو الدكتور / كمال فؤاد قلادة _ مدير مستشفى الحميات بالمنيا ( آنذاك ) _ الذي رافقه إلى مستشفى المبرة بالمنيا وعاش تلك الأحداث وذاك الحوار ، كما عاشه مرافقوه جميعا ً ومنهم قريب أخر له الأستاذ / نسيم إبراهيم قلادة _ وكيل بنك الإسكندرية بالمنيا (آنذاك ) _ الذي أكد ذلك بقوله : سمعت بأذنى سيدنا وهو بيكلم مار جرجس ، وقد تكرر ذلك ثلاث مرات قبل دخوله حجرة العمليات ، وسط اندهاشنا ، وانشغالنا بأمور كثيرة . وجدير بالذكر أن سيدنا كان قد حدد موعد نياحته هذا من قبل مرتين أخريين _ لكن أحدا لم ينتبه إلى ذلك في حينه ـ المرة الأولى قبل 30 يوم من اليوم المحدد ، وكان قد صرح بها إثناء رسامة القس بولس القمص ميخائيل بالقوصية (كما ذكرنا في ص 40 ) . والمرة الثانية كانت قبل سنة من اليوم المحدد . ويرويها الأستاذ / يواقيم يوسف عضو مجلس كنيسة السيدة العذراء – قصرية الريحان – بمصر القديمة . المقيم 28 ش عماد الدين بالقاهرة فيقول : اعتاد سيدنا أن يزور كنيسة العذراء – قصرية الريحان – كلما نزل مصر . ويصلى فيها وبعد القداس يجلس معنا جلسة خاصة (أعضاء المجلس ) . وفى احدي تلك المرات إذا به يقول لنا : أنا باقي لي سنة وأسافر . فصمتنا وبدت على وجوهنا علامات حزن لأننا كنا نحبه جدا . فقال لنا : مالكم زعلتوا ليه .. مش دى نهاية كل بشر .. ؟! فتدخل احد الحاضرين وحول مجرى الحديث إلى شيء أخر ، ومرت الأيام . إلى أن كان اليوم المحدد . وجاءنا الخبر . فتذكرنا كلمته . وحسبنا هذه المدة فوجدناها سنة بالتمام وباليوم فتعجبنا كثيرا . حقا – سر الله لخائفيه (مز 14:25) وهل يخفى الله عن خليله إبراهيم ( أو حبيبه أغابيوس ) ما هو فاعله ( تك 17:18 . عا 7:3 ) . +جهز كفنه بنفسه + وقد ازداد تعجب المحيطين به ودهشتهم أكثر وأكثر بعد أن عرفوا بما هو أعجب من كل ذلك . انه في صباح ذلك اليوم عندما أعلمهم بان هذا هو اليوم الأخير في حياته .كان قد اتصل بنيافة الأنبا ارسانيوس أسقف المنيا وأبو قرقاص . وطلب منه أن يرسل إليه الملابس الكهنوتية البيضاء الخاصة به –اى الخاصة بالأنبا ارسانيوس – فظن نيافة الأنبا ارسانيوس أن سيدنا يحتاجها لإقامة قداس في صباح اليوم التالي فأرسلها له فعلا . وعند تجهيز الجثمان البسوه تلك الثياب التي طلبها لنفسه وكفنوه بها وياللعجب فقد جهز كفنه بنفسه منذ الصباح .وكما لم يكن يملك ثوبا في حياته هكذا كان في مماته أيضا ً . +ينزف دما + ومن سلسلة الأعاجيب انه ظل ينزف دما من انفه . لمدة 15 ساعة متصلة . في المنيا وفى ديروط وفى الطريق بينهما – انه دم الطعنات لمن عاش مصلوبا – وقد ظل الإباء الكهنة والشمامسة يجففون الدم بالقطن متعجبين بينما الشعب يتبارك من جثمانه . ثم جاءوا بعصا من دار المطرانية ووضعوها معه بالصندوق بدلا من تلك التي سبق أن تركها بدير مارمينا . انتقل عن عمر يناهز الستة وخمسين عاما ورقد بمثواه الأخير الكائن تحت مذبح الشهيد العظيم مار جرجس بالمطرانية . ذاك الذي كان يكمله فما لأذن . عندما حضر لاصطحاب روحه – كما ذكرنا – مع كلية الطهر السيدة العذراء .فكما اصطحب روحه إلى الفردوس اصطحب جسده أيضا إلى حيث المذبح المسمى باسمه وأراحه هناك . |
|